الثلاثاء، 15 أكتوبر 2024

 

من جماليات السّرْدِ العربي..

كتب: بشير خلف

«... في أدغال الحقول التي تُجاوِرُ سورَ الواحة الشمالي، تحْت شجرة نخيلٍ سامقةٍ، تحلّق ثلاثة رجالٍ أحدُهم أحْدبُ الظهر، مُمْتلئ البدن، جاحظُ المُقلتيْن، مُقنَّعٌ بلِثامٍ كثيب اللون، يتدثّرُ بجُبّةٍ جلْديّةٍ مُريبة الهُوّيّة، ينحني على الأرض لِيَخْتطَّ على التراب رموزًا خفيّةً.

 أمّا الثاني فيبدو أطول قامةً، يظهرُ أكثر استقامة بِبُنيةٍ أكثر نُحولًا، يتزمّلُ بلثامٍ مُخطّطٍ، يرتدي ثوْبًا واسع الأكمام، منسوجًا من أوبار الإبلِ، ورُبّما من أنعامٍ أُخرى قرينةٍ للإبل.

    أمّا الثالث فيتمدّدُ  على الأرض، مُسْتلْقِيًا على ظهره، يتطلّعُ إلى السماء الزرقاء العميقة في زرقتها، اللامبالية في صورتها، يكشفُ لثامُهُ عن لحية كــثّةٍ مُوسّمة بالشيب، وأنفٍ طويلٍ ينتهي برأسٍ مُدبّبٍ شبيهٍ في الحِدّةِ بمنقار الطيْر.»

      ( من رواية" الورم" ص: 72

      للروائي الليبي: إبراهيم الكوني)

الأحد، 13 أكتوبر 2024

 

طفولةٌ..؟.!  ( قصّةٌ قصيرةٌ جدًّا)

كتب: بشير خلف

        أوقــــفوها عن الدراسة في السنّ العاشرة. منعــوها من الخروج من الـمنزل. فرضوا عليها النّقاب. حذّروها إذا خــرجت لزيارة خالتها بـمحادثة الأطفال الذكور. في سنّ الرابعة عشرة زوّجوها من جارهم الـمجاهد العائد من بلاد الشّام.

     أقام الـمُجاهد احتفالا بـهيجا بـمناسبة زواجه الثاني بُعــيْد زواجه الأول بأربع سنوات. حضر الحفل زملاءُ الجهاد.. الأصدقاء.. رجال الأعمال.. الـمقاولون. أشاد بـجهود زوجته الأولى، الوفية التي صبرت، تحمّلتْ.. عاضدتْــهُ.. لولاها لـما كانت بيديه هذه النّعــمُ.

       صباح الـــغـــدِ شُوهدت صاحبةُ الفضل تـحمل متاعها في صُرّةٍ مطرودةً من الباب الخلْـفِيّ، تــجُرُّ طفليْن صغيريْن يبكيان.. ورضيعًا بين يديْها يصرخ.

 

( من مجموعتي القصصية القصيرة جدًّا:

" لا قليل من الفرح ص:20 ")

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...