الاثنين، 26 ديسمبر 2016

مسابقة الرواية الوطنية لسنة 2016

       كل الكتاب يعرفون الكاتب والقاص بشير خلف، لكن ليس كلهم يدركون ما تقوم به الرابطة الولائية للفكر والابداع بولاية الوادي التي يرأسها، هذه الجمعية التي تنشط على الهامش، ربما يعود سبب ذلك إلى مركزية الإعلام الوطني وضعفه، أو لكون بشير خلف يعمل أكثر مما يتكلم، بعيدا عن ضوضاء المدن المتصنعة، غير أن الجيل الجديد يعرفها حق المعرفة، كونه يبحث عن موطئ قدم على أرض الأدب، الأمر الذي كفلته الرابطة لمن توفرت فيه ميزات المبدع، فبعض الأسماء التي تألقت وطنيا مرت عليها آخذة معها لواء التميز.

      أنا المهووس بالتنظيم المحكم للتظاهرات الثقافية كنت هذا الأسبوع من الحاضرين حفل توزيع جوائز المسابقة الوطنية الثالثة للرواية القصيرة، التي تنظمها رابطة الفكر والابداع بمساهمة دار الثقافة، وكنت من بين المعجبين بهذه التظاهرة النوعية في تنظيمها والفكرة المبنية عليها، وكم كان جميلا ونادرا بعد الندوة التي أقيمت حول راهن السرد الجزائري أن يستلم الشباب الفائزون الثلاثة رواياتهم مطبوعة بيد وبيد أخرى يستلمون غلافا ماليا هو مبلغ الجائزة، في مشهد بهيج يصطف فيه القراء على كثرتهم للحصول على توقيعاتهم، جو صنعه رئيس الرابطة الكاتب والقاص بشير خلف ومن معه بإخلاصه أولا، وبروح الجهاد التي لازالت تجري في عروقه.
      بشير خلف ليس من فئة ما أسميتها ذات مرة "سي الجمعي" وهي فئة رؤساء الجمعيات ذوي الأغراض الخاصة ومقابلة المسؤول المحلي والتمسح بربطة عنقه، هو غير ذلك تماما، يبث فيك روحا مقاومة لكل تثبيط، ويدفعك للاعتماد على الذات في كل شيء، يتجلى ذلك في معاونيه النشطين الشاعر مصطفى صوالح محمد والشاعر الأستاذ بشير غريب الذين يسيران على نهجه بأمانة.
        بعد الذي رأيته في الوادي من جمعية محلية بحجم مؤسسة في طموحها، رغم إمكاناتها المادية شبه المنعدمة، ومثلما قال القاص عبد الله كروم، لو كان في كل ولاية شخصية بنفس إرادة وإخلاص بشير خلف لتخلصنا من الوحل الثقافي الذي نحن عالقون فيه منذ أمد ونحن نعتقد أن مجرد الشكوى منه تجعلنا خارجه، وليعذرني صديقي بشير فهو يمقت الإطراء فإن ما أقوله هنا هو الواقع لا غير.

     لا أريد أن أتكلم كثيرا، وما كتبته هنا هو فقط لأشد على يد صديقي بشير خلف وأقول له أنا معك في مسعاك النبيل قولا وفعلا، وهو موقف كل الكتاب الحقيقيين من ولاية الوادي وخارجها، فما تقومون به ليس على المقاس المحلي، إنه وطني بامتياز جادت به ولاية الوادي. وبشير خلف من القلائل الذين يحاربون البشاعة بإخلاص في هذا الوطن فلنحارب إلى جنبه.

·       
ينينة عبد الكريم/ شاعر وقاص..مدير دار الثقافة سابقا بأدرار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...