الاثنين، 23 أغسطس 2021


 حديث عن ديكارت والديكارتية

        يعتبر ديكارت أحد الخمسة الكبار في تاريخ الفلسفة البشرية: أفلاطون، أرسطو، ديكارت، كانط، هيغل. وقد جسد في شخصه العبقرية الفرنسية في أنصع تجلياتها. ولذلك أصبح رمزاً لفرنسا إلى درجة أن أحدهم قال: ديكارت هو فرنسا. وهذا يعني أن عبقرية الأمم تتجسد في شخوص الأدباء والشعراء والفلاسفة، أكثر مما تتجسد في شخوص القادة العسكريين والسياسيين. وهذا يعني أيضاً أن عبقرية الروح أو الفكر هي أعلى أنواع العبقريات.

     عندما يُذكر اسم ديكارت، أو الديكارتية نتخيل فوراً تلك الصورة الشائعة المنتشرة في كل مكان، والتي تقول: إن الديكارتية هي فلسفة الدقة، والمعيار الصائب، والحسابات العقلانية الباردة.

       فالفرنسي ديكارتي بهذا المعنى، وكذلك الأوروبي بشكل عام. وهناك عقلٌ ديكارتي مثلما هناك عقلية ديكارتية. وحتى اللّحّام يقطع لك اللحم على الطريقة الديكارتية!

       ولا ريب في أن ذلك صحيح إلى حد كبير. ولكننا ننسى أن مؤسس العقلانية الديكارتية لم يكن «عقلانياً» إلى هذه الدرجة التي نتوهمها، بل إنه مرّ بلحظات أقل ما يقال فيها إنها تقف خارج حدود العقل والتوازن المنطقي الصارم، وذلك قبل أن تنكشف له الحقيقة الساطعة، ويضرب ضربته الفلسفية الكبرى.

الجمعة، 13 أغسطس 2021


 

التاريخ في بلادنا غنيمة مسمومة

«... التاريخ جزْءٌ ممّا خلّفته المدرسة الاستعمارية في بلادنا، إنه الغنيمة غير المرغوب فيها؛ لأنها بصفة عامّة غنيمةٌ مسمومةٌ؛ وإذا كانت المدرسة الاستعمارية بالمعنى التقليدي قد اختفتْ، فإنها بقيتْ فيما يُعرفُ بـــــ " الفرنكفونية" التي لا تجد حرجًا في الإعلان عن نفسها بكلّ صراحةٍ؛ وهناك منّا منْ يعتزُّ بالانتماء إلى هذه المدرسة، ويستعدّ إذا واتت الظروف للانضواء تحت لواء المدرسة الاستعمارية.»

(كتاب: حديث صريح مع: أ.د أبو القاسم سعد الله.ص: 136)

الاثنين، 9 أغسطس 2021

 

ثقافة النسيان لا نهاية لها عندنا

       المفكر الجزائري المرحوم الدكتور أحمد عروة -(1926- 1992)- شخصية متفتحة على الحوار جمعت ما بين الطب، والأدب، والبحث في الفكر الإسلامي، انطلاقا من القرآن ،والسنة، وتراث العلماء المسلمين.

         عالج القضايا المعاصرة بحوانبها العقائدية، والأخلاقية، والصحية، والاجتماعية وغيرها، ورغم صيته الدولي لم يأخذ حقه من الاهتمام، والبحوث، والدراسات، ربّما من أسباب ذلك إلى طبيعة الرجل الذي كان يعمل بهدوء، وحكمة بعيدا عن التهويل، والخطاب الحماسي من جهة، وبسبب الحركات الإسلامية في الجزائر التي ظلت أسيرة المرجعيات المشرقية ولم تتجاوزها من جهة أخرى

       أحمد عروة عالم متعدد المواهب، واسع الفكر، عميق في طروحاته ومنهجه، لكنه لم يحظ بالاهتمام من قبل الباحثين والدارسين الجزائريين، إلا في السنوات الأخيرة، على الرغم مما قدمه من إنتاج علمي وفكري وأدبي متميز، وهو رجل جمع بين النضال السياسي، والعلم والدراسة.

      بعد الاستقلال فتح عيادته بحيه الشعبي في بلكور، وكان يتكفل بالعائلات المعوزة من خلال الكشف المجاني، ثم أصبح بروفيسورا مكونا في الصحة العمومية، كما كان عضوا في عدة جمعيات اجتماعية وثقافية، وعميدا لجامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة، إلى وفاته في 27 فيفري 1992، كما يذكره الجزائريون من خلال دروسه الدينية المتلفزة المتسمة بالحوار البناء والحجة الدامغة وربط الدين بالحياة.

كان الرجل متفتحا على الحوار، يجمع بين الدين والعلم والإيمان ويقول:

 (الإنسان لا يفهم الكون إلا بالعلم، ولا يدير العالم إلا بالإيمان)

       أهمُّ كتاباته 1"ما الإسلام؟" و2"الإسلام والديمقراطية" و3"الإسلام والعلم" و4"الإسلام والأخلاق الجنسية"، وقد قدم هذا العالم جليل الأعمال التي تشكل دليلا على تنوع مواهبه، واتساع آفاق عطائه العلمي، والفكري، علاوة على تميزه في النشاط الدعوي، مما جعل صيته يتجاوز ربوع الجزائر.

 


السبت، 7 أغسطس 2021

 


مجلة " نزوى" الفصلية الثقافية في عددٍ جديدٍ

     صدر العدد الجديد من مجلة " نزوى" العمانية. العدد (107) لشهر أوت 2021

العدد يفتح سؤال (النظرية العربية)، ويناقش واقع البحث في عُمان. تفرد المجلة نزوى الصادرة عن وزارة الإعلام في عددها ملفًّا واسعًا تناول موضوع "النظرية النقدية

العربية بين الإمكان والاستحالة"، قدم فيه الأكاديميون، والنقاد رؤاهم

وتصوراتهم تجاه واقع النقد العربيّ اليوم. أعدّ الملف وقدمه الناقد المغربي

سعيد يقطين، وشارك فيه عددٌ من النقاد العرب.

      افتتح رئيس التحرير الشاعر سيف الرحبي العدد بنصٍّ عنوانه "رأيت الطائر الذي يعبر العالم في لـمْح البصر". وفي باب الدراسات، تطالعنا دراسة لمحمد الداهي "

الذات بين الاستكراه والتبجيل في سيرة بنسالم حميش"، أما أحمد الفلاحي

فيرصد حضور القضية الفلسطينية في الشعر العماني.

       وفي باب الحوارات؛ نقرأ حوارًا مع الشاعر عباس بيضون أجرته ليندا

نصار، وآخر مع المترجم والشاعر الخضر شودار أجرته فاتن حمودي،

وحوارا ثالثا مع الكاتبة آمنة الربيع، أجراه محمود قنديل.

       كما أفردت المجلة في عددها الجديد ملفًّا خاصًّا عن الروائي الأردني غالب

هلسا، قدّم فيه باحثون وكتاب دراسات وشهادات حول تجربته وأعماله

الإبداعية، أعدّ الملف وقدمه جعفر العقيلي

      يفتتح باب الشعر حسام الدين محمد بنص عنوانه" محمدنامه" كما تكتب

سمارة القوتلي " أفلام اليقظة" ولبيد العامري " قوت القراطيس" أما الشاعر

حميد سعيد فيكتب "ذاكرة مشاكسة" ونبيل منصر " الكلمات التي تزورني

في الليل"، وأحمد الدمناتي "مدائح تقضم تفاحة العين"، وجورج ضرغام

"سبعة كوابيس وشجرة" وعماد الدين موسى "تحت شجرة بعيدة" ومحمد

العديني"برزخ".

       وفي باب النصوص، يترجم أحمد الويزي عن الكاتب الشيلي لويس

سيبويلبيدا نصًّا بعنوان "موعد غرامي ببلد في حالة حرب"، كما يترجم أحمد

عبد اللطيف نصًا عن اللغة الإسبانية بعنوان: جواستابينو لأندريس باربا. كما

نقرأ قصة لمحمود الرحبي "برتقال مستعمرة الجذام"، وتكتب ليلى جاسر

سلامة "في طوابير التعبئة العامة".

       تطالعنا في مفتتح باب المتابعات والرؤى مراجعة نقدية لحمزة قناوي في

رواية الملكة لأمين الزاوي، وتكتب ظبية خميس عن الرواية اليابانية "

شرطة الذاكرة" ليوكو أوغاوا، أما محمد مظلوم فيترجم عن ريموند فوي "

المطر الذي جلا الحكايات"، كما يترجم ربيع ردمان "موقف إدوارد سعيد

من النظرية" لراجاغوبالان راداكريشنا، ويكتب أيمن بكر عن " جليلة"

لحمود الشايجي، أما حسونة المصباحي فيكتب عن "شارل بودلير مقدمًا

ومترجمًا إدغار ألن بو" ويكتب طارق إمام عن "كقطة تعبر الطريق" لحاتم

حافظ. أما حميد عبدالقادر فيكتب عن عالم الروائي المكسيكي خورخي

فولبي.

       وتفتحُ المجلة في عددها الجديد ملفًّا خاصًّا عن واقع البحث المعرفيّ في

عمان خلال نصف قرن من الزمان، تتبّع فيه الكتاب والباحثون واقع البحث

النقدي والمعرفي في مجالات مختلفة، فيكتب خميس العدوي عن "غياب

التأريخ العماني للمنجز المعرفي"، وزكريا المحرمي "النقد الديني في

عُمان" أما فاطمة الشيدية فتكتب "أزمة التلقي أم أزمة المتلقي!" ويتناول

علي سليمان الرواحي" تحديات الهويات الجديدة" أما سالم آل الشيخ فيكتب

عن "البحث الاقتصادي وتحولات الإنسان"، وتكتب سمية اليعقوبية حول

المحلية في وسائل الإعلام العمانية.

