المنتدى الثقافي
تأثير الانفتاح
الثقافي والإعلامي على أطفالنا
بقلم:
بشير خلف
انتظم مساء يوم أمس السبت 15 مارس 2014
المنتدى الثقافي الذي تشرف عليه الجمعية الثقافية الأمين العمودي، والرابطة
الولائية للفكر والإبداع بمتحف المجاهد بالوادي، والذي ينشطه الأستاذ الكاتب يحي
موسى.
الموضوع المقدم من الأستاذ بشير خلف:" تأثير الانفتاح الثقافي والإعلامي على أطفالنا) ..مداخلة
استعرض فيها المتدخل مفهوم الثقافة كسلوك حياة يمارسه كل شعب وفق ذاتيته، وهويته
على اعتبار أن كل ثقافة بمكونيها المادي، واللامادي تتشكل من هويات أطياف المجتمع
لتشكل ثقافة واحدة تجمع أفراد الأمة، وتحصنهم، وتوجههم.
ثم إن ثقافة أية أمة لا يمكن أن تعيش
بمعزل عن الثقافات الأخرى، وهذا ما جاء في القرآن الكريم من خلال تعارف الشعوب
ببعضها، وضرورة انفتاحها، وتعاونها: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ
مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ){ الحجرات:13} إضافة
إلى أن منظمة اليونسكو في مؤتمرها العالمي المنتظم في مدينة مكسيكو سنة 1982 أقرّت
وبموافقة كل الدول على أهمية الانفتاح الثقافي كضرورة إنسانية، مع احترام كل ثقافة
بكل مكوناتها، ومن وحق كل شعب الدفاع عن ذاتيته الثقافية، ومن واجبه إثراؤها
محليا، ومن التعاون مع الثقافات الأخرى.
لكن الثورة الإعلامية، ووسائل الاتصال
الحديثة، والأجهزة الذكية، والتبادل التجاري الواسع بين شعوب الأرض، وملايين
المسافرين الذين يجوبون العالم يوميا شرقا وغربا.. شكّل ثقافات متماهية تأخذ من
بعضها البعض، وتؤثر في بعضها البعض ، وتقتحم الثقافات القوية الثقافات الضعيفة
أرادت أم أبت، وهو كما أردنا انفتاحًا إعلاميا ثقافيا نمارسه برضانا، أم هو زحْفٌ
من غيرنا مفروض ..وفي كل الحالات نحن ملزمون على قبول هذا الانفتاح والتعامل معه.
إن أبناءنا الذين تفتحت أمامهم وسائل
المعرفة المعاصرة ، وصارت بين أيديهم وسائلها، وهم يحسنون توظيفها والتعامل مع
مضامينها، بل والمجتمع فتح لهم مرافق يرتادونها كقاعات الألعاب الإلكترونية ،
ومقاهي الإنترنيت، وبرامج الألعاب الإلكترونية ، والفضائيات التي لا حصر لها منها
فضائيات أفلام الكرتون، وفضائيا الإكشن المختلفة والتي تبث في كل الأوقات أفلام
العنف، والجريمة،والجنس، والحفلات الغنائية الصاخبة؛ إضافة إلى قنوات الأخبار التي
تبثّ في كل ساعة صور النزاعات، والحروب، والدمار، ويشاهدها الأطفال مع والديهم ..
هذا
الانفتاح الجارف ولّد لدى أبنائنا سلوكات تتنافى وقيمنا كأنواع اللباس الغير
المحتشم ، وأشكال قصّ شعر الرأس ، ووضع الأقراط ، وحتى طريقة السير في الشارع ..ووجبات
الطعام التي يفضلونها في مطاعم الأكل السريع عارضين عن وجبات المنزل التي تحمل
قيما وعادات وتقاليد منبثقة عن خبرات المجتمع ..انفلتت الأمور من بين الأسرة وحلّت
محلّ هذه الأخيرة وسائل الإعلام، وأدوات الاتصال الحديثة ، وثلة الأصدقاء.. انقلبت
المجريات رأسا على عقب، فبدلا من أن تكون المؤسسة التربوية في المقدمة انزاحت إلى
المؤخرة.
إثر المداخلة فُتح النقاش ليقرّ الجميع
بأننا أمام انفتاح ثقافي إعلامي غزير ليس كله خير، وليس كله شر ..وخيره أكثر من
شره، وكيف نحمي أبناءنا من هذا الشرّ.
ويبقى الأمل في التربية والإرشاد والتوجيه
طالما نحن في موقع ضُعف أمام الأقوياء الصانعين للإعلام ومكونات الثقافة المعاصرة
..ويبقى السؤال التالي مطروحا : ( كيف نحصّن أنفسنا؟) ..الإجابة ذات مناحي متعددة
وترتبط بظروف محلية، وعالمية ..
الإجراء القريب والسريع والذي يجب أن
نقوم به في كل وقت ..(أن تقوم الأسرة بدورها الريادي في التنشئة السليمة
المتكاملة).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق