الأحد، 20 يناير 2019

تلازمية جرثومة الكتابة، ولوثة العقل.

تلازمية جرثومة الكتابة، ولوثة العقل.
بشير خلف
      الذين اختاروا طريق الفكر والأدب، اختاروا بالأحرى الاحتراق الداخلي، والفقر المستمرّ سيّما في عالمنا العربي. ربما لأنهم خُلقوا وهم يحملون “جرثومة” الكتابة، التي سرعان ما تتحول إلى "متلازمة " تجعل المصاب بها لا يعرف ماذا يفعل، سوى أن يكتب.

      يقال إن توفيق الحكيم كان يركب سيارة "متهالكة ..تعبانة " عندما التقى لأول مرة بالسيدة برلنتي عبدالحميد، راقصة شارع الهرم المعروفة. فسألته مشيرة إلى سيارته: من أين لك هذه؟ فقال، " من الأدب ". وسألها مشيرا إلى سيارتها “الكاديلاك”، “وأنتِ من أين لك هذه؟”، فقالت، مع ضحكة ماجنة: "من قلة الأدب".

الخميس، 17 يناير 2019

مولود حمروش في الساحة السياسية مجددا

نشر رئيس الوزراء الجزائري الأسبق مولود حمروش يوم 13 يناير من هذا الشهر مقالة على صفحات يومية “الوطن” الناطقة باللغة الفرنسية، البعض من المراقبين، والمتتبعين للشأن الجزائري يتساءلون لِمَ اختار كتابة مقالته باللغة الفرنسية بدلا من اللغتين الوطنيتين العربية أو حتى الأمازيغية؟

        من المعروف أن السيد حمروش يتقن اللغة العربية ولهذا يستغرب الملاحظون عدم نشره لمساهمته، أو لنقل لبرنامجه السياسي، باللغة العربية. ويرى هؤلاء أن التفسير الوحيد لحركة حمروش هو أنه فضّل مخاطبة فرنسا واللوبي الفرنكوفوني في الجزائر أوَلا، وذلك بغية الترويج لنفسه في الأوساط الفرنكوفونية الجزائرية التي تتحكم في معظم دواليب صُنع القرارات الحاسمة، وفي الإدارة الوطنية والاقتصاد الجزائري، وذلك لضمان نصرتها له وكذلك من أجل نيل رضا ودعم فرنسا له، خاصة وأنه يدرك أن الجزائر في ظل النظام الحاكم منذ الاستقلال إلى يومنا هذا لم تفكّ الارتباط بالدولة الفرنسية التي لا تزال تتدخل في تصميم التوازنات السياسية في الجزائر، وفي حسم أمر أي شخصية سياسية جزائرية تطمح إلى أن تصل إلى سدة المناصب السامية.

الثلاثاء، 15 يناير 2019

أمثالٌ عربيةٌ من الأندلس

أمثالٌ عربيةٌ من الأندلس
بقلم: بشير خلف
       الأمثال فنٌّ قديم موغلٌ في القدم، تختلف في ألفاظها، ولكنها تلتقي في مضمونها مع اختلاف مصادرها، قال إبراهيم النظام الصري أستاذ الجاحظ :
« يجتمع في المثل أربع لا تجتمع في غيره من الكلام :إيجاز اللفظ ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه، وجودة الكناية».
       من هنا تتميز الأمثال بقوة تأثيرها وتكثيف لغتها وتماسك صياغتها وايجاز يختزل حكاية المثل وغايته، هي نتاج خبرة الشعوب وخصائصها ومميزاتها، لذا تجدها في حضارة كل شعب ،تلخص نوادره وتتحدث عن أمور حدثت في تفاصيله اليومية ،حتى باتت حكمة تتناقلها وتستفيد منها الأجيال.
     في هذا الإطار امتازت التجربة الأندلسية بالخصب والغنى في شتى نواحي الحياة، فلا غرْو أن بادر الأندلسيون كغيرهم من الشعوب إلى تدوين تلك اللحظات المثيرة في حياتهم، فاختزنتها ذاكراتهم، بعد أن صاغتها أذهانهم في شكل أمثال ثرية، عميقة الدلالة. إذ جمع الأندلسيون ما جرى على ألسنتهم من أمثال، ودوّنوها في مصنّفات، فحفظوا لنا بصنيعهم ذاك مادة علمية، أدبية تاريخية هامّة.
     ونظرا لكثرة تلك المصنفات، وتباعد تاريخ تلك المرحلة زمنيا، ممّا يحرم القارئ العادي الاطلاع عليها، والاستفادة منها فإن الباحث السعودي الدكتور خالد عبد الكريم البكر جال في تلكم المصنفات، وألف منها كتابا صغيرا في حجمه، وعدده الورقي 68 صفحة، كبيرا في مضمونه بعنوان:" أمثالٌ عربيةٌ من الأندلس" صدر في هذا الشهر جانفي 2019، الكتاب المرفق، هدية المجلة العربية السعودية لنفس الشهر.
       لقد التقط مؤلفُ الكتاب هذه الأمثال من فترات زمنية مختلفة من تاريخ الاندلسيين؛ فأقدمها يعود إلى القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي، والمتأخر من هذه الأمثال يعود إلى القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي. عددُ الأمثلة 42 رتبها المؤلف وفق الحروف الهجائية.

الأمثال الأندلسية في الكتاب
1 ـ أجملُ من وجه أبي عامر 2 ـ إذا كان البازي حيًّا، لم تظهر الحجلة 3 ـ اسمعْ واسكتْ وصدّق الأمير 4 ـ اشرب، هل ابن فتحون رأيتَ الماء؟ 5 ـ أفصحُ من بكر الكناني 6 ـ أفصحُ من الرّشاشن 7 ـ أيام أبي الغرانيق 8 ـ بائع السلاح من اللصوص 9 ـ البربرية ( معركة) 10 ـ بيتٌ لا تين فيه، جيأعٌ أهله 11 ـ تجنّي الذئبُ على المعْزى 12 ـ التمييز المتمندل ( نرجسية الذات) 13 ـ جاء الكبش للجزار 14 ـ جُرْفٌ موّاز ( تصرّف منْ لا حزْم، ولا عقْل عنده)15 ـ جرّو كلب، جرْو سوء، من كلب سوء.16 ـ حالُ منْ ترك الخِباء، والعباء ( منْ ذهبت ثيابه وخيامه) 17 ـ حبُّ الخليفة بالزرقاء المردينيشية ( زوجته الزرقاء العينين الفائقة الجمال) 18 ـ حفر فلان كرمه حتى أبطله 19 ـ الخلّ في مناخرك ( رغما على أنفك) 20 ـ خيرُ شيء من لا شيء ( شيء خيرٌ من لا شيء) 21 ـ دعونا عليكم يا بني سلمة 22 ـ الرأي للرأي مصقلة ( طلبُ المشورة) 23 ـ سنة ستين ( مجاعة أصابت أهل الأندلس في سنة ما) 24 ـ سنةُ عفْصٍ وسنة بلّوطٍ 25 ـ شتّان في البعاد ما بين خُلّة وسعاد ( البعد بين الشيئين) 26 ـ عدوّ الملك بيتُ المال 27 ـ عنبٌ لا من كرْمٍ ولا من دالية 28 ـ غارسُ النارجيل بالأندلس( التضاد وعدم التجانس) 29 ـ غررْتني يا إسحاق ( إظهار الندم) 30 ـ في الإملال حجاج المغيلي  31 ـ القُبْعة وعشّ الإوزة ( عاقبة الطمع) 32 ـ لا الحمار سقط، ولا الزِّق انخرق ( الحذر والاستعداد للمفاجآت) 33 ـ لا يتمكن للخباء أن يقف دون أوتاد 34 ـ ليس في  يده من الطعام إلا الملح، وليس له من السلاح إلّا المصقلة ( الجاهل للباب الأمور، والمتمسّك بالقشور) 35 ـ ما بين قاضٍ وزامرٍ ( شدة الكره بين هذا وذاك) 36 ـ الماشطة للعروسة تأتي راكبة، وتنصرف راجلة 37 ـ مخالفة العامة حرْبٌ 38 ـ مُرقِّعُ الخرْز باللبود ( لا يرقع الجديد بالبالي) 39 ـ يذكر البلدان ويُسْكن جيّان ( كثرة الخصْب والنماء) 40 ـ يُعطي الجوزَ منْ لا عنده أسنانٌ 41 ـ يفتكُ وطَرْيانة تؤدي الجُعْل( التنديد بمن يستمتع على حساب  غيره) 42 ـ يحبّ الشهادة والرجوع إلى البيت ( استحالة الجمع بين المتناقضيْن). 

