" الرواية الجزائرية خارج التصنيف العربي لضياعها بين الفرنكوفونية
والعربية"
كُتّاب : أكدوا أنها
سجينة التراب الوطني بعد أن غابت عن جائزة البوكر العربية
" مسؤولية غيابها تتحملها النخبة الجزائرية ووزارة الثقافة
معا"
أجمع العديد من الكتاب أن غياب
الرواية الجزائرية عن جائزة البوكر العربية لهذا العام يعود لجهل النخبة لما يكتب،
فأغلب الروايات المنشورة لا تقرأ ولا تثمن ولا تشجع من قبل النقاد الجزائريين الى جانب
غياب الدعاية الإعلامية التي تنساق حسبهم خلف الدعاية المشرقية، معتبرين أن كل المشهورين
من الجزائريين صنعتهم وسائل إعلام أجنبية، وهي عقدة لم تتخلص منها النخبة الوطنية التي
تحتقر حسبهم ما ينشر هنا وتركض لاهفة لاستقبال كل ما يأتي من الغير.
يرى عدد من الكتاب الدين اقتربت منهم " الحياة" على راسهم "محمد
ساري، منير راجي، محمد رفيق طيبي " أن الرواية الجزائرية غابت عن جائزة البوكر
العربية في دورتها السابعة كونها بقيت سجينة التراب الوطني لغياب الاشهار و تتحمل مسؤوليته
وزارة الثقافة ، إضافة إلى قلة أو انعدام مشاركة الجزائر بأعمالها الروائية في التظاهرات
العربية و الدولية، مما جعل الروائي الجزائري حسبهم سجين حدوده الترابية ، مشيرين أن
الروائي الجزائري لا يحسن التسويق لأعماله. ومن بين الأسباب التي قادت الى هذا الفشل
المزمن حسب البعض منهم وجود الرواية الجزائرية خارج التصنيف العربي فقد ضاعت بين الفرنكوفونية
والعربية وتمزقت روحها حيث يشعر المشارقة والذين يشكلون الغالبية في هيئة البوكر بأن
روايتنا غريبة نوعا ما ونستنتج ذلك من تصريحات سابقة ومن فوز روايات في طبعات فارطة
لها نفس النهج والرؤية .
محمد ساري : " لماذا ننتظر دائما الاعتراف من المشرق أو من باريس؟"
"المعمول به أن لكل جائزة شروطها وقوانينها ولجنتها التحكيمية التي لها
ذوقها ومقاصدها الخاصة. وهذه الشروط لا ترضي جميع الكتاب، وحتى الجيدين منهم. ولكن
تساؤلي هو لماذا هذه الردود الانفعالية والانطباعية حول نتائج الجوائز العربية؟ لماذا
ننتظر دائما الاعتراف من المشرق أو من باريس؟ لماذا لا نحتفي بأدبنا عبر قراءة نصوص
كتابنا والعمل على الترقية لها بالنقد والتقويم؟ أين نقادنا الذين يثمنون أعمالنا الروائية.
أغلب الروايات المنشورة في الجزائر لا تقرأ ولا تثمن. بل حتى تلك التي نالت جوائز في
المشرق والغرب لم نقرأها ولم نحتف بها. هل قرأنا جيدا روايات واسيني الأعرج التي نالت
الجوائز المشرقية؟ هل قرأنا روايات الكتاب الشبان (هاجر قويدري، اسماعيل وميلود إبرير،
سعيد خطيبي...) واحتفينا بهم كما ينبغي. نخبتنا من الصحفيين والأساتذة لا يقرأون الأدب
الجزائري ويخضعون لتأثيرات وسائل الإعلام المشرقية وننفعل حينما لا ننال جوائز ونحن
نجهل حتى النصوص المقدّمة للترشح، ولا نعرف كيف ندافع عنها. ان الصحفي أو الناقد الجزائري
الذي يستطيع أن يتحدث عن الروايات المرشحة لجائزة البوكر ويثمنها ويدافع عنها ليقول
(هذه الرواية تستحق الفوز لأسباب كذا وكذا). لا أظن أن أحدا يقدر على مثل هذا الفعل.
