لا مكان للمثقف وسط عقلية الحزب الواحد وسأغادر الجزائر مجدداً
أكد عمر أزراج الشاعر والكاتب عن نيته مغادرة الجزائر مجددا بعد عودته منذ ست
سنوات واستقراره بها، مبررا عزمه على الرحيل بقوله: "أدركت بعد الإقامة ست سنوات
في الجزائر، أن المثقف يملك خيارين، إما أن يعود إلى القواعد الشعبية ويعمل معها أو
يعود إلى مكانه في الغربة ليواصل تحصيله العلمي والفكري.
بغض النظر عن المشاكل التي تعرضت لها بسبب القصيدة "أيها الحزب تعدد أو
تبدد"، ألا تعتقد أنها أكسبتك شهرة كبيرة؟
أولاً هذه القصيدة لم تكن شؤما عليّ
بل فتحت لي مجموعة من النوافذ وأكدت لي أن
وظيفة الفكر والفن والأدب هي الدفاع عن تاريخ الناس وضمائرهم وعن الجمال والمساواة
وأن الفن والأدب والفكر يقوم بالاستشهاد أيضا. من ناحية أخرى، هذه القصيدة لم تُدرس
كبنية فنية رغم أنها أعطت بُعدا فنيا للقصيدة الجزائرية، أنا أذكر أنني قرأت هذه القصيدة
في عدة دول عربية وفي دول غير عربية بالإضافة
إلى مشاركتي رفقة نزار قباني في أمسية شعرية في بغداد، وعندما قرأتها أمام الجمهور
الحاضر تعالت التصفيقات وعبّروا لي عن إعجابهم بهذا النوع الشعري وبهذا المستوى، فأنا
أعتبر القصيدة إحدى النقلات الفنية في تجربتي الشعرية، لأول مرة يمتزج الهمّ السياسي
بالجمالية الفنية، كما أن هذه القصيدة كانت سببا في خروجي، فهذه القصيدة هي التي أخرجتني من الجزائر وأعتقد
أنني لو بقيت في الجزائر لقتلت وانضممت إلى قافلة شهداء الكلمة على غرار الطاهر جاووت،
فهذه القصيدة كانت بمثابة الحجاب الذي حجب جسمي عن الموت ورحّلتني إلى بريطانيا، ولكنها
لم تغيّبني عن تفاصيل الحياة الجزائرية، ورغم كل الإغراءات إلا أنني اكتفيت بالعمل
صحفياً في البداية في مجلة "الدستور" ثم في جريدة "العرب" الدولية ولم أتخلّ عن نقد النظام
الجزائري من خلالهما، وكنت أدعو إلى الحرية الشعبية، وفي هذه الفترة اتصل بي الملحق
العسكري بالسفارة الجزائرية عدة مرات وطلب مني أن أكفّ عن النقد فقلت له عندما أكف
عن النقد ستتوقف الحرية، وقلت له إن النقد هو الطليعة الذي يقود إلى الحرية ولهذا لن
أتوقف عن النقد.
هذه القصيدة التي رحّلتني من بلدي فتحت لي مقابل ذلك آفاق تجربة ثقافية وشخصية
وإنسانية جديدة؛ ففي بريطانيا اكتشفت أمّيتي وتفكيري البدائي وبدأت أعيد تكوين نفسي
وشخصيتي الثقافية وهناك انخرطت في عدة محجات ثقافية وفكرية وبدأت الدراسة من جديد،
بدأت دراسة اللغة الانجليزية من السنة الأولى
إلى أن تحصلت على شهادة الدكتوراه وأقمت علاقات مع كبار الفلاسفة والمفكرين،
ولهذا أنا أعتقد أن غربتي لم تكن خسارة، مع أني فقدتُ الكثير ومن بين الأشياء التي
فقدتها أصدقائي الذين قتلوا أو غادروا ولم أمشِ في جنائزهم، وعندما عدت إلى الجزائر
بعد غياب دام أكثر من عشرين سنة بدعوة من شخصيات رسمية في الدولة تعرضتُ لمحاولة اغتيال.
من دعاك؟
دعاني صديقي حمراوي حبيب شوقي وأشكره
على الدعوة، كان يريد خيرا ولكن جهاتٍ أخرى كانت تريد شرا.
هل تعتقد أنها كانت خطة للتخلص منك؟
لا أستبعد ذلك، حمراوي شخصية طيبة ولا يمكن أن يضرني أو يضر أي إنسان، ولكن
كانت توجد جهة أخرى تريد أن تقيم زوبعة باغتيالي، ولكن أشكر النساء اللواتي أخفينني
في منزلهن وأشكر اللهجة المصرية التي نطقتُ بها والتي أنقذتني من الموت.
