الاثنين، 4 مارس 2013

الذكرى 29 لرحيل الروائي والشاعر مولود معمري


الذكرى 29 لرحيل الروائي
والشاعر مولود معمري
حلّت الذكرى 29 لرحيل الروائي والشاعر مولود معمري الذي توفي إثر حادثة سير بعد مشاركته في ندوة حول الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية .وهي ذكرى تصادف يوم 25 فيفري
مولود معمري روائي جزائري من الرعيل الأول من الأدباء الذين قرأ لهم القراء الفرنسيون باللغة الفرنسية بالإضافة إلى القارئ الفرانكوفوني في شمال أفريقيا ، وخاصة أن أعماله المترجمة إلى اللغة العربية لا تكاد تذكر. ومن هنا لابد من التعرف عليه، انه مولود في قرية توريرت ميمون 28من ديسمبر عام 1917 وسط أسرة تتمتع بالثراء والجاه الاجتماعي ، فتلقى تعليمه في مدرسة القرية.
وعندما بلغ الحادية عشرة سافر إلى مدينة الرباط عند عمه. وهناك درس في مدرسة الليسية جورو، وعندما عاد إلى الجزائر وهو في السادسة عشرة كان عليه أن يستكمل تعليمه. وقد تنقل بين بلاده وفرنسا قبل أن يلتحق بكلية الطب في مدينة الجزائر.
وقد التحق الشاب بما يسمى بالفرقة الأجنبية التي تعسكر في الصحراء، وهي تضم الجنود من مختلف بلاد أوروبا. وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية وجد نفسه جنديا في الجيش الفرنسي، وهو أمر لم يكن بالطبع على هواه.
وعندما انتهت الحرب عمل مولود معمري في المدارس الثانوية لتدريس الأدب، وانتقل بحكم وظيفته بين مدن عديدة، ووجد نفسه قريبا أكثر من الناس الذين صاروا مادة خصبة لكتاباته. وفيما بعد انتقل إلى المملكة المغربية، وطالت به الإقامة حتى عام 1957 ، وعاد للعمل أستاذا للأدب في جامعة الجزائر. ثم عمل مديرا لمركز الأبحاث الأنثربولوجية حتى عام 1980.
نشر مولود معمري روايته الأولى « الربوة المنسية » عام 1952،التي تُرجمت إلى اللغة العربية فيما بعد، ثم جاءت روايته الثانية نوم العدالة عام 1955. وبعد عشر سنوات جاءت روايته الشهيرة«الأفيون والعصا» التي تحولت إلى فيلم . وفي عام 1973 صدر كتابه«موظف البنك»، الذي يتضمن العديد من القصص القصيرة، والمقالات التي سبق أن نشرها. وينتمي مولود معمري أكثر إلى الثقافة البربرية، وعن لغة هذه الثقافة نشر كتابا في قواعد اللغة. كما نشر ديوان شعر يحمل اسم« أشعار القبيلة» عام 1980 وعاد مرة أخرى إلى كتابة الرواية حيث نشر عام 1982 روايته العابرة.
مولود معمري كاتب عربي منفي إلى لغة أخرى ، وهو لم يختر ذلك، ولو لم يكتب باللغة الفرنسية، فمن المرجح أنه كان سيكتب باللغة البربرية لكن هذا لا يمنع شعوره الحاد بعروبته، رغم التيه الكبير الذي عاشه في الفرقة الأجنبية..
ورغم أن ناشري كتبه كانوا في العاصمة الفرنسية باريس. فإن الكاتب لم يكتب أبداً عن الغربة، لأن سنوات حياته قد عاشها في الوطن العربي بين المغرب، والجزائر، وليس في فرنسا مثلما حدث مع آخرين من الذين يكتبون باللغة الفرنسية.
تشكل الكتابة عند مولود معمري في التحامها بقضايا الوطن - تلك الجغرافيا المستلبة التي تقاوم من أجل استرجاعها مختلف الشرائح الاجتماعية، والفضاء الحامل للقيم الثابتة التي رسخها الأسلاف والمحدد للهوية و الانتماء و المبنين للمخيال و الوجدان لدى الأفراد والجماعات - البعد الأكثر التصاقا بالسياق التاريخي و بالتحولات الأيديولوجية التي طبعت الحركة الوطنية في مسارها التحرري الباحث عن الانعتاق والكرامة.
يتجلى هذا البعد بشكل واضح في رواياته الثلاث الأولى، فمن رواية « الربوة المنسية » (1952) إلى رواية « غفوة العادل »(1956 ) مرورا برواية « الأفيون و العصا » (1965)، عرفت الكتابة الروائية عند ذاك الشاعر الذي « يغني أمل رجل لا يخشى الليل » انزياحا جماليا و فكريا عن الرواية الكولونيالية ذات النزعة الجزائرية التي حاولت أن تتميز عن الرواية الإثنوغرافية التي ظهرت في حدود 1900، لكن دون جدوى. كما انزاحت الكتابة الروائية عند معمري عن الأيديولوجية الأدبية التي دعت إليها « مدرسة الجزائر العاصمة »( تلك الأيديولوجية « المحايدة » التي توخت التفاهم بين السكان المحليين والأوروبيين المستوطنين. وهي بهذا تجاوزت التقليد والمثاقفة التي ميزت محاولات الأدباء المحليين الذين تماثلوا بالنموذج الفرنسي وناصروا سياسة الاندماج فيما بين سنوات1950 -1920.