نخبتنا جاهلة لا تقرأ وتنساق خلف الدعاية المشرقية، بالنسبة للمعربية والدعاية الفرنسية
بالنسبة للمفرنسين. اعطوا لي اسم كاتب واحد نال شهرته وتمّ تكريسه وهو نشر كتبه في
الجزائر فقط. كل المشهورين من الجزائريين صنعتهم وسائل إعلام أجنبية من عربية وفرنسية.
هذه عقدة لم تتخلص منها النخبة الجزائرية لأنها تحتقر ما ينشر عندها وتركض لاهفة لاستقبال
كل ما يأتي من الغير.لهذا فعلى نخبتنا أن تلتفت بما فيه الكفاية لكتابها ونصوصها وتقوم
بتقييمها ولا تنساق دوما خلف ما يقوله الغير عن نصوصنا وكتابنا".
منير راجي: " الرواية الجزائرية سجينة التراب الوطني"
"في الحقيقة الرواية الجزائرية بين الغياب و التغييب ..غائبة لكونها بقيت
سجينة التراب الوطني و هذا له أسبابه أهمها غياب الاشهار و تتحمل مسؤوليته وزارة الثقافة
، إضافة إلى قلة أو انعدام مشاركة الجزائر بأعمالها الروائية في التظاهرات العربية
و الدولية، مما جعل الروائي الجزائري سجين حدوده الترابية , فالترويج للأعمال الروائية
في المحافل الثقافية الدولية يلعب دورا هاما في بروز أي عمل روائي ....اضافة الى ذلك
عدم تمكن الروائي الجزائري من تسويق انتاجه داخل الوطن العربي ليشمل جل أقطارها و هنا
أشير لابد من تدخل وزارة الثقافة و الهيئات الثقافية الجزائرية كاتحاد الكتاب الجزائريين
لفرض أعمال روائية في المسابقات الدولية , فالمشكل يتقاسمه كل من الروائي و الهيئات
الثقافية ..هكذا تبقى الرواية الجزائرية سجينة الغياب و التغييب , علما أن هناك روايات
جزائرية ذات مستوى عالمي و لنا أسماء عالمية كالدكتور أمين زاوي و الاستاذ واسيني الأعرج
و الاستاذة أحلام مستعانمي و غيرهم ..كما هناك نقطة لابد من الاشارة اليها و هو أن
للسياسة و الكولسة دور في ذلك ..
سليمان جوادي: " السؤال المطروح لماذا لم نكتب هذه السنة"
"قراءة سريعة لقائمة الروايات ال 16 المرشحة لجائزة البوكر المنتقاة من
ضمن 159 رواية صدرت العام 2015 تعطينا فكرة على أن الهيئة المكلفة بهذه الجائزة بريئة
إلى حد بعيد من أي تهمة إقصائية أو خلفية سياسية تكون قد اعتمدتها في اختيارها لهذه
الروايات بدليل وجود أسماء شابة من دول عربية مختلفة و عليه فإن السؤال يمكن أن يطرح
بشكل مخالف لماذا لم نكتب هذه السنة رواية تليق بإدراجها ضمن القائمة الطويلة للبوكر
و هل بالضرورة أن تكون الأسماء الجزائرية موجودة كل مرة ... جائزة البوكر هي من أهم
إذا لم أقل أهم جائزة تعنى بالرواية العربية و تسعى إلى الترويج لها بشكل لائق و مكثف
و أي روائي عربي يعتبرها حلما و هدفا و لكن هذا لا يعني إعتبار عدم إدراج أسماء روائيينا
ضمن قوائمها و لا أقول إقصاءهم نهاية العالم .. و أنا بالمناسبة فخور بروائيينا الذين
أثبتوا تفوقهم في عدة مهرجانات و جوائز و احتلوا مكانة طيبة لدى جمهور القراء
".
محمد رفيق طيبي: " لا نملك دار نشر واحدة مؤهلة للترويج للأعمال الجزائرية"
"قد يصعب على أيّ كاتب جزائري تحديد الأسباب التي تجعل النصوص الجزائرية
محل إحباط ومساءلة نظرا لفشلها في الوصول إلى القائمة الطويلة للبوكر والخشية كلها
من الوقوع في الإتهامات وفتح جرح المشرق وتحليل خباياه بطريقة تضرّ أكثر مما تنفع في
ظل هذه الظروف الصعبة التي تحيط الثقافة ككل في العالم العربي.
