الجمعة، 25 مايو 2018

المقاهي الأدبية .. مجالس الأنس، ومنبع التثاقف



المقاهي الأدبية .. مجالس الأنس، ومنبع التثاقف
بقلم: بشير خلف
         في بلادنا في السنوات الثلاث الأخيرة بدأت تظهر إلى الوجود المقاهي الأدبية الثقافية هذه المقاهي، تحديدًا في مدن الجنوب الغربي، والشرقي، أوّل مقهى حسْب علمي مقهى" كمال " بعين الصفراء" يشرف عليه كوكبة من مثقفي المدينة باللغتيْن، فالمقهى الأدبي بتقرت الذي يشرف عليه الشاعر سعداوي لخضر؛ أيضا مقهى " كسّاب" بمدينة الوادي، يوم السبت، وحسبما تناهى إليّ أنّ هناك مقهى أدبيا ظهر بمدينة بسكرة، وربّما في مدن أخرى.
      كثيراً ما لعبت المقاهي أدواراً تجاوزت إلى حد بعيد وظيفتها الأولى، وهي استقبال الروَّاد الراغبين في تمضية بعض الوقت حول فنجان قهوة، أو كوب من الشاي. ولعل دور المقهى الثقافي للمقهى كان من أبرز هذه الأدوار المضافة على الوظيفة الأساس. حتى أن بعض المقاهي دخل عالم الأدب والثقافة بفعل روَّاده الذين من خلال طغيان حضورهم على حضور غيرهم، حوَّلوا هذا المقهى أو ذاك إلى مكان أقرب إلى المنتدى أو المكتبة العامة، منه إلى المقهى.
     بوادر خير تعيد للمثقفين، والأدباء لحمتهم، أُنسهم، تمتين علاقاتهم، تثاقفهم، ارتباطهم بالجمال والفنون، وأكيدٌ ذاك قد ينعكس على المجتمع في شكل مشاريع ثقافية فنية بمستوى عالٍ.. ذاك ما نتمنّاه.

الخميس، 17 مايو 2018

من حقّنا أن ..



      من حقّنا أن ..
بقلم: بشير خلف
      تتنافس شركات الطيران العالمية في تقديم الأفضل لركّابها. أن تسافر على متْن شركة من هذه، فتجد الاحتفاء الحسن، والعناية، على سبيل المثال تنطلق الطائرة، وأنت على متنها الساعة الثانية ليلًا، تُقدّم لك " مأدبة العشاء" ساخنة تحرق أصابعك، وفمك .. نعم " مأدبة متكاملة"، وليس وجبة .
    أن تسافر في شركة بلدك، من منطقة داخلية جنوبية صحراوية، تُقدّم لك قنينة ماء صغيرة بلاستيكية ساخنة، كأسُ عصيرٍ ساخنٍ، وأنت في إحدى طائراتها عائد من الخارج إلى بلدك، تُقدّم لك وجبة باردة على الساعة الحادية عشر ونصف، حبّات المقرونة بها شبه مجمّدة وقد التصقت بشُريْحة الدجاج اليتيمة.
      ما أقوله حقيقة، ولا داعي أن أشرح، وأذكر حتى الاتجاهات، وتاريخ الرحلات، والوقت. ندعّم شركتنا، ونفتخر بها لأنها رمزٌ من رموز دولتنا، ونغار عليها؛ لكن من حقّنا أن نطلب خدمة على غرار ما تقدّمه الشركات الأخرى.

الثلاثاء، 15 مايو 2018

.. برزت إلى السطح ، وفرضت سطوتها



.. برزت إلى السطح ، وفرضت سطوتها
بقلم: بشير خلف
        ممّا قرأته، ورسخ في ذهني أنّ " النخبة" تعني الاشخاص الذين يمتلكون قدرات معينة تؤثر مباشرة، أو غير مباشرة على مسيرة، واختيارات مجتمع ودولة ما. وكان يطلق عليهم بالعربية(الصفوة)، وفي اللغات الاوربية(Elite)  ) ، وتعني: (المُختارون).
في أي مجتمع، هنالك عدة نخب متداخلة مع بعضها: النخبة المالية والاقتصادية، النخبة السياسية كقادة الدولة والأحزاب، وأهل السياسة، النخبة الثقافية مثل الكتاب والفنانين والأكاديميين، النخبة الدينية من رجال الدين بمختلف.
       إنما بمرور السنوات ومنذ الستينيات تكوّن بفعل المعايشة لديّ مفهوم آخر " للنخبة" وهو أن النخبوية تعني فيئات برزت للسطح بسرعة في عالم المال، ثم الاقتصاد، فالسياسة، وتمفصلت في جسم المجتمع،
       وشتان بين ما صارت تمتلكه بعضُ هذه النُّخب من سلطة، وقوة، ومال ومكانة، ضمنت، وتضمن لها مصالحها، ولو على حساب حقوق العامّة، كما تضمن لها تمليك تلك الامتيازات لأبنائها، وأحفادها، ممّا سمح، ويسمح لها بتكوين ثقافة خاصة بها ترسّخت، وتترسّخ بمرور السنوات بأنها الطبقة النيّرة، المختارة التي من حقّها الامتلاك، والقيادة، والتحكّم، والسيطرة، وإجبار العامة على الانقياد لها.
       ليس عجبا أن تسمع، أو ترى رجل أعمال اغتنى بسرعة، وصار من فئة المقاولاتية جاهلا، أميا، صار يُشار له بالبنان، يُلجأُ إليه..

الأحد، 13 مايو 2018

العطر رفيق الإنسان.. شذى الأزل


العطر رفيق الإنسان.. شذى الأزل
بقلم: بشير خلف
للعطر مكانة خاصة في حياة كل امرأة ورجل، به يرتبط أريج الذكريات ومنه تفوح روائح الأحلام والأمنيات، كما يرتبط بالأناقة، والظهور البهي أمام الآخر.
كما بقي العطر قروناً رفيق درب الشاعر العربي، ومكوناً أصيلاً من مكونات القصيد الجمالية. لم تتراجع يوماً مكانة العطر، بوصفه مكوناً عميقاً من مكونات أكثر اللحظات الشعرية الأثيرة ارتباطاً بوجدان الشاعر والمتلقي على السواء.
هذا الشاعر العربي عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص، عدَّ التعطّر من سمات جمال المرأة، فقال في صبيّة:
هيفاءُ فيها إذا اسْتقبَلْتَها عَجَفٌ   
 عَجزاءُ غامضةُ الكعبيْنِ مِعطارُ
من الأوانسِ مِثلُ الشمسِ لم يَرَها    
 بساحةِ الدارِ لا بعلٌ ولا جـــــــارُ
     وهذا نزار قباني من قصيدته المطولة «الوضوء بماء العشق والياسمين»:
جئتُكُمْ ..
من تاريخ الوردةِ الدمشقيّةْ
التي تختصرُ تاريخَ العطرْ ..
ومن ذاكرة المُتَنبِّي
التي تختصرُ تاريخَ الشِّعرْ ..
جئتكمْ..
والأَضاليا ..
والنَرْجِسِ الظريفْ
التي علَّمتني أول الرسمْْ ….
جئتكم..
من ضِحْكَة النساءِ الشاميَّاتْ
التي علَّمتني أول المُوسيقى …


الخميس، 3 مايو 2018

..من الشعر إلى الرواية


..من الشعر إلى الرواية
بقلم: بشير خلف
         ظاهرة برزت في السنوات الأخيرة، توجُّهُ البعض من الشعراء لكتابة الرواية، حيث بدأوا النشر شعرا، ثم تحوّلوا إلى كتابة الرواية؛ بعضهم هجر الشعر نهائيا، وتفرغ للرواية، والبعض الآخر ما زال يزاوج بينهما، وإن كان للرواية أكثر انحيازا ونشرا.
      في الجزائر منْ يتابع الإبداع الأدبي من شعر، وسرْدٍ ستطفو أمامه عدّة أسماء نسائية، ورجالية، مثلما الحال في المشهد الأدبي العربي..
   ربّما قد نعود في فرصة أخرى إلى أسباب هذا التحوّل.

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...