و إذا كانت الكتابة، عند هذا الأديب، هي التي تتيح فرصة الممارسة في الحقل الاجتماعي المتكلس و تطمح إلى إيجاد سبل تغييره نحو الأفضل بواسطة الخطاب الأدبي، فإنها تجعل الذات تندمج في الخطاب الوطني، متفاعلة معه و متبلورة نسبيا ضمنه في علاقة جدلية ترفع من مستوى التشابك الضروري بين الوعي و التاريخ. و هو الأمر الذي جعل الخطاب الروائي عند هذا الأديب يعرف تصعيدا ثوريا في موقفه من الآخر، فينتقل من البحث عن الاعتراف بالوجود عن طريق الحوار إلى السؤال والمواجهة ثم العنف المسلح، و لكن ضمن رؤية إنسانية
و في هذا الإطار و ضمن هذا السياق التاريخي و الثقافي، كان مولود معمري يعي جيدا رسالته و المسؤولية الملقاة على عاتقه، فلم يكن أمامه سوى الالتزام بضرورة التعبير عن مأساة مجتمع متأزم يعاني من هيمنة الخطاب الكولونيالي و شراسة أدواته القمعية، فالكتابة عنده هي « الإيمان العنيف بشيء يشعر الإنسان برغبة شديدة في إيصاله للآخرين »، أما لماذا هذا الموقف الحاد؟ فيبرره بوضع الجزائريين آنذاك حيث « لم يكونوا يؤمنون بشيء، حتى بأنفسهم قبل الحرب العالمية الثانية… و كانوا قد قتلوا الله دون أن يعرفوا، منذ زمن طويل، و كان ملء أفواههم، بسبب الكسل و التعود و نضب الخيال، و كانت قلوبهم خالية… و قد سمعوا مرارا الكلمات التالية تتردد « … أنتم عرب … أنتم لا شيء » و كل يوم يمر يؤكد ذلك: فالسلطة و الثروة و الجمال و العلم و الكرامة و اللغات، و ملاعب التنس، و الشواطئ، و السيارات، و كل شيء جيد و جميل و دافئ و كبير كان ملكا للأوروبيين » .
فتكون بذلك الكتابة وسيلة رمزية للانفلات من المأزق قبل تجاوزه في الواقع. إذ يكون، هذا الأخير، بمثابة الخلفية التي تصدر عنها رواياته الثلاث، أي العمود الفقري الذي يجعل أحداثها تتماسك و تتحد في سياق يتحكم فيه منطق التاريخ الذي يتطور لا محالة.
و إذا كانت الكتابة تطرح منذ البداية إشكالية اللغة و هي هنا لغة الآخر التي فرضتها المثاقفة و برر استعمالها منطق التاريخ و تطور الأحداث وأصبحت مع مرور الزمن رمزا للتبعية الثقافية بالنسبة للكثير من المثقفين في الجزائر، على اختلاف لغاتهم، فإن امتلاكها لدى هذا الأديب: « حظ و ربما تكون قيمة الكاتب الذي يعزف على وترين، [ في نظره]، أفضل من قيمة من يكتفي بأن يعبر عن شعوره بلسانه الخاص. و يجب اعتبار ذلك ثروة جزائرية تغني الثقافة الجزائرية. فلا يجب أن نبتر هذا الجزء الذي هو حظ خاص بالجزائر » ، إذا فالثقافة الغربية إلى جانب اللغة الفرنسية هي « … أداة ممتازة من أجل التحرر… » .
هذا التحرر المطلوب يمر حتما و بالضرورة عن طريق الخطاب الأيديولوجي و الأدبي المضاد و المتضمن في هذه الروايات الثلاث، فيحدده التملك القدير للغة الفرنسية و إمكانية انتهاكها بالخروج عن قانونها النحوي و المعجمي بواسطة إدخال كلمات عربية و بربرية في النسيج الروائي إلى حد تصبح معه لغة الرواية غريبة لدى القارئ الفرنسي الذي تتوجه له في الأصل، مما يفرض وضع معجم لهذه الكلمات في مقدمة النص الروائي، أي في رواية « الربوة المنسية » موضوع الدراسة.
*ـ جريدة صوت الأحرار ليوم:24/02/2009
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحتّى يكون القارئ على دراية أكثر بهذا الكاتب الروائي رأينا أن ندرج هذه الدراسة القيّمة التي موضوعها : مولود معمري والكتابة للوطن للأستاذ محمد داوود أستاذ محاضر بقسم اللغةالعربية وآدابها بكلية الأداب واللغات والفنون بجامعة وهران وباحث مشارك في مركز الأبحاث الأنثروبولوجية الاجتماعية والثقافية.