حين أعلنت دور النشر عن مرشحيها للبوكر وعلمت أن الروائي الكبير حبيب السايح
مرشح عن دار الساقي بروايته كولونيل الزبربر أحاطتني هالة من الفرح والخوف في الوقت
نفسه، فالفرح وليد أمل كبير في وصول السايح الى مراحل عليا من المسابقة والخوف جاء
من هاجس تقاعس المثقفين والكتاب الجزائريين عن مساعدة نصه في الوصول وقد حدث ذلك فعلا
ولم نسمع أيّ شهادة من كاتب كبير أو تزكية للنص تساهم في لفت الإنتباه له ولا يخفى
على أي متابع للشأن الثقافي أن دور الإعلام كبير جدا في هذه الجوائز وأن تأثيره بالغ
في ظل وجود لجان ليست مستقلة دوما.
من بين الأسباب التي قادت الى هذا الفشل المزمن وجود الرواية الجزائرية خارج
التصنيف العربي فقد ضاعت بين الفرنكوفونية والعربية وتمزقت روحها حيث يشعر المشارقة
والذين يشكلون الغالبية في هيئة البوكر بأن روايتنا غريبة نوعا ما ونستنتج ذلك من تصريحات
سابقة ومن فوز روايات في طبعات فارطة لها نفس النهج والرؤية وربما نفس اللغة أيضا ولهذا
أتفق تماما مع سمير قسيمي حين طالب بتغيير هذه اللجنة رغم أنّ طلبه جاء بناء على فشله
في الوصول الى هذه القائمة وتوهمه بامكانية الوصول بنصوص جلّها لا يصلح للتنافس على
جائزة جمعية ثقافية محلية لذلك أتبنى رأيه نسبيا.ثم إن دور النشر الجزائرية لا تملك
أي رؤية في هذا المجال ولا تحاول تقديم أي بديل حقيقي لدور النشر المشرقية وقد أفسد
لبها الريع البترولي زمن البحبوحة ليصل عددها الى 1150 وهذا رقم مجنون وغير منطقي مقارنة
بما نجده في الواقع ورغم كل هذا العدد هل نملك دارا واحدة تشبه الآداب اللبنانية أو
المركز الثقافي العربي لا طبعا والدار الوحيدة التي تحاول أن تنهض في هذا المجال هي
الاختلاف لكن خطواتها لا تزال رهينة الحواجز المعروفة وقد نجحت رواية لكاتب عربي رشحتها
هي في الوصول إلى قائمة البوكر الطويلة.
من أجل العودة بالرواية إلى الساحة العربية والعالمية ونيل هذه الجوائز يجب
على الكتاب الجزائريين إيجاد مخارج أخرى فإما الكتابة على الطريقة المشرقية بتنصل من
أسلوبنا المشترك وهذا لا ننكره وإما الكتابة بطريقة مختلفة بعيدا عن المشرق والمغرب،
كذلك وجب تأسيس دور للنشر ذات مستوى واحترافية تسمح لها بالمنافسة عربيا وامتلاك القيمة
المعنوية والحضور الكافي، كما وجب تنبيه هذه الهيئة الى ضرورة مراجعة أعضائها دوريا
وتجديد رؤيتهم للأدب بما يتماشى والروح العربية لأي نص مهما كان أسلوبه مختلفا كما
أدعوا الكتاب الجزائريين إلى الاستيقاظ من وهم ووهن جعلهم يحيطون أنفسهم بكتاب كبار
محبطين تاركين لهم مقودا عاطلا".
طارق خلف الله: " لا تزال الرواية الجزائرية بخير"
"أعتقد أن الرواية الجزائرية بخير وقد قطعت أشواطا لا بأس بها في مرحلة
قصيرة جدا وقدمت العديد من الأسماء التي استطاعت أن تمنح للرواية الجزائرية خصوصيتها
وأضافت للرواية العربية ما أضافت من أعمال وروايات ساهمت في توسيع أفق الرواية العربية
وانفتاحها. وأثبتت أن بالجزائر أقلام رائدة وقادرة على السير أكثر في سبيل تطوير و
تجديد هذا النوع الادبي وقادرة ايضا على تسجيل حضورها الدائم في مختلف المحافل العربية
والدولية . وبخصوص جائزة البوكر العالمية للرواية العربية التي استبعدت الجزائر من
طبعتها هذا العام فلا أعتقد أنها مقياس حقيقي للوقوف على مدى تطور الرواية في الجزائر
..."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق