السبت، 31 ديسمبر 2016

المسابقة الوطنية للرواية القصيرة 2016 بولاية الوادي

 المسابقة الوطنية للرواية القصيرة 2016 بولاية الوادي
بقلم: بشير خلف
       احتضنت دار الثقافة محمد الأمين العمودي بالوادي يوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 احتفائية مميّزة نظمتها الرابطة الولائية للفكر والإبداع بولاية الوادي، وبالتنسيق مع دار الثقافة بقاعة المحاضرات الكبرى، موضوعها إعلان نتائج المسابقة الوطنية للرواية القصيرة بحضور مسؤولين على القطاع الثقافي، الأستاذ جمال الدين عبادي مدير دار الثقافة، الأستاذ محمد حامدي مدير دار الثقافة سابقا، الأستاذ تامة التجاني مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، أعضاء لجنة التحكيم البروفيسور عميش عبد القادر من جامعة الشلف، الدكتور ميسوم عبد القادر من جامعة الشلف، الدكتور حفيظة طعام من جامعة تسمسيلت، أساتذة ضيوف: الدكتور ساري محمد روائي ومترجم من جامعة الجزائر، الدكتور هيمة عبد الحميد شاعر وناقد من جامعة ورقلة، الدكتور عبد الله كرّوم أستاذ من جامعة أدرار، الأستاذ ينينة عبد الكريم شاعر وقاص، وصاحب دار نشر، مدير سابق لدار الثقافة بأدرار، الأستاذ مخبوتي نور الدين شاعر من تلمسان، أعضاء الرابطة، أعضاء جمعيات ثقافية، الكثير من الكتاب والمبدعين، والفنان عبد الله مناعي، والفنان غزال عبد الرحمن، والعازف الفنان نور الدين مناني، والنخبة المثقفة، وسائل الإعلام من إذاعة، ويوميتي التحرير، والجديد، وقناة النهار.. نشّط الاحتفائية الشاعر المتميّز غريب بشير، الأستاذ بجامعة حمّة الآخضر بالوادي، وعضو مكتب الرابطة
      في صبيحة يوم الثلاثاء انتظمت ندوة حول" راهن الرواية الجزائرية الشبابية" حضرتها نخبة من الأساتذة، والكتاب، والمبدعين، والمهتمين بالسرد، قدم فيها الأساتذة: الدكتور محمد ساري، الدكتور هيمة عبد الحميد، البروفيسور عميش عبد القادر، الدكتور عبد الله كرّوم رؤيتهم للرواية الجزائرية عامة، والشبابية خاصة، وموقعها، ورهانها، ومستقبلها.

      في المساء كانت الاحتفائية التي أعلن فيها عن الفائزين بحضور مكثف، وتسليمهم الجوائز المالية، وشهادات المشاركة، وتوزيع الروايات الثلاث عل كل الحضور مجّانا، وكذا  تسليم الفائزين 200 نسخة لكل واحد. والفائزون على التوالي هم: الأستاذ الجامعي هميسي عبد الرشيد من ولاية الوادي، القاصة حنكة حوّاء من ولاية الوادي، القاصة الشاعرة آسيا بودخانة من ولاية سكيكدة، علمًا أن ولاية الوادي لم يفز بها أيّ مشارك في الطبعتيْن السابقتيْن.
      إن نجاح الرابطة في المسابقات الثلاث يعود الفضل فيه بعد الله سبحانه وتعالى إلى: وزارة الثقافة ،والدكتور حسن مرموري مدير الثقافة بالوادي سابقًا، ومدير الكتاب، والمطالعة العمومية حاليا بوزارة الثقافة، والأستاذ دويم إبراهيم الذي تولّى المديرية مباشرة بعده، والأستاذ تامّة التجاني مدير المكتبة الرئيسية، والمطالعة العمومية، وكذا الأستاذ محمد حامدي مدير دار الثقافة سابقا، والأستاذ جمال الدين عبادي مدير دار الثقافة حاليا، وهي إذ تتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى هؤلاء؛ فإنها تشدّ على أيادي كل منْ آزرها معنويا، وحضوريا.

لماذا مسابقة الرواية القصيرة ؟
      لعل أول دافع إلى قراءة رواية، أو قصّة هو تحقيق مُــتعة السرد، إذ أن لدى الإنسان بصورة عامة دافعًا كامنًا يمكن أن نسميه مجازًا "غريزة السرد "، فكلٌّ منّـا يودّ أن يروي قصة، أو يحكي خبرة عاشها، أو سمعها وانفعل بها؛ أي إن لدى الإنسان دافعًا أساسيًا لتفريغ شحنة الانفعال، والخبرة، والمعرفة التي يكتسبها في موقف ما؛ كما أن لدى الإنسان ميلًا إلى الحديث عن خبرته في شكل سرد، أو حكاية؛ فإن لديه أيضًا ميلًا إلى سماع حكايات الآخرين.
       وكلما تطورت تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات، كلما اخذت الرواية تتقلص وتختزل العديد من التفاصيل التي اصبحت زائدة، ، وقد يرى فيها أمرا زائدا مملًّا لا حاجة له به؛ وهنا لا يمكن ان تكون الرواية بمعزل عما وصلت اليه القصة من تكثيف، وشعرية، وتخلّصٍ من الحشو الفضفاض، وبروز القصة القصيرة جدا، حيث أخذت شجرة الرواية التخلي عن العديد من الفروع الزائدة، والفروع تخلت عن العديد من الوريقات الفائضة عن الحاجة، ولم تُــبق إلا ما هو ضروري جدا للثمرة، التي أخذت تزداد حلاوتها حسب درجة تمنُّعها، وعدم مطاوعتها المتلقي بسهولة، ولسنا في حاجة إلى تناول الجدل بأنْ لا يوجد مصطلح اسمه " الرواية القصيرة"، إمّا قصة قصيرة، وإمّا رواية وكفى.  
       الرواية القصيرة في رأينا تدخل ضمن حرية المبدع، ورؤاه الفنية الإبداعية، من حقّه الأخذ بالمغامرات التجريبية في الأجناس الأدبية، والكتابة فيها، ، ولم لا تكون كتابة الرواية القصيرة ضمن هذا الحقل التجريبي في الادب ؟


بداية المسابقة
        ضمْن هذا المنظور ارتأت الرابطة الولائية للفكر والإبداع بولاية الوادي، ــ فضلا عن مهامّها من إقامة ملتقيات فكرية، وندوات أدبية يؤطرها أساتذة متخصصون، ومبدعون متميّزون، وطبْع هذه في إصدارات في حلّة جميلة، ومستوى راقٍ ــ أنْ تضيف عملا إبداعيا آخر مفقودا في الساحة الثقافية الجزائرية؛ فكانت البداية سنة 2011 إذ أعلنت، وهي جمعية ثقافية ولائية في ولاية تتموقع في الجنوب الشرقي الجزائري، أعلنت عن المسابقة الوطنية للرواية القصيرة في طبعتها الأولى، وفق شروط منها: أن لا يتجاوز عمر المشارك الأربعين سنة، وأن لا يكون النصّ المقدّم للمسابقة قد نُشر ورقيا، أو رقميا، وعدد الصفحات يتراوح ما بين الــ 50 ، و 60 صفحة، حجم A.4، فكان عدد المشاركين 16 مشاركا من ولايات الجزائر، إضافة إلى مشاركيْن من فلسطين.
       وأوكلت الرابطة أمْر التحكيم إلى لجنة محايدة خارج الولاية، وهم دكاترة جامعيون تخصّصهم الخطاب السردي، وأحدهم إضافة إلى ذلك هو روائي، له عدة روايات مطبوعة، لجنة من الجزائر العاصمة، وولاية الشلف، وأرسلت إليها الروايات ورقيا، خالية من أسماء المشاركين، وفق جدول استئناسي يحدد معايير التقييم، ودامت مدة القراءة، والتقييم، وضبْط الفائزين الأوائل الثلاثة أربعة اشهر، ونُظّمت احتفائية إعلان النتائج في حفْل ثقافي بهيج بدار الثقافة بالوادي آخر شهر نوفمبر 2011 بحضور الفائزين، وأعضاء لجنة التحكيم، ومسؤولي القطاع الثقافي، وجمهور كبير من مثقفي، ومبدعي الولاية، فكانت الجائزة المالية  الأولى ثمانية ملايين سنتيم، وثلاثمائة نسخة من الرواية الفائزة ( مطبوعة من الرابطة)، والرواية الثانية ستة ملايين سنتيم، وثلاثمائة نسخة، والرواية الثالثة أربعة ملايين سنتيم، وثلاثمائة نسخة، كما وزعت الروايات الثلاث مجّانًا على الحاضرين.
       وبعد تقييم هذا العمل الثقافي الإبداعي، والاحتفاء به، وتثمينه من لدن المثقفين والمبدعين محليا، ووطنيا، واصلت الرابطة المسابقة في طبعتها الثانية سنة 2014 ، وبنفس الشروط، والمكافآت، ووقع تغيير بسيط  في أعضاء لجنة التحكيم حيث استُــبدل عضو من العاصمة بعضو من ولاية الوادي، ونُظّمت احتفائتان، الأولى في بداية ديسمبر 2014، لإعلان النتائج، وتسليم الجوائز المالية، والثانية في بداية جانفي 2016 ، إذ وزعت الروايات الثلاث على الحاضرين مجّانًا، وتسلّم كلٌّ من الفائزين ثلاثمائة نسخة من الرواية ( مطبوعة من الرابطة). كان عدد المشاركين 15 مشاركا، توفّرت الشروط في 11 مشاركا.
      أمّا الطبعة الثالثة لسنة 2016 فقد لاحظ الجميع، كما لاحظت لجنة التحكيم مستوى المشاركين الجيد، وتقنيات الحكي، والسرد الممتع، وتصدّر العناصر الشبابية، والمشاركة المتميّزة للعنصر النسوي، وبالمقابل، انضمّت إلى لجنة التحكيم دكتورة جامعية تخصصها الفضاء السردي، تحديدا الرواية، قاصة لها عدة إصدارات، متحصلة على جائزة غسان كنفاني في القصة، كما أن طبعة هذه السنة تحصّل كل فائز فيها على 200 نسخة من روايته المطبوعة، فضلاً عن الجوائز المالية كالعادة.
          بهذا تكون الرابطة الولائية للفكر والإبداع، منذ الطبعة الأولى للمسابقة تكون أثرت الفضاء السردي الجزائري، والعربي بروائيين شباب منهم ثلاث روائيات، من الفائزين منْ واصل، وأصدر روايات أخرى على غرار الشاب ابن الربيع محمد الأمين من بوسعادة، وابن السايح عبد المنعم، وعيساوي عبد الوهاب، وكوسة علاوة ــ لهم إصدارات ــ قبل مشاركتهم في المسابقة ــ ، لكنهم واصلوا، علما أن عيساوي عبد الوهاب بحصوله على المرتبة الأولى في مسابقة 2014 عن روايته " سييرا دي مويرتي" شارك بنفس الرواية في مسابقة علي معاشي سنة 2015 كان من الفائزين الأوائل، وحصوله على جائزة مالية معتبرة.
     كانت حصيلة المسابقة في طبعاتها الثلاث، الآتي :
الطبعة الأولى،2011: ـ رواية "بختة" للسيدة دويفي سهام من المدية، رواية "عطر الدهشة" لمحمد الأمين بن الربيع من بوسعادة، ورواية "بلقيس" لكوسة علاوة من سطيف.
الطبعة الثانية ، 2014:  ـ رواية "سييرا مويرتي" لعبد الوهاب عيساوي من الجلفة، رواية "المتحرر من سلطة السواد" لابن السايح عبد المنعم من تقرت، ورواية "باب السبت" لعبد القادر مهداوي من البليدة.
الطبعة الثالثة 2016: المرتبة الأولى رواية "ما تشتهيه الروح" لعبد الرشيد هميسي من الوادي، المرتبة الثانية رواية "عائشة" لحواء حنكة من الوادي، والمرتبة الثالثة رواية "زوايا الصفر" لآسيا بودخانة من سكيكدة.

وبعد  

        يكفي الرابطة فخرًا أنها كشفت عن مواهب شبابية من الجزائر العميقة إلى الواجهة الثقافية الإبداعية الجزائرية ـ تسعة روائيين ـ في ظرْفٍ قياسي. 

ما تقوم به رابطة الفكر والإبداع

ما تقوم به رابطة الفكر والإبداع
بقلم: ينينة عبد الكريم
       كل الكتاب يعرفون الكاتب والقاص بشير خلف، لكن ليس كلهم يدركون ما تقوم به الرابطة الولائية للفكر والابداع بولاية الوادي التي يرأسها، هذه الجمعية التي تنشط على الهامش، ربما يعود سبب ذلك إلى مركزية الإعلام الوطني وضعفه، أو لكون بشير خلف يعمل أكثر مما يتكلم، بعيدا عن ضوضاء المدن المتصنعة، غير أن الجيل الجديد يعرفها حق المعرفة، كونه يبحث عن موطئ قدم على أرض الأدب، الأمر الذي كفلته الرابطة لمن توفرت فيه ميزات المبدع، فبعض الأسماء التي تألقت وطنيا مرت عليها آخذة معها لواء التميز.
      أنا المهووس بالتنظيم المحكم للتظاهرات الثقافية كنت هذا الأسبوع من الحاضرين حفل توزيع جوائز المسابقة الوطنية الثالثة للرواية القصيرة، التي تنظمها رابطة الفكر والابداع بمساهمة دار الثقافة، وكنت من بين المعجبين بهذه التظاهرة النوعية في تنظيمها والفكرة المبنية عليها، وكم كان جميلا ونادرا بعد الندوة التي أقيمت حول راهن السرد الجزائري أن يستلم الشباب الفائزون الثلاثة رواياتهم مطبوعة بيد وبيد أخرى يستلمون غلافا ماليا هو مبلغ الجائزة، في مشهد بهيج يصطف فيه القراء على كثرتهم للحصول على توقيعاتهم، جو صنعه رئيس الرابطة الكاتب والقاص بشير خلف ومن معه بإخلاصه أولا، وبروح الجهاد التي لازالت تجري في عروقه.
        بشير خلف ليس من فئة ما أسميتها ذات مرة "سي الجمعي" وهي فئة رؤساء الجمعيات ذوي الأغراض الخاصة ومقابلة المسؤول المحلي والتمسح بربطة عنقه، هو غير ذلك تماما، يبث فيك روحا مقاومة لكل تثبيط، ويدفعك للاعتماد على الذات في كل شيء، يتجلى ذلك في معاونيه النشطين الشاعر مصطفى صوالح محمد والشاعر الأستاذ بشير غريب الذين يسيران على نهجه بأمانة.
بعد الذي رأيته في الوادي من جمعية محلية بحجم مؤسسة في طموحها، رغم إمكاناتها المادية شبه المنعدمة، ومثلما قال القاص عبد الله كروم، لو كان في كل ولاية شخصية بنفس إرادة وإخلاص بشير خلف لتخلصنا من الوحل الثقافي الذي نحن عالقون فيه منذ أمد ونحن نعتقد أن مجرد الشكوى منه تجعلنا خارجه، وليعذرني صديقي بشير فهو يمقت الإطراء فإن ما أقوله هنا هو الواقع لا غير.
     لا أريد أن أتكلم كثيرا، وما كتبته هنا هو فقط لأشد على يد صديقي بشير خلف وأقول له أنا معك في مسعاك النبيل قولا وفعلا، وهو موقف كل الكتاب الحقيقيين من ولاية الوادي وخارجها، فما تقومون به ليس على المقاس المحلي، إنه وطني بامتياز جادت به ولاية الوادي. وبشير خلف من القلائل الذين يحاربون البشاعة بإخلاص في هذا الوطن فلنحارب إلى جنبه.

·        ينينة عبد الكريم

الاثنين، 26 ديسمبر 2016

مسابقة الرواية الوطنية لسنة 2016

       كل الكتاب يعرفون الكاتب والقاص بشير خلف، لكن ليس كلهم يدركون ما تقوم به الرابطة الولائية للفكر والابداع بولاية الوادي التي يرأسها، هذه الجمعية التي تنشط على الهامش، ربما يعود سبب ذلك إلى مركزية الإعلام الوطني وضعفه، أو لكون بشير خلف يعمل أكثر مما يتكلم، بعيدا عن ضوضاء المدن المتصنعة، غير أن الجيل الجديد يعرفها حق المعرفة، كونه يبحث عن موطئ قدم على أرض الأدب، الأمر الذي كفلته الرابطة لمن توفرت فيه ميزات المبدع، فبعض الأسماء التي تألقت وطنيا مرت عليها آخذة معها لواء التميز.

      أنا المهووس بالتنظيم المحكم للتظاهرات الثقافية كنت هذا الأسبوع من الحاضرين حفل توزيع جوائز المسابقة الوطنية الثالثة للرواية القصيرة، التي تنظمها رابطة الفكر والابداع بمساهمة دار الثقافة، وكنت من بين المعجبين بهذه التظاهرة النوعية في تنظيمها والفكرة المبنية عليها، وكم كان جميلا ونادرا بعد الندوة التي أقيمت حول راهن السرد الجزائري أن يستلم الشباب الفائزون الثلاثة رواياتهم مطبوعة بيد وبيد أخرى يستلمون غلافا ماليا هو مبلغ الجائزة، في مشهد بهيج يصطف فيه القراء على كثرتهم للحصول على توقيعاتهم، جو صنعه رئيس الرابطة الكاتب والقاص بشير خلف ومن معه بإخلاصه أولا، وبروح الجهاد التي لازالت تجري في عروقه.
      بشير خلف ليس من فئة ما أسميتها ذات مرة "سي الجمعي" وهي فئة رؤساء الجمعيات ذوي الأغراض الخاصة ومقابلة المسؤول المحلي والتمسح بربطة عنقه، هو غير ذلك تماما، يبث فيك روحا مقاومة لكل تثبيط، ويدفعك للاعتماد على الذات في كل شيء، يتجلى ذلك في معاونيه النشطين الشاعر مصطفى صوالح محمد والشاعر الأستاذ بشير غريب الذين يسيران على نهجه بأمانة.
        بعد الذي رأيته في الوادي من جمعية محلية بحجم مؤسسة في طموحها، رغم إمكاناتها المادية شبه المنعدمة، ومثلما قال القاص عبد الله كروم، لو كان في كل ولاية شخصية بنفس إرادة وإخلاص بشير خلف لتخلصنا من الوحل الثقافي الذي نحن عالقون فيه منذ أمد ونحن نعتقد أن مجرد الشكوى منه تجعلنا خارجه، وليعذرني صديقي بشير فهو يمقت الإطراء فإن ما أقوله هنا هو الواقع لا غير.

     لا أريد أن أتكلم كثيرا، وما كتبته هنا هو فقط لأشد على يد صديقي بشير خلف وأقول له أنا معك في مسعاك النبيل قولا وفعلا، وهو موقف كل الكتاب الحقيقيين من ولاية الوادي وخارجها، فما تقومون به ليس على المقاس المحلي، إنه وطني بامتياز جادت به ولاية الوادي. وبشير خلف من القلائل الذين يحاربون البشاعة بإخلاص في هذا الوطن فلنحارب إلى جنبه.

·       
ينينة عبد الكريم/ شاعر وقاص..مدير دار الثقافة سابقا بأدرار

الخميس، 1 ديسمبر 2016

العين والمدى ..تحت المجهر

العين والمدى ..تحت المجهر
قراءة في كتاب
بقلم: بشير خلف
      كتابٌ من نوعٍ آخر فيه طرحٌ جريء، وتحليل معمّقٌ، وتشخيصٌ لقضايا فكرية من قديم أرّقت المفكرين، ولا تزال، وقد تبدو أنها لم تزل بعد في بدايات التحليل، والتفكيك، وإلى الغوص الفكري، والرهان ليس في الوقوف عندها وفهمها، وإحالتها إلى التقاعد الفكري؛ إنما  الرهان من خلالها سؤال المستقبل..
     قضايا فكرية شغلت مؤلف هذا الكتاب، ودفعته إلى مساءلة العديد من القضايا الفكرية منها ما له علاقة براهن العالم العربي، ومستقبله، ومنها ما له علاقة بالآخر، ومنها ما هو مشترك، هو واقع معاصرٌ يحتاج إلى طرْح العديد من المساءلات، واقع مثلما هو مقيّدٌ إلى ماضٍ يئنّ بمحمولات تخفّف منها الآخر، وانطلق جوّابا إلى الحاضر، والمستقبل بخطى عقلانية ثابتة، مكّنته من ترويض كل شيء لصالحه، بينما عالمنا العربي لا تزال نظرته إلى الوراء تشدّه إلى صحاري التيه، ولم يقف على رجليْه مصوّبًا قدراته نحو مستقبل يديره العقل، ويصنعه العلماء ولوجًا إلى باحة التاريخ الحقيقي الذي هو صناعة المستقبل.
       الكتاب الذي بين أيدينا " العين والمدى.. مقاربات سياقية لأسئلة الوعي في الفكر الهيوماني" للكاتب الباحث ياسين سليماني. الكتاب من الحجم الكبير يتكون من 164 صفحة، صدر هذه السنة 2016 عن دار شهر زاد للنشر والتوزيع بالمملكة الأردنية الهاشمية.
        قدّم الكتاب الدكتور بشير ربوح أستاذ الفلسفة بجامعة الحاج لخضر بباتنة.
        الكتاب بعد التقديم مقسّمٌ إلى أربعة أقسام.
1 ــ القسم الأول، مطارحات في الفكر العربي المعاصر:
هل يفكر العرب في المستقبل؟ تأصيل النسبية الإنسانية من خلال فقه التحيّز، ماذا يعني النموذج الإدراكي ؟ الفكر والإعلام بين الإنصاف، والإجحاف: أنموذج عبد الوهاب المسيري. حوار الضفتين: العلمانيون ونقادهم.
2 ــ القسم الثاني، مطارحات في الفكر الإسلامي :
مقاربة الدكتور محمد عثمان الخشت في تجديد الخطاب الديني، زمن المعتزلة وزمننا. فتح الله كولن، وفقه التسامح.
3 ــ القسم الثالث : ليس دفاعًا عن ألبير كامي، مطارحات في الفلسفة البراغماتية، فلسفة الترجمة : قراءة في كتاب: عن الترجمة لبول ريكور.
4 ــ القسم الرابع، الفن، المعرفة، الجسد:
لماذا الفنّ ؟ الفنّ والمعرفة، الجسد المُشْتهى ، تجاذبات الإيروس واللوغوس.
      أيّ موضوع من مواضيع الكتاب الخمسة عشر تشكّل قضية إنسانية فكرية تجذب المتلقّي الجاد، الباحث عن المعرفة، انطلاقا من شغــفه بإجابات متعطش إليها، كي يتواءم مع عالم تصنعه قوة السياسة والمال، والإعلام في الظاهر، ولكن يصنعه المبدعون في شتى مناحي المعرفة، وتطبيقاتها التكنولوجية، استنادا إلى عقل يخطط ، وينفذ، ويستشرف المستقبل، بعيدا عن العقل الخرافي، وتهويمات التفكير السطحي.
        ولعلّ ما يؤكد قولنا ما جاء في تقديم الدكتور بشير ربوح، وهو يتحدث عن مؤلف الكتاب ياسين سليماني، وهو يشير إلى كتابته الموسومة بالنبش في مسائل هاربة، استطاع المؤلف أن يمسك بها:
« ...ربّ نصٍّ كتبه باحثنا يؤدي بنا إلى طرْح ما هو قمينٌ بأن يضطلع بالنبش في مسائل هاربة انشغل بها الإنسان العربي، والكوني معًا؛ وهي من ناحية أخرى تعتبر مجازفة فكرية يريد أن يجمع فيها بين قضايا تخصّنا نحن العرب في هذه الألفية الجديدة، وقضايا تجذب إليها الإنسان في صورته الكونية، مثل: الفن، المعرفة، الجسد الإيروسي، وارتباطه بالمقدس اللوغوسي. نعتقد( د.بشير ربوح) أن باحثنا يسعى إلى بلورة رؤية مستقبلية سيكون هذا الكتاب/ المقاربة، توطئة جريئة من أجل إدراك المعنى بكلّ عزْمٍ معرفي، وقصْدٍ أنطولوجي، وبعيون صادقة..»
         من المواضيع التي تساءل عنها الكاتب في بداية الكتاب بعد التقديم : " هل يفكر العرب في المستقبل ؟ سؤال في منتهى الوجاهة، والعرب في أوج التشرذم، والتناحر؛ بل والتقاتل، بينما الآخرون في اكتساح لعوالم أخرى، تمكنوا منها، ووظفوها لصالح شعوبهم معرفة، اقتصادا، مالا، إعلاما، مواطنة، وحدة قارية،...
      إن المستقبل للمجتمعات التي تشارك، وستشارك في توظيف، وإنتاج المعرفة بكفاءة في شتّى مناحي الحياة؛ فالمعرفة ثروة وقوة في آنٍ معًا، حيث يشكل مجتمع المعرفة مرحلة متقدمة من مراحل التطوّر الحضاري، وأساس الوصول إلى مجتمع المعرفة هو الارتقاء بمؤسسات نشْر المعرفة، ويُقصد بها المدارس، والجامعات، ووسائل الإعلام والترجمة، ودعْم مؤسسات إنتاج المعرفة، وهي مراكز الأبحاث، والتأليف؛ إضافة إلى نسبة السكان الحائزين على براءات الاختراع، ونسبة المشاركة في النشر العلمي، ومؤسسات البحث العلمي، والتقني.
      إن العرب بشتى أطيافهم، بما في ذلك دول الخليج التي تعيش البذخ، لا تزال بعيدة عن هذه القفزات، لأنها لم تتحكم بعد في أبعاد الزمن الثلاثة المتمثلة في الماضي، والحاضر، والمستقبل، إذ العرب لا يزالون مشدودين أكثر إلى الماضي.. سؤال كيف نصنع مستقبلنا ؟ غير مطروح البتّة، وبالتالي فالضبابية هي الطاغية، كل يعيش حاضره بمحمولات ثقيلة من الماضي تعــيقه في انطلاقته مستقبلا.
      يغوص الكاتب في أفكار العديد من المفكرين شرقا، وغربا ككريم أبو حلاوة في كتابه " العرب والمستقبل ..إرهاصات وعْيٍ محتمل"، عبد الوهاب المسيري من خلال فقه التحيّز، والنموذج الإدراكي، كما يغوص الكاتب في حوار الضفتيْن مركزا على " العلمانيون وخصومهم " ، كما يتوقف الكاتب مطوّلا عند مقاربة الدكتور محمد عثمان الخشت في رؤيته " تجديد الخطاب الديني" أسبابه، وضوابطه، وخطواته.
       الأهمية الفكرية للدكتور المصري عبد الوهاب المسيري عصيّة وغير سهلة، فالتفكير عنده يتعامل مع قطاعات المعرفة المختلفة برؤية، ومرجعية قادته للتفسير، والحكم على ما يتعرض له من قضايا فلسفية، معرفية، فكرية. ينخرط المسيري ضمْن جملة من المفكرين في الثقافة العربية الذين  قالوا بضرورة  تبنّي المعرفة الغربية، واستيعابها، وتمثّلها بشكل كامل.
       إن الدين الإسلامي دين يؤمن بالتطوّر، والتغيّر، ويُعطي مساحات واسعة للاجتهاد البشري، ومراعاة المصالح العامة، وهو دين يرفض في جوهره أن يعتقد الناس في بعض المجتهدين، والفقهاء العصمة من الزلل. من هنا جاءت دعوة الكثير من المفكرين والباحثين إلى التجديد، ويمثّل الباحث الدكتور السوري محمد عثمان الخشت أحد الباحثين المعاصرين الذين قاربوا إشكالية العلاقة بين الدين، وفهم الدين، وضرورة تجديد الخطاب الديني لجعله مواكبا للعصر الذي نعيش فيه ، ويرى أن ينصبّ الاهتمام على تجديد المسلمين، لا على الإسلام.
       الدكتور الخشت يؤكد أن المسلمين يعيشون في جمود فقهي منذ أكثر من سبعة قرون، في خطاب وعظي إنشائي فارغ، ومنفصل عن حياتهم اليومية، ولا يزالون يخلطون بين موروثاتهم الاجتماعية التي ورثوها من بيئتهم، وبين المضمون الإسلامي النقيّ المستمد من القرآن العظيم، والسنّة النبوية المطهّرة الصحيحة.
      لئن حرص الدكتور الخشت على تجديد الخطاب الديني كي يكون متوافقا مع قضايا المسلم المعاصر، ويمسّ كل قضاياه الذاتية، ومع الآخر؛ فإن الأستاذ فتح الله كولن الفيلسوف التركي ينصبّ فكره على ثقافة" التسامح " التي عنده سعة صدر، ورحابة أفق في النظر، وليس بمعنى التنازل، ولا المداهنة، تسامح يعبّر عن أخلاق الشجعان، لا الضعفاء ما داموا يحتفظون في صدورهم بحيوية الفكر. فإن كان بإمكاننا أن نحب الآخر، فلماذا لا نتحابّ ؟ والتسامح إذا كان منوطا بالفرد، فهو ينسحب على الجماعة أيضا؛ بل إن ضمان وجوده بين جماعة وأخرى أهمّ، وأكبر تأثيرا وفائدة.
       توقّف المؤلف مطوّلا عند ألبير كامي، مبرزا رأيه في أن هذا الكاتب المتشظي بين الجزائر وفرنسا قد تحوّل في خطابات الكثير من الجزائريين إلى مجرّد حالة من العبث، وصراع الأنتلجانسيا الجزائرية بين بعضها البعض، يطفئون فيه نشوة الكلام المفضي إلى نتائج لا معنى لها. يبدو للقارئ المتأمل في عنوان الموضوع الذي وسم به المؤلف المدخل " ليس دفاعًا عن ألبير كامي " أنه عكسيا سيكون من المدافعين عن أفكاره، ومواقفه، وهو كذلك، مبرّرا إيمانه بأن المبدع أيّا كان مجال إبداعه يخلق مشروعية الدفاع عن نفسه من خلال منجزاته؛ فالنصوص أو الأعمال تفرض نفسها، وتدافع عن ذات صاحبها، وبذلك يصبح الإبداع مجابها لكل انتقاد، يمكن أن يشهر سيفه في وجه المبدع؛ تساؤلنا في هذه الحالة : أو حتى لو كانت هذه النصوص تثمّن الشرّ والظلم نحو الآخرين ؟
      إذ المؤلف له طرْحٌ آخر غير طرح أغلب المثقفين الجزائريين الذين ظهرت فيهم حمّى الوطنية، والدفاع عن رموز الوطن بشكل مفاجئ. حيث يطرح السؤال التالي: ألبير كامي، خائن للجزائر، أم لفرنسا ؟  يرى بأن توجّه المثقفين الجزائريين في اعتبار تكريم ألبير كامي مساسًا بالسيادة الوطنية، والذاكرة التاريخية، يمكن قراءته من منطلق الخلط بين ما هو أدبي، وما هو تاريخي، وبين الفن والسياسة. تفكير عقيم كهذا يريد من الإبداع أن يأخذ تراخيص من وزارة المجاهدين، ليُحتفى بالمبدعين في وقت يشهد فيه العالم ثورات معرفية ونسفًا للقيم البالية، والمعتقدات القديمة، واحتفاء متوهّجًا بالقمم الإبداعية أيا ككان توجهها، وأيا كانت إيديولوجيتها.
       استناد الكاتب في الدفاع عن ألبير كامي كونه ينتمي أصلا إلى قوم آخرين، فهل ينسلخ عن قومه، وإيديولوجيتهم، وتاريخ آبائه، وأجداده، وما كان يؤمن به والده الذي قُتل في إحدى المعارك إلى جانب الفرنسيين حتى ترضى عنه الجزائر وشعبها؛ فكان من الطبيعي ألاّ يهلّل لاستقلال الجزائر، وهو بالنسبة إليه ضربة قاضية لِما يعتبره أملاكه، وموطئ قدمه.
      بقدْر ما نثمّن من رأوا في إبداع ألبير كامي تحيّزا، ولسانا معبرا عن دولة أخرى مستعمرة للجزائر، والإبداع الذي ينحاز إلى ظلم الآخر، والإضرار به، وليس في صالح الإنسانية، بئس به من إبداع؛ والأدهى لمّا يكرّم صاحب هذا الإبداع في الوطن الذي ترعرع فيه، ونشأ، وظهر نجمه الإبداعي فيه؛ لكنه أنكر حقّه في الحريّة؛ ورغم ذل إننا نقدّر آراء ومواقف من رأوا أن الإبداع مهما كانت اتجاهاته، وإيديولوجيته هو فنٌّ، والفنّ فوق السياسة.
         الإبداع فن، يتطور، وينتشر أينما سادت الحرية التي تجعل الفنان يبدع، ويحلق عاليا، ولا إبداع دون فكر، ومن هنا فإن الفن قد لا يعني شيئا إن لم يبرز في شكل أثرٍ يجسّد عظمة الفكر الخلاّق ويعطي القيمة القصوى للجهد الذي يعمل على خلْق الآثار الفنية، إن هذا الارتباط بين الفكر والفن يطرح تساؤلا: لماذا الفن؟
       هناك من يربط الفن بالمتعة، وهناك من يراه في المحاكاة، ومن يراه في قدرته التعبيرية، أي نقْل انفعالات الفنان، ويراه آخر في الشكل والجمال؛ مؤلف الكتاب الأستاذ ياسين سليماني يرى الفن في كل هذه العناصر، إذ المتعة التي يمنحها الفن قدرته على صنع تمثيلات تجدّد، وتنعش الطريقة التي نرى، ونسمع من خلالها الأعمال الفنية، كما أن هناك قدرا من المحاكاة في كل عمل فني لجانب من جوانب الطبيعة بكل مكوناتها المختلفة، والفن هو شكل من أشكال التعبير من وجهة نظر الفنان المعرفية، والانفعالية حول الذات، والعالم؛ كما أن استبعاد الجمال عن الفن يشوه الإبداع الفني، ويخرجه من سياقه العام.