الأحد، 13 يناير 2019


النفط بين النعمة والنقمة..
بشير خلف
أظهرت بيانات رسمية، أن الجزائر تأتي من بين العشرين أكبر دول العالم من حيث احتياطيات النفط المثبتة، بـ 12.200 مليار برميل، بحصة 0.8 بالمائة من الاحتياطي العالمي النفطي، البالغ 1.48 تريليون برميل بنهاية عام 2017.
     في رأيي وماذا بعد؟ مند سنوات الاستقلال الأولى، ونحن نتكئ على هذا الحلم اللذيذ مخدرين، ما هي النتيجة؟ دولة النرويج من البلدان التي تملك احتياطا كبيرا جدا من الغاز؛ قررت ألّا تستغله، وألا تتكئ عليه في اقتصادها، قررت تركه للأجيال القادمة، النرويج التي تفتقد إلى الثروة الفلاحية، ولا تملك المعادن الثمينة، ولا غير الثمينة.
     لئن كان النفط " نعمة" أنعم الله بها على هذا البلد، فإن إنسان هذا البلد حوّله إلى" نقمة".

السبت، 12 يناير 2019

القنوات الجزائرية الخاصة

القنوات الجزائرية الخاصة وكأنّ بينها وبين الثقافة بكل مكوّناتها، وكذا بينها وبين أهل الفكر والإبداع والفنون بالمفهوم الأوسع ( خصومة)، بل (عداوة)..لماذا يا تُرى؟

الجمعة، 11 يناير 2019

التناسل السردي الروائي الاستسهالي.. أفقد الرواية إثارتها ومتعتها.

    التناسل السردي الروائي الاستسهالي.. أفقد الرواية إثارتها ومتعتها.
بشير خلف    
 لئن عرفت الكتابة السردية العربية ظاهرة التناسل السردي منذ زمن بعيد، قد تعود جذورها إلى كتاب “ألف ليلة وليلة” وفق ما يراه بعضُ النّقّاد، حيث تعتمد بنية الحكايات في الليالي على تناسل الحكايات، وتوالدها أو تراكمها، وهو ما أعطى الليالي طابع التشويق والإثارة.
      في رأيي التناسل السردي الروائي أيامنا هذه أفقد الرواية ( ديوان العصر) جماليتها، ومتعة قراءتها، فقد تبتاع العديد من الروايات من معرض الكتاب الدولي، أو من المعارض الجهوية، أو المكتبات المحلية، وإن سنحت لك ظروف حياتك الخاصة أن تقرأ بعض تلكم الروايات، لا ريب أنك ستخرج بانطباع بأن النص الروائي المتميّز، المتفرّد الذي يأسرك، ويثيرك، ويشدّك صار نادرا، إلّا القليل لروائيين تمكّنوا من فنّ النصّ الروائي.


الجمعة، 4 يناير 2019

فرنسا الاستعمارية

فرنسا الاستعمارية نظرتها إلى الجزائر لم تتغيّر. فرنسا ماضيا وحاضرا، وحتى مستقبلًا، كالداء الخبيث يمكنك أن تتناساه قليلا لكن لن تشفى منه أبدا..

الخميس، 3 يناير 2019

روايات جديدة صدرت لرابطة الفكر والإبداع بولاية الوادي/ الجزائر


أحمد مكاوي
ثلاث روايات جزائرية شبابية صادرة عن الرابطة الولائية للفكر والإبداع الوادي .2018
وهي الروايات الفائزة بجائزة الرواية القصيرة المنظمة من الرابطة في دورتها الرابعة:


1-"وردي وأسود":رزيقة طويل
......
رواية تنطلق من رؤيا فلسطينة تقنص الهامشي واليومي في الحياة الفلسطينية التي لا يعرف الناس عنها سوى الشهادة أو الحرب التي تجعلهم في نظر العالم مجرد أرقام ..
هنا ومن زاوية طفولية باعتبار الراوي طفلة وفي حالة من التبصر حيث الطفلة مصابة في انفجار ألزمها الفراش والصمت مدة ثلاث سنوات تروي لنا بطريقة سردية متفردة الجزئيات الصغيرة المرتبطة بحياة الفلسطيني العائد إلى وطنه تحت الاحتلال وهي المولودة من أب فلسطيني وأم جزائرية ..
رواية في لحظاتها الإنسانية وتحولاتها الواقعية لا تجعلك منغمسا في حرب بقدر ما تجعلك تتلمس آثارها في نفس الطفلة وفي مجتمع يبحث عن خلاص من تهديد دائم ؛لا أصابه فأماته ولا تخلى عنه فعاش كما تعيش باقي المجتمعات ..
تفاصيل الرواية وأبطالها ومجالاتها الفكرية تفتح باب التاويل مشرعا كما أن رمزية الراوي تجعلنا نثني على الروائية في اختيار البطل وفي تداخل عالمه مع عالم الكبار وتفرده في نفس الوقت
رواية تنزع للتفاصيل في محيط ضيق مما يجعلنا نغرق فيه نتمهل في الحكم لكننا نتماهي مع نظرة البطل دون أن نشعر ...

2-رواية "تشابه أسماء": رجاء محمد
......
رواية يكون المؤلف بطلها ويكون الحلم مجالها وتكون الحياة بصدفها بصداقاتها بأحلامها وخيباتها التي تصنع حياة الناس هي هذه الرواية..
استطاعت الروائية أن تأخذنا معها في زمنين زمن حاضر هو صانعه والمتحرك فيه المتحكم في أحداثه ..
وزمن وجد نفسه مستسلم لأقدار حركته وانتهى لكنه يعود في رواية خيوطها محبوكة بين الصدفة والتخطيط وبين ما نريده لأبطال قصصنا المكتوبة وبين أن نكون نحن أبطالها لتتشابه أسماؤنا ومصائرنا ..
هي هكذا حياة صانعة الحياة.. وهو هكذا مالك من يمتلك مفاتيح الحياة بين الخيبة والأمل في حركة قدرية لا تنتهي
رواية لا تجعلك تميز بين أن تكون داخلها بطلا من أبطالها وبين أن تكون كاتبها والمتحكم في أقدار أبطالها ..
......

3-رواية "أحيقار لقمان وكارمن":أمال بن عبد الله
....
شاب اسمه لقمان يريد أن ينجز فيلما وقد أنجز مجموعة منها سابقا في اليوتوب .. يراسل صديقه دنيال روائي ينتحر في نهاية الرواية ليرسل له روايته ..ومن هنا تتغير حياته حيث يخرج له بطل الرواية (رواية دنيال) ليمارس عليه سطوته من خلال نصائحه كان البطل( أحيقار) شخصية تاريخية قبل ما تكون شخصية روائية ..وفي الرواية لقاء لقمان بكارمن أو كريمة لتصبح الروائية يعمل على حياتين متداخلتين في أحداث يرويها كل من لقمان و كريمة من وجهة نظر كل منهما كما توظف أحداث تحطيم تمثال عين الفوارة في سياق النقد الموجه لعقليات في المجتمع ..تنتهي بطلاق كارمن من زوجها وباعتدائه قبل ذلك عليها وباختفاء أحيقار بعد أن ذكره بنصائحه التي بثها عبر صفحات الرواية وكذا حادثة انتحار دنيال والرسالة التي تركها للقمان ..

أحمد مكاوي..

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...