الجمعة، 30 سبتمبر 2022


 خارج السِّرْبِ

" خارج السّرْب"، كتابٌ من تأليف المرحوم الدكتور أبو القاسم سعد الله صدر عن دار البصائر بالجزائر في طبعته الأولى سنة 2008 في حجم كبير من 295 صفحة، وسبق أن صدر ضمْن الأعمال الكاملة سنة 2005م، اختلف القرّاءُ فيما يقصده المؤلِّفُ من عنوان الكتاب. ولرفْع اللُّبْسِ كتب المرحوم في مقدمة طبعة 2008م:

« سألني بعضهم عندما اطّلعوا على عنوانه وهو ( خارج السرب):

هل تقصد أنك تعني وحدك خارج الصفّ، أو تقصد أنك لا تنتمي إلى أيّ فئة؟ فقلتُ للسائل: أرجو أن تقرأ الكتاب، بل اقرأْ غيره من كتبي، فستجد الجواب.

     والمُهِمُّ أنّني أكتب ما أعتقد، وأسير ــــ إذا اقتضى الحال ــــ في الطريق دون رفيقٍ. إنّ سعادة الكاتب هي أن يجْهر بصوته هو، لا أن يكون صدًى لِصوْتِ غيره؛ وهذا ما حاولْتُهُ فيما كتبْتُهُ. إنني سعيدٌ لأنني بلغتُ هذه السنّ، وأنا أسيرُ على ذلك المنوال، رغْم أنّ الوصول إلى المُطلقِ أمْرٌ صعْبُ المنال؛ والحمد لله الذي هدانا لهذا.» ص: 05

     ..هكذا العظماء يقتحمون الصعاب، ويشقّون طريقهم وحدهم، ويتركون مسارهم النيّر منهج حياة لِغيرهم ..اللهمّ ارحم العالم الموسوعي سعد الله، واغْفِرْ له.

الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

جِئْتُ لأسْرقه فسرقني

     ذُكِـــرَ أنّ لصًّا تسوّر دارَ مالكٍ بن دينار، فلم يجِــدْ في الدار شيئا يسرقه، فرآه وهو قائمٌ يُصلّي، فأوجز مالكُ في صلاته، ثم التفت إلى اللصّ، وسلّم علي، وقال:

 ــــ يا أخي، تاب الله عليك، دخلتَ منزلي، فلم تجدْ ما تأخذه، ولا أدعُــكَ تخرج بغير فائدة، وقام وأتاه بإناء فيه ماء، وقال له:

ـــــ توضّأْ وصلِّ ركعتين؛ فإنك تخرج بخير ممّا جئت في طلبه.

      فقال اللص:

ـــــ نعم وكرامة.

       وقام وتوضأ، وصلّى ركعتين، وقال:

ــــــ يا مالك أيخفُّ عليك أن أزيد ركعتين أخرييْن؟

      قال:

ــــــ زدْ ما قدر الله لك ؟

      فلم يزل اللص يصلي إلى الصبح، فقال له مال: 

ـــــ انصرفْ راشدًا.

        فقال:

ــــــ يا سيدي، عليك أن أقيم عندك هذا اليوم؛ فإني قد نويتُ صيامه.

      فقال له مالك:

ـــــ أقمْ ما شئت.

       فأقام عنده أياما صائما قائما، فلما أراد الانصراف قال اللص:

ـــــ يا مالك، قد نويتُ التوبة.

      فقال مالك:

ـــــ ذلك بيد الله عزّ وجلّ.

      فتاب اللص، وحسُنت توبته، وخرج من عند مالك، فلقيه أحدُ اللصوص، فقال له:

ـــــ أظنُّك وقعتَ بكنزٍ؟ !

      فقال:

ـــــ يا أخي، وقعتُ بمالك بن دينار، جئتُ لأسرقه فسرقني، وقد تبتُ إلى الله عز وجل، وها أنا ملازمٌ البابَ فلا أبرحُ حتى أنال ما ناله الأحبابُ

 

السبت، 24 سبتمبر 2022

اللسانيات وتعليمية اللغة العربية

كتب: بشير خلف

      صدر هذه الأيام عن دار" سامي" للطباعة والنشر والتوزيع بالوادي كتابٌ من الحجم المتوسط، في 168 صفحة بعنوان: (اللسانيات وتعليمية اللغة العربية) لمؤلِّفِهِ الدكتور السعيد خلايفة. صفحاتُ الكتاب تضمّنت مقدّمة، وثلاثة فصول:

1 ــــ تعليمية اللغة، وجهازها المُصْطلحي، والمفاهيمي:

ـــــ تعليمية اللغات: النشأة والمفهوم.

ـــــ عناصر أو مكوّنات العملية التعليمية.

ـــــ التفاعلات التعليمية.

2 ــــ المرجعيات العلميّة لِتعليميّة اللغات

ـــــ مرجعية تعليم اللغات إلى اللسانيات النظرية

ـــــ مرجعية تعليم اللغات إلى اللسانيات التطبيقية

3 ـــــ الإجراءات العملية لتعليمية اللغات

ــــــ التحليل اللساني

ــــــ اختيار المادّة اللغوية

ــــــ التدرّج في تعليم المادة اللغوية

ـــــ عرْضُ المادّة اللغوية

ـــــ التمرين اللغوي

    ومِمّا جاء في مقدِّمة الكتاب:

«... تُعدُّ اللغة الوسيلةَ الأساسَ للتواصل، وتحصيلَ المعرفةِ للإنسان عامّة، وللناشئ خاصة، فهي تُمثِّل الأداة التي يعتمدها في التعامل مع ما يُحيط به في جميع مناحي الحياة، لذا اهتمّ الإنسان منذ أقدم العصور على تعلُّمها، وتعليمها، لا سيّما في العصر الحديث مع ظهور علم اللغة الحديث(اللسانيات)؛ إذ أحدث هذا الأخير ثورة في ميدان تعليم اللغات، من حيث المفاهيم، والمناهج، والإجراءات، وتمثّلت في استغلال ما نتج عنها من أُسُسٍ لسانية في حقْل تعليمية اللغات.» ص: 03


التعليمية؟

    التعليمية: هي ترجمةٌ للكلمة الأجنبية ''didactique '' التي اشتُقّـت من الكلمة اليونانية'' Didaktilos''، والتي كانت تُطلق على نوعٍ من الشعر يتناول شرْحَ معارف علمية، أو تقنية'' الشعر التعليمي''، كانت تُطلق على ضرْبٍ من الشعر أشبه بالمنظومات الشعرية، أو الشعر التعليمي الذي كان يهدف إلى تسهيل التعلم. وتعني '' Didaktilos'' (فلْنتعلّمْ)، أي يعلِّمُ بعضنا بعْضًا، أو حفظ المعلومات المنظومة شعرا، كالمنظومات النحوية، والفقهية. هي: كل ما يهدف إلى التثقيف، وما له علاقة بالتعليم، كما تعني فنّ التعليم.

     التعليمية " مرتبطة أساسا بالموادّ الدراسية من حيث محتوياتها، وكيفية

التخطيط لها بناءً على الحاجات والأهداف، والوسائل المُعدّة لها، وطرق، وأساليب تبليغها للمتعلمين، وطُرُق، ووسائل تقويمها، وتعديلها، حيث تضع المبادئ، النظرية الضرورية لحلِّ المشكلات الفعلية للمحتوى، والطرق، وتنظيم عمليّة التعلّم، والتعليم. مجموعة الجهود، والنشاطات المُنظّمة والهادفة إلى مساعدة المتعلّم على تفعيل قدراته، ومواهبه في العمل على تحصيل المعارف، والمكتسبات والكفايات وعلى استثمارها في تلبية الوضعيات الحياتية، المتنوِّعة.

