الجمعة، 9 يونيو 2017

 على هامش.. اليوم الوطني للفنان

    على هامش..
اليوم الوطني للفنان
بقلم: بشير خلف
      دأبت بلادنا على الاحتفاء باليوم الوطني للفنان، تزامنا مع ذكرى اغتيال الشهيد علي معاشي يوم 08 اجوان 1958م.
       الجديد في هذه السنة أن المناسبة كُرّم فيها العديدُ من الكُتّاب والفنانين، وهذه لفتة كريمة تــــنمُّ عن الاعتراف بما قدّم هؤلاء للوطن أثناء الثورة وبعدها، كما هي وفاء.
       إنما لو كانت قبل الآن لَــمَّا كان هؤلاء على قيْد الحياة، أمّا أن يقدم هذا الوسام أو ذاك لمنْ تحلّلت حتى عظامه، وفي حياته لاقى الإعراض والإهمال.
      وسامٌ، أو حتى إنْ كان مُرفقًا بغلاف ماليٍّ، فإن ورثة المُتوفّى يروْن فيه مصروفا مُدعٍّمًا لهم في هذا الشهر الفضيل ليس إلّا، ماذا ينفع المرحوم الطاهر وطّار وسامٌ بعد رحيله، وهو في حياته كان يتسوّل لجمعية الجاحظية الثقافية، والمجيب قليل ؟
       ماذا ينفع الوسام لعشرات الفنانين والمسرحيين والسينمائيين الذين ذاقوا حنظل الفقر والحاجة، ومقاومة الأمراض، ورحلوا نسيا منسيا ؟

        التكريم يا ناس ليس بدرْعٍ، ولا وسامٍ بعد الممات؛ ولكن بما هو أهم بما يحفظ الكرامة، ويحسّن المستوى المعيشي للمكرّم خلال الحياة، وفي أوْج العطاء.
       العكس  ما عايشناه هذه السنة بولاية الوادي إذْ قامت بلفتة إنسانية دار الثقافة محمد الأمين العمودي كعادتها دائمًا، وبحرصٍ شديد من مديرها جمال الدين عبادي، فكرّمت بالمناسبة قامتيْن فنيتيْن قدّمتا للولاية وللوطن الكثير من الفن الأصيل النظيف، هما : الموسيقار الكبير، والملحّن القدير إبراهيم بليمة ( ومنْ لا يعرف هذا العلم المتألق)، والشاب الفنان القدير عبد الحميد شواكري.
          تكريم بمستوى عالٍ، بحضور الأهل والأصدقاء، والفنانين، والكُتّاب والمثقفين، وليس بوسام، أو درْع؛ إنما بهدايا مادية قيّمة.. هذا هو التكريم خلال الحياة، وفي قمّة العطاء اعترافا، ووفاء، وتحفيزا على المزيد من الإبداع.

      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...