الأحد، 22 سبتمبر 2013

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة

رفضت لجنة التحكيم في مسابقة أمير الشعراء في أبو ظبي ، قصيدة ملحمية للشاعر المصري مصطفى الجزار، وعنوانها:
"
كفكف دموعك وانسحب يا عنترة!!"
         السبب الذي تعللت به لجنة التحكيم لرفض القصيدة هو "أن موضوعها لا يخدم الشعر الفصيح"..!!!
والشاعر بأسلوب رائع صوّر الأمة التي خربت أوطانها، وسلمت مفاتيحها للأمريكان واليهود .. وكيف هم الثوار العرب الجدد مجرد كلاب لأمريكا
.
         مجلة "المستقبل العربي" قررت نشر القصيدة وهنا نصها:

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَة
لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ
سقطَت مـن العِقدِ الثمينِ الجوهرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة
ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً

فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرة
والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ
فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرة
فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها
واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مقبرة
وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً!
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة

اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمرة
يا دارَ عبلةَ بالعراقِ تكلّمي
هل أصبحَتْ جنّاتُ بابل مقفرة؟
هـل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ
وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه
متطرِّفاً.. متخلِّفاً.. ومخالِفاً

نسبوا لكَ الإرهابَ صِرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم
حُمُرٌ ـ لَعمرُكَ ـ كلُّها مستنفِرَة
في الجاهليةِ..كنتَ وحدكَ قادراً
أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ
فالزحفُ موجٌ..والقنابلُ ممطرة
وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ

بينَ الدويِّ وبينَ صرخةِ مُجبرَة
هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالكٍ
كيفَ الصمودُ؟ وأينَ أينَ المقدرة!
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
متأهبباتٍ..والقذائفَ مُشهَرَة
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى
ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم
مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرة

فأتى العدوُّ مُسلَّحاً، بشقاقِهم
ونفاقِهم ، وأقام فيهم مِنبرَه
ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم
فالعيشُ مُرٌّ.. والهزائمُ مُنكَرَة

هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها
مَن يقترفْ في حقّها شرّا..يَرَه

ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها
لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه
فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقدُ ساكناً
في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرة

عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي
لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة
وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها
تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه

طبع الأعمال الإبداعية والأدبية والفكرية

طبع الأعمال  الإبداعية والأدبية والفكرية
بشير خلف
       على غرار السنوات السابقة :2010 ،2011، 2012 التي تكفّلت فيها مديرية الثقافة بالوادي بطبْع أعمال كُتّاب، ومبدعي ولاية الوادي؛ فإنها :
      تعلن مديرية الثقافة لولاية الوادي عن توفير إمكانية طبع الأعمال الإبداعية  والأدبية والفكرية من طرف القطاع الثقافي لسنة 2013
       وعليه فإن المعنيين مدعوون لتقديم أعمالهم إلى مديرية الثقافة قصد عرضها على لجنة القراءة التي أنشئت خصيصا لاختيار  الأحسن منها مع مراعاة الشروط التالية:
   1- تقديم طلب خطي موضحا فيه أهمية الموضوع .
   2- إيداع الأعمال  في أجل أقصاه 30أكتوبر2013.
   3- أن تكون الأعمال ضمن المجالات التالية:
       (التراث و الثقافات الشعبية ، التاريخ  و الأنتروبولوجيا ، فنون وآداب)
   4- التصفيف يكون على الشكل الآتي:
       * الكتابة عن طريق word .
       * نوعية الخط :Arabic Transparent .
       * حجم الخط (14) .
       * مقاس الصفحة (24/17) .
       * التهميش أوتوماتيكي .
       * أن لا يتجاوز عدد الصفحات 150صفحة.
  5- تقدم نسخة على الورق و أخرى إلكترونية على قرص مضغوط(CD) مع ملخص للعمل .

  6- نبذة عن السيرة الذاتية والأعمال التي أنجزها المعني مع تقديم نسخ منها إن أمكن .

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

الحوار مع الأخر

الحوار مع الأخر


بشير خلف
الحوار بين الحضارات لا يمكن أن يُثمر إلاّ إذا رافقته، ودعّمته حوارات داخل الحضارة ذاتها بين أبنائها، ما لم يتحقّقْ ذلك فالدعوة إلى حوار الأخر مجرّد ذرّ الرماد في العيون ..نحن لم نتربّ على الحوار لا في الأسرة، ولا في المدرسة، ولا في المؤسسات التي تتولّى عملية التكوين، والتنشئة الاجتماعية.

البلدية في خدمة المواطن

البلدية في خدمة المواطن
بشير خلف
يبدو أنّ هناك بلديات كُتب عليها النحْس، ويلاحقها الشؤم من عهدة إلى أخرى ..كلّما حلّت عهدة جديدة تطلّع المواطن المسكين إلى عهْدٍ أفضل ممّا سبق، إلاّ أنه يُــفاجأ بما هو أنحس.
بعض البلديات وكأنّ الولاية حذفتها من خريطتها،
ولمّا يتساءل المواطن ويطرح السؤال التالي بعفويته:
ــ لماذا البلديات المحاذية لبلدياتنا تُمنح في كل مرّة حصّة من التنمية ؟

يُقال له:
ــ تلك بلدية فيها رجال يحسنون الاتصال، والتواصل مع المديرين التنفيذيين بالولاية.
المواطن في هذه الحالة يتساءل، ويجيب في آنٍ معًا:
ــ لماذا بلديتي في نحْسٍ مستمرٍّ.. لقد خُدعتُ هذه المرّة أيضًا.. كنتُ أحْسبُ أني أحسنت اختياري للقائمة الانتخابية هذه المرّة.
أغلبُ المواطنين في مثل هذه البلديات سلّموا أمرهم لله، وترسّخ لديهم من أن البلدية ما هي إلاّ مرفق إداري من الدرجة الثالثة تقدم وثائق يحتاجها المواطن، وترفع القمامة بنسبٍ ما، وتتكفّل بالإنارة العمومية.
يا مواطن.. يا مسكين تمتّعْ بأحلام اليقظة إلى حين عهدة قادمة ربّما، ولعلّ ، وعسسسسسسسسسسسسسسسس ؟؟؟؟

الأحد، 15 سبتمبر 2013

محمود عباس العقاد... منزله يرسم خطوات حياته

محمود عباس العقاد... منزله يرسم خطوات حياته
       مع حلول الذكرى التاسعة والأربعين لرحيل الأديب عباس محمود العقاد، لا تزال أسرته تفتح أبواب منزلة لعشاق أدبه حتى يتحسسوا بأنفسهم كيف عاش هذا الأديب.
في 13 آذار (مارس) عام 1964 رحل عنا عملاق الفكر العربي عباس محمود العقاد تاركاً منزله الكائن في العقار الرقم 13 في شارع شفيق غربال في مصر الجديدة. وهو منزل كان شاهداً على فعاليات الثقافة العربية، بما تضمنه من صالون جمع المثقفين الذين كانوا يحرصون على الحضور لتأكيد علاقتهم برجل كان وما زال من علامات الثقافة العربية.
      عند مدخل المنزل، تقبع شجرة عتيقة كانت أول ما يرحب بالعقاد عند وصوله إلى البيت وقبل أن يدلف إلى الداخل ليعد تلك السلالم التي ذكرها في كثير من كتاباته، وكتب عنها في أخريات حياته.
        قبل سنوات قليلة كان صالون العقاد لا يزال حياً، فقد حرص تلاميذه على اجتماعهم الأسبوعي يوم الجمعة وكأن العقاد لم يزل بينهم، واستمر هذا التقليد أكثر من ثلاثين سنة بعد رحيل العقاد لكنه توقف الآن تماماً.
        كان لنا موعد مع العقاد متمثلاً في أبناء أخيه الذين رحبوا بمرافقتنا في زيارة خاصة لمنزل يبدو من الخارج مهيباً بطرازه الفرنسي الأنيق وشجرة الكافور العملاقة التي تستأنس بها البوابة العتيقة والتي بجوارها كاد العقاد يفقد حياته، عندما أطلق المتظاهرون عليه الرصاص بعد مقال صاخب انتقد فيه مصطفى النحاس باشا رئيس حزب الوفد المصري وزعيم الأكثرية والشعبية الساحقة في الوقت ذاته.

البوم والرقم 13
       كان العقاد بعقله الناضج لا يترك نفسه أسيراً للتقاليد والموروثات التي تحولت إلى ثوابت في حياة كل البشر، فكان أكثر ميلاً إلى التمرد على كل ما لا يقبله عقله، فنراه لا ينفر من الرقم 13 الذي يحمله منزله والذي يتشاءم منه الناس، وكان يقول: «أفضل الرقم 13 فهو يوم أعيشه في كل شهر أصيب فيه أكثر مما يصيب غيري، وهو رقم بيتي. ولا أنفر من البومة فليس من شأنها أن خلقها الله قبيحة في عيون البشر»، بل إنه كان يضع نموذجاً للبوم فوق مكتبة، وتشاء الأقدار أن يكون الرقم 13 هو أيضاً يوم رحيله عن الدنيا.
      نعبر الواجهة الخارجية للبيت إلى حديقة صغيرة لم تمتد إليها يد العناية منذ وقت بعيد، وتعد خطواتنا درجات السلم العجوز، وفي الذهن كلمات العقاد التي سطرها في أحد كتبه عندما كان يتحدث عن هذه الدرجات نفسها فيقول: «صعدت سلالم هذا المسكن ثلاثاً ثلاثاً، ثم صعدتها اثنتين اثنتين، ثم ها أنا أصـعدها درجـة درجة على غير عجلة ولا اكتراث».
        نصل إلى الشقة في الطبقة الثانية. إلى يمين الـسلم على الـباب لـوحة نحـاسـية صـغيـرة عـليها اسم عـباس مـحـمود العقاد، وتـقـودنا الخطـوات التالية إلى صالة واسعة تنتمي إلى عصـر الـعقاد، على جدرانها لوحات وصـور متـعددة تـمـثل مراحل مـخـتلفة من حياة الأديب الكـبـير، وصـورة لإمـام عـصـر التنوير الشيخ محمد عبده وأخرى لأستاذه جمال الدين الأفغاني، وبجوار الشرفة تمثال نصفي صغير للعقاد على يساره ثلاجة صغيرة من طراز عتيق اشتراها قبل موته بسنوات قليلة وكانت آخر مظاهر التكنولوجيا الحديثة التي أضيفت إلى البيت.
       ننتقل خطوات فوق مربعات الأبيض والأسود التي تكسو بلاط الشقة العاري القديم. هكذا، كان العقاد ينظر إلى الدنيا بمنظار من لونين أبيض وأسود، كان واضحاً كالشمس صارماً كالسيف يكره ضبابية اللون الرمادي ولا يعرف أنصاف الحلول ولا أرباع المواقف، وإنما ينطق برأيه في المواقف والرجال بجرأة لا تقبل التأويل. ومن أجل هذه الصراحة الجريئة دخل العقاد السجن بجريمة العيب في الذات الملكية، عندما أبدى رأيه بصراحة في الملك فؤاد وموقفه من الدستور.
      ما زالت أعيننا تتجول بلهفة في منزل العقاد فوق الجدران المزينة بالكثير من الصور واللوحات. وبجوار الباب تسرق كل الانتباه لوحة صلاح طاهر الشهيرة «طبق العسل» التي رسمها بناء على طلب العقاد بنفـسـه بعـد قـصة حبه الفاشلة مع السيدة التي كتب حكايته معها في روايته الوحيدة «سارة»، وتمثل اللوحة: «فطيرة حلوة يشتهيها الجائع والشبعان».

        وتكسر السيدة صفية العقاد ابنة أخيه جدار الصمت، لتروي كيف جاء أحد الأثرياء العرب من هواة جمع التحف بعد وفاة العقاد بسنوات قليلة ليضع بين يدي العائلة شيكاً على بياض، في مقابل هذه اللوحة بالذات، «لكن، لم يوافق أحد بالطبع على هذه الصفقة لأننا نعتبر كل مقتنيات أستاذنا الراحل كنوزاً لا تقدر بثمن ولا يمكن التفريط بها في أي حال من الأحوال. ولكن ذلك لم يمنعنا من أن نستجيب لأحد المخرجين التلفزيونيين، عندما طلب استعارة اللوحة حتى يستخدمها في تصوير مسلسل خاص عن حياة العقاد تحت عنوان «العملاق».

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...