الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

قراءة في كتاب : قراءة في القصة الجزائرية المعاصرة


                    قراءة في كتاب
       قراءة في القصة الجزائرية المعاصرة
          الدكتور حسان الجيلاني نموذجا
بقلم: بشير خلف
             القصة القصيرة هي نصٌّ إبداعي سردي ممتع ، فيه يكون القاص في مواجهة مباشرة مع الآخرين، وعليه أن يتقن صنعته جيدا. القصة الناجحة هي التي تصل إلى الناس دون حواجز، وعقبات. إضافة إلى توفر شروط نجاحها الفنية الأخرى ..
       أخذت القصة القصيرة من القصيدة شعريتها، وموسيقاها، وتكثيفها وقوتها وأخذت من الرواية الحدث والشخصيات، ومن المسرح الحوار والصراع السريع الخاطف. تعتبر القصة القصيرة فن اللحظات المفصلية في الحياة ؛ فلا تتناول الحدث من خلال مساحته الواسعة، وزمانه المطلق؛ بل تختطف اللحظة كومضة ، أو كسهم ينطلق سريعا إلى هدفه ، وبكل قوة.
      الكتاب الذي بين أيدينا يدخل في مجال هذا الفن السردي الممتع ..صدر عن دار الثقافة مؤخّرا.. كتاب من الحجم المتوسط يقع في 111 صفحة، من تأليف الأستاذ الراحل شرادة الجيلاني أنهى تأليفه بتاريخ :18/ 01/ 2015 يستعرض فيه في البداية مسار القصة الجزائرية المعاصرة، ثم يخصّص الجزء الأكبر لسرديات الدكتور حسن الجيلاني.

مكوّنات الكتاب
       الكتاب لم يبوبه، ولم يمحوره، بدلا من ذلك جزّأه إلى أجزاء مرقّمة كالتالي:
1 ــ المقدمة .2 ــ القصة الجزائرية الحديثة. 3 ــ السرديات الفنية للدكتور حسن الجيلاني.
4 ــ ميزة السرد الفني عند الكاتب. 5 ــ آفاق القصة الجزائرية الحديثة .
1 ــ في المقدمة : استعرض المؤلف مسار القصة الجزائرية المكتوبة باللغة العربية منذ ظهورها الأول في الثلث الأول من القرن الماضي، إذ دأبت على معالجة الواقع الاجتماعي الجزائري بكل أبعاده، لتبدو أكثر نضجًا وهي تستوعب أحداث الثورة التحريرية،  ثم مواكبتها لفترة ما بعد الاستقلال، وهي تلامس واقع المجتمع الجزائري، حتى وإنْ عانقت أيديولوجية السلطة، ليشهد الفنّ القصصي بعد الثمانينيات منعرج التجريب.

ــ السرديات الفنية للدكتور حسن الجيلاني
        يتعرض المؤلف في هذا الجزء لسرديات الدكتور حسان الجيلاني من خلال المؤلفات التالية :

1ـــ المجموعة القصصية : طالب فقد ظلّه.
"طالب فقد ظله" هو عنوان المجموعة القصصية الوحيدة للكاتب حسان الجيلالي، وهي خلاصة تجربته في كتابة فن القصة القصيرة على امتداد خمسة عشرة سنة، بداية من شهر جانفي 1974 تاريخ أول قصة قصيرة في هذه المجموعة والتي تحمل عنوان "الملك المغلوب" إلى تاريخ ديسمبر 1988 وهو تاريخ كتابة قصة "العذراء" كآخر قصة في المجموعة المذكورة، مع ملاحظة أن الكاتب كان يحرص على تثبيت تواريخ كتابة القصص في نهاياتها، كما رتب تسلسلها في المجموعة حسب تواريخ كتابتها، مما يسهل على القارئ والباحث الاطلاع على مسار تجربته القصصية.
تبدو مجموعة "طالب فقد ظله" كما لو كانت مجموعتين قصصيتين الأولى تحمل العنوان الأصلي؛ "طالب فقد ظله"؛ وبها ثلاث عشرة قصة. والثانية تحمل عنوان؛ "نداء المدينة المنسية"؛ وتحتوي على اثنتي عشرة قصة، وقد اخرج المجموعة على شكل فصلين يحملان العنوانين المذكورين. كما يبدو أن كل فصل قد أعد للطباعة بشكل منفصل كمجموعة مستقلة، إلا أنهما قد جمعا في آخر لحظة، خاصة وأن المجموعة القصصية  المذكورة مطبوعة في إطار "الجزائر عاصمة الثقافة العربية لسنة 2007". كما أن هذه المجموعة لم يسبق لها أن طبعت قبل هذا التاريخ، كغيرها من الأعمال الأدبية الأخرى للكاتب حسان الجيلاني، حيث أخر طباعة إبداعاته الأدبية لفترة قد تزيد على العقدين من الزمن للأسباب التي ذكرناها آنفا.
ـــ رواية: لقاء في الريف.
       قصة "لقاء في الريف" هي باكورة الكتابة الروائية للكاتب حسان الجيلاني، توسط حجمها بين الرواية القصيرة والقصة الطويلة، حيث يقع هذا المنجز القصصي في 112 صفحة من الحجم المتوسط.
       ويبدو أن هذه الرواية قد كتبت على فترتين حسب ما ورد في مقدمتها، وإذا أخذنا بعين الاعتبار تاريخ كتابتها فسنجد بأنها تعكس النية المبكرة في كتابة الرواية عند الكاتب.
       قصة "لقاء في الريف" قصة اجتماعية العمق وسياسية(وطنية) الشكل، وهي تنتظم إلى جانب غيرها من قصص تلك الفترة ضمن الإبداع الأدبي الموجه، الذي جاء في سياق سياسة ثورية، بإيديولوجية اشتراكية، لها مناهجها، مثلما لها أدواتها العملية المسخرة لإنجاح مشروعها الوطني (الاشتراكي)الذي كانت تتبعه الدولة آنذاك. فمن البرامج الاقتصادية والاجتماعية التي تبنتها الدولة، نجد مشروع الثورة الزراعية الذي جهز له المسؤولون كل الوسائل المادية والبشرية لإنجاحه، وكان التطوع الشبابي والطلابي على الخصوص أحد وسائل تطبيق هذا المشروع التنموي الأساسي، وتدور قصة "لقاء في الريف" في هذا الفلك السياسي والاجتماعي والريفي أيضا.

2ـــ قصة: غرام زهور.
        قصة تاريخية ملحمية تعرض لمقاومة نضالية عفوية وصراع مرير دار بين السلطة الاستعمارية والمقاومة الشعبية لقبائل(وادي سوف) في الفترة الأولى من تواجد الاستعمار العسكري بالمنطقة.
     القصة من الحجم المتوسط بها أربع وثمانون صفحة، وعلى الرغم من كتابتها في مرحلة مبكرة نسبيا؛ أي في سنة:1983 إلا أنها لم تطبع إلا في سنة:2008. متأخرة بأكثر من عقدين من الزمن شأنها في ذلك شأن بقية الإبداعات الأدبية الأخرى للكاتب حسان الجيلاني.
       فقصة "غرام زهور" هي قصة مأخوذة من البيئة التاريخية(الصحراوية)، ببعدها الوطني، ووعائها النضالي بما يحتويه من صراع ومقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، مع توظيف فني للمظاهر الاجتماعية بما فيها من عادات وتقاليد تحكم النظام القبلي في تلك الفترة.
   عرضت القصة الجانب التاريخي لإعمار منطقة "وادي سوف"؛ بداية بنزول بني هلال بها، ثم تفرعهم إلى قبائل وبطون داخل البيئة الصحراوية المعروفة بقساوة الحياة وشظف العيش، معرجة على  العادات والتقاليد والثقافة المميزة لأهل "الوادي"، كما أشارت القصة إلى الاستقرار والأمن الذي كان يميز المنطقة قبل دخول الاستعمار الفرنسي، الاستعمار الذي سعى منذ نزوله بهذه المناطق إلى إثارة النعرات وتحريك الضغائن بين الأهالي، قصد زرع الفتن والتفرقة، إلا انه لم يستطع النيل من جهود القبائل في السعي إلى التضامن والصمود، كما لم يستطع أن يؤثر في وطنيتهم، أو أن يثنيهم عن الدفاع على عرضهم أو أرضهم .

3ـــ ملحمة الشيخ الهاشمي الشريف.
      سردية حسان الجيلاني هذه المرة؛ هي عبارة على قصة تاريخية واقعية تحكي بطولة زعيم شعبي معروف بالجنوب الشرقي الجزائري، يقف في مواجهة السلطات الاستعمارية، مطالبا بحقوق الأهالي في الحياة والعيش والكرامة الإنسانية، ورد في الصفحة الأخيرة من الكتاب وعلى لسان الناشر:((..هذه الملحمة صفحات مضيئة من جهاد البطل الهاشمي الشريف.. فهي تصوير حي لمواقف الجهاد والبطولة ضد الغزو الفرنسي.. وجميع أحداثها حقيقية حتى أسماء شخوصها وأماكن وقائعها وزمان أحداثها كلها مسنودة بالوثائق التاريخية، لقد قام المؤلف الدكتور حسان الجيلاني بالبحث التاريخي أولا ثم طوره في هذا العمل الملحمي) فهي إذن قصة ملحمية تحكي مقاومة شعبية تحت زعامة الشيخ الهاشمي الشريف(1853-1923) وهو البطل الذي واجه السلطة الاستعمارية "بمنطقة سوف" وكانت له مع الحاكم العسكري آنذاك (بواز) انتفاضة شعبية تاريخية معروفة، دونها شاعر الثورة الجزائرية في((إلياذة الجزائر))
وضرغامـها الهاشمي الشريف ** يذيق " بواز " العذاب المهيـن.....
وكم كان سوف لضم الصفوف ** وجمع الشتات الحريص الأمين....
 لقد كانت هذه الانتفاضة جزءا من الحراك الشعبي الكبير الذي شهدته المنطقة تحت زعامة هذا الشيخ الجليل، والذي اعترف له الشيخ "عبد الحميد بن باديس" بعلو الهمة ووسع الحيلة إضافة إلى الفكر الثاقب والانحياز إلى العلم والمعرفة (ص03)
      ولعل الكاتب حسان الجيلاني يكون قد اتكأ على هذا الجانب، خاصة أن أخبار بطولات "الشيخ الهاشمي الشريف" معروفة ومتداولة شعبيا، وما كتب عنه من أشعار وما تردد من أخباره وزاد ثقافي شعبي لازال بعضه يتردد في الأوساط الشعبية، وخاصة بين التابعين للطريقة الصوفية القادرية التي يرأسها الشيخ منذ أن أسسها بالمنطقة. وهو ما يفسر أيضا اعتماد الكاتب على العديد من الأشعار الشعبية المتداولة حول "الشيخ الهاشمي" وبطولاته وقد جاءت متعددة في نص الملحة.
      لقد اعتمد الكاتب على هذا الجانب إضافة إلى اعتماده على الوثائق التاريخية التي جمعها ليصوغ لنا سرديته هذه على شكل فن ملحمي معتمدا على الصراع النضالي وانتفاضة الأهالي والمواجهة المباشرة- أحيانا- مع السلطة الاستعمارية، وما يترتب على ذلك من سقوط للضحايا نتيجة الالتحام مع العدو. كما لم توظف الأشعار الشعبية كجزء من الحوار أو الأحداث بل وظفت كخلفية فنية تدعم المعنى وتضفي عليه صبغة الواقعية؛ على اعتبار أن الشعراء وشعرهم الموظف هما بالفعل واقع حقيق يزامن الشيخ الهاشمي وصاحب بطولاته، وما يؤكد واقعية هذه الملحمة هو ما كتبه الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس في جريد ة البصائر(ص 03)

 4 ـــ رواية : مراهق في الصحراء.
       هي آخر الأعمال السردية للكاتب حسان الجيلاني، وهي قصة طويلة أو رواية قصيرة من الحجم المتوسط تقع في:(104) صفحات طبعت سنة(2012). ويمكن تصنيف هذه الرواية على أنها من أدب الشباب، لا لكونها موجهة للشباب فحسب بل لأنها تحمل هموم الشباب وأحلامهم، وتعالج يومياتهم وانشغالاتهم في فترة تاريخية ما، تؤطرها زمنيا فترة ما بعد الاستقلال، ومكانيا مدينة "الوادي" بالجنوب الجزائري.
        تدور أحداث رواية "مراهق في الصحراء" في مدينة "وادي سوف" بالجنوب الشرقي؛ وهي من الواحات الصحراوية المعروفة بكثبانها الرملية المتحركة بفعل رياحها الموسمية، كما تعرف باشتداد حرارتها في فصل الصيف. يعتمد سكانها المعروفــون بتسمية السوافة (جمع مفرد سوفي) في حياتهم على زراعة النخيل، وكذا التبادل التجاري بحكم موقعها الجغرافي الذي يتوسط ثلاث دول مغاربية، أما المحيط الزمني للرواية فقد حددته أحداثها السردية بنهاية الستينات أو بداية سبعينات القرن الماضي. وفي هذا الفضاء الجغرافي والزمني تدور أحلام شباب "سوف" الشباب المتطلع إلى حلم تغيير واقعه الاجتماعي والمادي.

5 ـــ مسرحية : المحقور.
        مسرحية المحقور لحسان الجيلاني هي "مسرحية مستوحاة من التراث الشعبي الجزائري" هكذا ورد تعريفها على غلاف الكتاب، وهي في حقيقتها عبارة على حكاية شعبية صاغها الكاتب في قالب مسرحي، تناول فيها الحكاية المعروفة بـ:( النص أو نص النص أو النصيص)إذ تختلف التسمية من منطقة إلى أخرى، مع العلم بأن حدود انتشار هذه الحكاية يمتد حتى المشرق العربي، مع اختلاف جوهري في الأحداث والشخصيات، فهي فقط تلتقي في شخصية البطل ومآله في آخر الحكاية، البطل الذي هو (النص أو نص النصيص) أي نصف رجل؛ ويقصد به أنه عادة ما يكون هزيلا وقصير القامة، لذا غالبا ما يكون محتقرا من طرف الآخرين؛ بسبب بنيته الجسدية الضعيفة، إلا أن أحداث الحكاية تنتصر له في الأخير، إذ يوفق في القيام بالأعمال الكبيرة التي لا يستطيع الرجال الأشداء القيام بها، ويجازى عن ذلك في آخر الحكاية.


حسان الجيلاني في مرآة الناقد شرادة الجيلاني
      يرى المؤلف أن ما يلفت الانتباه في مسيرة الدكتور حسان الجيلاني الأدبية التنوّع في الأجناس؛ بحيث غطّى أدبه أهمّ الأجناس الأدبية المعروفة كالقصة القصيرة، والرواية، والملحمة، والمسرحية.
         مؤلف الكتاب شرادة الجيلاني طالما أنه يركّز في كتابه هذا على السرديات الفنية للدكتور حسن الجيلاني ؛ فإنه يتناولها من جانبيْن هما: أ ــ التيمات والمناهل . ب ــ القالب والأسلوب.
أ ــ التيمات والمناهل: القارئ لأدب حسان الجيلاني حسب رؤية المؤلف يدرك دون عناء تجذّر ثقافته، وارتباط أدبه ببيئته، وأصالة انتمائه، إذ هو ابن الجزائر، وابن جنوبها الصحراوي؛ فالموروث الشعبي الجزائري، والمحلّي السوفي حاضرٌ في أغلب نماذج سردياته.
       كما قد يمزج الكاتب حسان بين السند التاريخي، والتيمات الشعبية من خلال توظيف التاريخ والتراث المحلييْن. ولا يعني هذا أن سرديات حسان الجيلاني تتوقف هنا؛ بل هي متماهية دائما مع المواضيع العامة للقصة الجزائرية القصيرة منها والطويلة.
بـ : القالب والأسلوب: القوالب الفنية في قصص حسان غير مستقرّة على شكْلٍ بعينه، إذ صبغة التجريب المتواصل هي الصبغة الثابتة لديه، وكأنّ المواضيع هي التي تتحكّم في نوع القالب، ولا ينطلق الكاتب من مخطّطٍ مسبقٍ، كما لم يتقيّد بقالب موحّدٍ.
       أمّا الأسلوب اللغوي يتّسم بفصاحة اللفظ، وإشراق العبارة، ومرونة التعبير، فالأسلوب لدى الكاتب حسّان الجيلاني مرنٌ وطيِّعٌ ينساب متدفّقًا واصفًا المشهد الدرامي بشكل يجذب القارئ.

القصة الجزائرية الحديثة
      في الجزء الأخير من الكتاب يتوقف المرحوم شرادة الجيلاني عند آفاق القصة الجزائرية الحديثة، حيث يرى أن هذا الجنس الأدبي اتخذ منعطفا جديدا منذ فترة التسعينيات من القرن الماضي سواء في المضامين، أو الأساليب الفنية، أو تحوّل العديد من المبدعين إلى جنس الرواية.. هذا الانعطاف لم ترافقه حركة نقدية أكاديمية موازية.
      مما لاشك فيه أن هناك مسارا جديدا؛ بل ومنعطفا فنيا اتخذته القصة الجزائرية منذ فترة التسعينيات من القرن الماضي، وبدا جليا في إبداعات القرن الحالي، وكان هذا المنعطف مفصليا ومؤثرا على الجوانب الفنية للقصة، خاصة القصة القصيرة، إذ أن الأمر ليس بالحدة نفسها عندما نعرض لتطور فن الرواية، نظرا لكون هذا الفن قد سار على المنهج الفني للرواية العربية في المشرق عموما، بعدما أصبحت الرواية العربية نموذجا ناجحا، خاصة بعد تحصلها على أهم الجوائز الأدبية المعروفة عالميا. وهو ما يفسر التصنيفات المتقدمة للرواية الجزائرية ضمن الجوائز الأدبية العربية. هذا على العموم.
       وأخيرا نؤكد ( القول للأستاذ شرادة ) بأن القصة القصيرة على الخصوص والرواية الجديدة على العموم، وكل الفنون القصصية الجزائرية بجميع أجناسها، والتي تمّ انجازها في العقدين الماضيين؛ تحتاج إلى وقفة متأنية ودراسة متخصصة، يتقصّي الباحث فيها أهم خصائصها، ويقف عند مجمل فنياتها، مثلما يبحث في روافدها ومؤثراتها، ثم يتبع توجهها ومستقبلها الفني داخل دائرة القصة العربية، ثم دائرة الآداب العالمية المعاصرة عموما، خاصة وان مجال التأثير والتأثر أصبح متقاربا، بل متاحا ومتواصلا على امتداد خارطة الإبداع الأدبي العالمي. لنخرج في الأخير بخلاصة نقدية ودراسية استنتاجية واضحة؛ نحدد فيها المعالم الفنية لفننا الكتابي والسردي بالخصوص، تكون آليات الكتابة فيه واضحة ووسائل نقده معلومة، وتصبح غربلته وتصنيفه ممكنة ومتاحة، ويأخذ بذلك كل فن مساحته وكل كاتب تصنيفه الفني العادل.
      المرحوم الأستاذ شرادة الجيلاني نوى أن يؤسس مشروعا يتمثّل في إعداد سلسلة نقدية يتناول بمقتضاها في كل مرّة أديبا جزائريا، سيّما من المشتغلين على السّرد والذين لهم مسارٌ معتبر في الأدب الجزائري الحديث، فكانت بداية السلسلة مع الأديب الدكتور حسان الجيلاني، به البداية وإليه النهاية، ليتوفّاه الله ..رحم الله فقيدنا، وغفر له، وجزاه الله الجزاء الحسن لِما قدّمه للأجيال وهو رجل التربية والتعليم؛ كما هو المبدع القاص، ثم الناقد المدافع عن لغة الضّاد.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...