الثلاثاء، 25 مارس 2014

المدينة في الشعر الجزائري المعاصر
الملتقى السادس للشعر الفصيح بالوادي
بقلم: بشير خلف
     أُسدِل الستار مساء يوم 10 مارس 2014 عن فعالية الملتقى الوطني السادس للشعر الفصيح الذي نظّمته مديرية الثقافة بولاية الوادي، وبالتنسيق مع دار الثقافة محمد الأمين العمودي، ونادي الخيام للإبداع والدراسات الأدبية لمدة ثلاثة أيام :08/09/10 مارس 2014 تحت شعار ( المدينة والشعر الجزائري المعاصر) ..ملتقى حضرته وجوه شعرية فاعلة مبدعة من تونس ، ومن المغرب، ومصر، ومن عديد ولايات الوطن، إضافة إلى قامات شعرية محلية.. الجديد في هذه الطبعة تواجد هؤلاء الشعراء العرب؛ ممّا يرجّح أن يتجاوز المحلية والوطنية إلى الربوع العربية مستقبلاً.
    
 
افتتاح الملتقى
     كان الافتتاح يوم السبت 08 مارس 2014 مساء بدار الثقافة الجديدة بحضور جمهور مميّز من المثقفين، والشعراء، والمطربين، والفنانين التشكيليين، والسلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية ، ومن الوجوه الشعرية العربية التي حضرت، وشاركت مشاركة فعّالة : الشاعر المصري رفعت سلاّم ، والشاعر المغربي أحمد بلحاج آيت ورهام ، عبد الحميد بريّك من تونس ، توفيق الصغير القاص والعازف من تونس، والفنان العازف جلال حمزة من تونس؛ ومن الجزائر الشعراء: سمية محنش، الدكتور راوية يحياوي، لخضر بركة، منير الرقي، ياسين أفريد، عبد القادر مهداوي، عادل عبد المالك، عبد القادر عبيد، يحي فريمهدي، مصعب تقي الدين.

       ومن الشعراء المحليين: محجوب بلول، بشير ونيسي ، أحمد مكاوي، صالح خطاب، مصطفى صوالح محمد ، البشير المثردي، السعيد المثردي، الدكتور عادل محلّو، بشير غريب، يوسف الطويل، السعيد حرير، الأزهر محمودي . ومن المطربين: فريد مخلوفي، عيد الرحمن غزال، حورية صوالح، عبد الله مناعي، الموسيقار نور الدين مناني، الأمين ديّة، سامي شيبات. ومن الفنانين التشكيليين الذين أبدعوا في إعداد ديكور أوبيرات الافتتاح: بشير بن عزّة، بليغ ونيسي، حفيان عبد الحكيم، عمارة غيلاني. ومن ممثلي الأوبيرات: المخرج علاء الدين بوصبيع ، المحامي والممثل بلقاسم زلاسي، وريدة بعطوط .

      بعد الاستماع إلى السلام الوطني استمع الحاضرون إلى مقاطع شعرية أدّاها الشاعر السعيد المثردي من إلياذته " إلياذة سُوفْ" ثم كلمة السيد حسن مرموري مدير الثقافة بالوادي الذي رحّب بالحاضرين، وركّز على أهداف الملتقى لهذه السنة ( المدينة في الشعر الجزائري المعاصر) على اعتبار أن المدينة بذرة الحضارة والمدنية، والمدينة محضن الإبداع والمعرفة، والاختلاف، والشعر رصْدٌ لمجريات الحضارة، وتطوّر المعرفة، كما هو رصْدٌ للاختلاف الإنساني؛ وقد تزامن الملتقى مع الاحتفاء بعيد المرأة الجزائرية التي رصد الشعر مساهماتها في كل المجالات عبْر العصور وبخاصة في تاريخنا الحديث والمعاصر.
      كما أنّ والي الولاية في كلمته ثمّن الملتقى لأنه من مهامّه : تدعيم مكونات الهوية الوطنية، وغرْس روح الانتماء، ونشر المعرفة، وتهذيب الإحساس والعواطف، وتربية الذوق السليم، ونشْر الثقافة النقية؛ ذلك أن من وظيفة المثقف روح التفاؤل، والأمل، وغرس المحبة، والدعوة إلى الفضيلة.. ثم عُرض أمام الحضور شريط وثائقي بالصوت والصورة لفعاليات الملتقى الوطني الخامس للشعر الفصيح الذي جرت فعالياته في السنة الفارطة 2013

       إثْــــر هذا كانت الفقرة الأولى من الملتقى ممثلة في أوبيرات عبارة عن تقاطع شعري أداه مجموعة من الشعراء : صالح خطاب، الأزهر محمودي، بشير غريب، البشير المثردي، بشير ونيسي ، تحت إشراف الشاعر صوالح مصطفى صوالح ..والفنان المطرب عبد الرحمن غزال، والفنانة المطربة حورية اصوالح في أداء غنائي طربي أخّاذ ، كل ذلك على الركّح ضمن ديكور تفاعلت فيه الأنوار والألوان المنعكس على العمارة السوفية الأصيلة ..الأوبيرات تؤرخ لربوع سُوف وشموخها عبْر التاريخ، وتمسّك الإنسان السوفي بها، والذي استطاع بكدحه، وصبره قهْر طبيعة قاسية صحراوية ، وأن يبعث فيها حياة كلها بركة ونعيم.

