الاثنين، 30 يناير 2023

 موقِفٌ ثابتٌ

       صديقٌ عزيزٌ كاتبٌ ومفكّرٌ عاتبني عن عدم إعطاء رأيي عمّا يدور في الساحة الثقافية عن اتحاد الكُتّاب الجزائريين، أجبته بما نشرته في آخر شهر مارس سنة 2011 في عديد المواقع:

اتحاد الكتاب الجزائريين.. تبدّد أو تجدّدْ

كتب: بشير خلف

(ديوان العرب: 28 مارس 2011)

      الوضعية التي آل إليها اتحاد الكُتّاب الجزائريين وضعية لا تُشرّف الكُتّاب، والمبدعين الجزائريين، ولا الجزائر بزخمها الفكري، والثقافي منذ عهود موغلة في التاريخ، ولا بحركية علمائها ومثقفيها، وإعلامييها..

       اتحاد تكلّس وعجز عن مسايرة حركية المجتمع الجزائري، وطفرة المعلوماتية ، ووسائطها..كما عجز عن استقطاب هذا الجيل الجديد من الكُتّاب والمبدعين.

      ومنْ يتولّون أمره الآن حينما جاؤوا كانوا وربّما لا يزالون يحملون شعار" التغيير" ويَــعيبون على منْ سبقوهم أنهم تسمّروا على كرسي الاتحاد بمباركة، وتزكية الشرعية التاريخية، وأزاحوهم عن هذا الكرسي الجذّاب " المحبوب" والمطلوب لكلّ منْ تهفو نفسه لمناصب أخرى حينًا من الدهر..

        في الوقت الذي تتنافس فيه اتحادات الكُتّاب في العالم على دعْم كُتّاب بلدانها، ونشْر أعمالهم، وإيجاد مقرّات لهم في مستوى يليق بهم للتلاقي، والكتابة، وإلقاء المحاضرات وغيرها، وكذا إصدار" مجلة الاتحاد" الواجهة الثقافية للبلد، والوجه المشرف للاتحاد..كما أن اتحاد الكُتّاب في كل بلاد العالم هو الشريك الأول للسلطة الثقافية في إقامة التظاهرات الثقافية، والسنوات الثقافية، وإقامة معارض الكتاب الوطني والدولي، والبعثات الثقافية، والتبادل الثقافي.

      أين اتحاد كُتّابنا من تظاهرة " تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية" ؟..وما موقفه من الحركات التي تهزّ العالم العربي، ومن الحراك الاجتماعي، والاقتصادي، والإعلامي الذي يهزّ المجتمع الجزائري...وغيره، وغيره من قضايا لا تسمح المساحة بذكرها.

       عندما ينفض الأستاذ " سعيد حمّودي" وهو الكاتب، والشاعر المثقف، والمشارك بفعالية كبيرة في المشهد الثقافي الجزائري، وبصفته أمينًا وطنيا في الاتحاد، ينفض يديه ويرمي المنشفة في مقال له بعنوان " نداء ردّ الاعتبار لاتحاد الكتّاب الجزائريين." بيومية الفجر الجزائرية بتاريخ: 21/03/2011، وممّا جاء في المقال:

« إنه لا مناص اليوم من أن يهُبّ الكتّاب الجزائريون المنخرطون في الاتحاد بالدرجة الأولى لإيقاف المهزلة، وترحيل يوسف شقرة الذي حوّل مقر الاتحاد إلى سجن لا يــختلف عن “ ألكاتراس” كما حوّله إلى كوخ أو خُم يعيث فيه كيفما اتفق بحجة القانون الأساس الذي فبركه بذهنية ستالينية موغلة في الأحادية والسلطوية الرعناء في هيئة كان يجب أن تكون دارا للحريات، والاختلاف، وهذا موجز الأسباب الجوهرية التي تستدعي التدخل السريع لوقف المأساة الملهاة وفي جعبة كثير من الكتّاب أوراقٌ أخرى تكشف في حينها:

ـــ العجز التام عن وضع الاتحاد في خارطة المشهد الثقافي الجزائري على المستويين الرسمي والجماهيري، ولا أدلّ على الفشل الذريع من عدم إشراك الاتحاد في أية تظاهرة ثقافية كبرى شهدتها الجزائر في السنوات الأخيرة، والإخفاق الجلل في التأسيس لعلاقة صحية بين الاتحاد ومختلف المؤسسات الرسمية، والفعاليات الثقافية.»

 

      إن الأستاذ سعيد حمّودي قال ما قال عن دراية، ولا أشكّ في أن كل الكتاب والمبدعين الشرفاء في هذا البلد يشاطرونه الرأي، ولا اعتبار لهذا الاتحاد إلاّ أن يتجدّد بشرعية تستند إلى مؤتمر وطني للاتحاد غايته بروز اتحاد شرعي لا يستند إلى نظام " الحصص" لهذا الطرف، أو ذاك، أو تلك الجهة، أو هذه.. اتحاد يمثل الثقافة والفكر في الجزائر، يجمع الشمل، ويثمّن عطاءات الأجيال، ويزكّي كل عمل ثقافي فكري يصبّ في تعزيز هُويّة الأمة الجزائرية، ويدعّم اللغة العربية..

      إنْ لم تكن هذه العناصر وغيرها ديْدن الاتحاد، فليتبدّد، وليرحل دون أسفٍ.

 

 

الخميس، 26 يناير 2023

                                      كتابٌ مُهرّبٌ من ذاكرة التاريخ الذهبية

كتب: بشير خلف

      في سنة 2003م، نظّمت الجمعية الثقافية (الرابطة الولائية للفكر والإبداع) بالوادي التي كنتُ أرأسها ندوتها الوطنية السنوية، كعادتها في كل ندوة سنوية تُكرِّمُ شخصية ثقافية مبدعة، ففي ندوتها لسنة 2003 الموسومة بـــــ" الإبداع بين التنظير والمُمارسة"  كرّمت المرحوم الدكتور أبو العيد دودو ( 1934م ـــــ 2004م) الذي ما تمكّن من الحضور بسبب مرضه، فأرسل إليّ مجموعة من مؤلّفاته نابتْ عنه؛ ومنها كتابٌ قيّمٌ مُهْدى بخطّ يده.. الكتاب بعنوان ( من أعماق الجزائر. صُورٌ سلوكيةٌ)

        نصوصٌ جميلة حكائية ترصد واقع السلوكات المختلفة للإنسان الجزائري في واقعه الحياتي المعيشي، وممّا جاء في كلمة الناشر( دار الأمّة):

« هذه صُورٌ من الأعماق فعْلًا، وبأتمّ معنى الكلمة، تنزل إلى أعماق الإنسان الجزائري سواء كان يشغل وظيفة إدارية، أو منصبًا سياسيا، أو يمارس تجارة خاصّة، أو عملًا من الأعمال الأخرى في المجالات المختلفة، تنزل إلى هذه الأعماق لتظهر لنا ما ترسّب  فيها خلال فترة قصيرة نسبيا من مشاعر غريبة، ودوافع أكثر غرابة...»

       من النصّ السلوكي الأول بالكتاب المُعنْون" الوساطة حليبٌ":

« في يوم من أيّام رمضان الكريم، وقد كان رمضان أبدًا كريما؛ ذهبتُ إلى بئر الخادم، ولم أكن أريد أن يخدمني أحدٌ ..فزمان الخدمة قد ولّى ، ولم أذهب إليه في هذه المرّة لأبحث عن الماء المرتبط بالبئر؛ ولو أن الماء يحتاج في بعض الأحيان إلى أن نبحث عنه كما نبحث عن حبّة ضاعتْ في الرّمل؛ وإنما ذهبتُ أبحث ( عن الحليب)، ولعل الصحيح أن أقول ذهبتُ ( أتسوّل الحليب)، والسبب؟

       لقد تساوى التسوّل والشراء عندنا، والدراهم لم تعُــدْ تُــغْني فتيلًا.. ذهبتُ لأشتري الحليب الذي افتقدناه في الأيّام الأولى من شهر رمضان. ص: 03 »

الاثنين، 16 يناير 2023


                              اللّسانيات التطبيقية

كتب: بشير خلف

       اللسانيات،أواللغويات Linguistics هي العلم الذي يهتمّ بدراسة اللغات الإنسانية، ودراسة خصائصها، وتراكيبها، ودرجات التشابه، والتباين فيما بينها.

     واللسانيات التطبيقيةُ هي فرعٌ من فروع اللسانيات العامة "أي علم اللغة"، وهذا الفرعُ يعنى بتطبيق النظريات اللغوية، ومعالجة المشكلات المتعلقة باكتساب اللغة، وتعليمها. كما يعنى بالتحليل التقابلي بين اللغات للاستفادة منه في تحسين ظروف تعلّم اللغات، وتدريسها.

      في هذا المجال اللّساني صدر في الأيام الأخيرة كتابٌ بعنوان:( دروسٌ في اللسانيات التطبيقية)، عن دار " سامي" للطبع والنشر والتوزيع بالوادي. تصميم الفنان التشكيلي كمال خزان. الكتاب  من تأليف أستاذ اللسانيات العامة واللسانيات التطبيقية بجامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي الدكتور عبد الحميد بوترعة.

       الكتاب من الحجم المتوسط A5 في 146 صفحة، تتضمّن المحاور التالية بعد المقدّمة:

1 ــــ مدخل إلى اللسانيات التطبيقية: تاريخ علم اللغة التطبيقي: مجالاته. مصادره.

2 ـــــ المهارات اللغوية، مهارتا الاستماع والتحدّث: تمهيد. المهارة. مهارة الاستماع.أنواعه. أهدافه. خطوات تحقيق مهارة الاستماع. مهارة التحدث. أهداف تعليم الكلام. أهمية التعبير الشفهي. مهارة القراءة. أهدافها. أنواعها. طرق تعليمها. مهارة الكتابة: تعريفها. أهميتها. ركائز الكتابة الصحيحة. الخط. الإملاء. التعبير الكتابي.

3 ــــــ نظريات التعلّم: النظرية السلوكية. النظرية العقلية. النظرية الجشطالية. النظرية البنائية. نظرية التعلّم بالملاحظة.

4 ـــــ مناهج تعليم اللغات: المنهج التقليدي. المنهج البنوي. المنهج التواصلي.

5 ـــــ اللغة والمجتمع: الثنائية اللغوية. الازدواجية اللغوية التعددية اللغوية.التداخل اللغوي.

6 ــــــ علم اللغة التطبيقي: أمراض الكلام وعيوبه. مراحل النمو اللغوي عند الطفل.  اضطرابات الكلام. اللغة والاتصال. الترجمة الآلية.

      وممّا ورد في مقدّمة الكتاب بقلم المؤلف:

«يُعدّ علم اللغة التطبيقي من أهمّ العلوم التي حظيت في الآونة الأخيرة باهتمامٍ كبير في الدراسات اللسانية الحديثة على الرغم من فُتُوّة هذا العلم وحداثة نشأته، فتشكّلت مفاهيمه، وتحدّدت مصطلحاته، واتّضحت معالمه، وتنوّعت مجالاته.

     وإذا كان لكل علم موضوع يُعنى به، ويبحث فيه، ومنها علم اللغة العام، العلم الذي يهتمّ بدراسة اللغة في جميع مستوياتها، دراسة علمية دقيقة، وبتتبّع كل مظاهر اللسان البشري، ومعرفة حقائقه؛ فإننا نجد علم اللغة التطبيقي يتوجّه في دراسته للغة انطلاقا من حلّ بعض المشكلات ذات الصلة بها دون أن يقتصر في ذلك على مجال بعينه، لأنه يستخدم نتائج العلوم الأخرى ومناهجها في معالجة تلك المشكلات، لا سيّما ما يرتبط منها بمشكلة اكتساب اللغة، أو تعليمها سواء أكانت اللغة الأمّ، أم اللغة الأجنبية لأبنائها، أو غير الناطقين بها.

     فعلم اللغة التطبيقي بلا شكٍّ من العلوم التي تعدّدت نظرياتها، ومجالاتها، ومناهجها؛ فأفرغ كثيرٌ من الباحثين عربًا وغربيين جهدهم في دراسته، والحث فيه، فألقوا فيه محاضرات، وألّفوا لأجله مؤلفات، وخصّصوا منه أبحاثُا، ودراسات.

     من هنا تأتي مساهمتي هذه في هذا المجال المعرفي، فأُجمِّعُ من خلاله سلسلة الدروس التي ألقيتها على طلبتي بجامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي طيلة سنوات تدريسي لهذا المقياس بين سنتي 2010 إلى 2021 ص: 01»

      الكتاب قيِّمٌ، ثريٌّ بمعارف اللسانيات، وتعليم اللغة، وتعلّمها، بذل المؤلف الباحث الدكتور عبد الحميد بوترعة جهودا كبيرة، مضنية في تحضير الدروس المتضمّنة في هذا الكتاب، التي قدّمها لطلبته في الجامعة طوال عقّدٍ من الزمن، إضافة إلى الخبرة الميدانية، استند إلى 55 مصدرا، ومرجعًا سجّلها في آخر الكتاب..

       أحْسبُ إنْ كان الطلبة، والطالبات، والأساتذة المهتمّون بهذا العلم المعرفي اللساني ممّن سيستفيدون ممّا جاء في الكتاب، فأني كمُربٍّ سابق قرأت الكتاب، واستفدت كثيرا ممّا تضمّنته صفحاتُه، أدعو المدرسين والمدرّسات، الأساتذة والأستاذات في الأطوار التعليمية الثلاث: الابتدائي. المتوسّط. الثانوي إل اقتناء الكتاب كمصدر للمعرفة، ودليل لهم في أداء دروسهم ليس اللغوية فحسب، بل دروس كل المواد مع تلاميذهم

 

 

 

الأحد، 8 يناير 2023


 جامعات العرب.. لماذا خارج التصنيف؟

كتب: بشير خلف

     بدأت في السنوات الأخيرة مراجعة التصنيف العالمي للجامعات، من قبل كل من له علاقة بالتعليم العالي، وللأسف الجامعات العربية تقبع في آخر المراكز بالتصنيف باستثناء بعض الجامعات السعودية والعربية، وهذا مؤشر ليس بجيد، وكما هو معروف هنالك تصنيفات عالمية مثل تصنيف شنغهاي وكيو إس، وتايمز.

      (المجلة العربية السعودية) في عددها الأخير لشهر جانفي 2023 ،  تطرح سؤالاً محورياً ومهماً وهو:

       لماذا أغلب الجامعات العربية خارج التصنيف؟ وما مدى أهمية التصنيفات العالمية، وتأثيرها على الجامعات؟ وهل في المستقبل سيكون هنالك تصنيفٌ عربٌّي؟ وإذا كان هنالك تصنيفٌ فما هو؟ مع ذكْـــر بعض تجارب الجامعات العربية للحصول على تصنيفٍ متقدّمٍ..

      بالعدد الأبواب الثابتة بالمجلة، تضمّنتْ مواضيع هامّة:

 1  ـــــ آدابٌ وتراثٌ:

ـــــــ الدوافع البيئية للأدب

ـــــــ وَجّ في المصادر اللغوية والأدبية

ـــــــ بلاط الأصدقاء

 

2 ـــــ ثقافات وتقارير

ــــــــ لماذا يجب أن تقرأ خافيير مارياس

ـــــــ الكاتب ديديه نوردون يحاور أهل اختصاصه

ـــــــ الباب.. دالّاً ومدلولاً عليه

ـــــــ ذكاء الصحافة أم صحافة الذكاء؟

ـــــــ مدائن صالح.. التحليق بجناحي الحضارة والفن

 

3 ــــــ إبداعٌ

ــــــــ حضارة الغرب.. وهبوب العصر

ــــــــ هي الستون

ــــــــ عقارب الساعة

ـــــــ ذاكرة رصاصة

ـــــــ غفوة أو أقل

ـــــــ أفْعى برداء صلاة

4 ـــــــ فنون

ـــــــــ تحت الشجرة.. يوم في حقول التين

ـــــــ مدينة كان الفرنسية.. العاصمة الأوروبية للسينما.

 5ــــــ كتبٌ وقراءات

 

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...