السبت، 31 ديسمبر 2016

المسابقة الوطنية للرواية القصيرة 2016 بولاية الوادي

 المسابقة الوطنية للرواية القصيرة 2016 بولاية الوادي
بقلم: بشير خلف
       احتضنت دار الثقافة محمد الأمين العمودي بالوادي يوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 احتفائية مميّزة نظمتها الرابطة الولائية للفكر والإبداع بولاية الوادي، وبالتنسيق مع دار الثقافة بقاعة المحاضرات الكبرى، موضوعها إعلان نتائج المسابقة الوطنية للرواية القصيرة بحضور مسؤولين على القطاع الثقافي، الأستاذ جمال الدين عبادي مدير دار الثقافة، الأستاذ محمد حامدي مدير دار الثقافة سابقا، الأستاذ تامة التجاني مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، أعضاء لجنة التحكيم البروفيسور عميش عبد القادر من جامعة الشلف، الدكتور ميسوم عبد القادر من جامعة الشلف، الدكتور حفيظة طعام من جامعة تسمسيلت، أساتذة ضيوف: الدكتور ساري محمد روائي ومترجم من جامعة الجزائر، الدكتور هيمة عبد الحميد شاعر وناقد من جامعة ورقلة، الدكتور عبد الله كرّوم أستاذ من جامعة أدرار، الأستاذ ينينة عبد الكريم شاعر وقاص، وصاحب دار نشر، مدير سابق لدار الثقافة بأدرار، الأستاذ مخبوتي نور الدين شاعر من تلمسان، أعضاء الرابطة، أعضاء جمعيات ثقافية، الكثير من الكتاب والمبدعين، والفنان عبد الله مناعي، والفنان غزال عبد الرحمن، والعازف الفنان نور الدين مناني، والنخبة المثقفة، وسائل الإعلام من إذاعة، ويوميتي التحرير، والجديد، وقناة النهار.. نشّط الاحتفائية الشاعر المتميّز غريب بشير، الأستاذ بجامعة حمّة الآخضر بالوادي، وعضو مكتب الرابطة
      في صبيحة يوم الثلاثاء انتظمت ندوة حول" راهن الرواية الجزائرية الشبابية" حضرتها نخبة من الأساتذة، والكتاب، والمبدعين، والمهتمين بالسرد، قدم فيها الأساتذة: الدكتور محمد ساري، الدكتور هيمة عبد الحميد، البروفيسور عميش عبد القادر، الدكتور عبد الله كرّوم رؤيتهم للرواية الجزائرية عامة، والشبابية خاصة، وموقعها، ورهانها، ومستقبلها.

      في المساء كانت الاحتفائية التي أعلن فيها عن الفائزين بحضور مكثف، وتسليمهم الجوائز المالية، وشهادات المشاركة، وتوزيع الروايات الثلاث عل كل الحضور مجّانا، وكذا  تسليم الفائزين 200 نسخة لكل واحد. والفائزون على التوالي هم: الأستاذ الجامعي هميسي عبد الرشيد من ولاية الوادي، القاصة حنكة حوّاء من ولاية الوادي، القاصة الشاعرة آسيا بودخانة من ولاية سكيكدة، علمًا أن ولاية الوادي لم يفز بها أيّ مشارك في الطبعتيْن السابقتيْن.
      إن نجاح الرابطة في المسابقات الثلاث يعود الفضل فيه بعد الله سبحانه وتعالى إلى: وزارة الثقافة ،والدكتور حسن مرموري مدير الثقافة بالوادي سابقًا، ومدير الكتاب، والمطالعة العمومية حاليا بوزارة الثقافة، والأستاذ دويم إبراهيم الذي تولّى المديرية مباشرة بعده، والأستاذ تامّة التجاني مدير المكتبة الرئيسية، والمطالعة العمومية، وكذا الأستاذ محمد حامدي مدير دار الثقافة سابقا، والأستاذ جمال الدين عبادي مدير دار الثقافة حاليا، وهي إذ تتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى هؤلاء؛ فإنها تشدّ على أيادي كل منْ آزرها معنويا، وحضوريا.

لماذا مسابقة الرواية القصيرة ؟
      لعل أول دافع إلى قراءة رواية، أو قصّة هو تحقيق مُــتعة السرد، إذ أن لدى الإنسان بصورة عامة دافعًا كامنًا يمكن أن نسميه مجازًا "غريزة السرد "، فكلٌّ منّـا يودّ أن يروي قصة، أو يحكي خبرة عاشها، أو سمعها وانفعل بها؛ أي إن لدى الإنسان دافعًا أساسيًا لتفريغ شحنة الانفعال، والخبرة، والمعرفة التي يكتسبها في موقف ما؛ كما أن لدى الإنسان ميلًا إلى الحديث عن خبرته في شكل سرد، أو حكاية؛ فإن لديه أيضًا ميلًا إلى سماع حكايات الآخرين.
       وكلما تطورت تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات، كلما اخذت الرواية تتقلص وتختزل العديد من التفاصيل التي اصبحت زائدة، ، وقد يرى فيها أمرا زائدا مملًّا لا حاجة له به؛ وهنا لا يمكن ان تكون الرواية بمعزل عما وصلت اليه القصة من تكثيف، وشعرية، وتخلّصٍ من الحشو الفضفاض، وبروز القصة القصيرة جدا، حيث أخذت شجرة الرواية التخلي عن العديد من الفروع الزائدة، والفروع تخلت عن العديد من الوريقات الفائضة عن الحاجة، ولم تُــبق إلا ما هو ضروري جدا للثمرة، التي أخذت تزداد حلاوتها حسب درجة تمنُّعها، وعدم مطاوعتها المتلقي بسهولة، ولسنا في حاجة إلى تناول الجدل بأنْ لا يوجد مصطلح اسمه " الرواية القصيرة"، إمّا قصة قصيرة، وإمّا رواية وكفى.  
       الرواية القصيرة في رأينا تدخل ضمن حرية المبدع، ورؤاه الفنية الإبداعية، من حقّه الأخذ بالمغامرات التجريبية في الأجناس الأدبية، والكتابة فيها، ، ولم لا تكون كتابة الرواية القصيرة ضمن هذا الحقل التجريبي في الادب ؟


بداية المسابقة
        ضمْن هذا المنظور ارتأت الرابطة الولائية للفكر والإبداع بولاية الوادي، ــ فضلا عن مهامّها من إقامة ملتقيات فكرية، وندوات أدبية يؤطرها أساتذة متخصصون، ومبدعون متميّزون، وطبْع هذه في إصدارات في حلّة جميلة، ومستوى راقٍ ــ أنْ تضيف عملا إبداعيا آخر مفقودا في الساحة الثقافية الجزائرية؛ فكانت البداية سنة 2011 إذ أعلنت، وهي جمعية ثقافية ولائية في ولاية تتموقع في الجنوب الشرقي الجزائري، أعلنت عن المسابقة الوطنية للرواية القصيرة في طبعتها الأولى، وفق شروط منها: أن لا يتجاوز عمر المشارك الأربعين سنة، وأن لا يكون النصّ المقدّم للمسابقة قد نُشر ورقيا، أو رقميا، وعدد الصفحات يتراوح ما بين الــ 50 ، و 60 صفحة، حجم A.4، فكان عدد المشاركين 16 مشاركا من ولايات الجزائر، إضافة إلى مشاركيْن من فلسطين.
       وأوكلت الرابطة أمْر التحكيم إلى لجنة محايدة خارج الولاية، وهم دكاترة جامعيون تخصّصهم الخطاب السردي، وأحدهم إضافة إلى ذلك هو روائي، له عدة روايات مطبوعة، لجنة من الجزائر العاصمة، وولاية الشلف، وأرسلت إليها الروايات ورقيا، خالية من أسماء المشاركين، وفق جدول استئناسي يحدد معايير التقييم، ودامت مدة القراءة، والتقييم، وضبْط الفائزين الأوائل الثلاثة أربعة اشهر، ونُظّمت احتفائية إعلان النتائج في حفْل ثقافي بهيج بدار الثقافة بالوادي آخر شهر نوفمبر 2011 بحضور الفائزين، وأعضاء لجنة التحكيم، ومسؤولي القطاع الثقافي، وجمهور كبير من مثقفي، ومبدعي الولاية، فكانت الجائزة المالية  الأولى ثمانية ملايين سنتيم، وثلاثمائة نسخة من الرواية الفائزة ( مطبوعة من الرابطة)، والرواية الثانية ستة ملايين سنتيم، وثلاثمائة نسخة، والرواية الثالثة أربعة ملايين سنتيم، وثلاثمائة نسخة، كما وزعت الروايات الثلاث مجّانًا على الحاضرين.
       وبعد تقييم هذا العمل الثقافي الإبداعي، والاحتفاء به، وتثمينه من لدن المثقفين والمبدعين محليا، ووطنيا، واصلت الرابطة المسابقة في طبعتها الثانية سنة 2014 ، وبنفس الشروط، والمكافآت، ووقع تغيير بسيط  في أعضاء لجنة التحكيم حيث استُــبدل عضو من العاصمة بعضو من ولاية الوادي، ونُظّمت احتفائتان، الأولى في بداية ديسمبر 2014، لإعلان النتائج، وتسليم الجوائز المالية، والثانية في بداية جانفي 2016 ، إذ وزعت الروايات الثلاث على الحاضرين مجّانًا، وتسلّم كلٌّ من الفائزين ثلاثمائة نسخة من الرواية ( مطبوعة من الرابطة). كان عدد المشاركين 15 مشاركا، توفّرت الشروط في 11 مشاركا.
      أمّا الطبعة الثالثة لسنة 2016 فقد لاحظ الجميع، كما لاحظت لجنة التحكيم مستوى المشاركين الجيد، وتقنيات الحكي، والسرد الممتع، وتصدّر العناصر الشبابية، والمشاركة المتميّزة للعنصر النسوي، وبالمقابل، انضمّت إلى لجنة التحكيم دكتورة جامعية تخصصها الفضاء السردي، تحديدا الرواية، قاصة لها عدة إصدارات، متحصلة على جائزة غسان كنفاني في القصة، كما أن طبعة هذه السنة تحصّل كل فائز فيها على 200 نسخة من روايته المطبوعة، فضلاً عن الجوائز المالية كالعادة.
          بهذا تكون الرابطة الولائية للفكر والإبداع، منذ الطبعة الأولى للمسابقة تكون أثرت الفضاء السردي الجزائري، والعربي بروائيين شباب منهم ثلاث روائيات، من الفائزين منْ واصل، وأصدر روايات أخرى على غرار الشاب ابن الربيع محمد الأمين من بوسعادة، وابن السايح عبد المنعم، وعيساوي عبد الوهاب، وكوسة علاوة ــ لهم إصدارات ــ قبل مشاركتهم في المسابقة ــ ، لكنهم واصلوا، علما أن عيساوي عبد الوهاب بحصوله على المرتبة الأولى في مسابقة 2014 عن روايته " سييرا دي مويرتي" شارك بنفس الرواية في مسابقة علي معاشي سنة 2015 كان من الفائزين الأوائل، وحصوله على جائزة مالية معتبرة.
     كانت حصيلة المسابقة في طبعاتها الثلاث، الآتي :
الطبعة الأولى،2011: ـ رواية "بختة" للسيدة دويفي سهام من المدية، رواية "عطر الدهشة" لمحمد الأمين بن الربيع من بوسعادة، ورواية "بلقيس" لكوسة علاوة من سطيف.
الطبعة الثانية ، 2014:  ـ رواية "سييرا مويرتي" لعبد الوهاب عيساوي من الجلفة، رواية "المتحرر من سلطة السواد" لابن السايح عبد المنعم من تقرت، ورواية "باب السبت" لعبد القادر مهداوي من البليدة.
الطبعة الثالثة 2016: المرتبة الأولى رواية "ما تشتهيه الروح" لعبد الرشيد هميسي من الوادي، المرتبة الثانية رواية "عائشة" لحواء حنكة من الوادي، والمرتبة الثالثة رواية "زوايا الصفر" لآسيا بودخانة من سكيكدة.

وبعد  

        يكفي الرابطة فخرًا أنها كشفت عن مواهب شبابية من الجزائر العميقة إلى الواجهة الثقافية الإبداعية الجزائرية ـ تسعة روائيين ـ في ظرْفٍ قياسي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

                  السمعُ أبو الملكات اللِّسانية؟ كتب: بشير خلف العلّامة المرحوم ابن خلدون في مقدّمته: «إن أركان اللسان العربي 4، هي: ...