الأحد، 31 يناير 2021

الشعر نوعٌ من الشّعوذة..


 الشعر نوعٌ من الشّعوذة..

      الشاعرة الإسبانية نوريا جونزاليس تُقرُّ بأن:
 « الكتابة مسؤولية، وليست لعبا بالكلمات. معتبرة أن الشعر، وهو اختصاصها، نوعٌ من الشعوذة.. وأن الكلمة تظل عاملا فعالا أساسيا، يفرضُ سَطوته على الأزمنة والأمكنــَة، والشعر، ما يزال سلاح مقاومة وسيظل على مرّ التاريخ.»

    بينما قناعتها الشخصية أنّ الشعر عاطفة جيّاشة مَشحونة في كل كلمَة، وفي كل مقطع:

«..الشعرُ هو نوْعٌ من الشّعْوذة اللغوية واللّفظية، والجمالية، والفنّية؛ هدفُها" سِحْرُ المُتلقّي..فالشعرُ تهذيبٌ للّغة، وتجْميلٌ لها عبْر انتقاء كلماتٍ، وألْفاظٍ بدقّةٍ متناهيةٍ لخلْق الدّهْشة، والمُتعةِ، وإثارة عاطفة المُتلقّي. الشعرُ ليس في متناولِ الجميعِ؛ بل وكثيرٌ ليستْ لهم درايةٌ به، فعلى سبيل المثال إذا قلتُ لك بأنّ عيْنيْ حبيبي جميلتان، فهذا الوصْفُ سيبدو لك عاديًّا؛ أمّا إذا قلتُ لك بأنّ " قزحية عيْنيْه تهتزُّ في بوْصلةِ الخُلود"، فقد يكون الأمرُ مختلفًا تمامًا.»

السبت، 30 يناير 2021

.. العالَــــمُ بلا معْنًى

       عندما سُئِل بيكاسو لماذا بعض لوحاته غير مفهومة؟ 

     أجاب:

ـــ العالم بلا معنى.. لماذا تريدون مني أن أرسم لوحات ذات معنى. ( بابلو بيكاسو)

 

الجمعة، 29 يناير 2021

"الزّمن الصّعْبُ"

نصُّ الفجيعة، والطفولة المجروحة

بشير خلف

       وصلتني في الأيام الأخيرة رواية" الزّمن الصّعب" للأستاذ الجامعي: الروائي، الشاعر الجزائري عميش عبد القادر التي صدرت سنة 2020م عن دار خيال لصاحبها رفيق طيبي، من الحجم المتوسط 152 صفحة في طباعة أنيقة، وإخراج راقٍ.

      ظلت ثورة التحرير الجزائرية حاضرة بقوة في الرواية الجزائرية كنشيد يـُحتفي ببطولاتها وأمجادها وتاريخها، واستمر تأثير الثورة على الكتابة الأدبية لمدة طويلة وكان هذا طبيعيًا لأنها مثلت صرخة مدوية في وجه العالم؛ ولذا نادرًا ما نجد نصًا أدبيًا يخلو من ملامحها. رواية (الزمن الصعب) تندرج ضمن هذا السّرد الروائي الثوري؛ فالأدب ينقل التجربة الإنسانية من مستوى الحدث العادي إلى الـمُتخيل، والمسافة الفاصلة بين الواقع، والخيال هي بالضبط التي تمنح لهذه التجربة مغزاها، وتجردها من الزمان والمكان لتسِمها بالخلود، وُتُـــصبِغ عليها طابع الأنسنة.

        الرواية وإنْ كانت تتحدّث عن واقع تاريخي أثناء الثورة عاشه الكاتب واقعٌا وهو طفلٌ مع أسرته في ولاية الشلف في رحلة مأساوية من منطقة مسقط رأسه إلى مركز احتشاد بمحاذاة" تاوقريت" بولاية الشلف، ذاقت الأسرة مع غيرها من الأسر الجزائرية النازحة التي دمّرت فرنسا مقوّمات حياتها، واضطرّت إلى النزوح، وعاشت سنوات الثورة، والفقر، والمرض، وانعدام مقومات الحياة الضرورية.

        الراوي الرئيس في الرواية (كاتب الرواية) التي قدّمت أسرتُه أخاه الكبير" حساين شهيدا" للوطن، عايش كطفل كل تلك المآسي، والفجائع رفقة إخوته، وأخواته الصغار مع والدتهم التي احتضنتهم، وعانت الأمرّيْن من فرنسا الاستعمارية. راوي الرواية تلكم الأحداث، والفجائع عاشها، وارتسمت في ذهنه بكل تفاصيلها فكانت رواية" الزمن الصّعب" التي ربّما البعض يتصوّر أنها نصٌّ تاريخي؛ بل هي نصٌّ روائي جميل بلغة عربية رقراقة، وأسلوبٍ عذْبٍ يشدّ القارئ إلى النصّ من الصفحة الأولى، يلهث وراء تسلسل الأحداث، ومآسيها، ومعاناة شخوصها. الرواية وازنتْ بين الأحداث التاريخية الحقيقية، وبين المتخيل الروائي.

      ما أعيبه على النصّ الروائي خُلوّ الأحداث المعايشاتية في محتشد " الزمالة"، وقرية " تاوقيرت" المحاذية، وتنكيل جنود فرنسا، وحرْكاها بالسكان، ومجيء بعض المجاهدين خفية، أنْ لا هجوم على الكولون الذين ملكوا كل شيء، واحتقروا السُّكان وكلما التقوا بأحدهم، وحتّى الأطفال لم ينجوا من تسمية الجميع " المقملين الوسخين"، كما أن لا معركة وقعت في محيط المحتشد، ولا هجوم على المركز الفرنسي " دوزيام بيرو" الذي يتحكّم في المنطقة، وقائده" القبطان يتنقّل كما يشاء، ويغتال المواطنين، والمجاهدين كما يشاء إلى أن جاء قرار وقْف إطلاق النار مارس 1962م

       كُــلُّ منْ عاش سنوات الثورة كلها، أو السنوات الأخيرة منها في المدن، أو الأرياف، أو القرى يعرف أن فرنسا مثلما أرعبت الجزائريين، ونكّلت بهم، وأينما تمركز عساكرها، وعملاؤها كان المجاهدون لهم بالمرصاد، (الرّعب المتبادل)، فالنصّ الروائي كبّل الكلّ، وأسلمهم لمصيرهم السلبي، وشلّ أيّ تعاون منهم مع الثورة من حيث تبليغ تحرّكات العساكر، والحركى، والعملاء المحليين؛ كما الثورة تركتهم يتحرّكون، ويمارسون عنجعيتهم بوحشية.

نصٌّ روائي ماتعٌ، يستحقّ القراءة المعمّقة.

    

 


الاثنين، 25 يناير 2021

  من السّرد العربي الماتع

       السّرد الممتع، وجماليات الوصف في نصوص الروائي الكبير الليبي إبراهيم الكوني:

 «..كان رفاقه يتغامزون فيما بينهم، ويُخفون بسمات السخرية وهم يروْن ذلك العلج العنيد، وهو يتحجّبُ بأقنعة الملثّمين، ويلفُّ بدنه البدين، الـمُتصبِّب عرقًا بأثواب الصحراويين الفضفاضة، مُعْتليا سرْجًا عاليا مُـــثـبّـتًا على ظهر جمل أهوج، جمح به مرارًا ليصرعه أرضًا؛ فما كان من رفاقه إلّا أن تمادوْا في سخريتهم ليقولوا له: إن ركوب سفينة الصحراء ليس كركوب سفينة البحر؛ لأنه إن استطاع أن يُخفي حقيقته عن شُــذّاذ الآفاق، فليس له أن يُخفيها عن سلالة البعير.»

                                                 ( من رواية: يوسف بلا إخوته. ص 293)

 

«.. استقطع من اللثام خرقة أحكم لفّها حول جذر الأصابع المفقودة، ثم استلقى يتنصّت لرزّ السكون، ويتأمّل السماء العارية من السحب، المغمورة بفيوض البدر السخيّ. تحت هذه الفيوض تستبدل البحيرة التليدة لون جلدتها، فتستعير الألق الفضيّ ليلا بدل الزرقة المكابرة نهارا؛ لأن صفاء السماء نهارا هو الرسالة التي اعتادت أن تستسلم لها منذ الزمن الذي فرّت فيه الغيوم من الصحراء لتجعل من كل ما تحت قُبّة السماء عراءً.»

                                    ( من رواية: رسول السماوات السّبع. ص 39)

 

«..والواحة تهجع في سهل فسيح تحدّه من الشمال سلسلة من الروابي التي تتسلّق هاماتها أضرحة الأوائل ذات الشكل المستدير الذي تروي سير هؤلاء أنه مستعار من شكْل أبنية الواحة الصارم في استدارته في المراحل الأولى، المستعار بدوره من استدارة السور الذي يطوّق الواحة؛ لأن الاستدارة لم تكن ناموسا إلّا في عُرْف الأجيال الأولى التي استنزلت الاستدارة أرْضًا من استدارة الأجرام السماوية؛ هذه السلسلة من الروابي  تقود إلى جبلٍ يربض في الشمال كحيوان خُرافي.»

                                                                                                                                                                           (من رواية: الورم. ص 62)

 

 

السبت، 23 يناير 2021

رُوّادٌ في طيّ النسيان


 رُوّادٌ في طيّ النسيان

بشير خلف

         مْنْ أوائل منْ كتبوا عن تاريخ الجزائر بعد الاستقلال بسنوات قليلة:

1 ــــ المرحوم الكاتب، الإعلامي، المفكّر، الدبلوماسي محمد الميلي.(ت: 2016)

2 ــــ المرحوم: المفكر الرائد، الفيلسوف صاحب الفكر التنويري عبد الله شريط.(ت:2010)

 ألّفا كتاب: "الجزائر في مرآة التاريخ" سنة 1965م، كان الكتاب عهد ذاك هدية للجميع: المثقف، الأستاذ، الطالب، والمصدر الهامّ، الموثوق لكلّ باحث في تاريخ الجزائر: الجزائر قبل الإسلام، حتى تاريخ الجزائر المستقلة مرورا بكل العهود.

        في المقدمة أبان المرحومان الأصيلان عن قمّة تواضع العلماء، إذْ كتبا:

«نُــقدّم هذا المجهود المتواضع إلى القراء الكرام، ونحن نشعر بشيءٍ من الحرج: فمن ناحية كنّا مدفوعين بالإحساس بالفراغ الهائل الذي يشعر به كلّ جزائريٍّ لا يجد في المكتبة أثرًا من الآثار الشاملة التي تعكس له تاريخ بلاده بوضوحٍ، وأصالة، وتجرّدٍ؛ ومن ناحية أخرى كنّا متهيّبين أمام عظمة هذا التاريخ الجبّار المليئ بالصعاب، والعقبات، والذي لم يُزِحْ أحدٌ عقباته بصورة جدّية تُسهّل عل مُتناوله أن يسير في طريقه مطمئنًّا سليمًا.»

 بلادي بمؤسساتها الجامعية، والإعلامية، وبنخبها أطمرت هؤلاء الرّوّاد وغيرهم، وغيرهم، وغيرهم.. رحم الله الرجليّن، وحده يُجزي لهما العطاء.

 

الخميس، 21 يناير 2021

 ..ليس للكون إلهٌ ؟ !

      تـحدّى أحدُ الملحدين علماء المسلمين في إحدى البلاد، فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا. وفي الموعد المحدد ترقّـــب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر. فقال الملحد للحاضرين:

ــ لقد هرب عالمكم خاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأُثبت لكم أن الكون ليس له إله!

       وأثناء كلامه حضر العالم المسلم، واعتذر عن تأخره، ثمّ قال:

ـــ وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت على الشاطئ؛ وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة، ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت إليكم.

        فقال الملحد:

ــ إن هذا الرجل مجنون، فكيف يتجمع الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه ؟!

        فابتسم العالم، وقال:

ــ فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول: «إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟!»

 

الاثنين، 18 يناير 2021

شموع مُضيئة رغْم الرحيل

شموع مُضيئة رغْم الرحيل

بشير خلف

في مثل تاريخ 17 جانفي 2004م تُوفّي الكاتب، المبدع، المترجم أبو العيد دودو الذي ربطته علاقات متينة جدًّا مع المرحوم الدكتور أبو القاسم سعد الله الذي غالبًا ما يصطحبه معه في زياراته إلى مدينة قمار في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، في تلك الزيارات التقيت بــــ" أبو العيد دودو"، ونشأت بيننا صداقة إلى حين وفاته؛ وقد كرّمتْــه رابطة الفكر والإبداع بولاية الوادي سنة 2003م التي كنتُ أرأسها، واحتفى به المثقفون، والمبدعون، والقطاع الثقافي أحسن احتفاء.

 كتب المرحوم الدكتور بلقاسم سعد الله عن الساعات الأخيرة لصديقه دودو:

«كنتُ على بعْـــد أمتار من سرير المرحوم الدكتور أبي العيد دودو عندما أتاه اليقين، لقد سمعتُ قبل يوم من وفاته أنه كان يعاني من أزمة قلبية، وأنه أُخِــذ إلى قسم الاستعجال في أحد المشافي، فذهبت صباحا في سيارة أجرة لأعوده، وعندما وصلت فاوضت المستقْــــبِل على الزيارة؛ فأجابني بأنها غير ممكنة لأن المريض في غرفة الإنعاش. فألححتُ عليه فطلب مني الانتظار، وبعد هُـــنيهة عاد المسؤول، وسألني باهتمام عن وجْــــه القرابة مع المريض فأجبته بالواقع، ظـــنًّا مني أنه يريد التأكد من هويتي، ولكنه فاجأني:

ـــــ أعزيك فيه، فقد فارق الحياة لتوه...» {مجلة اللغة العربية. المجلد 6. العدد 2 .97}

 

الأحد، 17 يناير 2021

القصيدة والموسيقى فعل مشاغبة..؟ !

  القصيدة والموسيقى فعل مشاغبة..؟ !

من حوار مُمتع مع الفنان مارسيل خليفة أجرته معه مجلة نزوى العُمانية:   

« أنا مع القصيدة والموسيقى كفعل مشاغبة.. عصياناً وجودياً ونزعة للإفلات من القطيع. الشعر يدعو مستمعيه لارتكاب الشغب نفسه، فالشعر لا يكبر، يظلّ شاباً، خارجاً على القانون، متمرداً، صوفيّ التأمل والروح والحلم والتوحّد، وكل «أنا» شعرية تضيء هي انتصار على الموت والحرب والوحشيّة والابادة الروحية والنفسية والجسدية.

 

من كان يظن يوما أنّ الطاولات والكراسي والطناجر وعلب الحليب الفارغة وقصب الغزّار اليابس، التي يقرعها ذلك الولد الصغير، مُحوّلا إياها بخياله الخصب إلى آلاتٍ موسيقية، من كان يظن أنّها ستغير حياته، من كان يظن أنّ الولد الذي يُلحّن القصائد المدرسية كي يحفظها ويتلوها غيباً في ساعة الاستظهار.. من كان يظن أنّها ستأخذه إلى «أوبرات» العالم الشهيرة؟

 

لقد نقلت بواسطة آلة العود لغة موسيقية خاصة من سحر الشرق القديم ورومانسية حنونة وإيقاعية صاخبة. اعترف بأنني ما زلت أنحني واصلي للعلاقة الوطيدة القائمة بين الجمهور وبين أعمالي واعترف أيضا أن الهم الموسيقي ما زال يوقظني للسهر على المرأة الطالعة في البال وعلى الشهداء عندما يذهبون الى النوم اصحو لأبوح موسيقى.

لم تولد الاغنيات من نزوة طائشة خرجت على منوال إيقاع الحب من نار لا يقودها حطب البراري، من نقر على وتر القلب، من غفلة صوت مبحوح، من شرشف تضرّج بالدم القاني، من دمعة شاهدة على الولادة.

 

أحببتُ الشعر لأنّه لا يكبر يظلّ شاباً، خارجاً على القانون، متمرداً، صوفيّ التأمل والروح والحلم والتوحّد. وجمعت في الشعر ماضيا مشبعا بالسحر ومستقبلا مزدانا بالتفتحات الرائعة، وكان الشعر يُوصلني إلى تلك النقطة التي يلتقي فيها الماضي بالمستقبل والحلم باليقظة والجنون بالوعي والخارق باليومي

 

الشعر يرقص عارياً في الشمس بلا حياء وحتى الإغماء، لا احتمال للحياة خارج الشعر ولا جمال للحياة خارج الشعر ولا حياة خارج هذا الشيء القليل أو الكثير أو التام من الجنون الذي هو الشعر دائماً باق بجهة الشعر.

 

حتى في الوجوه يجب أن نجد أثراً للشعر، حتى عيون الناس، ويوم كان يضيع الشعر من الارض كانوا يعثرون عليه لاجئاً فيها ؟!»

 

الجمعة، 15 يناير 2021

رسالة تاريخها 1000 سنة


 رسالة تاريخها 1000 سنة

       هذه رسالة لشاب فرنسي كان يُعالج في مستشفى إسلامي في "الأندلس" أرسلها لوالده في باريس قبل حوالي ألف سنة !!.

((والدي العزيز:

لقد ذكرتَ في رسالتك إليّ بأنك سوف تبعث لي بعض النقود كي أستعين بها في علاجي، لكني لا أحتاج إلى النقود مطلقاً؛ لأن المعالجة في هذا "المستشفى الإسلامي" مجانية !!

      بل إن المستشفى يدفع إلى كل مريض تماثل للشفاء مبلغ ٥ دنانير، وملابس جديدة حين يغادر المستشفى؛ كي لا يضطر إلى العمل في فترة النقاهة !!

والدي العزيز:

       لو تفضلتَ، وجئتَ لزيارتي فسوف تجدني في قسم الجراحة، ومعالجة المفاصل، وسوف تشاهد بجانب غرفتي مكتبة، وصالونًا للمطالعة والمحاضرات، حيث يجتمع الأطباء فيه يومياً للاستماع إلى محاضرات الأساتذة !!، أما قسم الأمراض النسائية فيقع في الجانب الثاني من ساحة المستشفى، ولا يُسمح للرجال أن يدخلوا إليه..

والدي العزيز:

    إن كل نقطة، وكل مكان في هذا المستشفى غاية في النظافة.. فالفراش، والوسادة التي تنام عليها مغلفةٌ بقماش دمشقي أبيض، أما الأغطية فمصنوعة من المخمل الناعم اللطيف!!، وجميع غُرف المستشفى مزودة بالماء النقيِّ الذي يصل إليها بواسطة أنابيب خاصة !!.. وفي كل غرفة مدفأة لأيام الشتاء !!؛ أما الطعام فهو من لحم الدجاج والخضار، حتى أن بعض المرضى لا يريدون مغادرة المستشفى طَمَعاً بالطعام اللذيذ !! ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

**المصدر / كتاب "التفوق العلمي في الإسلام" لـ أمير جعفر الأرشدي، بيروت مؤسسة الرسالة (1990) (ص52)

 

 

الأحد، 10 يناير 2021

مجلة الجديد اللندنية


 مجلة الجديد اللندنية

    صدر العدد الجديد لشهر جانفي 2021 من مجلة الجديد اللندنية، عدد ممتاز جدا سمته الرئيسة (الوجه، والقناع في الشعر، والسرد والكوارث الطبيعية). يحتوي العدد على مقالات فكرية وأخرى نقدية في الأدب والفكر والفن، ونصوص أدبية ويوميات، ودراسات ومراجعات نقدية للكتب الجديدة، ورسائل ثقافية، ونصوص شعرية لعدد من شعراء العالم العربي.

     يحفل العدد أيضا بمقالات في الفن، وتأملات في الثقافة والاجتماع، وأفكار في ظواهر عصر العولمة، وملاحظات تتصل بسنة الوباء من منظور فكري، وبجملة من القضايا والموضوعات الشاغلة من منظور نقدي يحاول أن يهز الراكد في محاولته الإجابة عن أسئلة الثقافة العربية.

      عددُ المجلّة ماتعٌ، مجّانيٌّ، تحميله سهْلٌ، رابطه: https://aljadeedmagazine.com/العدد-72-يناير-كانون-الثاني-2021

 

 

الجمعة، 8 يناير 2021

حياة هادئة ..متواضعة

حياة هادئة ..متواضعة

       سافر العالم *أينشتاين* إلى اليابان عام 1922 في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن فوزه بجائزة نوبل للفيزياء!!

      وفي الفندق لم يجد معه مالاً ليعطي الخادم الذي جلب الشاي. فأمسك ورقة وكتب فيها جملة، وقعها، ثم أعطاها للخادم ونصحه بالاحتفاظ بها؛ وقال له:

ــ قيمتها ذات يوم ستفوق الإكرامية.

                                        ــــ 2 ــــ

       بعد مرور 95 عاماً، في يوم 24/10/2017 اتصل أحدُ أبناء أخٍ لـــعامل الفندق المُتوفى بدار المزايدات المقام في مدينة القدس، لطرح الورقة في المزاد.

      ابتدأ المزاد بالشاري الأول (2000 دولار) وبعد 25 دقيقة وقف المزاد عند مبلغ (1,3 مليون دولار).

                                  ــــ 3 ـــــ

       الآن… لنرى ماذا كتب أينشتاين في تلك الورقة:

« حياة هادئة، ومتواضعة تجْلب قدْراً من السعادة أكبر من السعي للنجاح المصحوب بالتعب المستمر».

بكالوريا أيّام زمان

 بكالوريا أيّام زمان

بشير خلف    

        كان برنامج شهادة البكالوريا الجزائرية للمترشّحين الأحرار(آداب)، مُكثّفًا، ثريًّا في أواخر الستينات، وحتى منتصف السبعينات من القرن الماضي. ففي مادة الأدب كان عليك أن تعتمد على عدة مراجع منها: تاريخ الأدب العربي لحنّا فاخوري اللبناني، تاريخ الأدب العربي لحسن الزيّات المصري، وكذلك في مادة الفلسفة، ليس الفلسفة العامّة فحسب؛ بل حتى الفلسفة الإسلامية؛ ممّا أذكره أني في سنتي 71م، 72م،كنتُ أُحضّر هذه الشهادة مع صديق رحمه الله، فكان بين يديّ كتابٌ ضخمٌ بعنوان:" دراساتٌ في تاريخ الفلسفة العربية الإسلامية، وآثار رجالها" لعبده الشمالي.

      الطريف أن صديقي المرحوم كان " أحمر"، نموذجه الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، بمجرّد أن نتحوّل إلى مادّة الفلسفة يُصرّ على الفلسفة العامّة؛ ويرفض أيّ تقرّبٍ للفلسفة الإسلامية.

الأحد، 3 يناير 2021

جمالية السينما


 جمالية السينما

بشير خلف

 علاقة الانسان بالسينما علاقة وطيدة، فالإنسان كائن جماليٌّ، يبحث عن الجماليات في كل شيء، وتيمة الجمال تُغذّيه بما يحتاجه من مشاعر، وقيم متعددة منها الرضا واللطف، والخير والحق، وتُشعره بالانتظام والتناغم والكمال، إذْ أشار الاديب الأنقليزي أوسكار وايلد:

« إن الجمال نوعٌ من العبقرية؛ بل هو أرْقي من العبقرية لا يحتاج الي تفسير، والانسان قادر علي تذوق الجمال، وصناعة وابداع اشكال جمالية حسية او وصفية، او تفاعلية، وخير ما يمثل ذلك هو الابداع السينمائي، أحد انواع الفنون الجمالية التي باستمرار يبدعها الانسان.»

السبت، 2 يناير 2021

معجم أعلام ومعالم القرآن الكريم

 

معجم أعلام ومعالم القرآن الكريم

بشير خلف

     صدر للباحث في تاريخ الفكر، والتراث، والحضارة الإسلامية أستاذ التعليم العالي علي بن الأخضر غنابزية هذه الأيام مُعجم أعلام، ومعالم القرآن الكريم، عن دار سامي للطباعة والنشر بالوادي، لصاحبها الأستاذ رضا درّاجي.. صمّم الغلاف الفنان التشكيلي المبدع كمال خزّان.

      المُعجم من الحجم الكبير جدًّا (21 O30) في 609 صفحات في شكْل مجلّدٍ.

      بعد الاهداء، والتصدير، والمقدمة، عرّف المؤلف كلمة المُعجم الذي يُقصد به الكتاب الذي رُتِّب ترتيبا مُعجميا وفق الحروف الألفبائية، ويطْرح ضمن موادّه المتسلسلة معلومات غزيرة؛ أمّا كلمة أعلام، ومفردها علمٌ فعرّفتها كتب اللغة بمعنى المنار، أو الشيء الذي يُنصبُ في الطريق ليهتدي الناس به، كما قال الله جلّ جلاله:( وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ)، ويعني المؤلف في هذا المعجم الإنسان في القرآن الكريم. معالم: مفردها معْلمٌ، وهو ما يُستدلّ به على الطريق، أي الأمكنة التي يهتدي بها المسافر، ويستدلّ بها البشر لتكون إشارة، ويعني المؤلف بالمعلم في هذا المعجم كلَّ الألفاظ الدّالة على شيء بارزٍ بشكلٍ ماديٍّ ملموسٍ، أو معْلمٍ ذُكر في القرآن الكريم كالبلدان، مواقع الغزوات، الاتجاهات الأرضية، المظاهر الطبيعية، المعالم القرآنية، المواقع والحدود، الآيات الدّالة على المعالم.

