الخميس، 18 سبتمبر 2014

جدل حول تناقص الروايات الجزائرية بالموسم الجديد

جدل حول تناقص الروايات الجزائرية بالموسم الجديد
      افتقد الموسم الأدبي الجزائري الجديد، الذي بدأ في شهر سبتمبر/أيلول الجاري، إلى إصدارات روائية جديدة بالكمّ الذي شهده في الموسم الماضي.
       فبينما جادت قريحة أدباء الجزائر في الموسم الماضي بنحو 30 رواية باللغة العربية، تناقص العدد في الموسم الحالي إلى 10، ما أعطى الشارع الأدبي تفسيرات مختلفة للظاهرة. إذ إن بعض المعنيين أرجع المسؤولية في انخفاض عدد الإصدارات الجديدة إلى الناشرين الجزائريين، في حين ذهب فريق آخر إلى اعتبار الروايات الثلاثين في الموسم الماضي لم تلق الاحتفاء المطلوب والمتابعة اللازمة، مستدلين على ذلك باختفاء معظم الروايات بمجرّد أن انتهى عرس معرض الكتاب الدولي في الجزائر.
     مجموعة ثالثة ربطت تناقص عدد الإصدارات الجديدة بمسألة الجوائز، محيلين الظاهرة إلى "خيبة أمل" الروائيين الجزائريين بعد غياب أسمائهم عن جائزة البوكر العربية مثلاً. ولم يكن فوز الروائي إسماعيل يبرير عام 2012 بجائزة الطيب صالح، عن روايته "وصية المعتوه"، إلا تعويضاً عن خيبة البوكر، إضافة إلى وصول الروائي أحمد طيباوي إلى المرتبة الثالثة العام الماضي 2013 في روايته الصادرة عن منشورات الاختلاف بعنوان "موت ناعم".
      لكن كل النقاش الدائر لم يغيب حقيقة أن القراء العرب والجزائريين تنتظرهم أعمال نوعية؛ كرواية "الحب في خريف مائل" للروائي سمير قسيمي. وقد استفاد قسيمي من روايته السابقة "الحالم"، التي أوصلته إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد في 2013، ليصبح اليوم من الأسماء المشهود لها بالتميز والإبداع جزائرياً وعربياً.
       وتدخل رواية "هذيان نواقيس القيامة" لكاتبها محمد جعفر على قائمة الأعمال المتميزة لهذا العام، إذ يتحدث عن هذا العمل الروائي الأردني جلال برجس، قائلاً: " "هذيان نواقيس القيامة"، نزعة مخالفة للعادي، وسعياً إلى ابتكار الجديد الصادم . نعتقد أن روايته ليست للقارئ الأرق، بل إنها الأرق بعينه، كما قال الراحل مؤنس الرزاز، الذي تحدث عن نوع من الروايات التي لا تقرأ إلا لاستجلاب النوم".

      أما الروايات المترجمة إلى اللغة العربية لهذا الموسم، فمن أبرزها "فضل الليل على النهار" للروائي الشهير ياسمــينة خضرا، ترجمها الروائي محمد ساري. إنه عمل روائي ضخم يتحدث عن العلاقات الجزائرية الفرنســـية منذ الفترة الاستعمارية حتى الاستقلال، وقد أثـــارت الرواية، كعادة روايات خضرا، لغطاً كبيراً، خصوصاً بعدما نقلها المخرج الفرنسي أركادي إلى الســينما عبر فيلم يحمل العنوان نفسه، وقد أثار حفيظة الكثـيرين. ولكن، على رغم ذلك، تظلّ أعمال خضرا تحظى باهتمام كبير من قراء الفرنسية والعربية على السواء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

                  السمعُ أبو الملكات اللِّسانية؟ كتب: بشير خلف العلّامة المرحوم ابن خلدون في مقدّمته: «إن أركان اللسان العربي 4، هي: ...