هلاّ أوضحت أكثر؟
عندما خرجتُ من قصر الثقافة متجها إلى المنزل بشارع "ترولار" وجدتُ
شخصا ينتظرني أمام العمارة التي كنت أقيم فيها، تقدّم مني وخاطبني باللغة الفرنسية:
هل تعرف السيد أزراج؟ فتوجّستُ منه خيفة وأجبته بالمصرية وقلت له إنني من مصر وجئت
لأزور بلد المليون ونصف مليون شهيد، فصرف نظره عني وظن أنني لست الشخص المطلوب، وعندما
قطعت الطريق للدخول إلى العمارة قيل له إنني الشخص المطلوب فتبعني وعندما وصلت إلى
الطابق الأول وجدت جاراتي يتحدثن أمام الباب فدخلت إلى أحد منازل جاراتي وأغلقت الباب،
وكان يحمل مسدسا وحدث نوعٌ من الفوضى عندما رأين هذا الشخص يستلّ مسدسا وهو يصعد في
سلالم العمارة.
وبعد ذهابه اتصلت بالأستاذ حسن بهلول الذي يعمل الآن في المجلس الأعلى للغة
العربية، فجاء وأخرجني من ذلك المكان ليلا وأخذني إلى منزله ومن ثم نُقلت إلى منزل
السيد عيسى عجينة الذي يعمل مسؤولاً في البرلمان الجزائري ونمت في بيته، ومنه ذهبت
إلى المطار بطريقة خاصة وعدت إلى بريطانيا وبقيتُ ثماني سنوات أخرى لم تطأ قدماي الجزائر
خوفا من أن أُغتال، فقدّمت ما يمكن تقديمه للجزائر من هناك وهناك أسرارٌ كبيرة لا يمكن
أن أعلن عنها الآن لأنها تتعلق بأمن الدولة.
قدّمت الكثير للجزائر هناك، وكثيرون
هم الذين يدركون ما قدّمته لبلدي ولم يكن ذلك نضالا سياسيا، لأنني أفرّق بين الولاء
للجزائر والولاء للنظام، أنا لا أقدم الولاء لأي نظام سياسي، قدمت أشياء كبيرة تتعلق
بمستقبل الجزائر والشعب الجزائري ولكنني لن أتحدث عنها الآن والسيد حمراوي حبيب شوقي
يدرك ذلك والسيد عيسى عجينة يدرك ذلك والكثير من الناس داخل القيادة الجزائرية يعرفون
ذلك، ولكن عندما قدّمت هذا قدمته لوجه الجزائر ولوجه الشهداء والمواطنين الجزائريين،
وأنا لا أريد شكرا من أحد، ولكني عدت إلى الجزائر ولم يكرمني أحد، أريد فقط السلام
والأمن لهذا الشعب وأن يحترم ويصان وأن يعملوا على رقيّه، الجزائر تبعد عن إسبانيا
بـ400 كلم فقط، ولكن إسبانيا حققت أشواطا كبيرة في التقدّم، وعندما عدت إلى الجزائر
اكتشفت أننا مازلنا نسبح في وحل فوضى السياسة ومطاردة "الخبزة" ووحل أزمة
السكن ووحل اختلاس الأموال فمتى نتقدم ومتى نتحد لننهض بالجزائر وهذا الشعب إلى مصاف
هذه البلدان المتقدمة؟ قال مرة الشاعر التونسي أولاد أحمد لوزيرة الثقافة السابقة خليدة
تومي بأن أزراج في الجزائر، فقالت له "أزراج هذا عليه علامات استفهام كبيرة؟"
ولست أدري ماذا كانت تقصد بهذه العلامات.
هل كنت على علاقة معرفة بها؟
لا، أبدا، كنت مرة في الجزائر ودعتني لمرافقتها في الوفد الخاص بها إلى سوريا
ومنذ ذلك الوقت لم يجمعني بها أي لقاء، فقط إذا شاهدتها من بعيد في إحدى المناسبات.
قلت إنك تلقيت العديد من العروض في
بريطانيا ولكنك فضلت أن تبقى صحفيا فقط، ما طبيعة هذه العروض؟
لا أريد الحديث عنها.
هل أرادوك أن تكون عميلا مثلا؟
لن أتحدث عن هذا، ولا أريد الخوض في هذا الحديث، فقط أحب أن أقول إنني لو أردت
الأموال لكان لي ما أردت ولكن ليس هذا ما يهمني.