مولود معمري: الكتابة و الوطن. *
تشكل الكتابة عند مولود معمري في التحامها بقضايا الوطن – تلك الجغرافيا المستلبة التي تقاوم من أجل استرجاعها مختلف الشرائح الاجتماعية، و الفضاء الحامل للقيم الثابتة التي رسخها الأسلاف و المحدد للهوية و الانتماء و المبنين للمخيال و الوجدان لدى الأفراد والجماعات - البعد الأكثر التصاقا بالسياق التاريخي و بالتحولات الأيديولوجية التي طبعت الحركة الوطنية في مسارها التحرري الباحث عن الإنعتاق والكرامة.
يتجلى هذا البعد بشكل واضح في رواياته الثلاث الأولى، فمن رواية « الربوة المنسية » (1952) إلى رواية « غفوة العادل » (1956 ) مرورا برواية « الأفيون و العصا » (1965) ، عرفت الكتابة الروائية عند ذاك الشاعر الذي « يغني أمل رجل لا يخشى الليل » [1] انزياحا جماليا و فكريا عن الرواية الكولونيالية ذات النزعة الجزائرية ( Le roman algérianiste) التي حاولت أن تتميز عن الرواية الإثنوغرافية التي ظهرت في حدود 1900 ، لكن دون جدوى. كما انزاحت الكتابة الروائية عند معمري عن الأيديولوجية الأدبية التي دعت إليها « مدرسة الجزائر العاصمة » (L’Ecole d’Alger) ، تلك الأيديولوجية « المحايدة » التي توخت التفاهم بين السكان المحليين و الأوروبيين المستوطنين. و هي بهذا تجاوزت التقليد و المثاقفة [2] التي ميزت محاولات الأدباء المحليين الذين تماثلوا بالنموذج الفرنسي و ناصروا سياسة الاندماج فيما بين سنوات 1950  1920 .
و إذا كانت الكتابة، عند هذا الأديب، هي التي تتيح فرصة الممارسة في الحقل الاجتماعي المتكلس و تطمح إلى إيجاد سبل تغييره نحو الأفضل بواسطة الخطاب الأدبي، فإنها تجعل الذات تندمج في الخطاب الوطني، متفاعلة معه و متبلورة نسبيا ضمنه في علاقة جدلية ترفع من مستوى التشابك الضروري بين الوعي و التاريخ. و هو الأمر الذي جعل الخطاب الروائي عند هذا الأديب يعرف تصعيدا ثوريا في موقفه من الآخر، فينتقل من البحث عن الاعتراف بالوجود عن طريق الحوار إلى السؤال والمواجهة ثم العنف المسلح، و لكن ضمن رؤية إنسانية…..
الصراع التاريخي بمنطقه اللامتسامح و المتغطرس مع الآخر.
و في هذا الإطار و ضمن هذا السياق التاريخي و الثقافي، كان مولود معمري يعي جيدا رسالته و المسؤولية الملقاة على عاتقه، فلم يكن أمامه سوى الالتزام بضرورة التعبير عن مأساة مجتمع متأزم يعاني من هيمنة الخطاب الكولونيالي و شراسة أدواته القمعية، فالكتابة عنده هي « الإيمان العنيف بشيء يشعر الإنسان برغبة شديدة في إيصاله للآخرين »، أما لماذا هذا الموقف الحاد؟ فيبرره بوضع الجزائريين آنذاك حيث « لم يكونوا يؤمنون بشيء، حتى بأنفسهم قبل الحرب العالمية الثانية… و كانوا قد قتلوا الله دون أن يعرفوا، منذ زمن طويل، و كان ملء أفواههم، بسبب الكسل و التعود و نضب الخيال، و كانت قلوبهم خالية… و قد سمعوا مرارا الكلمات التالية تتردد « … أنتم عرب … أنتم لا شيء » و كل يوم يمر يؤكد ذلك: فالسلطة و الثروة و الجمال و العلم و الكرامة و اللغات، و ملاعب التنس، و الشواطئ، و السيارات، و كل شيء جيد و جميل و دافئ و كبير كان ملكا للأوروبيين » [3] .
فتكون بذلك الكتابة وسيلة رمزية للانفلات من المأزق قبل تجاوزه في الواقع. إذ يكون، هذا الأخير، بمثابة الخلفية التي تصدر عنها رواياته الثلاث، أي العمود الفقري الذي يجعل أحداثها تتماسك و تتحد في سياق يتحكم فيه منطق التاريخ الذي يتطور لا محالة.
و إذا كانت الكتابة تطرح منذ البداية إشكالية اللغة و هي هنا لغة الآخر التي فرضتها المثاقفة و برر استعمالها منطق التاريخ و تطور الأحداث وأصبحت مع مرور الزمن رمزا للتبعية الثقافية بالنسبة للكثير من المثقفين في الجزائر، على اختلاف لغاتهم، فإن امتلاكها لدى هذا الأديب: « حظ و ربما تكون قيمة الكاتب الذي يعزف على وترين، [ في نظره]، أفضل من قيمة من يكتفي بأن يعبر عن شعوره بلسانه الخاص. و يجب اعتبار ذلك ثروة جزائرية تغني الثقافة الجزائرية. فلا يجب أن نبتر هذا الجزء الذي هو حظ خاص بالجزائر » [4] ، إذا فالثقافة الغربية إلى جانب اللغة الفرنسية هي « … أداة ممتازة من أجل التحرر… » [5].
هذا التحرر المطلوب يمر حتما و بالضرورة عن طريق الخطاب الأيديولوجي و الأدبي المضاد و المتضمن في هذه الروايات الثلاث، فيحدده التملك القدير للغة الفرنسية و إمكانية انتهاكها بالخروج عن قانونها النحوي و المعجمي بواسطة إدخال كلمات عربية و بربرية في النسيج الروائي إلى حد تصبح معه لغة الرواية غريبة لدى القارئ الفرنسي الذي تتوجه له في الأصل، مما يفرض وضع معجم لهذه الكلمات في مقدمة النص الروائي، أي في رواية « الربوة المنسية »موضوع الدراسة.
و لكن هل يتضمن هذا النص خطابا أدبيا مضادا للأيديولوجية الكولونيالية؟ إن الجدل الذي أثارته هذه الرواية في الصحافة الوطنية آنذاك يؤكد العكس [6] . و لعل ما أثار سخط المثقفين الجزائريين هو الاستقبال الحسن الذي حظيت به تلك الرواية في الصحافة الفرنسية التي اعتبرتها بمثابة أعظم رواية بربرية كتبت باللغة الفرنسية، و هو الأمر الذي دفع بكل من مصطفى الأشرف و محفوظ قداش يجمعان على أنها تخدم القضية الاستعمارية.
و أهم ما يوجهه مصطفى الأشرف من انتقاد للرواية: الوعي المتخلف عن العصر لدى معمري (Conscience anachronique) و الإغراق في الإقليمية، و الاغتراب و التعمد في تشويه صورة البلاد. أما حسين خالد، فيأخذ على معمري ذلك التشاؤم غير المبرر.
و يعمق سوء التفاهم الذي أثارته الرواية حصولها جائزة فرنسية. و هذه محاولة - في نظر بشير حاج علي – يرمي من ورائها النظام إبعاد المثقفين عن الشعب و الحيلولة دون القيام بدورهم في الحركة الوطنية.
و إذا كان هدف الأيديولوجية الكولونيالية يتمثل في الإبقاء على الأوضاع على حالها لصالح السلطة في الميتروبول، فإن استغلال كل الفرص التي تتيحها الساحة الثقافية و السياسية هي إحدى الوسائل لتمرير خطاباتها و مخططاتها،و بخاصة بعد التعثر الذي عرفته الحركة الوطنية في هذه المرحلة، و لاسيما بعد تلك الأزمة التي اصطلحت على تسميتها الصحافة الكولونيالية بالأزمة البربرية سنة 1949 للتفرقة بين الوطنيين.
و الواضح ضمن هذا السياق، أن الخطاب القومي في ردّه – قبل الحرب العالمية الثانية - على الخطاب الأيديولوجي الكولونيالي، قد كان ضحية تنازع المصالح بين المستوطنين و الميتروبول.
و قد وضع هذا الصراع الثنائي الخطاب القومي في مأزق الغموض والازدواجية بسبب أن « فلسفة الاندماج الفرنسية باعتبارها نتاج ثانوي(sous-produit)لأيديولوجية الجمهورية الثالثة الليبرالية قد أوقعته في فخ منطقها الزائف » [7]، لكن مذابح سطيف سنة 1945 عجلت بالأمور و شكلت قطيعة تاريخية و أيديولوجية مع الخطاب الكولونيالي، و بالتالي نقطة تحول في الأدب الجزائري. لقد حان الوقت لطرح المسألة الوطنية في عمقها و الحديث عن الهوية المختلفة للسكان المحليين بشكل جذري من خلال أعمال أدبية ملتزمة تستعمل الحقل الثقافي للدولة المستعمرة. و هكذا تتحول الكتابة على يد مجموعة من الأدباء الجزائريين مثل مولود فرعون و مولود معمري و محمد ديب و كاتب ياسين… إلى كتابة ذات وظيفة اجتماعية و سياسية تثبت الهوية الوطنية و تبرز كيان المجتمع، تدرسه و تؤرخ له.
و أهم ما يميز هذا الأدب الروائي يتمثل في تلك الرؤية للمجتمع الخاص، إذ « تعتمد على تركيب فني واقعي، أي تركيب يهتم بالمجرى الطولي للأحداث، من خلال سرد قصصي و تسجيلي للحياة الاجتماعية في نفس الوقت » [8] . أما الأجواء العامة التي طبعت هذه الكتابات الروائية، فإنها تدور حول التمزق الذي ميز شخصياتها نتيجة المثاقفة و اجتثاث الأصول (Le déracinement) .
و لهذا السبب نجد أن السيرة الذاتية هي التي تهيمن على الحقل الروائي في هذه المرحلة، إذ يقوم الأديب من خلالها بوصف المجتمع التقليدي، بحكم أن الأديب في مرحلة من المراحل الصعبة يرغب في ممارسات تعبيرية و دلالية، من خلالها « يحلل نفسه، و يتحقق من هوسه، و يضع ذاته موضع التساؤل و يسجل الحصيلة » [9] .
و في ظل هذه الأجواء المشحونة بالصراعات السياسية الحادة، ينشر مولود معمري روايته الأولى « الربوة المنسية »، أي في زمن، كان فيه المثقفون الوطنيون ينتظرون من الأدباء التزاما واضحا، و تنديدا صريحا بالاستعمار و بأدواته القمعية، و تحليلا صارما لأسباب الفقر و البؤس دون تشويه لصورة البلاد و المجتمع، و كل ذلك ضمن أجواء مليئة بالتفاؤل بالغد المشرق. و لكن هذه الرواية تخيب أمال هؤلاء النقاد بسبب أن مضمونها – كما يتبين من أول وهلة – ليس إلا ثورة رومانسية سلبية ضد ذلك المجتمع المصغر الذي تمثله قرية ) تزغه( ، والذي يلخص كل العلاقات الاجتماعية التي كانت تعيشها آنذاك منطقة القبائل، وتنتهي هذه الثورة بالهروب و اليأس.
و يتضح أن القراءات التي مورست على هذا النص في فترة صدوره، ليست إلا قراءات معيارية و خارجية تأثرت بطبيعة الحال بالأحداث و الأيديولوجيات المتصارعة.
و لتناول هذا النص من منطلقات منهجية جديدة، لا بد من تجاوز ما يمكن أن يشكل « اختزالا للعلاقات بين الظاهرة الأدبية و الأيديولوجية المهيمنة، و اعتبار من الخطأ اعتماد ما تملكه هذه الأيديولوجيات من علاقات مع « المضمون الظاهر » للنصوص » [10] ، إذ يحمل النص دلالة ظاهرية إلى جانب الدلالة الباطنية. هذا بالإضافة إلى أن النص يتحول مع مرور الزمن إلى أثر يمكن قراءته بعيدا عن انفعال اللحظة التي صدر فيها، و لأن النص- مهما كان زمن كتابته- هو كذلك متعدد القراءات والدلالات، و كل قراءة هي بحال من الأحوال نسبية و قد تتناقض مع سابقاتها، و لكنها تكملها بشكل أو بأخر…،و لهذا السبب « لا يمكن أن توجد قراءة نهائية، لأن التاريخ لا و لن ينتهي » [11] .
و من هذه المنطلقات، يمكن القول أن هذا النص لا يبوح بكل أسراره منذ الوهلة الأولى، بل أن ما يقوله أكثر بكثير مما لا يقوله بوضوح تام، باعتبار أن وقائع هذه الرواية تتمحور ضمن فضاء قبائلي صغير ومحدود هو قرية )تزغه ( ، و في زمن قاس تجسده أهوال الحرب العالمية الثانية. و بما أن زمن الأحداث الروائية يختلف عن زمن كتابتها و نشرها و بالتالي زمن قراءتها، فإنها تطرح – على الرغم من كل ما قيل عنها – بشكل جذري مسألتين في غاية الأهمية، نتجتا عن الاستعمار هما: المثاقفة و البؤس، و يمنك اعتبار الخطاب الروائي المتضمن في النص تشريحا لهما.
تعمد الروائي الابتعاد عن اللحظة الراهنة و عن الأحداث التي رافقت انتهاء الحرب العالمية الثانية، و قد استطاع بذلك النفاذ إلى عمق هاتين الإشكاليتين من خلال الأحداث التي تجري في هذه المنطقة القبائلية، مسقط رأس الروائي، الذي « شعر بقطيعة جذرية و مؤلمة جدا عندما غادرها مضطرا » [12] ، مما يفسر ذلك الحنين الذي يربطه بتلك المنطقة من الجزائر و يداعبه الأمل في رؤيتها و استعادة ذكرياتها. و بالرغم من أن كل شخصيات الرواية هي شخصيات بربرية، إلا أن « البربرية – كما شرحها معمري – هي قبل كل شيء اللباس الذي تأخذه مغاربيتعا » [13] .
تملك مجموعة من الشخصيات علاقات متشابكة مع هذا الفضاء الذي تجسده قرية)تزغه ( ، و يتجلى ذلك من خلال تلك الانفعالات و العواطف التي تعلن عن نفسها أو من خلال تلك التي تبقى في مجال المسكوت عنه. كما يحدد هذا الفضاء الريفي بشفافيته و بداهيته كل السلوكات ويحافظ على رتابة الحياة و ديمومة التقاليد حيث تلعب المرأة )الأم أو الزوجة أو الأخت أو العشيقة… (كموضوع الدور الحاسم في كل المراحل.
فالمرأة في « الربوة المنسية » هي محور كل توتر، و الحب المستحيل هو مصيرها، و لأن القبيلة ربطت وجودها بالتناسل و بالرغبة، سيكون العقم هو اللعنة التي ستلاحقها إلى أخر أيامها، و سيكون الطلاق - ذلك الهاجس المخيف – مهددا لاستقرارها في كل لحظة، لسبب بسيط و هو « أن ربيع الفتيات لا يدوم أيضا » [14] .
فهنا فوق هذه الربوة المعزولة و المنسية تزدحم النفسيات لتتصارع صراعا خفيا فرضه « الهناك »، فرضته الحضارة الآتية مع الآخر و مع المثاقفة التي أقحمتها المدرسة التي تشبعت بتعاليمها مجموعة من الشباب ) أمقران و ميناش و إيدير و مدور و سكورة و أعزي ( إلى حد التشبه ب«الأروميان »، أي الفرنسيين.
فهذه المجموعة من الشباب المتعلم و الغني نسبيا لا تملك – نتيجة ذلك – إلا أن تعيش في الهامش في البداية، فتتخذ )تعسست ( ، مكانا فيه تتجمع و تتأمل في التحولات الطارئة و المحتملة على هذا المجتمع، وهو الأمر الذي يؤكد فشلها الذريع، إذ تحاول الجمع بين « الهنا » المثقل بالرتابة والثبات و المقيد بالعادات العتيقة، و بين « الهناك » الحامل لكل المتغيرات الممكنة، و ربما الحامل للمجهول.
إن التطابق بين العالمين – كما يعلن عنه النص- مستحيل، و تغدو كل محاولة للجمع بينهما مغامرة خطيرة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى الموت أو إلى الهجرة.
و لعل تفحص سريع لمأساة )أمقران ( قد يلخص هذه الإشكالية، إذ أحب هذا الأخير زوجته )أعزي أو تمازوزت ( حبا جنونيا، لكن عقمها أدى به إلى الصراع مع هذا العالم الصغير المتمثل في )تزعه ( بما يحمله هذا العالم من تقاليد عتيقة و حيث كل محاولة للانسجام مع الجماعة التي ترعى هذه العادات غير ممكنة، بل قد تؤدي إلى الباب المسدود أو إلى الموت في عزلة تامة.
إنه التمزق الحاد و العميق الذي عانى منه )أمقران ( ، و يشتد عليه الأمر و يتضاعف عندما يعلم أن زوجته التي طلقها أبوه بإيعاز من أمه تحمل جنينا في بطنها. كان هذا الجنين – اللامنتظر – بمثابة مرفأ النجاة الذي يمكن )أمقران (من التصالح مع عائلته و مع حبه، و لكن الموت، ذلك القدر المحتوم، هو وحده الذي سيمكنه من تحقيق رغبته و كأن الخلاص لا يأتي إلا بالموت.
و نجد إلى جانب مأساة )أمقران ( ، مأساة حب أخرى يعيش تفاصيلها صديقه )ميناش ( الذي وقع هو الآخر في حب تتخذ فيه الاستحالة شكلا أخرا، ف«داودة » التي يحبها و تحبه حبا غامضا، هي زوجة لرجل أخر، و لا يمكن لهذهالشخصية إلا سبيل الهجرة بعد الفجيعة التي حلت بمجموعته من جراء الحرب و عدم الانسجام مع هذا المجتمع الذي يدين الحب و يقسو على العواقر و حيث يلعب الشيخ الإمام دورا حاسما في الحفاظ على تماسكه و ثباته أمام المتغيرات التي قد يفرضها الزمن الوافد من « الهناك »، فلا يملك هؤلاء الشباب إلا الانصياع مكرهين للامتثال لقوانين القبيلة و لطقوسها السحرية. لكن الحرب تأتي لتعمق مآسي هذه المجموعة و تشكل قطيعة عنيفة مع زمن الرتابة التي تعيشه هذه الربوة بسكانها الباحثين عن الخلاص من العبث و الفقر و النسيان.
فتلك الحرب التي « تغرق الأحباب » و تحطم القلوب، لا جدوى ترجى من المشاركة فيها، إذ كان من نتائجها: « موت أمقران و تحطم أعزي وفقدان إيدير و بؤس كو أي )سكورة ( و كبقايا لتعسست بقي هذا » [15] ، أي مدور « نقطة ضعف المجموعة » [16] . فهذه الشخصية التي كانت تتكلم كلاما غامضا عن الحضارة و التقدم، لم تستطع أن تقنع أحدا ما عدا عقلي زوج داودة، قد برهنت على انتهازيتها من خلال محاولة استغلالها لمأساة أعزي للظفر بها، لكن ميناش يبعده عنها بالتحالف مع جماعة والي. و هذه الجماعة التي تضم كل من والي و رافح و موح وغيرهم، هي الوجه المقابل لجماعة تعسست. فهؤلاء الشباب الذين لم ينالوا التعليم الكافي في المدرسة الفرنسية، بسبب لامبالاتهم و فقرهم كانوا يقيمون كل مساء « السهجة » أي غناء جماعي يرافقه رقص( ، ويتموقفون سلبيا من سلوك و أفكار جماعة تعسست. و يتحول مع تطور الأحداث والي رئيس هذه الجماعة إلى صعلوك شريف (Bandit d’honneur) ، ليلتحق – بشكل عفوي- بالجبل، فيثأر و ينتقم لعائلة « أوماش »، و يتهرب من التجنيد الإجباري و من رجال الدرك الذين يبحثون عنه في كل مكان. و يعتبر ما يقوم والي شكلا من أشكال المقاومة على النظام الإداري و التمرد على الأوضاع الاجتماعية.
و لا يشير الخطاب الروائي بشكل واضح إلى أهداف هذه الصعلكة وأسرارها، و يفسر الكاتب هذا الغموض بالظروف السياسية، إذ يقول: « كنت مضطرا للتعبير عن أفكاري بأسلوب غير مباشر، و اللجوء إلى الغموض، وأحيانا – و هذا أخطر و أعظم – إلى اختيار مواقف ما كنت أخترتها في إطار سياسي مختلف » [17] ، بالإضافة إلى أن الكاتب قد اضطر لحذف جزء كبير من النص الروائي قبل نشره بسبب الرقابة، إلا أن المسألة أعمق من هذين الأمرين – الرقابة و الحذف – و قد تعود إلى الأزمة التي عرفتها الحركة الوطنية و الإحباط الذي نتج عن القمع الذي مورس في أعقاب الحرب العالمية الثانية ضد الجزائريين، كما يعود صمت الروائي تجاه هذه الأحداث و عدم الإشارة إليها إلى نوع من الدفاع الذاتي الذي يتخذ من ميكانيزمات الكبت مؤشرا على وجوده بشكل باطني. ولعل الإشارة إلى البؤس المادي و المعنوي الذي تعيشه بعض الأسر و منها أسرة إبراهيم و زوجته سكورة كنتيجة أخرى من نتائج الاستعمار، و يحدد البؤس بشكل حاد مسار الأحداث و مضمون الخطاب الروائي لنص « الربوة المنسية ». فيضطر إبراهيم إلى مغادرة القرية، بعد أن عانى كل ألوان الاستغلال، و استدان إلى حد أنه أجبر على رهن أرضه، مما يبين أن الدولة و أدواتها، كانت تلجأ إلى استعمال العنف أكثر من لجوئها للإقناع، و لعل فرض التجنيد الإجباري على شباب القرية والزج بهم في حرب لا علاقة لهم بها لا من قريب أو بعيد، خير دليل على ما تود الرواية التصريح به و التنديد بممارساته التعسفية.
فالفقر و المثاقفة يؤديان إلى اجتثاث الفرد من أصوله و من مجتمعه، ويتسببان في تمزقه، و تشير نهاية الرواية إلى ذلك بوضوح، فميناش يغادر القرية بحثا عن المجد في سبيل الحضارة التي استلبته، و يقوم إبراهيم بالعمل نفسه، بحثا عن لقمة العيش ليعيل بها أسرته. كل ذلك، وكأن الخطاب الروائي يعبر – دون وعي الكاتب نفسه – إلى تطور في المسار السياسي للحركة الوطنية، حيث نجد أن هذه الشريحة الاجتماعية الفقيرة )الدهماء (La plèbe)( ،هي التي ستستجيب للثورة و التحرير أكثر مما يستجيب لها المثقفون الذين ترددوا كثيرا قبل أن يتخذوا موقفا واضحا.
و على الرغم من التأثر النسبي بالرواية الإيثنوغرافية و الفلكلورية التي أنتجها آنذاك الروائيون الفرنسيون بالمغرب العربي، فإن مولود معمري قد استطاع أن يقدم صورة للسكان المحليين تختلف عن الصورة التي أعطتها إياهم الرواية الكولونيالية حيث جعلتهم ديكورا لأجوائها ليس إلا.
و لكن و مهما يكن، فإن هذه الرواية قد لعبت دورا عظيما في التعريف بالهوية المختلفة للسكان المحليين، هذا على الرغم من بعض النقائص الملازمة للتناقضات التي كانت تعيشها الساحة السياسية و الثقافية في تلك الفترة. و لعل « اللجوء إلى السيرة الذاتية نفسه هو أحد هذه التناقضات: فالكاتب المستعمر الذي قيل أنه باستطاعته الحديث عن شعبه لا يمكنه ذلك في كل الأحوال » [18] .
فالمثاقفة هي إذا الإشكالية الأساسية في روايات معمري و تتجسد هذه الظاهرة عن طريق المدرسة التي يتلقى فيها أبطال رواياته دروسا على يد معلمين فرنسيين، و هو الأمر الذي يجعل الشرخ يتعمق بينهم باعتبارهم من الطلائع الوطنية، و بين مجتمعهم التقليدي.
