الخميس، 30 يناير 2020

..الإشكالية في تغييب مشروع ثقافي متكامل


       

بشير خلف
         تكدّسُ الكتب في المخازن، ورفوف المكتبات دون أن تمتدّ إليها يد القارئ الجزائري ليست في القطاع الثقافي العام؛ بل حتى في دور النشر الخاصة حيث نجد من بين أزيد من مئة دار نشر خاصة، منها خمسة دور نشر كبرى تابعة للقطاع الخاص تتوفر فيها معايير الاحترافية السائدة في دور نشر العالم المتقدم.

      هذه الدور التي تصدر سنوياً ما يقارب 500 عنوان في دار الهدى، ودار القصبة، والبرزخ، وألفا ديزاين وهومة، والشهاب، والاختلاف، ودار ميم إلى جانب دُور أخرى، دخلت ساحة الطبع والنشر أخيرا بقوّة كدار الوطن، المثقف، خيال، وغيرها؛ ظهور هذه الدّور مجتمعة في معرض الكتاب السنوي لعرض عشرات العناوين.
      إضافة إلى دور النشر الأخرى المشاركة من الشرق والغرب تدفع إلى الساحة آلاف العناوين في كل المجالات، سيّما الأدب، ومنه النصّ الروائي خاصّة الذي اقتحمه الشباب إناثًا، وذكورًا بنصوص أغلبها بتقنياتٍ حداثيّةٍ.
     في تقديري الشخصي الإشكالية ليست في النص.. فالنص الجزائري المعاصر ذو مستوى عالٍ؛ إنما المعضلة في عدم وجود القارئ، وذلك نتيجة انعدام مشروع ثقافي استراتيجي متكامل كسائر القطاعات الأخرى بالمجتمع، مشروع تتعاضد فيه كل القطاعات المهتمة بالتنشئة الاجتماعية، والثقافية، والتكوينية، من خلاله يُكوّن القارئ منذ صغره في علاقة حميمية مع الكتاب بدءا من الأسرة.
        المقروئية كما هو معروف تحصل بإجادة مهارات القراءة والتعوّد عليها بالدربة لتتحوّل إلى مطالعة واعية تثقيفية، مُـنطلقها الأول، والأسرة الجزائرية بالرغم من تحسّن مستوى الدخل لديها، ولدى الطبقة الوسطى من المجتمع الجزائري، فإنها تُــنفق على الكماليات، واقتناء الأجهزة المنزلية، وآخر صيحات الأثاث، واللباس، ووسائل الاتصال الحديثة؛ ولا تنفق على الكتاب. النظام التربوي يؤكد على الأعمال التربوية التكوينية المكملة، والمدعّمة للعملية التعليمية كالأنشطة الجمالية، والترفيهية، والمطالعة المخصصة لها أسبوعيا حصصا زمنية، والكتب بالمؤسسات متوفرة بما فيه الكفاية؛ إلاّ أن الأساتذة والمدرّسين يهملونها، أو يعوضونها بـمواد أخرى.


الأحد، 26 يناير 2020

الشعر نوعٌ من الشّعوذة..



الشاعرة الإسبانية نوريا جونزاليس من ولهها بالشعر، تراه:
«..الشعرُ هو نوْعٌ من الشّعْوذة اللغوية واللّفظية، والجمالية، والفنّية؛ هدفُها" سِحْرُ المُتلقّي". فالشعرُ هو تهذيبٌ للّغة، ولعِبٌبها، وتجْميلٌ لها عبْر انتقاء كلماتٍ، وألْفاظٍ بدقّةٍ متناهيةٍ لخلْق الدّهْشة، والمُتعةِ، وإثارة عاطفة المُتلقّي.
     الشعرُ ليس في متناولِ الجميعِ؛ بل وكثيرٌ ليستْ لهم درايةٌ به، فعلى سبيل المثال إذا قلتُ لك بأنّ عيْنيْ حبيبي جميلتان، فهذا الوصْفُ سيبدو لك عاديًّا؛ أمّا إذا قلتُ لك بأنّ " قزحية عيْنيْه تهتزُّ في بوْصلةِ الخُلود"، فقد يكون الأمرُ مختلفًا تمامًا.»

الجمعة، 24 يناير 2020

أعيدوا صلاتكمْ يا منافقين..


    
      يـــُقالُ إنّ قيسَ بن الملوحِ رأى كـلبَ ليْلى، فأسرع خلْــفهُ حتى يدُلّــه على مكانِ محبوبتهِ ليلى.

       فـــمرّ في طريقهِ بقومٍ يصلّون، ولمّا رجع مــرّ بهم، فسألوه:
ــ لماذا عنادما مررْتَ بنا، ونحنُ نـُصلّي، لم تُــصلِّ معنا؟
      قال:

ــ والله ما رأيتُكم، ووالله لوْ كنتمْ تحبّون الله كما أحبُّ ليلى لـما رأيْـتُــموني.. أنتم كنتم بين يدي الله ورأيتُموني.. أعيدوا صلاتكمْ يا منافقين..

الخميس، 23 يناير 2020

أسْــــوأُ استعمارٍ على وجْهِ الأرضِ..



بشير خلف
        فرنسا الاستعمارية نظرتُها إلى الجزائر يجب أن تتغيّر.. تراها مستعمرة من مستعمراتها. الخمسة ملايين جزائري المقيمين بها ولادة، أو فضّلوا الإقامة بها، وتحصّلوا على جنسيتها، ومن بينهم آلاف أبناء الحركى، وبقيّة آبائهم؛ وكما الكثير من المسؤولين الجزائريين المتجنّسين بجنسيتها؛ وأيضا تفضيل هؤلاء المسؤولين الخبراءَ الفرنسيينَ في الصغيرة والكبيرة، كلّ ذلك وغيره دعّم فرنسا الاستعمارية في(التّبرْطع) بحرّيّة في إدخال(خرطومها) النّتن في بلادنا طوال العشرين سنة الماضية، أملنا قويٌّ في العهد الجديد أن يكون التعامل النّدّ للندّ، ورأسنا مرفوع.
     فرنسا ماضيا، وحاضرا، ومستقبلا كالداء الخبيث يمكنك أن تتلهّى عنه، أو تتناساه قليلا، لكن لن تشفى منه؛ لأنّه أسوأُ استعمار على وجْهِ الأرض، والعبرة بحالات التخلّف الشاملة، والفقر في كلّ الدّول التي استعمرتها.

الأربعاء، 22 يناير 2020

المُفكِّرُ ليس إمّعـــــــةً..



بشير خلف
صاحب الفكر الحقيقيُّ منْ كان مستقلًّا في رؤاه، وأفكارهِ، ومواقفهِ، والثّباتِ عليها، والدّفاعِ عنها بحكمةٍ، أو عقلانيةٍ دون الحطِّ من الآخرِ، أو إيذائه، أو تسفيههِ.. أو الإلحاق الضرر بوطنه، والانضمام إلى أعدائه. الاختلافُ إثراءٌ للحياةِ البشريةِ.

الجمعة، 17 يناير 2020

لا حاجةَ لــلئيمٍ ملْحاحٍ



سأل لئيمٌ أحدَ الحكماءِ حاجةً فمنعه، فألحّ اللئيمُ، فمنعهُ لأنّهُ " مُماطِلٌ في دفْع ما عليه من ديونٍ سابقةٍ.
     فلامَ البعْضُ الحكيمَ على امتناعهِ؛ فكان ردُّ الحكيم:
ــ لئنْ ( يـــحْمرّ) وجْهي مرَّةً باللومِ خيْرٌ مِنْ أنْ ( يصْفرَّ) وجهي مرارًا بسببِ المُماطلةِ.

السبت، 11 يناير 2020

الأحزاب في وادٍ آخر



بشير خلف

كثيرا من التغيّرات حدثت في الجزائر بفضل الحراك المستمر، الكثير من المطالب تحققت، والأحزاب في واد آخر، أحزاب الموالاة المغضوب عليها التي كانت الوسيلة الهدّامة في يد العصابة، لفظها الشعب، سعت إلى العودة عبر انتخابات 12/12/2020 فضحها الشعب، وقذف بها بعيدا.

الجمعة، 10 يناير 2020

تعديل الدستور


اقتراحي في تعديل العنصر الرابع من المادة 212


التعديل الدستوري
           المادة 212 من الدستور الجزائري لـــ 2016 الصادر في الجريدة الرسمية العدد 14 بتاريخ 07 مارس 2016، تُلزم بأن أي تعديلات دستورية لا تمسّ ثمانية عناصر:
1 ـــ الطابع الجمهوري للدولة.
2 ـــ النظام الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية.
3 ـــ الإسلام دين الدّولة.
4 ـــ العربية اللغة الوطنية والرسمية.
5 ـــ الحريات الأساسية، وحقوق الإنسان والمواطن.
6 ـــ سلامة التراب الوطني، ووحدته.
7 ـــ العلم الوطني، والنشيد الوطني باعتبارهما من رموز الثورة والجمهورية.
8 ـــ إعادة انتخاب رئيس الجمهورية مرّة واحدة فقط.
        بما أنّ وزراء حكومتنا الجديدة يكلّموننا بلغة مستعمر الأمس، أقترح أن يُعدّل العنصر الرابع كالتالي:
الفرنسية اللغة الوطنية والرسمية.


الخميس، 9 يناير 2020

ما عاد للسرّيّة مكانٌ..



بشير خلف
      ما عاد للسرّية في عالمنا اليوم مكانٌ، وإخفاءٌ للقضايا الهامة عن الشعوب؛ فالقيادات التي تُخفي الاتفاقات، والصفقات دون علم شعوبها؛ هي حتمًا قيادات تقدم مصالحَها الشخصية، قياداتٌ خطيرةٌ على أوطانها، وشعوبها.. والأيّام ستفضحها.
      والأمرُ الأخطرُ أنْ تــتآمرَ النُّخبُ على الوطن وشعبه مع أعدائه الخارجيين، وأن تنفّذَ أجْندَاته، وهي تعلم خطورة ذلك، مقابل امتيازاتٍ ماليةٍ، أو الحصول على جنسيةِ بلدِ الآخر العدوّ، أو غيرهما.

الأحد، 5 يناير 2020

أسْــــوأُ استعمارٍ على وجْهِ الأرضِ..



بشير خلف
        فرنسا الاستعمارية نظرتُها إلى الجزائر لم تتغير.. هي مستعمرة من مستعمراتها. الخمسة ملايين جزائري المقيمين بها ولادة، أو فضّلوا الإقامة بها، وتحصّلوا على جنسيتها، ومن بينهم آلاف أبناء الحركى، وبقيّة آبائهم؛ وكما الكثير من المسؤولين الجزائريين المتجنّسين بجنسيتها؛ وأيضا تفضيل هؤلاء المسؤولين الخبراءَ الفرنسيينَ في الصغيرة والكبيرة، كلّ ذلك وغيره دعّم فرنسا الاستعمارية في(التّبرْطع) بحرّيّة في إدخال(خرطومها) النّتن في بلادنا.
       فرنسا ماضيا، وحاضرا، ومستقبلا كالداء الخبيث يمكنك أن تتلهّى عنه، أو تتناساه قليلا، لكن لن تشفى منه؛ لأنّه أسوأُ استعمار على وجْهِ الأرض، والعبرة بحالات التخلّف الشاملة، والفقر في كلّ الدّول التي استعمرتها.

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...