من هي هذه الجهات، وهل تنتمي إلى جهاز
المخابرات؟
نعم اتصلت بي شخصياتٌ من المخابرات الجزائرية من أجل تأسيس جريدة دولية ولكنني
رفضت لأنهم اشترطوا عليّ خدمة مصالح النظام وأن أكون لسان حاله، وعرض عليّ بندر بن
سلطان المدير السابق للمخابرات السعودية أمام الطيب صالح وأمام وزير الثقافة المغربي
ووزير خارجية المغرب الكثير ولكنني رفضت، وعرضت عليّ زوجة السفير الفرنسي في ليبيا
في ذلك الوقت أن أنجز مشروعا مع القذافي ورفضت، وأميرة سعودية ربطتني بها علاقة صداقة
طلبت مني أن أفصح عن أي رغبة وأنها مستعدة لتحقيقها لي ولكنني رفضت، لأنني أفضل "الكسرة" النظيفة على تلك التي تجعلني
تابعاً لهذا أو لذاك.
وفي عز حصار أمريكا على العراق، وكان
العراق يوزع حصص البترول، جلست مع وزير الثقافة العراقي السيد حمادي في مكتبه ساعات
وساعات وأنا أوّل من نشر وثيقة التعددية الحزبية التي كان يرغب صدام حسين أن يطبّقها
في العراق في جريدة "العرب" الدولية وكان قاب قوسين من تطبيق التعددية ولكن
الغرب لم يمهله، وقد عرض عليّ الاستفادة من صفقات بيع البترول من هيئة الأمم المتحدة
وقلت "لن آخذ فرنكا"، وأتحدى أي إنسان يقول إنني أخذت فرنكا، أنا لا أملك
ثروة وأشكر كل من ساعدني، بقيت سنتين من دون عمل من سنة 2011 إلى 2012، وكان ذلك عندما
توقفت جريدة "العرب" الدولية عن
الصدور، ولكن لم أطلب المال ولا المساعدة لا من المؤسسات الجزائرية ولا من شخصيات أخرى
وكان بإمكاني الحصول على الأموال ولكنني عشت نظيفاً، وهنا تدخل صديقي مولود عليك، وطلب
مني أن أواصل برنامجي في القناة الثانية الناطقة بالقبائلية "أضواء"، بالإضافة الى تقاعدي الذي خرجت
به من الجزائر ومبلغه مضحك جدا فأكثر من 20 سنة من العمل في سلكيْ التعليم والصحافة
تقاعدي لا يتجاوز 15 ألف دج، أنا لا أملك بيتا
في الجزائر ومازلت أسكن في بيت مستأجَر ولم أطلب لا مسكناً ترقويا ولا "برقويا"
أنا أريد أن أبقى شاعرا.. أتألم ولكني سأفرح إن خرجت الجزائر من أزماتها واندفعت نحو
المستقبل وأصبحت دولة قوية.
نعود الآن إلى استقرارك في الجزائر في السنوات الأخيرة، هل كانت بدعوة أو كانت
برغبة منك؟
- عودتي إلى الجزائر كانت بدعوة مزدوجة من جهات رسمية، وكانت بدعوة من السيد
حمراوي حبيب شوقي لحضور فعاليات مهرجان الفنك الذهبي، أما الثانية فكانت من الدكتور
العربي الزبيري وكذلك مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي للمشاركة
في فعاليات عكاظية الشعر العربي وأرادوا تنصيبي رئيسا للعكاظية ولكنني رفضت لأنه يوجد
شعراء وكتاب أكبر مني ومقيمون في الجزائر وهم أحق برئاستها. عندما انطلقت أشغال العكاظية
كان مقررا أن افتتحها بقصيدة شعرية حسب البرنامج، وكنت من بين الأربعة شعراء المبرمجين
لإلقاء قصائدهم، وعندما وصلت إلى قاعة مفدي زكريا بقصر الثقافة والتي احتضنت الندوة
للمساهمة في هذه الأمسية الشعرية صعدت إلى المنصة ووجدت نفسي مع سبعة شعراء، هذا من
سوريا وهذا من العراق وغيرهم من الأقطار العربية وبدؤوا بشعراء آخرين واستبدلت أنا
بشاعر آخر، تساءلت في نفسي لماذا لا يفتتح الشاعر الجزائري أولا ثم العرب؟ فكان في
كل مرة يتولى أحد الشعراء مهمة إلقاء قصيدة، وفجأة رأيت السيد بلخادم وخليدة تومي ومسؤولين
آخرين في الدولة يهمّون بمغادرة القاعة، نزلت عندها من المنصة وجلست مع الجمهور ولم
ألق أيّ قصيدة وأذكر أن الممثل الجزائري محمد عجايمي قال لي "موقفك موقفٌ رجولي"،
وأدركت عندها أن بلخادم وتومي وغيرهما من المسؤولين خرجوا من القاعة حتى لا أفاجئهم
بإلقاء القصيدة التي غادرت بسببها الجزائر، استغربت الموقف وقلت يبدو أننا مازلنا نعيش
في زمن الحزب الواحد رغم أن البلد كان يعيش في تعددية حزبية لم يشهدها من قبل، وتساءلت
عن سبب انسحاب خليدة تومي إلى جانبهم رغم أنها المسؤولة الأولى عن العكاظية، عدت إلى
الفندق وقمت بجمع أمتعتي وقررت السفر ولكن أصدقائي منعوني من ذلك.