تعليمية اللغة العربية

      تعليمية اللغة العربية هي مجموعة من الطرق، والتقنيات الخاصة بتعليم مادة اللغة العربية، وتعـلُّمها خلال مرحلة دراسية معينة، قصْد تنمية معارف المتعلّم، واكتسابه المهارات اللغوية، واستعمالها بكيفية وظيفية وفق ما تقـتضيه الوضعيات والمواقف التواصلية، كل هذا يتم في إطار منظم وتفاعلي يجمع المعلم، والمتعلّم، باعتماد مناهج محددة، وطرائق تدريسية كفيلة بتحقيق الأهداف المسطرة لتعليم اللغة العربية، وتعلمها.


    


 

الأحد، 11 سبتمبر 2022


               جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وثورة التحرير

بشير خلف

    وقع، ولا يزال جدلٌ كبيرٌ حوْل موقف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والتحاق أعضائها، أو عدمه بثورة التحرير، المرحوم الدكتور بلقاسم سعد الله عندما سأله الأستاذ مراد وزناجي:

ـــــ حدِّثْنا عن الشخصيات البارزة في الجمعية مِمّن التحقوا بالثورة، والكفاح المُسلّح؛ أو تمّ اعتقالهم، خاصّة بعد حلِّها.

      كان جواب عميد المؤرخين المرحوم سعد الله بلقاسم ما يلي:

« بعْد حلّ الجمعية، فإنّ الكثير من رجالها اختفوا عن الأنظار، أغلب القيادات البارزة غادرت الوطن مثل الشيخ العباس بن الشيخ الحسين، محمد خير الدين، وأحمد توفيق المدني؛ في حين التحق آخرون بالجبال، مثل الشيخ إبراهيم مزهودي الذي كان يعمل للثورة حتّى قبل هذا التاريخ. فلمّا كنتُ في الجزائر سنة 1955م، كنتُ أسمع الأصداء التي تصلنا مِنْ أنّ هناك أعضاء من جمعية العلماء، خصوصًا أولئك الذين يشتغلون في ميدان التفتيش، مِمّنْ تسمح لهم مهنتهم بالتنقّل من مكان إلى آخر، أو الذين يجمعون الاشتراكات لجريدة(البصائر)، فكلّ هؤلاء كانت لهم مهمّة ظاهرة، ومهمة خفيّةٌ مثل جمْع الرسائل، وتوزيعها، والاتصالات السرّيّة بين أفراد الجبهة، وأفراد جيش التحرير؛ أي كانوا يقومون بمهمّات مُحدّدة، بالموازاة مع عملهم في إطار الجمعية.

     وهناك صنْفٌ ثالثٌ من أعضاء الجمعية مِمّنْ تمّ اعتقالهم كما أشرْنا، أو تعرّضوا للتصفية الجسدية، وقد ذكرنا بعضهم سابقا. ص:99 عن معركة الجزائر التي وقع خلالها ما وقع من اعتقال، واغتيال بن مهيدي، الربيع بوشامة، أحمد رضا حوحو، عبد الكريم العقّون، محمد الأمين العمودي، وعلي بومنجل، وغيرهم.ص: 95

     كانت مرحلة مرعبة بالنسبة للنخبة، وفي قسنطينة حدث نفس الشيئ، وهدّدت عدة شخصيات، وأساتذة من المعهد( معهد الجمعية)، حتى من غير القادة ممّن قُتِلوا، أو اقتيدوا إلى السجنـ أو غادروا نحو تونس، والمغرب، أو التحقوا بالجبل؛ فلم يكن من السهل على الشيخ الإبراهيمي أن يعود إلى الجزائر، ويقود منها الجمعية.ص: 96

    في تلك الظروف الصعبة المؤلمة وقعت كارثة ظروف اعتقال الشيخ العربي التبسي، واختفائه عن الأنظار، حتى أنه اشتُهر بالشهيد الذي ليس له قبْرٌ.

«... في حلّ جمعية العلماء المسلمين لنفسها، وصدور قرار المجلس الإداري الشهير في جانفي 1956م، وهو القرار المُدعِّم للثورة على المكشوف، والذي ورد فيه ضرورة دعْم الكفاح المُسلّح الذي لا يكون إلّا عن طريق جبهة التحرير الوطني. ص: 97

  المرجع: حديث صريحٌ مع: أ.د أبو القاسم سعد الله

 في الفكر والثقافة واللغة والتاريخ..

أجراه معه الأستاذ مراد وزناجي

   


السبت، 10 سبتمبر 2022


القصة القصيرة في الأدبيْن العربي والتركي

بشير خلف

    من المواضيع الفكرية الأدبية الهامّة، المُلفتة للقارئ الجادّ؛ موضوع عن القصّة القصيرة في الأدبيْن العربي والتركي ضمْن مواضيع مجلّة (الآداب العالمية) السورية، العدد الخاص المزدوج:189 ـــ 190 للأدب المقارن الذي صدر أخيرًا.

    من مواضيع هذا العدد الخاص بالأدب المقارن:

ــــ علامات فارقة بين غفران المعرّي، وملهاة دانتي.

ــــ الأدب المقارن والترجمة.

ــــ الأدب والفن التشكيلي: توظيف الفن التشكيلي في رواية إلى المنارة لفرجينيا وولف.

ــــ  أزمة الأدب المقارن الراهنة فرنسياً وعربيا.

ــــ  أندريه جيد.. وألف ليلة وليلة.

ـــــ  ما تقوله دراسة الترجمة للأدب المقارن.

ـــــ صورة الغرب في شعر البيّاتي.

 

القصة القصيرة في الأدبيْن العربي والتركي ( أنموذجا)

    دراسةٌ جادّة، عميقة عن نشأة القصة القصيرة في الأدبين العربي والتركي، النشأة والتطوّر بقلم أحمد سليان الإبراهيمي، مرتجم وكاتب من سورية، مُلخّصها:

« من خلال هذه الدراسة يتّضح للقارئ لنشوء القصة القصرية في الأدبيْن العربي والتركي مدى التشابه في النشوء، وفي التطور؛ والسبب يعود الكاتب للتشابه الكبير بين الشعبين من حيث الشروط السياسية ، والاقتصادية، والاجتماعية التي عاشاها، فبعد عهود طويلة من الجمود الذي فرضته السلطنة العثمانية على شعوب المنطقة، وبعد أن وقعت في العجز تجاه الأمم الأوروبية التي بدأت نهضتها بالاعتماد على العلم، وبعد عصر التنوير بدأ محمد علي في مصر أولا، وبعد ذلك تبعتها السلطنة العثمانية بإرسال الطلبة إلى الغرب ما عجّل في البدء بحركة الترجمة، وأنّ كِلا الأدبين مرّا بالأطوار ذاتها: الترجمة،  فالاقتباس وبعد ذلك البدء بكتابة القصة القصيرة بمعناها الحديث.» ص:18

الجمعة، 9 سبتمبر 2022

 أدبُ السجون أثناء ثورة التحرير المباركة

من كتابي الذي صدر أخيرَا:

( إيقاعاتٌ على الرّمْل)

الشعْرُ سجلُّ أدب السجون أثناء ثورة التحرير الجزائرية.ص:31 ـــ 32

 إنّ نظرة فاحصة لمعظم الشعر المكتوب في السجون بالجزائر أثناء الثورة التحريرية الكبرى لـخيْرُ دليلٍ على ذلك، ولأنّ الأدب كان مرافقًا دائمًا للأوضاع العامّة، فقد استطاع شعراء الجزائر من الثُوّارِ الأحرارِ، وبخاصّة السجناء المعتقلين تدْوينَ المعاناة بشتّى تفاصيلها، وصُورها في قصائدَ خلُدتْ، فكانت مواضيعُها تدور حوْل الظّلِمِ، والقهْرِ، والاضطهادِ، والحنين، والاستشراف للحرّيّة، والحياةِ الكريمة حتّى أُطلِقَ على الشاعر مفدي زكريا" شاعرُ الثورةِ" لأنه كان ثائرًا قبل أن يكون شاعرًا، وغيرُهُ في الجزائرِ كُـــــثَّرٌ. من هؤلاء الشعراء:

ــــ عُمر شكيري المجاهد، الشاعر أصيل مدينة قمار الذي أقام بأكثرَ من مُعْتقلٍð، وما كاد يتحرّر من الاعتقال حتّى فرض عليه الاستعمار الفرنسي الإقامةَ الجبْريةَ حتّى الاستقلال، وشعرهُ كلّه في فترة الثورةِ، وهو القائلُ[1]:

من شهر أفريل في العشرين حلّ بنا

 

طشّ العذاب يومًا كـــــــنّا بغافينا

وجدْتُ نـــــــفسي في الدّوزيام منزويًّا

 

خلا مـــــــــنها إلى العلياء تسامينا

في البرواقــــــــــــية ألْقـــــــــــــــــــــيْنا رواحلنا

 

وقبلنا الــــــــــخلْقُ ألْقوْها بتشْرينا

ومنهم منْ قـــــــــــــضى حوْلًا ومطْعمُه

 

من السّيّاط والتعــــــــذيبِ أفانينا

ليُخرجوا منه إقْرارًا بما اقــــــــــــــــــــترفت

 

يداهُ أو يـــــــــــــــأخذوا عنه براهينا

فما استطاعوا بشيء بعد أن عــجزوا

 

وكلّ ناقــــــــــــــــــمُهم عسْفًا وتفتينا

هنا شيوخٌ انحنتْ كالقوس أظْهُرُهم

 

والرأْسُ مشتــــــــــعلٌ شيْبًا وتخمينا

في الجسْم ضعْفٌ ولكن في عـــزيـمتهِ

 

صلابة الصّخْرِ لا تعــنو لشارينا

 



 هو عمر أبو بكر شكيري، ولد عام 1920 في بلدة قمار بوادي سوف، 


 

الأربعاء، 7 سبتمبر 2022

الكاتب القدير.. التواضع سمته

     من تجاربي الحياتية، ومن قراءاتي المتنوّعة خلصْتُ إلى أنّ الكاتب القدير، لا يزعم أنّه الأفضل، ولا يدّعي أنّ ما خرْبشه الأفضل؛ بل من سِماته التوقّف بين الفينة والأخرى لمراجعة مساره الكتابي، البحْثي، الإبداعي للتقييم، والتقويم، والتنقيح، والتعديل.

    ممّا ورد في تراثنا، وثقافتنا العربية في هذا المجال، أنّ القاضي الفاضل عبد الرحمن البيساني رحمه الله((526هـ - 596هـ) أحد الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان صلاح الدين الأيوبي:

«إنّي رأيتُ أنه لا يكْـتبُ أحدٌ كتابًا في يومه إلّا قال في غده:

ـــــ لو غُيّر هذا لكان أحسنَ، ولو زيدَ لكان يُسْتحْسنُ، ولو قُدِّمَ هذا لكان أفضلَ، ولو تُركَ هذا لكان أجملَ، وهذه من أعْظمِ العِبرِ؛ وهو دليلٌ على استيلاء النّقْصِ على جملة البشر.»

 

الأحد، 4 سبتمبر 2022

كلماتٌ عن الشيوخِ

     صدر منذ أيّام كتابٌ من تأليف الفقيه العلّامة المرحوم الشيخ محمد الطاهر تليلي( 1910 ـــ 2003م) بعنوان: كلماتٌ عن الشيوخ.