المحاضرات
     صبيحة اليوم الثاني من الملتقى كان الفضاء قاعة المحاضرات بدار الثقافة الجديدة، وبحضور مميز من المثقفين، والمبدعين، وطلبة جامعيين مع محاضرة لحسين مشارة الأستاذ بجامعة الوادي تلتها قراءات شعرية لمجموعة من الشعراء، كما كان الحضور في صباح اليوم الثالث والأخير مع محاضرتيْن الأولى للشاعر والناقد الأستاذ لزهر محمودي، والثانية للدكتور الشاعرة والكاتبة والباحثة راوية يحياوي ..بعد المحاضرتيْن كانت قراءات شعرية.




الخيمة الشعرية
     في مساء اليوم الثاني كان الحضور ضيوفا في خيمة شعرية على الرمال الذهبية بضواحي بلدية سيدي عون وبمحاذاة كثبان رملية تحيط بالخيمة، وعلى وقْع كؤوس الشاي المنعنع والكاوكاو، بجانب الخيمة ، والجمل الذي في كل مرة يمتطي ظهره أحدهم ..

في هذا الجو الطبيعي الجميل والشمس ترسل أشعتها الذهبية المسائية .. كان الأدب، وكان الشعر الذي تغنّى به فطاحل الشعر من الجزائر، من مصر، من الوادي، ومن تونس، وكان الطرب الذي صدحت حناجر المطربين

: عبد الرحمن غزال، حورية صوالح ، والفنان التونسي توفيق الصغير ..

ترافق العزف على العود والغناء تارات ، وانفرد العزف على العود تارات أخرى..

       انفضّ الجمع وأشعّة شمس المغيب تودّع الجميع باستحياء، وتختفي في خدرها.


حفْل الاختتام
      أبت مدينة قمار العريقة ..قمار مدينة العلم والعلماء، وفرسان جمعية العلماء ورجالاتها: عبد القادر الياجوري ، خيران بن ساعد ، عمّار بلزعر، محمد الطاهر تليلي ، والرحوم الدكتور بلقاسم سعد الله ، وبوجلخة التجاني وغيرهم ..أبت إلاّ أن تستضيف الجميع في حفْل الاختتام بالمركز الثقافي وفي قاعة المتحف الأثرية حيث كانت الجلسة تراثية على أرضية غُطّيت بأفرشة تقليدية داخل قاعة عمارتها وجدرانها أُنجزت وفق النسق الصحراوي السوفي الذي مادته الجبس.

         حفْل الاختتام كان مميّزا جدا ، وكانت القاعة مكتظة عن آخرها بالوجوه الأدبية الشعرية ، والمطربين، والمثقفين والضيوف.. كان الشعر حاضرا ، وكان الطرب يهزّ الجميع، ويتسامى بالذوق، وكان العزف على العود مخدّرًا، وكانت التكريمات وتوزيع شهادات المشاركة..كما كان الإعلان عن المسابقة الوطنية للشعر الفصيح ..



المسابقة الوطنية للشعر الفصيح
ــ الجائزة الأولى: لطيفة حسّاني /بسكرة
ــ الجائزة الثانية: الأزهر محمودي / الوادي
ــ الجائزة الثالثة: عصام بن شلال/ قسنطينة



التكريم
     كان التكريم هذه السنة مميّزًا ..إذ كان من نصيب الشاعر المصري الكبير الأستاذ رفعت سلاّم والذي له العديد من الدواوين الشعرية، والدراسات، وكتب الكثير عن أعماله، وهو ليس غريبا عن بلدنا الجزائر، فقد سبق له في آخر الألفية الفارطة أن مكث بها أربع سنوات.

..في حفل التكريم عرّف الشاعر الدكتور عادل محلّو بالضيف، وتلى على الحاضرين سيرته الأدبية الفكرية ..ليُسلّم  له درْع الملتقى ، ممّا جعله يتأثّر بهذا التكريم، وبهذا التواصل بين الجزائر ومصر ، إذ عبّر عن ذلك بتأثّرٍ وقرأ بعض المقاطع الشعرية.. ثم يعلن السيد حسن مرموري مدير الثقافة بالولاية عن اختتام الملتقى على أمل اللقاء في الملتقى السابع في السنة القادمة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...