وتأكدت بعد هذه الحادثة أن التعددية
الحزبية في الجزائر مازالت تعددية صورية وأن المسؤولين في الجزائر مازالوا حزبا، ولكي
يحدث تغيير نحتاج وقتا طويلا بالإضافة إلى توفر إرادة التغيير، وأنا أعتقد أن بلخادم
وغيره من السياسيين وبوتفليقة وغيره من السياسيين لا وجود لعقلية في رؤوسهم إلا عقلية
الحزب الواحد الذي يحكم بالقوة أو بالحيلة، وأدركت بعد الإقامة ست سنوات في الجزائر،
أن المثقف يملك خيارين، إما أن يعود إلى القواعد الشعبية ويعمل معها أو يعود إلى مكانه
في الغربة ليواصل تحصيله العلمي والفكري، ولهذا سأغادر الجزائر مرة أخرى وسأقيم هذه
المرة بين الأندلس وبريطانيا معاً ولكن لن أترك الجزائر، سأساهم في الكتابة وفي الإدلاء
برأيي فالجزائر ليست بلد "شلة" وإنما هي بلد كل الجزائريين ومن حق كل الجزائريين
أن يكون لهم رأي في مصير هذا البلد ومساهمة في الدفع بهذا البلد إلى الأمام، وأصارحك
بأنني متشائم ولست متفائلا بخصوص ما سيحدث في الجزائر والدليل كيفية الإعداد للانتخابات
الرئاسية، أنا أشمّ دخانا وغبارا كثيرا، بصراحة أنا لا انتخب وانتخبتُ مرة واحدة في
لندن الرئيسَ عبد العزيز بوتفليقة، ظننت أن هذا الرجل سيعيد أمجاد حركات التحرر الوطني
وأنه سوف يخلق جزائر حديثة وظننت أنه سيصبح الرمز الوطني الذي نسير وراءه ونسير أمامه
أيضا، ولكنني خُدعت فالرجل هو أيضا مازال يعاني من تراكمات الحزب الواحد والرأي الواحد
والسيد الواحد والباقي خدم وحشم، كنت ضد العهدة الرابعة ليس لأن الرئيس هو من طالب
بها ولكنني ضد تكريس الأمر الواقع سواء بالحيلة أو بالقوة، أنا مع التداول على السلطة،
وأعتقد أن الرئيس بوتفليقة ضيَّع فرصة ذهبية على مدار 15 سنة كان بإمكانه أن يُعِدّ
مجموعة من الشخصيات الوطنية النزيهة والمثقفة بعده ومن دون مشاكل، فالرئيس بوتفليقة
يحس الآن أنه لا توجد شخصية وطنية بإمكانها أن تقود البلد وهذا مشكل كبير، أنا لا أطالب
بصنعها ولكن أطالبه بترك مجال لظهور هذه الشخصيات لان انعدام الحركة الفكرية والنقاش
السياسي في الجزائر وتقاليد صراع الأفكار، هو الذي يؤدي إلى عدم بروز الشخصيات الوطنية
القادرة، لماذا نعوّل على شخص واحد ليحكم الجزائر؟ لماذا لا نحكمها جماعيا؟ أشرَكوا
الأحزاب في مرحلة معينة باسم "التحالف الرئاسي" على من تتحالفون؟ أنا أعلم
أن حلف الناتو تأسس ضد عدو معين، وهم تحالفوا على الشعب؟
القريب من الصواب في نظري هو أن تمرّ الجزائر بمرحلة
انتقالية وهي مرحلة حكم جماعي تنويري مثقف ونزيه، ولكن أن تأتي بـ13 وزيراً من قرية
واحدة ومن حي واحد فهذا غير طبيعي، وأن تجلب الأحزاب لتكوّن معك تحالفاً بحيلة وبنيّة
أن تشوهها وتجعلها صدى للنظام فوقعت تلك الأحزاب في ورطة، ورغم ذلك فلا أحد يصدق أن
أبوجرة سلطاني في ورطة لأنه كان في التحالف ومن غير الممكن أن تكون يوما فيه ثم تنقلب
في الغد، لا يمكن أن يكون أويحي أو عبد القادر بن صالح في التحالف وفي غيره مرة واحدة،
المعارضة لا تعني العداوة، لا تعني تصفية الحسابات، المعارضة هي معارضة التخلف والفساد
والاستبداد والحكم العنيف والفقر والجهل، ولا أحد يؤسس حزبا لكي يعارض وطنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: يومية الشروق ليوم: 28 / 05 / 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق