السبت، 29 أكتوبر 2016

من صور الفرنكفولية المقيتة


من صور الفرنكفولية المقيتة
بشير خلف
       في أوائل التسعينات لمّا كان الدكتور علي بن محمد وزيرا للتربية الوطنية، عزمت الوزارة على إدخال اللغة الأنقليزية في المنظومة التربوية، ولكن تدريجيا من خلال اختيار مدرسة ابتدائية واحدة في مقرّ كل دائرة .
      أثناء التحضير وإعداد الخريطة التربوية، انتظم اجتماعٌ جمع كل مفتشي المنطقة، ومديري المدارس الابتدائية ورؤساء البلديات بحضور ممثل مديرية التربية الذي أعلن عن المدارس المختارة للتجربة، فلم يعجب الاختيار أحد رؤساء البلديات، ليعلن أمام الحضور بصرامة، وأمام دهشة الجميع :
ــ لن أقبل اللغة الإنقليزية في مدارس بلديتي.
       كان ردّ ممثل مديرية التربية:
ــ السيد الرئيس.. بلديتكم قطعة من الجزائر، والبلدية ملكٌ للأمة الجزائرية، وليست عقارا ملكا لك، وما قررتُه وزارة التربية هو باسم الأمة الجزائرية؛ الوزارة قد اختارت المدرسة الكبرى في البلدية التي ترأسونها، أن تكون بها اللغة الإنقليزية.
      بُهت رئيس البلدية، ولم ينطق بكلمة واحدة بعدها طوال الاجتماع.

الجمعة، 28 أكتوبر 2016

كتب مواطن مغربي



كتب مواطن مغربي
        أن ترسل رسالة الى وزارة الثقافة الهولندية يوم أمس، ويصلك الرد صباح اليوم مباشرة ومن الوزيرة شخصيا، هذا دليل على انك مواطن محترم في دولة محترمة تقدر هذه الصفة وتقدسها، وفي المقابل وانت ترفع شعار الانتماء لبلدك الأم، وتتغنى بالجذور والأرض والهوية تذكر كرامتك كمواطن، تلك التي يهدرها أبسط موظف في الدولة.
       جرب كما جربتُ سابقا أن تراسل أتفه مسؤول في أتفه مصلحة عمومية في الدولة، أو أن تراسل مثله في أتفه مؤسسة أو جمعية تدعي زورا وبهتانا الاهتمام بالثقافة والابداع وسترى، لن يجيبك أحد ولن يعبرك ولن يهتم برسالتك أصلا، ستهمل كغيرها من باقي رسائل المواطنين، بل من هؤلاء من يحسب على المجال الثقافي والادبي ويعرفك شخصيا ومع ذلك يتعامل معك بكبرياء السفهاء وغرور الاغبياء.
       الوزيرة الهولندية مثقفة وكاتبة أيضا ولها مؤلفات متنوعة إضافة إلى إشرافها على واحدة من أهم الوزارات في هذه الدولة، وزارة التعليم والثقافة والعلوم، وزارة مركبة ومتداخلة، مهامها متعددة ومتشابكة ومعقدة، ومع ذلك تهتم مسؤوليتها الاولى برسالتك وتجيبك لان هذا أبسط حق من حقوقك، وفي الاخير يأتي أحد المعتوهين من بني جلدتك ليلقنك درسا في حب الوطن، ويسألك بكل وقاحة وفضاضة لماذا هاجرت ؟ !

الأحد، 16 أكتوبر 2016

تخفيض ميزانية قطاع الثقافة بـ14 في المائة لعام 2017


التقشف يضرب وزارة الثقافة ومؤسسات مهددة بالحل وتسريح العمال
تخفيض ميزانية قطاع الثقافة بـ14 في المائة لعام 2017
       تواصل ميزانية قطاع الثقافة التأثر بسياسية التقشف تحت ضغط تراجع الجباية النفطية، حيث سجلت ميزانية القطاع ثاني انخفاض محسوس لها للعام الثاني على التوالي، حيث فقدت 14 بالمائة من الاعتمادات المالية المرصودة للقطاع في عام 2017 بعد ما سجلت العام الماضي انخفاضا قدر بـ76 في المائة و62% مقارنة بسنة 2015. وبذلك تكون ميزانية الثقافة قد عرفت أدنى مستوى لها منذ 9 سنوات. ويتوقع الخبراء أن يكون لهذا تأثير كبير على سير المؤسسات الثقافية العمومية، بما في ذلك أجور العمال.
      وحسب وثيقة رسمية تحوز الشروق نسخة منها تبيّن تطور ميزانية القطاع منذ عام 2006 فإن ميزانية الثقافة لم تتجاوز نسبة 1 .0 من الميزانية الإجمالية للدولة أي ما يعادل 145 مليون دولار مرصودة   لسنة 2017.
       وحسب الوثيقة التي اطلعنا عليها فإن الأموال المرصودة لقطاع الثقافة ترتفع كلما كانت هناك تظاهرة أو حدث كبير على غرار عاصمة الثقافة العربية والمهرجان الثقافي الإفريقي وخمسينية الاستقلال وغيرها، حيث استهلكت التظاهرات الخمس التي عرفتها الجزائر مجتمعة قرابة مليوني دولار، حيث عرفت ميزانية قطاع الثقافة ارتفاعا مطردا بداية من 2007 وهي السنة التي شهدت احتضان الجزائر لعاصمة الثقافة العربية، حيث قفزت ميزانية الثقافية من 58.9 مليون دولار عام 2006 إلى148 مليون دولار عام 2007 ووصلت عام 2009 الذي صادف حدث المهرجان الثقافي الإفريقي بالجزائر إلى حدود 360 مليون دولار، وواصلت على نفس وتيرة الارتفاع لتصل علم2011 إلى 452 مليون دولار وهي سنة تنظيم حدث عاصمة الثقافة الإسلامية، لتبلغ عام 2012 561.3 مليون دولار وهي السنة التي عرفت تنظيم خمسينية الاستقلال واستقرت عند 436.7 مليون دولار وهو المبلغ  الذي خصص لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
       وحسب الجدول البياني المرفق بالوثيقة التي حصلت الشروق على نسخة منها فإن ميزانية قطاع الثقافة انخفضت بنسبة 14٪ في قانون المالية لـ2017 أي ما يعادل 0.3٪ من الميزانية الإجمالية للدولة، وهذا ينذر بكون سنوات البحبوحة المالية لقطاع الثقافة قد انتهت، وحسب جدول الإحصاءات الذي يبين المبالغ المالية المرصودة للقطاع يوضح أن الثقافة ماتزال في ذيل ترتيب الأولويات، حيث لا تمثل إلا 0.3  من ميزانية الدولة ولم تتجاوز في أزهى سنواتها 1.2 في المائة من ميزانية الدولة وهي السنة التي عرفت  تنظيم حدث عاصمة الثقافية الإسلامية عام 2011 .
         وهذا رغم ما تمثله الثقافة من أهمية في حسم الرهانات الكبرى فكريا للأمة. ورغم قلة المخصصات المالية للقطاع، لكن وزارة الثقافة  ظلت طيلة عشر سنوات الأخيرة واجهة للصراع حول الريع وحروب المواقع للحصول على المكاسب.
       ينتظر أن يكون للتخفيض المستمر لميزانية القطاع أثر على سير المؤسسات  الثقافية، حيث يتوقع الخبراء أن تقبل الوزارة على حل مؤسسات ودمج أخرى مثل ما حدث مؤخرا أو إعادة مراجعة تسيير  ميزانية المهرجانات، حيث أعلن ميهوبي مؤخرا أن الوزارة ستطلق دفاتر شروط للتقييم المالي للتظاهرات الثقافية، كما حث مديري الثقافة على ضرورة البحث عن موارد لتمويل النشاطات التي  تنظم في الولايات.
        ويرى الخبير في التسيير الثقافي عمار كسا بأن تحفيض ميزانية القطاع ستكون له تأثيرات كبيرة على سير المؤسسات الثقافية العمومية التي أنشئت في ظل البحبوحة المالية، والتي تتميز بتكاليفها الثابتة الكبيرة (صيانة، تجهيز، أجور، الخ)، ولذلك ستكون وزارة الثقافة مجبرة على حل مؤسسات أخرى على غرار وكالة الإشعاع الثقافي التي تم حلها مؤخرا، وكذلك إلغاء مهرجانات أخرى.
        ومن المحتمل أن تقوم ذات الوزارة بتسريح عمال في القطاع خلال سنة 2017.  وبهذا الانخفاض الكبير في ميزانية وزارة الثقافة (0.3% من إجمالي ميزانية الدولة، أي أضعف نسبة منذ 10 سنوات)، يدخل القطاع الثقافي مرحلة جديدة تشبه مرحلة 2000.1990 التي انسحبت فيها الدولة من تمويل القطاع الثقافي، وبذلك أضعفت وزارة الثقافة وأصبحت هيكلا بدون روح، وهذا ما سيؤدي إلى ازدهار القطاع الثقافي المستقل الذي يتكلم لغة المواطن، وموت الثقافة الرسمية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: الشروق اليومي ليوم الأحد 16 / 10 /  2016

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

المجلات الثقافية في دولة عربية تنهشها الفتن والحرب


المجلات الثقافية في دولة عربية تنهشها الفتن والحرب
بقلم: بشير خلف
      دولة عربية تدمّرها الحرب الأهلية منذ أكثر من خمس سنوات، ولا تملك آبار نفْطٍ ، ارتفع سعر برميله ، لم تعلن حالة الطوارئ في القطاع الثقافي، ولم تتقشف في ميزانية الثقافة، وتدعو مسؤوليه إلى البحث عن مصادر خارجية.
      هذا البلد العربي منذ سنوات، ولا يزال إلى يومنا هذا يُصدر المجلاّت الثقافية التالية:
ـــ مجلة المعرفة ( ثقافية شهرية)
ـــ مجلة الخيال العلمي ( مجلة فصلية تهتم بالبحوث العلمية)
ـــ مجلة الحياة التشكيلية ( مجلة فصلية تهتم بالفن التشكيلي)
ـــ مجلة الحياة المسرحية ( مجلة فصلية تهتمّ بالقضايا المسرحية)
ـــ مجلة الحياة الموسيقية( مجلة فصلية تهتم بالقضايا الموسيقية)
ـــ مجلة " أسامة "( مجلة شهرية خاصة بالأطفال)
       1 ــ ناهيك عن إصدار الكتب للكتاب والمبدعين في هذا البلد العربي.
      2 ــ هذه المجلات في متناول القارئ يحمّلها من موقع وزارة الثقافة بسهولة.
         ( هذه هي الثقافة عندما تكون مشروع شعبٍ، تتجذر، وتستمرّ.. ليست مرتبطة بالأشخاص، أو بالبرامج المتغيّرة.)

الاثنين، 10 أكتوبر 2016

جمعية العلماء المسلمين تطلق مجلة" التبيان"