 

الخميس، 5 أغسطس 2021

 


                                                                               قاضي للمنافقين

طلب رجلٌ من أبي نواس حاجةً، فوعده بقضائها، والحضور بها إلى منزله  صباح اليوم التالي، وجلس الرجل في منزله منتظرًا أبا نواس لقضاء الوعد من طلوع الشمس إلى الغروب؛ فلم يحضر أبو نواس، ولم يفِ بوعْده.

      وفي مساء اليوم الموالي صادفه في الطريق، فقال له:

ــــــ لم أر في حياتي إنسانًا أكْذبَ منك، ولو علِم أميرْ المؤمنين بما انطوت عليه نفسيتُك لجعلك قاضيًا للمنافقين.

        فردّ أبو نواس بكلّ برودة:

ـــــ صدقتَ فيما تقول، فهل من دعوى تعرضها عليَّ ؟

الأربعاء، 4 أغسطس 2021

 

مجلّة الجديد الشهرية اللندنية في عددٍ جديدٍ

الأسئلة المؤجّلة.. النقد الجديد والكتابة في الزمن الافتراضي

      يحتوي هذا العدد، عدد شهر أوت 2021 على مقالات فكرية ونقدية وأدبية وفي الفن التشكيلي، لطائفة من الكتاب والمفكرين العرب ورسالة ثقافية من باريس ونقدٌ، ومراجعات للكتب الجديدة ويضم أيضا قصائد وخواطر فكرية وأدبية ونصًّا مسرحيا، وفصولا روائية ويوميات.

في العدد ملفٌّ قصصي تحت عنوان “من كل بستان زهرة/من كل أر ض حكاية” ضم الملف عشر قصص لعشرة أقلام أدبية عربية من العراق، ليبيا، الجزائر، تونس،  الأردن، مصر، السودان، سوريا. والقصص هي “البحر المنسي” عواد علي، “عاشقة ماتيس” حسن المغربي، “زينة” أمينة شرادي، “المرآة” محمد ختير أربوز، “دُمية أفنان” ناجي الخشناوي، “أكاذيب العدالة” سناء الشعلان، “قارئ الأفكار” محمد عباس علي داود، “وهن على وهن” سلمى صبحي، “العشاء جاهز” فراس ميهوب، “سدرة المنتهى” عبدالله السلايمة.

      الملف الثاني في العدد تحت عنوان “وداعاً أيتها المقصلة” وقد احتوى على وثيقة حقوقية فرنسية للنقاش الفكري والحقوقي الذي دار في البرلمان الفرنسي وأدى في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار بوقف عمل المقصلة التي ارتبط اسمها بالثورة الفرنسية، وقصّت شفرتها الآلاف من الرؤوس لقادة وثوار ومجرمين على حدّ سواء.

        وكان من بين أشهر من قضى بالمقصلة المحامي الزعيم السياسي الفرنسي روبيسبير. في العام 1981 أحيلت المقصلة على التقاعد كما نستدل من خلال الوثيقة التي تنشرها “الجديد” وتنشر معها عددا من الرسوم والصور للمقصلة في مناسبة مرور أربعين عاماً على إلغاء فرنسا لعقوبة الإعدام.

       بهذا العدد تواصل “الجديد” مغامرة الصدور في زمن عربي تراجعت فيه المجلات الثقافية، وهيمنت المواقع الإلكترونية ذات الصبغة الثقافية، ولكن في ظل فراغ كبير، وافتقاد حقيقي لمنابر ثقافية ذات مشروع ينهض لمهمة تجديد الأدب، وطرْح الأسئلة الصعبة المتعلقة بالفكر، والإبداع، ومساندة المبتكر والجديد، والكشف من منظور نقدي عمّا هو مسكوت عنه في الحياة العربية.


الأحد، 1 أغسطس 2021

 

ذكاء القاضي



وُلّي القضاء يحي بن أكثم بالبصرة، وسنّه عشرون سنة، فاستصغره أهلها؛ فقال له أحدهم:

ــــ كم سنّ القاضي؟

        فعلم يحي أنه استصغره، فقال:

ــــ أنا أكبر من عتاب بن أسيد حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا على أهل مكّة يوم الفتح؛ وأنا أكبر من معاذ بن جبل حين وجّه به  رسول الله صلى الله عليه  وسلم إلى أهل اليمن؛ وأنا أكبر  من كعب بن سور حين ولّاه عمر بن الخطاب قاضيا على أهل البصرة.

        فعظُم القاضي يحي بن أكثم في عيْن أهل البصرة، وهابوه.

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...