      إن الفن يتأسّس على ركائز معرفية، ولا تكون للفن قيمته العليا إلاّ إذا كان مُـتضمَّنًا هذه الأدوات الفكرية، والفرق بين مبدع قدير له أرضية معرفية، وخبرة في تخصصه الإبداعي، وآخر بسيط المعرفة، والخبرة الإبداعية في تخصصه يتضح الفرق فيما يبدعانه، من هنا يتحتم على الفنان الاجتهاد في اكتساب المعرفة العامة، والخاصة بإبداعه؛ بل يجب عليه أن يعرف كل شيء عن حرفته، إن كانت كتابة أو تمثيلا، أو نحتا، أو تصويرا، وهي بنية معرفية تنضاف إلى الموهبة التي أودعها الله جلّ جلاله ( وليس الطبيعة) في الفنان كي تجعله قادرا على تقديم فنٍّ سامٍ، وقيّمٍ في شكله، ومضمونه.
      تفاعل مؤلف الكتاب مع نصوص الأستاذ الشاعر الصوفي بشير ونيسي في كتابه الموسوم بــ " ظل الطير" حيث يرى أن تأصّل الوعي بالجسد، وتمثلاته في هذه المدوّنة يندرج على نحو واضح ضمن سياق الانفتاح على التجربة الجسدية، ومحاولة تطبيع موضوع الجسد، والارتفاع به من درجة المسكوت عنه إلى موضوع قابل للنقاشات في الفضاءات الدلالية؛ وبقدْر ما يصرّح بشير ونيسي بأن العقل كوْنٌ يسع كل شيء، فإن الجسد كوْنٌ يتشكل باللذة والنار.
      تتعدد نصوص " الجسد " وتتنوع في كامل كتاب " ظل الطير " بشير ونيسي يوزّع شظايا جسده في كامل جغرافيا عمله. بالحب يتعالى الجسد، ويتنصّل من جحيم هذه العودة الأبدية، وحيث الجسد يتماهى بجسدها فيعلن معترفا : " قمرٌ أنا أسبحن فتلوح، أسرح فتترنح، أشطح، فتصدح، أفتح باب الله فتمرح. تُختتم هذه النصوص معراجها نحو أفقٍ بعلو السماوات لتؤكد أن كل شيء بالجسد جنة.
        مؤلف الكتاب من خلال توغّله في نصوص بشير ونيسي، وتأثره بها معرفيا وجماليا، كان رأيه ختاما: « قرأت بشير ونيسي، فظهر لي عرّافًا يحمل نبوءات العالم، أو ساحرا يخبئ في قبعته أحلامًا، وأمنيات، وتعاويذ للسعادة.. قرأت بشير فتوهّجت روحي؛ وهذا أكبر ما يمكن لكاتب أن يقدمه لقارئ.»
        سياحة فكرية عقلانية ممتعة في هذا الكتاب، فلئن استند إلى شخصيات فكرية من الشرق والغرب تركت بصماتها  في الفكر الإنساني، وامتد إشعاعها التنويري عبر فضاءات جغرافية واسعة كـــ : الفيلسوف المصري عبد الوهاب المسيري، المفكر السوري عزيز العظمة، المفكر السوري محمد عثمان الخشت، المفكر الجزائري مالك شبل، هاشم صالح، المفكر التركي فتح الله كولن، ألبير كامي، الفيلسوف الأمريكي ريتشارد رورتي البراغماتي، الفيلسوف الفرنسي بول ريكور، الفيلسوف لفرنسي هنري برغسون، الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، الشاعر الصوفي بشير ونيسي.

       إن الكاتب ياسين سليماني عندما يستعرض أفكار هذه القامات الفكرية من الشرق والغرب لا يأخذها مسلّمة؛ بل يخضعها للتحليل والمساءلة، والدّحض إن لزم الأمر، هي مطارحات فكرية يبدي فيها رأيه هنا، أو موقفه الثابت هناك بناء على قناعات تستند إلى أرضية معرفية ترسّخت لديه. إلاّ أنّ ما يجعل للكتاب  الذي بين أيدينا قيمة معرفية، أنه إضافة إلى أفكار تلكم القامات التي أشرنا إليها أعلاه؛ فإن الكاتب ياسين سليماني المشتغل على المسرح أكثر، له منهجه الفكري المستقل في الكتاب، ينحو نحو العقلانية، يناقش بهدوء، ويطرح أفكاره بثقة، وهذا ما يجده القارئ في جلّ ما نشره في العديد من المجلاّت العربية، والمواقع العنكبوتية. أطروحاته، وأفكاره تتوافق مع كتابات الفيلسوف اللبناني علي حرب، والمفكر الجزائري الراحل محمد أركون، والمفكر السعودي محمد محفوظ، وغيرهم من الكتاب الذين يتخذون العقلانية منهجا ... 

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...