 جمعية العلماء المسلمين تطلق مجلة" التبيان"
دور الحركة الإصلاحية ابن باديس ورواد النهضة في الجزائر
      أطلقت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مولودها الإعلامي الجديد في شكل مجلة "التبيان" فكرية ثقافية إصلاحية موجهة" للنخبة" من الأساتذة والباحثين والطلبة بهدف إثراء النقاش الهادئ والبحث السديد وتبادل الأفكار في جو من الاحترام وروح المسؤولية.
      حمل العدد الأول من المجلة مواضيع مختلفة في الفكر والأدب والفلسفة وقعها مجموعة من الأساتذة والباحثين أمثال الأستاذ الهادي الحسني والدكتور عبد الرزاق قسوم والأستاذ عمار طالبي.
      خصصت المجلة في عددها الأول ملفا للحديث عن دور جمعية العلماء المسلمين تحت عنوان "جمعية العلماء من التنوير إلى التحرير" أحاطت فيه مجموعة من الأقلام بمختلف الجوانب النضالية للحركة التنويرية الإصلاحية ورائدها  الشيخ ابن باديس مثل مواقفه ونشاطاته عبر التقارير الأمنية الفرنسية، وهو المقال الذي وقعه الدكتور طالبي.
       فيما تناول الأستاذ أحمد بن يغزر المشروع الباديسي ودوره في التأسيس لحركة الوعي الثوري فيما تناول الأستاذ يحيى صاري مواقف جمعية العلماء من القضية الفلسطينية،هذا إضافة إلى مجموعة من المقالات في فكر مالك بن نبي والنظام التعليمي  وأوراق بحثية عن بعض أعلام الفلسفة والفكر أمثال الدكتور الشيخ بوعمران وحوار مع محمد الصالح الصديق.

السبت، 8 أكتوبر 2016

رجالٌ أوفياء من كوينين في كتاب


رجالٌ أوفياء من كوينين في كتاب
" شعب لا يعرف الوفاء شعب لا يعرف التقدم " ( مثل تايلندي)
بقلم: بشير خلف
       قديما قالوا: " الاعتراف بالحق فضيلة "، وإذا كان هذا فضيلة، فإن الاعتراف بفضل الآخرين علينا يكون من أفضل الفضائل، وهذا يمثل أقل مستويات الوفاء لأهل الفضل علينا، والله سبحانه و تعالى يقول في محكم كتابه: "و لا تنسوا الفضل بينكم ". (البقرة : 237)
       الوفاء من أنبل الصِفات والأخلاق الإنسانيّة وهو مرادف للغدر والخيانة، والوفاء خُلقٌ اجتماعيٌ إسلاميٌ من أجمل ما يُوصف به المرء من خُلُقٍ.
        ويدخل في مفهوم الوفاء أيضا، الوفاء لشهداء الوطن، ومجاهديه، ولعلماء الأمة، ومفكريها، وعظمائها ممن قدموا للوطن خدمات جليلة، والوفاء لمن خدموا الأمة أيًّا كان موقعهم في المجتمع، الوفاء لهم يكون بإحياء ذكراهم، والاعتراف بفضلهم، وتعريف الأجيال الجديدة بجهدهم، وتضحياتهم وعطائهم، وبذلك نقدم لهذه الأجيال نماذج مشرفة يقتدون بها ويحذون حذوها في البذل والعطاء الأمر الذي يعود بالخير على الوطن وكل من يعيش فيه ؛ وأهمّ وفاء أن نكتب عنهم، وعن سيرهم، وما قدّموه، فالكتابة تحفظ سيرهم للأجيال، ولا يُنسوْن.

رجالٌ أوفياء من كوينين في مسيرة الحرية والعلم والبناء
         في هذا المجال، مجال الوفاء، ومجال الكتابة والتدوين أصدرت الجمعية الثقافية محمد العيد آل خليفة بكوينين كتابها الثاني " رجال أوفياء من كوينين في مسيرة الحرية والعلم والبناء " بعد كتابها الأول " رجالٌ أخيارٌ " ..كلا الكتابيْن من تأليف الشيخ عبد العزيز بلعبيدي، رئيس الجمعية.
         كتاب " رجال أوفياء " من الحجم المتوسط : A5 به 212 صفحة ، تصميم جميل معبّرٌ عن مضمون الكتاب، تصميم الفنّان التشكيلي سواسي محمد البشير، مطبعة الوادي لصاحــبها رضا درّاجي. الكتاب جميل في شكله، وإخراجه، وخطه، وتوضيبه، وطبعه.
      بعد المقدمة، والإهداء قسّم المؤلف كتابه إلى خمسة أقسام :
 الشهداء الأبرار، المجاهدون، رجال الإدارة والسياسة، شخصيات دينية واجتماعية، شخصيات اجتماعية وكادحون.
     من خلال عنوان الكتاب، وأقسامه يتّضح للقارئ أن مؤلف الكتاب يشيد بفئات من المجتمع الكوينيني كانوا أوفياء لهذه البلدة الجنوبية، وقدّموا من خلالها حياتهم، وجهدهم، وكل ما يملكون للجزائر، منهم من مات شهيدا، ومنهم من ضحّى بنفسه، وماله، ولكن الله كتب له الحياة من جديد، وساهم في بناء الدولة الجزائرية الفتية، ومنهم من قدم الكثير في منصبه ووظيفته الإداريتيْن، ومنهم من خدم هوية الأمة الجزائرية في الحفاظ على هويتها، ودينها، ومنهم من ساهم في تنمية البلدة، ولا يزال.
         الجميل أن المؤلف لم يكتف بأولئك فحسب، بل خصّص حيّزًا من الكتاب لشخصيات من المجتمع يعــتقـدهم الكثيرون أنهم أناسٌ عاديون، إلاّ أنهم في الحقيقة والواقع يشكّــلون ثقلاً في المجتمع الكوينيني، بهم تتحرك مفاصل المجتمع، وتؤسس للحياة اليومية للفرد والجماعة : بناء، فلاحة، تجارة، حرفًا مختلفة، وغيرها ممّا يحتاجه الناس من خدمات مهما صغُرت في أعيننا، وفي حقيقتها كبيرة، ومؤثّرة.. هم أهلٌ لكي نطلق عليهم بامتياز " جنود الخفاء ".
      هذا الكلّ المركّب المُكوّن من أطياف المجتمع الكوينيني أثناء ثورة التحرير، وما بعدها مرحلة بناء الدولة الجزائرية، حتّى أيامنا هذه، تاريخ تأليف الكتاب، استطاع الشيخ عبد العزيز بلعبيدي رجل العلم والتربية بعشقه للحرف العربي، وتمكّنه من تطويع اللغة وتوظيفها لما يكتبه، وسلاسة أسلوبه أن يسحر المتلقّي، ويجذبه للنهل من نبْع أفكاره، ويعيش معه، وهو يستحضر سير هؤلاء الرجال.
      إنه العشق لبلدة كوينين التي خدمها بدوره، ولا يزال، خدمها علما، وتعليما، وسياسة، وثقافة، واعترافا بالجميل لمن سبقوه، ولمن عايشهم وعايشوه، وعايش حبهم، ووفاءهم، وإخلاصهم للجزائر أوّلاً، وكوينين ثانيا.
      ولعلّ القارئ الكريم يستشفّ درجة الوفاء التي ينظر بها الشيخ عبد العزيز بلعبيدي إلى من قدموا الكثير لبلدة كوينين :
«... وها أنا اليوم أقدّم إليك كتابي الثاني يضمّ نماذج أخرى من نتاج هذا البلد الصغير ( كوينين)، هم ليسوا زعماء، ولا علماء، ولكنهم رجالٌ صالحون أوفياء مصلحون، ناداهم الواجب، فلبّوا صبْرًا، ودمًا، وعرقًا كلٌّ في ميدانه الذي أوجدته الأقدار فيه، فكانوا نعم الباذلين؛ فــخـذ العبرة وتقدّم للعمل صالحًا، مُصلحًا فالميدان فسيحٌ، والوطن ينتظرك، والله يحفظك، ويرعاك .»
      ينبه مؤلف الكتاب في المقدمة إلى أن الأجيال الحاضرة لا تعرف إلاّ القليل، ولا تريد أن تعرف ماضيَ بلدتهم كوينين، والمآسي، والشدائد التي عاشها الأجداد والآباء في القرن الماضي، خاصة زمن الاستعمار الفرنسي ، مثلما عاشها كل الجزائريين من فقر، وتخلف، وقسوة للطبيعة، وظلم للاستعمار، جعلت الناس في هذه البلدة يعايشون المحنة في كفاف وضنك، أو هجرة إلى شمال الجزائر بحثًا عن العمل، والعيش في حالٍ أفضل.
      وهذا ما دفعه إلى الكتابة عن شخصيات مرّت في تاريخ هذه البلدة، وطواها الموت، وخلّفت وراءها أثرًا من الدم، والجهد، والعرق، وصفحات من التاريخ الذي لم يُقرأ....فهل من قارئ يا أبنائي ؟
        صيحة تنبيه يطلقها الشيخ عبد العزيز بلعبيدي ليس لأبناء كوينين فحسب، إنما لكل أبناء وبنات قرى، وبلدات، ومدن الجزائر، أجيال لا ترغب في معرفة ماضي أمتها، وتعرض بوجهها عمّا قام به آباؤهم وقبلهم أجدادهم، وما عانوه من محنٍ وشدائد، ومصائب حتى توفّرت لهم حياة سعيدة أغفلت عنهم حيوات أخرى عاشها منْ سبقهم، أشدّ مرارة تختلف عن حياتهم هذه التي ينعمون بها.