 بعد أن عرّف المؤلف بإيجاز القرآن الكريم، وثبّت عديد الآيات التي تضمّنته، وواجبات الفرد المسلم نحوه من حفظه، وإتقان تلاوته، وتدبُّره، وإتقان الاستدلال به، والعمل به، والاحتكام إليه؛ تطرّق إلى طُرُق البحث في معجمه هذا بطرقتيْن:

1 ــــ الطريقة الأولى: البحث انطلاقًا من الموادّ الصريحة في آيات القرآن الكريم، فيكون العلم، أو المعلم واضحًا، فيتمّ البحث عنه استنادا إلى الحروف المعجمية، فالبحث عن نبي الله يوسف الذي ورد اسمه في سُور: يوسف، الأنعام، غافر؛ يكون البحث عنه في مادة " حرف الياء".

2 ـــــ الطريقة الثانية: يكون البحث فيها من خلال الآيات القرآنية التي تطرح تساؤلات على القارئ، وتتحدّث عن قوم، أو موضعٍ معيّنٍ يكتنفه الغموض؛ يقول تعالى:( وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ)، ( َولَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ)،( فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ).

       المعجم مُنجزٌ وفق الحروف الهجائية بدءا بحرف الألف، فالعلم الأول هنا هو آدم عليه السلام أبو البشر، انطلاقا من الآية الكريمة: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ)، فإيرادا لكل آيات آدم، وخلْق الإنسان، وعصيان إبليس. ثم أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، ابن بن خلف الجمحي، بنو أبيرق، أُحُد، الأرض المقدسة، الأرض المباركة، أرم ذات الميعاد، آزر بن ناحور، إسحاق عليه السلام الأسرى، الإسراء والمعراج، بنو إسرائيل، إسماعيل عليه السلام، أسماء بنت أبي بكر، أسماء بنت يزيد، آصف بن برخيا ،آل ياسين، إلياس عليه السلام، اليسع عليه السلام، إمام، النبي الأمّي، أميون، أمية بن خلف الجمحي، أنس بن نضر الأنصاري، أهل الكتاب، آوس بن ثابت الأنصاري، أوس بن الصامت، أولو العزم، أصحاب الأيكة، أيوب عليه السلام، زوجة أيوب.

      ثم حرف الباء، فباقي الحروف حتى حرف الياء؛ في آخر المعجم ثبّت المؤلف جدولا مساعدا للبحث في مواد المعجم يتضمّن الآيات التي وردت في المعجم، والسورة التي جاءت بها، الحروف التي دُوِّنت فيها في المعجم. أمّا المصادر والمراجع عددها كبير 118: ـــ كتب التفسير: 19.  ــــ كتب القصص في القرآن: 11.  ــــ كتب السيرة النبوية: 17.  ــــ سير أعلام الصحابة الكرام: 18.  ــــــ كتب التاريخ والأخبار: 28 . ـــــ الكتب العامّة: 25

      إنّ هذا المُعجم إضافة إلى عديد المؤلفات في التاريخ المحلي الوطني والثوري لأستاذ التعليم العالي علي غنابزية ينمّ عن همّة عالية، وروح مشبعة بالمعرفة، والبحث عنها، وتدوينها، وإفادة الناس بها حاضرا ومستقبلًا، وتأكيدا أن هذا المعجم من طموحات الأستاذ الدكتور يقدمه هدية لكل مسلم ومسلمة يتمسّك بكتاب الله، ويعتزّ به، ويعمل بما فيه. فإني أختم نفسه بما دوّنه في إحدى فقرات التقديم:

«.. والحمد لله الذي وفّقني إلى إنجازه منذ خمسة عشر سنة مضتْ، ولكنّ طباعته تأخّرت بسبب إعراض الناشرين، والتراخي الذي اعتراني، ولعلّ في ذلك حكمة بالغة حتّى يكون فضْلُ الله على كاتبه مُضاعفًا، وبذلُــــه سخيًّا؛ وكيف لا والمقصد هو خدمة كتاب الله؛ فتكفّلتُ وحدي بطباعته، ومن حُــــــرّ مالي مُـــعتمِدًا على العليّ الأعْلى؛ وأعانني مولاي سبحانه، وأنا اليوم أقــــــوم بتصديره سائلًا المولى أن ينفع كلَّ مَنْ يطّلع على كلماته، ويهتدي به إلى سواء السبيل.»

 

 

   

 

 


  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...