الاثنين، 29 ديسمبر 2014

قسنطينة في سباق نحو فعاليات عاصمة الثقافة العربية

قسنطينة في سباق نحو فعاليات عاصمة الثقافة العربية
        تستعد قسنطينة، عاصمة الشرق الجزائري، لاحتضان تظاهرة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015، بعد أن وقع الاختيار على هذه المدينة العتيقة والعريقة، المعروفة في الوسط المحلي بمدينة «الجسور المعلقة»، لتكون قبلة لرموز الثقافة والفن والعلم في الوطن العربي على مدار سنة كاملة.
         جمال فوغالي، مدير الثقافة لولاية قسنطينة، أكد لوسائل الإعلام أن أشغال الورشات والمنشآت الثقافية التي استحدثت لهذه التظاهرة قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء، بالإضافة إلى بعض المشاريع التي تم تدشينها، مشيرا إلى «حرص المسؤولين على المتابعة اليومية، حيث تحرص وزيرة الثقافة نادية لعبيدي ووالي الولاية (المحافظ) على تفقد كل المشاريع بشكل دائم، بالإضافة إلى الزيارات المتتالية لرئيس الوزراء عبد المالك سلال إلى الولاية من أجل تفقد وتيرة الأشغال»، وعلق بأن ما تردد عن عدم جاهزية بعض الهياكل والمنشآت الثقافية التي ستحتضن فعاليات تظاهرة عاصمة الثقافة العربية هي مجرد إشاعات، وقال : «نحن أمام تحد ومع انطلاق التظاهرة ستكون كل المشاريع جاهزة». وعادت التظاهرة على سيرتا بالفائدة، حيث تجرى مشاريع لترميم عدد من الجسور الأثرية وكذا غالبية المواقع التاريخية. وذكر فوغالي في هذا الصدد أنه «سيتم ترميم كل التراث الأثري للمدينة بما في ذلك الأحياء العتيقة بحواريها وأزقتها، وإعادة الاعتبار للمعالم الثقافية على غرار زاوية سيدي (محمد لغراب) وضريح (ماسينيسا)».
        وأكد سامي بن شيخ محافظ التظاهرة أن الحكومة الجزائرية رصدت مبلغ 7 مليارات دينار جزائري (75 مليون دولار) للتظاهرة منذ سنتين. لكنه أشار إلى احتمال خفض المبلغ بسبب انخفاض أسعار البترول في السوق الدولية.
ومن المقرر أن تنطلق فعاليات «العرس الثقافي العربي» يوم 16 افريل وهو التاريخ الذي يحتفل به الجزائريون باعتباره «يوما للعلم»، وذلك من خلال عرض تحت عنوان «أضواء وهمسات الصخر»، الذي ستحتضنه قاعة «الزينيت» التي تتسع لـ3 آلاف شخص. وأوضح فوغالي أن الانطلاقة ستكون من خلال عرض جدارية كبرى حول مسيرة «سيرتا» (الاسم القديم لقسنطينة)، من الفترة النوميدية إلى يومنا هذا، حيث أسندت مهمة تجسيد الملحمة إلى مواهب وفنانين جزائريين. وكانت في السابق إدارة الديوان الوطني للثقافة والإعلام تسند مهمة عروض افتتاح التظاهرات الفنية الضخمة، على غرار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية وخمسينية الاستقلال وغيرها، إلى فرقة «كركلا» اللبنانية، الأمر الذي قلب الوسط الفني في الجزائر ضد وزارة الثقافة. ويروي العرض الثقافي الفني «أضواء وهمسات الصخر» مسار مدينة سيرتا التي يمتد وجودها إلى 3 آلاف سنة عبر التاريخ وفي مختلف جوانب الحياة، كما سيصور العرض مرور شخصيات تاريخية عبر هذه المدينة بدءا بالزعيم ماسينيسا، إلى غاية الإمام عبد الحميد بن باديس، مرورا بالمفكر مالك بن نبي والكاتبين مالك حداد وأحمد رضا حوحو. كما سيسبق الافتتاح الرسمي، عرس شعبي بهيج ينظم يوم 15 أفريل بتحضير طبق «كسكس عملاق» على جسور المدينة، وتقديم عروض فنية ثقافية تعرف بخصوصيات مدينة «سيرتا» الأصيلة.

وتتجه وزارة الثقافة الجزائرية إلى نشر أزيد من ألف عنوان كتاب في مختلف الميادين الثقافية والعلمية والأدبية، وتنظيم 375 حفلة مقسمة بين كل المؤسسات الفنية، و134 عرضا، بين الحفلات الفنية والعروض المسرحية التي ستحتضنها قاعات محمد العيد آل خليفة ومالك حداد وقصر الباي، إلى عقد المهرجانات والملتقيات والمهرجانات الثقافية والفنية المحلية والدولية التي دأبت قسنطينة على عقدها في مواسم مختلفة، هذا بالإضافة إلى إطلاق 3 قوافل فنية عبر ولايات الوطن، كما سيكون للمسرح حصة الأسد في العروض التي ستقدم طيلة السنة، إذ سيعرض 108 عروض مسرحية بقسنطينة و200 عرض عبر الولايات الأخرى، بالإضافة إلى المهرجانات المسرحية. وسيتم تقديم أفلام وثائقية حول التراث القسنطيني، وبالأخص التراث الغنائي وهو الطابع الغنائي المعروف بـ«المالوف» الذي يميز المدينة، إضافة إلى إنتاج 5 أفلام طويلة و10 أفلام قصيرة، إلى جانب 15 فيلما وثائقيا.

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

في ضيافة الأستاذ البشير خلف

كتب الدكتور عبد الله كروم الأستاذ بجامعة أدرار في حائطه يوم الثلاثاء 16 /12 /2014 ما يلي:
        في ضيافة الأستاذ البشير خلف
        قبل أن يمن الله علي بوظيفة قارة بجامعة أدرار، وفي فترة التسول عند عتبات الجامعات الجزائرية بحثا عن منصب أستاذ جامعي، نزلت ضيفا عند الأستاذ البشير خلف في بلدته العامرة "قمار" التي أنجبت لنا الدكتور أبا القاسم سعدالله والطاهر بن عائشة والأستاذ خلف وغيرهم..
        وفي تلك الزيارة التي مرّ عليها أكثر من عامين أكرمني الشيخ البشير كما هو أهله، ووسع لي بكل ما يحتاجه الضيف، ولو سألتني عن الوجبة الدسمة التي قدمها لي لأجبتك، بأنني نسيتها رغم أنها وجبة فاخرة، لكن المواقف التي لا أنساها أبداً في تلك الزيارة هو حب الشيخ للقراءة والمطالعة حبا جعلني أخجل من نفسي، وأول شيء  قرانا به هو الكتب حيث استقبلنا في مكتبته، وقال لنا ها هي مكتبتي هي لكم طالعوا الكتب التي تحبونها، إذ صاحبني في تلك الرحلة الأستاذ "عبدالله العماري " ،هو الآن أستاذ بجامعة تمنراست، وكان الشيخ البشير قد قرأ لتوه مذكرات الطاهر زبيري قائد الأركان الأسبق في ظرف قياسي. ودعانا لقراءتها، والمكتبة تشي بثقافة الرجل وحبه للفكر والأدب والتربية والثقافة..
         ومما أذكره تواضع الأستاذ البشير واحترام المجتمع له كمثقف يحترم نفسه ويرعى الثقافة في ولاية الوادي، ويعتبرونه المرجع والأب الروحي للمثقفين..
        ومما لا أنساه تلك الجلسة المسائية على بساط العشب الأخضر في قلب مدينة قمار، وزاد من المتعة دعابة صديقه وأنيسه الأستاذ محمد نوار، وهو ذو نكتة حاضرة ،دمث الخلق، يتميز بخفة الروح وتعلو على محياه ابتسامة لا تكاد تفارقه..
         تلك الجلسة الحميمية بين العشب الأخضر واللون الذهبي الذي رسمته العشية ونخب الشاي مع حالة الارتفاق والنظر لوجه الشيخ البشير ببسمته وهدوئه ولين عريكته..المشهدية طبعت الذاكرة بصورة لا تمحى منها وأعطت له بعدا شاعريا ..
          وكنت أرى الأستاذ البشير راهبا بين المسجد والمكتبة ومعتكفا في محراب التكنولوجيا، يلخص معلومة أو يدبج مقالة، او ينشر فكرة، او يتصيد فوائد المعرفة أو يواصل تنقيح باب في كتاب.. حفظه الله من كل عين.
      من دلائل إخلاص الأستاذ البشير خلف في عمله وكان قد تدرج في التعليم مدرسا ومسؤولا ومفتشا في التربية قبل أن يحظى بالتقاعد، هو توفيقه بمعية الله في تنشئة أسرة علمية، فكل أولاده يحملون مستويات عليا ولله الحمد "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"..
        ورغم أن الشيخ البشير شخصية معروفة في الوادي غير أنه يرفض الوساطات لتوظيف أبنائه على غير وجه حق، ورأيت منه الامتعاض عند ذكر المحسوبية والوساطة رغم أننا في دنيا لا تسير إلا بالوساطة، غير أنه ترك ابنته تبحث عن حظها في التوظيف بجامعة الواد، ولم يكتب لها النجاح في ذلك العام..
        أستاذي البشير هذا قليل من كثير، أتمنى لك طول العمر والصحة والعافية ومواصلة النشاط الثقافي، والبارحة(حسبما وصلني) شنفت مسامع الجزائريين بحديثك عبر أمواج الإذاعة الوطنية عن شخصية أبي القاسم سعدالله.. دمت ماتعا تهذب الدنيا بتواضعك وكرمك وسعيك لغرس الثقافة في المجتمع.

قليل منك يكفيني* لكن قليلك لا يقال له قليل

مجلة القباب في حلتها الجديدة

مجلة القباب في حلتها الجديدة
بقلم: بشير خلف          

         هنيئا لكل مثقفي الولاية، وبورك كل من ساهم في إخراج هذا العدد الجميل.. كنت محظوظا هذا اليوم وأنا بدار الثقافة لمّا وصلت المجلة من المطبعة فاستلمت نسختي للتوّ ..إنها فرحة نثمن فيها كل من وضع هذه اللبنة الجديدة في صرح الثقافة بالوادي، والجزائر عامة ..الشكر موصول للأستاذ أحمد حمدي مدير دار الثقافة الذي لا يني يداه مفتوحتان لكل مسعى يرسخ الجمال والخير في القطاع الثقافي..
         إنني وبحكم حضوري بين يوم وآخر لحضور إنجاز هذا العدد فإني أشدّ على يدي الدكتور عادل محلو رئيس تحرير المجلة الذي كان له الفضل في جمع مادتها، والاتصال بالكتاب، وتحضير النصوص، والتنسيق والمتابعة والتنفيذ مع الفنان التشكيلي الرائع كمال خزان المبدع والصبور والفرح دائما بكل عمل جديد يتسم بالجمال والدهشة .. ما أروع المثقفين الذين يعملون بصمت ويقدمون أحسن الوجبات للإنسانية ..يا لله كم أنتم رائعون ليبارككم الله ويباركم مساعيكم.

الجمعة، 12 ديسمبر 2014

لماذا تراجعت الملتقيات الأدبية في الجزائر؟

       مساهمتي في ملف " ديوان الحياة" الأسبوعي بيومية الحياة الجزائرية حول ( الملتقيات الأدبية) الذي يشرف عليه الكاتب والروائي والإعلامي الخير شوار
                               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا تراجعت الملتقيات الأدبية في الجزائر؟
بشير خلف: الملتقيات الأدبية.. تبقى فضاء للتواصل والتعارف والتثاقف
الأربعاء 10 ديسمبر 2014
        يبدو لي قبل أن نبحث عن تواري الملتقيات الفكرية والأدبية المتميّزة التي كانت تختصّ بها بعض الحواضر الجزائرية؛ بل حتى بعض المدن الداخلية من الجزائر العميقة كما كان حال ملتقى القصة القصيرة بمدينة سعيدة، وملتقى الرواية بقسنطينة، وملتقى محمد العيد آل خليفة للشعر ببسكرة وغيرها؛ أن نتساءل: هل كانت هذه الملتقيات مرتبطة بجمهور مثقف كان حريصا على حضورها من نفس الحاضرة، أو من جهات كثيرة كان يحجّ إليها المثقف، والكاتب والمبدع؛ وعلى حسابه الخاص، وكانت القاعات عامرة بالكتاب، والمبدعين كما هي عامرة بالجمهور المثقف الذي يعشق الإبداع، ويتذوّقه، ويناقش بعقلانية، وبذوق راقٍ ممّا كان يُعطي للملتقيات والندوات ألقًا وفعالية.. هل لا يزال هذا الجمهور المثقف موجودا؟
       نحضر اليوم ملتقيات ثقافية في هذه الولاية، أو تلك لا نجد أثرا للجمهور المثقف من المجتمع، تنظمها هذه الهيئة أو تلك، وكم يشقى منظموها في توجيه الدعوات، والاتصال بمن يروْن أنهم أهلٌ للحضور، وفي غالب الأحيان يكون الحضور مخيّبا للآمال. وليس الأمر في الجامعات أحسن حالا، فبمجرّد أن تتمّ مراسيم الافتتاح، وتبدأ الجلسات العلمية يبقى في القاعة غير المُحاضرين الذين أغلبهم غايتهم الحصول على شهادة المشاركة للاستفادة منها في الترقية، أو الطلبة الذين عادة ما يحضرون تلبية لأمر أستاذة الاختصاص، أو الأستاذ.
      أتذكر أن المحاضرة، والندوة في السبعينيات وحتى الثمانينيات في قاعة الموقار، أو في قاعة النفق الجامعي، أو قاعة اتحاد الكتاب الجزائريين، أو فروعه خاصة فرع وهران، وقسنطينة ،وكذا المركز الثقافي الإسلامي، أو في جامعة الجزائر المركزية خلال مناقشة رسائل التخرج، كانت القاعات تضيق بالجمهور من أطياف متعددة من المجتمع. كما كان الطلاب يتسابقون على المقاعد مع الأساتذة، والجمهور أيضا من خارج الجامعة يظل فارضا حضوره حتى انتهاء المناقشة، أو المحاضرة.
       في السنوات الأخيرة وحتى في أيامنا هذه تنظم هذه الجامعة، أو تلك ملتقى يتعلق بالشعر، أو بالسرد، أو المسرح ،أو بالنقد، أو ما يتعلق بالإبداع الأدبي فلا تستدعي أي مبدع من خارجها، ومن يحضرون من المبدعين فقد يكونون أساتذة، وما هو مؤكد أن الطلبة فيهم من سلكوا درْب الإبداع، ولهم مواهب وبإمكان الجامعة اكتشافهم، ورعايتهم، وإبرازهم في هكذا ملتقيات، ولكن لا يُلتفت إليهم؛ والعكس أن الملتقيات التي ينظمها القطاع الثقافي مركزيا، أو محليا لا يحضرها أساتذة الجامعات، ولا يُوصون الطلاب بحضورها حتى يبرزوا، ويشاركوا في الفعل الثقافي في المجتمع، ومنهم سيتكون المجتمع المثقف الذي يُعوّل عليه مستقبلا. .حتى النوادي الأدبية بأغلب الجامعات اختفت.
        قد يقول قائل : غياب الجمهور المثقف من الساحة يعود بالدرجة الأولى إلى انتشار وسائل المعرفة الحديثة التي صار في إمكان الكبير والصغير، المتعلم والمثقف، الطالب والأستاذ الحصول عليها من مصادرها، وبأسرع وقت، ولا حاجة لهكذا ملتقيات وندوات. . ومن ثمّة يرى عدد من المثقفين أن هذه الملتقيات الأدبية فقدت قيمتها وأهميتها، ولا أمل منها في التأثير على المشهد الثقافي. كما أن العديد من هذه الملتقيات هي تكرار مُــمِلٌّ لبعض المواضيع والوجوه، التي همّها في الحضور على المتعة السياحية أكثر من ممارسة الثقافة في الملتقى، كما أن تلك الملتقيات هدرٌ للمال، الذي من الأولى صرفه على المثقف والثقافة؛ كما أن التوصيات التي تخرج بها تلك الملتقيات كل عام مكررة ودون متابعة لتوصيات الملتقيات التي سبقتها، ودون أن يحمل هم تنفيذ التوصيات الجديدة.
        السؤال الجدير بالطرح : هل نحن فعلا بحاجة لمثل هذه الأنشطة والفعاليات الثقافية في الوقت الذي يفترض أن تصرف الأموال المخصصة لها في قضايا أكثر أهمية؟ .

       في تقديري الشخصي ونتيجة التجربة والمعايشة الشخصية، وإشرافي المتعدد في التنظيم والإشراف على العديد من الملتقيات والندوات، وكذا المشاركة في العديد من الملتقيات المحلية، والجهوية، والوطنية تبقى هذه المنابر الثقافية فضاءً ضروريًا يلتقي فيه بعض الكُتّاب والمبدعين، وخاصة المبدعين الشباب، والباحثين لتبادل التجارب والاستفادة من هذا الاحتكاك الثقافي.. احتكاكٌ أبانت الوقائع جدواه لهم من حيث الظهور، والاستفادة، وصقْل التجربة، وخاصة في الإبداع الشعري حينما يلتقي جمْعٌ من الشعراء يتفاوتون جيليا وتجربة شعريا في خيمة في الهواء الطلق.. إن أغلب الكتاب والمبدعين في الجزائر إنْ لم أقلْ كلهم تكوّنوا واستفادوا، وأنا واحد من هؤلاء أُقرّ أني استفدت من هذه الملتقيات، وتكوّنت فيها وفيها تعرّفت على الكثير من الكتاب والمبدعين، والمثقفين.

الرواية

الرواية

بشير خلف

يُقال : بأن الرواية هي البنت المدلّلة في فضاء السرد " المديني " وأنّ مبدعها متماهٍ كليا في عالم المدينة.. إنْ كان هذا القول صحيحًا؛ فماذا نقول عن مبدعي الرواية الشباب المعاصرين الذين تألقوا في هذا الجنس السردي الجميل، وهم بعيدون عن المركز ؟

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

 احتفائية الإعلان عن نتائج المسابقة الوطنية للرواية القصيرة ــ ط 2 ـ

   احتفائية الإعلان عن نتائج المسابقة الوطنية
للرواية القصيرة ــ ط 2 ـ
بقلم: بشير خلف
         مساء الثلاثاء 02 ديسمبر 2014نظمت الرابطة الولاية للفكر والإبداع بالوادي، وبالتنسيق مع مديرية الثقافة بالوادي، ودار الثقافة محمد الأمين العمودي احتفائية ثقافية متنوعة قصائد شعرية، ومقاطع موسيقية للمطرب الأستاذ  المتألق غزال عبد الرحمن ، والفنان المتميز العازف على الكمان مناني نور الدين حضرها نخبة متميزة من شخصيات ثقافية، ومسؤولين سامين في قطاع الثقافة، والتربية ، وكتاب، وشعراء ، ومثقفين ، وفنانين من داخل وخارج الولاية بمناسبة الإعلان عن نتائج مسابقة الرواية القصيرة الوطنية في طبعتها الثانية
        افتتح الاحتفائية الأستاذ الدكتور حسن مرموري  مدير الثقافة الذي أشاد بجهود الرابطة التي يرأسها الأستاذ والكاتب الأديب خلف بشير ثم أعطى إشارة الافتتاح..

       تلاه السيد رئيس الرابطة الذي تحدث عن مجريات المسابقة الوطنية للرواية، وكيفية تنظيمها، والإعلان عنها، في وسائل الإعلام والإنترنيت والفيسبوك، وكذا ومراسلة كل مديريات الثقافة وطنيا في شهر فيفري 2014 ، وتحديد منتصف شهر اجوان لقبول المشاركات التي بلغت تسع مشاركات توفرت فيها الشروط المطلوبة لتُحال على لجنة القراءة والتقييم المتكونة من السادة الدكاترة : نصر الدين وهابي من جامعة الوادي، والدكتور عميش عبد القادر من جامعة الشلف، والدكتور ميسوم عبد القادر من جامعة الشلف.

       تناول الكلمة بعد الوصلة الطربية الدكتور نصر الدين وهابي مقرر لجنة التقييم ، حيث أشاد التقرير بمستوى الروايات التسع المشاركة التي اتسمت بالمستوى الفني الجمالي الراقي، وتقنيات الحكي، وتوظيف الأحداث المعاصرة، فالمشاركون استفادوا من الثقافة المعاصرة السردية، بعض النصوص المشاركة تجاوزت ،أو تساوت مع نصوص روائيين يحتلون الفضاء السردي العربي، وأن رابطة الفكر والإبداع بهذه المبادرات دفعت إلى المشهد الثقافي الجزائري والعربي مبدعين جددا إلى ساحة السرد. 
   وإذْ تشيد اللجنة بالنتائج المُتوصّل إليها، تؤكد بحرارة أن كل النصوص الروائية القصيرة المُشارَك بها تضمّنت الكثير من عناصر البناء الروائي رغم التفاوت فيما بينها في الأدوات، واللغة، والموهبة؛ وهو ما يشير بإمكانية تطور ونجاح هذه القدرات السردية إذا استمرّ أصحابها في ممارسة الكتابة الروائية.

     كما تؤكد اللجنة بحرصٍ أن هذه المبادرة المنظمة من طرف الرابطة الولائية للفكر والإبداع بولاية الوادي تُعدُّ تجربة نادرة، ورائدة وطنيا، وتستدعي التشجيع والدعم المادي والمعنوي، مثلما تتطلب المؤازرة إعلاميا وأكاديميا؛ وعليه تهنئ اللجنة الفائزين، وتثمن المسابقة، وتشكر الرابطة ومعها كل السلطات التي ساهمت في صياغة الطبعة الأولى.
           علما أن المشاركات في المسابقة كانت من عدة ولايات جزائرية من تلمسان إلى الوادي مرورا بالبليدة، الجلفة، ورقلة، سكيكدة ، وغيرها.

         في هذه الطبعة الثانية حيث عادت الجائزة الأولى إلى الشاب عيساوي محمد عبد الوهاب من ولاية الجلفة عن روايته " بين السييرا وعين الأسرار " أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب الشاب عبد المنعم بن السايح من دائرة تقرت ولاية ورقلة عن روايته " المتحرر من سلطة السواد " وكانت الجائزة الثالثة من نصيب الشاب قدور مهداوي من البليدة عن روايته " باب السبت "
        وكانت الجوائز المالية كالتالي :
الجائزة الأولى : سبعة ملايين سنتيم 70.000.د.ج
الجائزة الثانية :ستة ملايين سنتيم 60.000 د.ج
الجائزة الثالثة: أربعة ملايين سنتيم 50.000د.ج
      وتعهّدت الرابطة بطبع الروايات الفائزة في مدة أقصاها ثلاثة أشهر، على أن يتسلّم كل فائز 350 نسخة.



       

                  السمعُ أبو الملكات اللِّسانية؟ كتب: بشير خلف العلّامة المرحوم ابن خلدون في مقدّمته: «إن أركان اللسان العربي 4، هي: ...