     دراسة وتحقيق وتعليق البروفيسور الكاتب، الباحث إبراهيم رحماني

    الكتاب من الحجم المتوسط في 156 صفحة، عن دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة. الكتاب بعد المقدمة في قسميْن:

1 ـــ تضمّن التعريف بالشيخ محمد الطاهر التليلي، وبالمخطوط.

2 ـــ نصّ الكلمات عن الشيوخ، شيوخ مدينة قمار، وعددهم بالكتاب: 14، كما تضمّن هذا القسم الثاني: خاتمة المحقّق، قائمة المصادر97 ، إضافة إلى المواقع.

     وممّا جاء في مقدمة الكتاب، بقلم المحقّق بروفيسور إبراهيم رحماني، أستاذ أصول  الفقه، والفقه المقارن بقسم الشريعة، جامعة الوادي:

« ...ومن الشيوخ العلماء في منطقة وادي سُوفْ: الشيخ محمد الطاهر التليلي الذي لم يكن شيخا يوقد البخور، ولا ممّنْ يعشقون البريق الخادع، والوجاهة الزائفة؛ ولكنه شقّ طريقه لأن يكون من ذوي العزم حين تفرّغ لرسالة التعليم، فكان عالِمًا، مربيا، وفقيها، مُصْلحًا، وشاعرا رساليا؛ قضى عمره المديد في ميدان التربية، والإصلاح، وخدمة القرآن الكريم، ونشْر الفقه، والفكر، والثقافة.ص:6 »

    الشيخ محمد الطاهر التليلي كتب في عديد المواضيع سيّما في التاريخ، ومن تلك المؤلفات، (مجموع مسائل تاريخية)، الذي يضمّ جملة من الأخبار التاريخية المتنوّعة، والفوائد الأدبية الرائقة، ومنها ما سجّله الشيخ من كلمات عن شيوخ مدينته، مدينة قمار، وعن بعْض آثارهم في ربوع وادي سوفْ، وفي مدينة قمار تحديدًا.

«...ولعلّ الخيط الرابط بين أولئك الشيوخ أنهم أسْهموا في وقْت عصيبٍ في صناعة المشهد الثقافي لمدينة قمار، كان هذا أواخر القرن التاسع عشر، والنصف الأول من القرن العشرين؛ كما أنهم لم ينالوا ما يستحقّون من الاهتمام بهم، وبآثارهم. ص:07

   وممّا توصّل إليه المحقِّق عند قراءة، وتتبّع حيوات أولئك الأعلام الشيوخ:

«...أنّ مشاربهم متنوِّعةٌ، فمنهم الصّوفيّ، ومنهم الإصلاحيّ، ومنهم من لا صلة له بالجانبيْن؛ كما أنّ فيهم المقرئ، والأديب، والفقيه، والقاضي، والصحفي، والمدرّس، والواعظ، والشاعر؛ وأنّ لكل واحد منهم جانبًا من المعاناة، وطَرفًا من التميّز. ص: 07»

الأعلام الشيوخ

1 ـــ أحمد دغمان القماري.

2 ـــ محمد بن البرّية القماري.

3 ـــ محمد الصالح بن الخوصي القماري.

4 ـــ عمار بن الأزعر القماري.

5 ـــ الطيب بن سي عمار القماري

6 ـــ عمر باري القماري.

7 ـــ أحمد بن القا القماري.

8 ـــ علي بن سعد القماري.

9 ـــ محمد الحفناوي هالي.

10 ـــ علي بن القِيم القماري.

11 ـــ بلقاسم بن الساسي القماري.

12 ـــ الطيب بن الزّا القماري

13 ـــ بلقاسم بن الشيخ محمد بن البُريّة.

14 ـــ أحمد بن سالم البي.

     العلّامة عمّار بن الأزعر

    وممّا سجّلع الشيخ الطاهر التليلي عن العلّمة المصلح عمّار بن الأزعر الذي هاجر إلى السعودية سنة 1937م فرارا من فرنسا، وأعوانها في قمار:

«...فالشيخ لم يغادر قمار حتى ترك فيها طابعه الإصلاحي، وترك في قلوب أهلها محبّته، وإجلاله، وتعظيمه، وإكباره ما حاشا فئة الطرقية العمياء لأنها على العكس من ذلك.ص:96»

    

 


                                      من أمْتعِ ما قرأْتُ، واستفدْتُ

الشعر ذلك الإيقاع الكوني في فطرة الإنسان..

رأي وموقف.

كتبه حبيب مونسي.

         سألني أحد المهتمين بالشعر عن موقفي من الشّعر الحديث، وعن التّحرر من الوزن والقافية، وعمّا يسمونه بالقصيدة الحرّة.. فقلت له بعد جدال قصير أنّني أرفضه جملة وتفصيلا، ولا أعده أبد الدّهر شعرا، بل أحسبه كتابة إبداعية  وإضافة نوعية لها جمالياتها الخاصة التي تنتظر من المنظرين والنقاد الجادّين أن يخطوا لها خصائصها ويحدّوا لها حدودها.. إنّنا نختلف في تحديد معنى الشّعر، ونختلف في طبيعته، ونختلف في الشّاعر الذي يبدعه.. فكيف تريد أن نتّفق حول أمور هي من الشّعر بمثابة الغريزة من الحيوان، والتي لا يلتفت إليها الشّعراء لحظة الإبداع، لأنّها إيقاعات في أنفسهم قبل أن تكون إيقاعات في الكلمات وزنا وقافيةً، فذلك لا يعدو أن يكون تجليا لها في نهاية المطاف.. فمن لم يدرك ذلك لا يمكنه أن يعي معنى الميزان لأنّه يراه آلة وحسب، مهمته وزن الأثقال، والحركات، ولا معنى للقافية، لأنّه يراها فقلا تنتهي عنده الحركات.. هذا وعي ساذج ناقص يُسيء إلى الشعر إساءة بالغة. فالوزن في ذات الشاعر غريزةٌ متأصلةٌ، رضعها مع إيقاعات الحياة من حوله، وحركة داخليةٌ مستمرةُ الإيقاع يحملها في ذاته كلّ حين. فلا يفارقها إلا وهو جثّة هامدة.. لأنّها نبضُ قلبه، ودفقُ أحاسيسه، ومجرى مشاعره.. تتعالى فيثور ويغضب، وتنبسط فيهدأ ويطمئن، وتنساب فيرضى ويطرب. فمن رآها غير ذلك، لم يعرف من شعر العرب شيئا، ولا ذاق من جناه رطبا ولا شهدا. لم يكن فيهم في جاهليتهم وبعد إسلامهم من يعرف شيئا يسمى العروض، حتى فسدت الأذواق، واضطر المتشاعرون مراجعَة أشعارهم وفق ميزان أُخرج لهم من فطرة العرب وإيقاعاتهم إخراجا، ووضع بين أيديهم ليهديهم إلى ذات التّناسق في ذواتهم، وقد اختل اختلالا.. حتى أنّهم سموا من يعتمد هذه الرّياضة اللغوية ناظما، وأبعدوه عن ساحة الشعر حتى لا يلوث فطرتها، أو يُحدث فيها من العورات ما يُحدثه المجرِّبون والمتساهلون، ثم يسمونه ضرورات شعرية، تورية لسوءات أفعالهم..

     إن الذين وقفوا عند عتبة الشعر الحر، وقالوا عنه أنّه موزون لاعتماده التفعيلة. غير أنّنا نعلم أن ليس هناك من قانون يضبط نوعها وعددها في الأسطر الشّعرية، وأن نازك الملائكة مثلا حددتها بسبع، وأن أقصرها سبب أو وتد.. وهذا الانفلات لا يصنع فنّا محترما أبدا، ولا يحدّد خصائص شعرٍ جديد مهما سلمنا بالفكرة، وسمحنا للشعراء بإجرائها فيما يكتبون. لأنّهم في كلّ الأحوال سيستسلمون للنّثرية شاءوا أم أبوا. والذي لا يلتفت إليه المشتغلون بالوزن العربي هو ما استخرجه الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله، حينما حدد الدّوائر التي عرفت بالدوائر العروضية.. وأثبت فيها الدّارسون من بعده حدود البحور المستعملة التي جرى فيها شعر العرب أنهارا متدفّقة على امتداد قرون متعاقبة. غير أنّنا حينما ندقّق في الدّائرة الواحدة التي نجدها تتوزع على أسباب وأوتاد، لا على تفعيلات، لأنّ الأسباب والأوتاد هي التي تصنع التّفعيلة. فهي المادة الإيقاعية الأولى، ومنها ينطلق الإيقاع الشعري. فهي أشبه شيء بمفتاح الخزانات المصفحة ذات الأرقام من 0 إلى 9.. ومنها يستطيع صاحب الخزانة أن يغلقها بالرقم الذي يشاء. فهناك آلاف من الأرقام هاجعة بين هاذين الرقمين. كذلك الأمر بالنسبة للسّبب والوتد في الدائرة العروضية. فإذا انتقلت من وتد إلى سبب، تشكّل على الدّائرة بحر من البحور مستعملا كان أم مهجورا.. وإذا انتقلت من سبب إلى وتد حدث الأمر عينه، ونشأ بين يديك بحر مختلف..

هذه الإمكانية العجيبة هي التي مكنت للإيقاع العربي أن يتمدّد، وأن يتعدّد إلى أشكال لا يحصيها عاد، ولا يمكن للتجارب الشّعرية عبر العصور أن تستغرقها كلّها أبدا.. فقد كان أمام المجدّدين - إن سلمت نياتهم - أن يواصلوا التّجريب في هذه الدوائر الإيقاعية الكونية. ولكنّهم انعطفوا إلى الهدم.. فقد أُريد لهم أن يُهملوا الإيقاع العربي، وأن يزيلوا بناء شامخا يحفظ اللغة ومعجمها وذاكرتها، وأن يُحدثوا فيها ما يُحدثه الزّمن في الكتابات من محو وحتّ.. هذه الدّائرة الإيقاعية التي تسكن كلّ عربي وتتمركز في توازنه الفطري هي التي تعطيه هذه القدرة على الطرب أمام جمال التّكوين العربي لغة، وأمام جمال الإنشاء العربي حكمة..

الخميس، 1 سبتمبر 2022


                             الابتسامـــة

قالوا عن الابتسامة:

ــــ الابتسامة مشروعُ ضحْــكةٍ، أو ضوءٌ يخْـفتُ ويشي بنهاية الضحك.

    الابتسامة مرحلةٌ مُبكِّرةٌ من الضحك قد تتصاعد فتتحول إلى ضحكة.

       وقد أشار بعضُ الباحثين إلى الابتسامة بأنها ضحكة ضعيفة، مُقدِّمةٌ للضحك أحياناً، وخاتمة له أيضاً خاصة عندما يبدأ الشخص في الاسترخا، والـهدوء أحياناً أخرى.

       وحدّدوا أبرز الأنواع الخاصة بالابتسامة:

1)    ابتسامة البهجة: تظهر في حالات الفرح، والاستبشار، والتفاؤل.

2)    ابتسامة مصطنعة: أشهرها ابتسامة الموناليزا.

3)    الابتسامة البائسة: تُشْعِــرُ بالتعاسة.

4)    ابتسامة الخضوع، أو الرضا.

5)    الابتسامة المرتبكة: تأتي في شكْل ابتسامة مُبْتسرة.

                 كتاب: الطرائف الظريفة والبسمات اللطيفة.ص:14

                                   د. زيد بن محمد الرماني

 

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...