الأحد، 24 يناير 2016

التربية ..الواقع والآفاق


التربية ..الواقع والآفاق
بقلم : بشير خلف
       نظمت مساء أمس،السبت 23 جانفي 2015 شعبة الوادي الوسط لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية للتواصل العلمي والثقافي ندوة ولائية موضوعها : " التربية.. الواقع والآفاق " نشطها الدكتور عبد القادر فضيل الإطار السابق في وزارة التربية، والعضو الحالي في المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
        حضر الندوة جمهور كبير من المثقفين والمحامين، والأساتذة الجامعيين، وكذا من أسرة التربية والتعليم من الجنسين ..لكون الموضوع حسّاس جدا، ويهمّ الجميع.
      الدكتور عبد القادر فضيل مُــلمٌّ بوضع التربية والتعليم في الجزائر لا لكونه رجل تربية وإطار سابق بها فحسب؛ إنما لكونه شغل مفتشا للتربية والتكوين قبل أن تنصب المدرسة الأساسية في سبتمبر 1980 بل لكونه من الذين وضعوا برامجها، وملفاتها للغة العربية خاصة مرحلة التعليم الأساسي بطوريه، وأشرف على تنصيب المدرسة الأساسية كرجل تربية، ثم فيما بعد  تولّى مديرية التعليم الأساسي بوزارة التربية في عهد الوزير محمد الشريف خرّوبي، فعندما يتكلم الدكتور فضيل عن التربية يتكلم عن دراية وعلم، يعلم خفاياها، ويعلم ما تعرّضت له من مؤامرات من أعداء هويّة الأمة الجزائرية، ويعلم خُبْث المتربصين بالمدرسة الجزائرية باعتبارها القلعة التي يتخرج منها أبناء المستقبل؛ كما أن الرجل عانى من هؤلاء في دفاعه عن اللغة العربية ولا يزال.
      في هذه الندوة تحدّث الرجل بصراحة، وبصدق، وبحرقة أيضا عمّا تعانيه التربية، وما تتعرّض له اللغة العربية من مؤامرات، ومن إقصاء من المسؤولين في كل القطاعات حتّى أنّ المرض تفشّى في المجتمع كله، وحلّت الفرنسية محلّ العربية، وصار التعامل بها من طرف المواطنين في أبسط الإجراءات.
     نقاط كثيرة مهمّة تعرّض لها المحاضر بإسهاب، وشخّصها وهو يتأسّف، ويتحسّر له على ما لحق بالأمة الجزائرية من ضررٍ، ومنها ما دافع عنها، وحثّ الجميع عل التحرّك للدفاع عنها أفرادا، ومجتمعًا مدنيًّا؛ ويمكن ذكْــر أهمّ النقاط التي ركّــز عليها:
1 ــ التربية موضوع الساعة في الجزائر مثلما هـــي في كل بقاع العالم لأهميتها باعتبارها الحاضنة لأبناء الأمة، وفضاء التنشئة الاجتماعية، وإعداد الفرد لنفسه ولأمته.
2 ــ التربية باعتبارها تحتلّ هذه المكانة يُفترض أن تكون لها مرجعية تُستمدّ من ثوابت الأمة، وتتوافق مع الحياة المعاصرة، وتعدّ إلى المستقبل، والتربية الناجحة ما جمعت بين التربية الشاملة للفرد، والمعرفة.
3 ــ المدرسة فضاء للتربية والتكوين والتعليم، والتعلّم، وتقديم العلم؛ فإذا لم تهدف إلى بناء الفكر، وتنمية القدرات، وخلْق الوعي لدى الأجيال الذين سيحملون فيما بعد صفة المواطنة، وسيقودون الوطن، ويتحمّلون المسؤوليات المختلفة في كل المجالات، فوجودها، أو عدمه سيّانٌ.
4 ــ لتحقيق أهداف التربية ينبغي الاهتمام برجل التربية والتعليم من حيث الانتقاء الأخلاقي، والسلوكي، والمعرفي، ثم التكوين لوظيفة التربية والتعليم لمدة زمنية كافية قبل تسليم الأطفال لهذا الموظف.
5 ــ التربية والتعليم تنطلق من فلسفة الأمة وثوابتها، من هذه الفلسفة تُبنى المناهج والبرامج التي تشرف عليها هيئة قارّة : " كمجلس أعلى للتربية " من أعضاء متخصصين في كل مجالات المعرفة الإنسانية، وليس لجانا وزارية تتغير كل سنة حسْب مزاج مسؤول بوزارة التربية.
6 ــ فيما يخصّ التقييم والامتحانات من المفترض أن لا تـنبني على النسب المسبقة؛ بل على مستوى التحصيل المعرفي للتلميذ والطالب، وأن لا يكون التركيز إلاّ على الموادّ الرئيسة.
      خلُص المحاضر إلى أن المنظومة التربوية ببلادنا مريضة، وواقع مؤسساتنا التربوية، ومستوى تلاميذنا وطلاّبنا يشهد على ذلك، وانعدام الانسجام خاصة في اللغة العربية بين مراحل التعليم ما قبل الجامعي والتعليم الجامعي أضرّ بأبنائنا.. التربية والتعليم في حاجة إلى تصحيح جذري.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

                  السمعُ أبو الملكات اللِّسانية؟ كتب: بشير خلف العلّامة المرحوم ابن خلدون في مقدّمته: «إن أركان اللسان العربي 4، هي: ...