كما تتضمن روايته الثانية « غفوة العادل »( 1956) خطابين أيديولوجيين متعارضين: خطاب يتخذ الممارسة السياسية المباشرة أسلوبا في شخصية « لوناس » المناضل الواعي، و خطاب يتخذ التمرد الرومانسي طريقة، دون الالتزام بالعمل السياسي و تسجده في هذا السياق الروائي « أرزقي »، الشخصية الرئيسية. فهذا المثقف المستلب ثقافيا يكتشف – متأخرا – وحشية النظام الاستعماري و تناقضه الكلي مع الحضارة الإنسانية التي يزعم تبنيها.
و لعل صدور هذه الرواية الثانية في سياق سياسي و ثقافي اتجه فيه الخطاب القومي إلى التجدر و المقاومة لتأكيد الذات المختلفة، هو الذي يفسر التوجه الحاد في إعادة النظر و التشكيك في الخطاب الاندماجي والدعوة إلى الثورة عليه.
فطبيعي « بعد أن نام العدل جاء دور العادل لينام »، هكذا عبر « أرزقي » عن نفسه لما حكم عليه بتهمة كاذبة من طرف العدالة الفرنسية التي لم تنصفه على الرغم من مشاركته في الجيش الفرنسي المقاوم لألمانيا الهتليرية.
و بعد صمت طويل ينشر مولود معمري مع نهاية الحرب التحريرية رواية ثالثة تحت عنوان « الأفيون و العصا » (1965) ، يصور فيها شخصية بشير، ذلك المثقف البرجوازي الصغير المتردد أمام مأساة شعبه، و لعل الصراع الفكري الذي يحتدم في نفسه هو نتيجة للأفيون الذي تناول سمومه في المؤسسات التربوية الاستعمارية، و المقصود هنا هو المثاقفة التي استلبته مثلما استلبت غيره من الأبطال في الروايتين السابقتين، أي أمقران و أرزقي…
و يبدو أن الكاتب كان « بحاجة إلى انتظار مرور فترة من الزمن»، إذ يعتقد أن حرب التحرير كانت حربا من نوع خاص، فمن المستحيل أن تصبح رمادا أو تنتهي و تتوقف. و يؤكد هذا الأخير على أن الثورة الجزائرية يجب أن تؤدي إلى تأليف كتاب ضخم أو بالأحرى « ملحمة لها ضخامة رواية حرب و سلم ».
و يبدو من خلال العرض السريع للروايات الثلاث أن معمري قد عايش الأحداث التي مرت بها الجزائر و منها على وجه الخصوص تلك التي نتجت عن الحرب العالمية الثانية، فاستغل الكتابة الروائية لتحليل انعكاسات الظاهرة الاستعماري و منها مصير الأفراد الذين ينتمون للشريحة المثقفة و اغتروا بالتوجه الاندماجي، لكنهم سرعان ما يقفون مواقف مختلفة عندما يواجهون القرارات الحاسمة و المصيرية التي قد تمكنهم من التصالح و الالتزام مع مجتمعهم و الالتزام بقضاياه.



* مداخلة ألقيت في الملتقى الدولي الذي نظمته كلية الآداب، جامعة وجدة، المغرب بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل هذا الروائي في فبراير 1989 و لم يسبق لها أن نشرت.
[1] الخطيبي ) عبد الكبير ( : في الكتابة و التجربة، ترجمة محمد برادة، دار العودة ، بيروت، 1980 ، ص. 59 .
[2] جان ديجو: وضعية الأدب المغاربي الناطق بالفرنسية، منشورات ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1982 ، ص. 16 .
[3] بافينوف ) ميشال ( ، ذكرته أديب بامية ) عايدة ( : تطور الأدب القصصي الجزائري 1967  1925، ترجمة محمد صقر ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1982 ، ص. 60 .
[4] م.ن: ص. 55 .
[5] م.ن: ص. 54 .
[6] الخطيبي: م.س، ص. 29 و جون ديجو: م.س، ص.ص: 150-148 .
[7] كوللو ) كلود ( و روبير هنري ) جون ( : الحركة الوطنية الجزائرية، نصوص 1954-1912ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1981 ، ص. 15 .
[8] الخطيبي: م.س: ص. 48 .
[9] م.ن: ص. 71 .
[10] فرنيي ) فرانس ( : الكتابة و النصوص، المنشورات الاجتماعية، باريس، 1974 ، ص. 61 .
[11] بربيريس ) بيار ( : قراءات للواقع، المنشورات الاجتماعية، باريس، 1973 ، ص. 257 .
[12] حوارات مع جريدة لوموند: ص. 173 .
[13] ميمي ) ألبير ( : الكتاب المغاربة الفرنكوفونيون، منشورات هاشيت، باريس، 1987 ، ص. 206 .
[14] معمري ) مولود ( : الربوة المنسية، ص. 11 .
[15] م.س: ص. 151 .
[16] م.س: ص. 22 .
[17] ذكرته أديب بامية: م. س، ص. 55 .
[18] بويا محمد تابني: المجتمع الجزائري قبل الاستقلال في الأدب، ص. 281 .
أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...