حبّـــذا لو ...
         لله درّك شيخنا سي عبد العزيز بلعبيدي كم أنت وفي للجزائر، ولبلدتك كوينين، وأنت بقلمك الذهبي تقاوم ثقافة النسيان فتهدي لجيلك، وللأجيال القادمة سفْرك هذا تنبيها وتحفيزا لهم كي يحذو حذو من سبقوهم ..جزاك الله كل خير، ورزقك الصحة والعافية، ويا حبّذا كل قرية، وكل بلدة، ومدينة من الجزائر يقيض الله لها أمثالك كي يدونوا مآثرها، وسير رجالها الذين أخلصوا لها وقدّموا الغالي والرخيص من أجلها.

الأحد، 2 أكتوبر 2016

أمسية فكرية بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الوادي


     أمسية فكرية بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الوادي
بقلم : بشير خلف 
       انتظمت مساء أمس السبت: 01 أكتوبر 2016 الساعة الرابعة والنصف مساء،  أمسيةٌ فكريةٌ بالمقر الرئيسي للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بمقرّها الكائن ببلدية حساني عبد الكريم، الأمسية موضوعها " قراءة في كتاب : محاضرات في الاقتصاد النقدي والسياسات النقدية" للدكتور مفيد عبد اللاوي أستاذ الاقتصاد، والباحث الأكاديمي بجامعة حمّة الأخضر بالوادي، والذي له العديد من الإصدارات في علم الاقتصاد، والمشارك في العديد من الملتقيات، والحصص الإذاعية.
       الدكتور مفيد عبد اللاوي كان ضيف الشرف في هذه الأمسية التي حضرتها مجموعة من المثقفين.
 بعد الافتتاح، والترحيب بالحاضرين، والضيف، والتعريف به، وبمساره العلمي ونشاطه الأكاديمي من لدن الأستاذ تامة التجاني مدير المكتبة ؛ قــدّم الدكتور مفيد عبد اللاوي كتابه الموسوم بـ : " محاضرات في الاقتصاد النقدي والسياسات النقدية"

الكتاب من الحجم المتوسط يتكون من 168 صفحة تضمّ 12 فصلا ..الكتاب وفـق ما جاء على لسان المؤلف لم يأت اعتباطًا، إذ هو عبارة عن محاضرات ( مقاييس)  موجّهة إلى الطلبة الجامعيين في كلية العلوم الاقتصادية، المقاييس جاءت بناء على البرنامج المسطّر من وزارة التعليم العالي؛ في الكتاب صُنفت هذه المحاضرات في فصول تضمّنت العديد من المواضيع الهامّة في علم الاقتصاد كــ : التطوّر التاريخي لنظام تبادل السلع، الظهور التاريخي لنظام النقود، فضائل النقود، السوق النقدي، رؤوس الأموال، السياسات النقدية والتحكّم فيها، العرض النقدي، جلْب النقود، البنوك، البنك المركزي الجزائري، وسلطته النقدية ، المنظومة المصرفية في الجزائر، قانون القرض والنقد، ووظيفته في الجزائر، منظومات نقدية دولية: صندوق النقد الدولي، البنك الدولي للإنشاء والتعمير، المنظمة العالمية للتجارة.
      مواضيع أسهب فيها الأستاذ، وقدّمها بوضوح تامٍّ، وقرّب الفهم للعديد من المصطلحات المتداولة يوميا في وسائل الإعلام؛ ممّا جعل الحضور يتفاعل معه.
     النقاش الذي أعقب مضمون الكتاب تركّز على قضايا لها علاقة بيوميات المواطن اليومية كــ : مفهوم التضخّم وكيفية ملاحظته، ومعايشة المواطن له في الأسواق، مفهوم تعويم العملة، أسباب تخفيض قيمة الدينار الجزائري، وتأثير ذلك في السوق، والتبادلات مع الخارج، وظيفة البنك المركزي الجزائري، علاقته مع البنوك الخارجية، مفهوم سعْــر الفائدة المُتعامل به في السوق النقدية، وظيفة البورصات في النظام المالي، لماذا فشلت البورصة في الجزائر؟
     أمسية فكرية ناجعة افتتحت بها المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية موسمها الثقافي، فالشكر لمديرها الأستاذ تامّة التجاني. الحضور في الختام قدّموا تقديرهم وجزيل شكرهم للدكتور مفيد عبد اللاوي على ما قدّمه، مقدرين كفاءته، وحضوره المستمر في مثل هكذا أمسيات، وملتقيات، وحصص إعلامية مختلفة.  
     
     




السبت، 1 أكتوبر 2016

محمد ساري يفتك الجائزة برواية "مطر من تبر"


محمد ساري يفتك الجائزة برواية "مطر من تبر"
       عادت جائزة “أيسكال الأدبية” التي يمنحها فندق “سوفيتال” للروائي محمد ساري عن روايته “مطر من تبر”، الصادرة عن منشورات “الشهاب”، فيما منحت جائزة “رواية القلب”، للروائي قدور محمصاجي عن روايته “الزوجة الرابعة” الصادرة عن منشورات القصبة”.
      أحدث الروائي محمد ساري المفاجأة، أمس، بحصوله على جائزة “أيسكال الأدبية” بفضل روايته “مطر من تبر”. وقال ساري، أمس الخميس عقب حصوله على الجائزة في حفل نظم بفندق “سوفيتال” بالجزائر العاصمة، إن “الجائزة جاءت لتكافئ جهود سنوات من الاشتغال على هذا النص الذي تعود أولى إرهاصاته إلى سنة 1993 حيث كتبت في جريدة جهوية بالفرنسية أول المشاهد التي كانت عبارة عن كرونيكات اجتماعية مستوحاة من الواقع”، وأضاف: “أنجزت أول نسخة للرواية قبل حتى كتابة “المتاهة” التي نشرت في 2000 بمنشورات “مرسى” بباريس، التي أعدت كتابتها بالعربية ونشرتها تحت عنوان “الورم”. ولكن تلك النسخة لم ترضني، وقد حاولت نشرها، دون جدوى.
       بعد مدة من الزمن أعدت كتابة الرواية ووصلت عدد صفحاتها إلى أزيد من 700، قدّمتها للنشر، ولكن ضخامة حجمها أخاف الناشرين، وقد عبّر لي أحدهم بصراحة عن ذلك. زيادة على أن الرواية مليئة بالتفاصيل الوصفية التي تشكل عائقا للقراءة، فأنجزت النسخة العربية ونشرتها تحت عنوان “الغيث” في 2007. وبقي النص الفرنسي في الدرج، أعود إليه من حين إلى آخر. لم يكن ممكنا أن أتخلى عنه لأهمية الموضوع وجودة كثير من المشاهد، وحساسية التيمة بشهادة كثير من الأصدقاء الذين أمددتهم بالمخطوط طلبا لرأيهم”. ويرى ساري أنه لم يكن يرغب في كتابة رواية كلاسيكية من نوع “الصاغا”، التي تحترم التطور الكرونولوجي للزمن، وقال: “أردتها رواية حديثة كرواية “نجمة” لكاتب ياسين، لذلك اهتديت إلى التناوب بين مشاهد تحكي الراهن وأخرى تحكي الماضي، في تناغم تيمي وسردي. أدخلت تعديلات إضافية عبر مشاهد إضافية، وحذفت أخرى.. كما اختصرت في كثير من التفاصيل التي بدت “مملة” وتعيق القراءة المسترسلة، فقضيت أربع سنوات من 2010 إلى 2014 وأنا أعود إليها دوما، أضيف وأحذف، وأشتغل حول الجملة الوصفية لأجعلها خفيفة الظل دون أن تفقد من قوتها السردية، واشتغلت حول الحوارات لتكون معبرة”.
     وبخصوص جائزة “أيسكال الأدبية”، عبّر ساري عن سعادته بهذا التتويج، وقال: “أنا مسرور جدا أن تكرس كمكافأة للجهد المبذول، وهذا يعني أن سنوات من الكتابة وإعادة الكتابة بالفرنسية والعربية لم تذهب أدراج النسيان”.
     قال الروائي قدور محمصاجي، صاحب جائزة “رواية القلب”، من جهته، التي منحتها له لجنة التحكيم التي يرأسها الروائي المغترب آكلي تاجر، إن روايته الفائزة “الزوجة الرابعة” استغرق في كتابتها سنوات طويلة، وأوضح أنها تروي قصة أربع نساء لبطل الرواية الذي تزوج بفرنسية قبل الثورة، ثم تخلى عنها مع اندلاع ثورة التحرير، حينما التحق بالجبل مجاهدا، ليتزوج بطبيبة التحقت بالثورة، فاستشهدت في خضم معركة ضد العدو الفرنسي، وكيف وصل به الأمر إلى بلوغ الزوجة الرابعة خلال أهم مرحلتين من تاريخ الجزائر الحديث.
      يذكر أن القائمة القصيرة لجائزة “أيسكال” الأدبية ضمت عشرة أعمال روائية هي رواية “مطر من تبر” للروائي محمد ساري، التي سبق لها وأن صدرت عن منشورات البرزخ بالعربية بعنوان “الغيث”، ورواية رشيد مختاري الصادرة عن منشورات “الشهاب” بعنوان “أنا الكاتب”، وكذا رواية “أرزقي مترف” “عبور البهلوان” الصادرة عن منشورات “كوكو”. كما ضمت القائمة القصيرة روايات كل من رياض جيرو الصادرة عن منشورات “البرزخ”، بعنوان “النهاية التي تنتظرنا”، ورواية ليلى عسلاوي الصادرة عن دار “داليمان” بعنوان “همسات”. أما منشورات “ميديا بلوس”، فممثلة برواية “منزل على قمة الساحل” للروائية زهرة فراح.
     ونجد رواية حسين مزالي الصادرة عن منشورات المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بعنوان “أسياد الخمسين”، ونجد في القائمة رواية الكاتب قدور محمصاجي الصادرة عن منشورات “القصبة” بعنوان “الزوجة الرابعة”، ورواية جمال ماتي “يوكو وأهل البرزخ” الصادرة عن منشورات “الشهاب”. أما منشورات “آبيك”، فممثلة بدورها برواية لياس جينون بعنوان “إلى أبعد ما نذهب”.

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...