الاثنين، 2 فبراير 2015

مسيرة حياة رؤساء جمهورية الجزائر ورؤساء حكوماتها ووزرائها

مسيرة حياة رؤساء جمهورية الجزائر
ورؤساء حكوماتها ووزرائها
بقلم: بشير خلف
  قراءة في كتاب:  السياسة شأنٌ يخص المجتمع ويؤثر فيه، فالتعليم والاجتماع والإعلام والقانون والحرب والسلام والاقتصاد هي كلها أمور تهم الناس جميعاً وتتأثر مباشرة بقرارات الحكومة وممارساتها، لا عجب إنْ ألفينا أفراد المجتمع مهتمّين بالسياسة، والحكومة، والوزراء، والمسؤولين السّامين، وتسييرهم لقطاعاتهم.
     ولئن تعدّدت تعريفات السياسة؛ فمنها هذا التعريف المشهور" السياسة  فن الممكن "، وهذا التعريف الواسع يستوعب كل مفاهيم السياسة وتطوراتها، كما أن السياسة هي ممارسة القيادة والحكم وعلم السلطة أو الدولة، وأوجه العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وهي النشاط الاجتماعي الفريد من نوعه الذي ينظم حياة الناس العامة، ويضمن الأمن ويقيم التوازن والوفاق، فإنّ السياسة وتاريخها في الجزائر تمثّل معلمًا هامًّا في تاريخ البلد ومساره، وخاصة خلال مرحلة ما بعد الثورة التحريرية، وقادة البلاد الذين تقلّدوا مسؤوليات رفيعة المستوى في سدّة الحكم كرؤساء الجمهوريات، ورؤساء الحكومات، والوزراء.
الكتاب الجديد
       في هذا المجال.. مجال التاريخ السياسي صدر أخيرا  للكاتب الباحث في التاريخ الوطني والسياسي، والحركة الوطنية المعاصرة بوادي سُوفْ، الأستاذ سعد بن البشير العمامرة كتاب بعنوان : ( مسيرة رؤساء جمهورية الجزائر وحكوماتها، وأعضاؤها) عن دار هومة بالجزائر العاصمة.
        الكتاب من الحجم المتوسط  يتكون من 327 صفحة ..صفحة الغلاف الأولى بها صور رؤساء الجمهورية بدءاً بالمرحوم يوسف بن خدّة وانتهاء بالرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، مرورًا بالرؤساء : أحمد بن بلّة، هواري بومدين، الشاذلي بن جديد، محمد بوضياف، علي كافي، اليامين زروال.
مكوّنات الكتاب
         إهداء إلى روح الرئيس الراحل هواري بومدين ، تصدير لأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر الدكتور علي غنابزية ، مقدمة ، رؤساء الجزائر، رؤساء الحكومات الجزائرية، وزراء الحكومات الجزائرية، الحكومات الجزائرية وأعضاؤها، الحكومات الجزائرية بعد أحداث 05 أكتوبر 1988  ملحق خاص بالحكومات المؤقتة الثلاث للثورة الجزائرية.
     هذا الكتاب يؤرّخ بالتفصيل حيوات رؤساء الجزائر، ورؤساء حكوماتها من سنة 1962 إلى 1998 ، كما يؤرخ لحكومات الجزائر وأعضائها ( الوزراء) من 1962 إلى 2012 اعتمد الكاتب على الوثائق الرسمية، والسجلات كمراسيم تعيين رؤساء الحكومات، والوزراء، وكذا طريقة وصول كل رئيس إلى كرسي الرئاسة، مستعرضا المسيرة الحياتية، والنضالية، والجهادية لكل رئيس، وأهم القرارات التي اتخذها في حكمه للجزائر.. نفس الأمر بالنسبة لرؤساء حكومات الجزائر .
       المسيرة الحياتية للوزراء رتّبها الكاتب وفق الحروف الأبجدية، فحرف الألف يبدأ بالمرحوم أحمد توفيق المدني، وينتهي بآدمي محمد ( وزير العدل) يضمّ حرف الألف : 51 وزيرا . حرف الميم يضمّ 70 وزيرا بدءا من المرحوم محمد خميستي، وانتهاء بمكامشة الغوتي، وهكذا مع بقية الحروف ..يستعرض الكاتب حياة كل وزير: تاريخ ولادته، ومكانها ، دراسته، والشهادات التي تحصّل عليها، والوزارات التي تولاّها. عدد الوزراء من 1962 إلى 2012 ..( 288 وزيرا)
      في الجزء الثاني من الكتاب يتطرّق الكاتب إلى تشكيل الحكومات الجزائرية وأعضائها بدءا بحكومة أحمد بن بلّة الأولى في سبتمبر 1962، اسماء كل الوزراء، والوزارات المسندة لهم، وانتهاء بحكومة عبد المالك سلاّل في 04 سبتمبر 2012 .
        كما تطرّق  الكاتب إلى كل وزارة على حدة، وأسماء الوزراء الذين عُينوا بها من سنة 1962 إلى 2012 على سبيل المثال ، وزارة الشؤون الخارجية الوزارة تولاّها 14 وزيرا، ووزارة الداخلية :16 وزيرا. وزارة العدل:17 وزيرا . وزارة المالية 13 وزيرا . وزارة التربية 15 وزيرا. وزارة الشؤون الدينية : 11 وزيرا .وزارة الشباب والرياضة : 22 وزيرا .وزارة البريد والمواصلات : 19 وزيرا . وزارة المجاهدين : 10 وزراء .وزارة العمل : 19 وزيرا . وزارة الفلاحة : 12 وزيرا.
       ممّا جاء في التصدير للدكتور علي غنابزية :
« يعتبر البحث في تاريخهم ( قادة الجزائر) بشكل مرتّب، والحصول على معلومات كافية عن مسيرتهم، أمرًا شاقًّا ويتطلّب جهدا ووقتا، وتنقيبا في الوثائق الرسمية، والكتابات الأولية؛ لأن المادة المقصودة متناثرة، ومبثوثة في تلك السجلاّت، وعندما يتصدّى الأستاذ الفاضل لهذا العمل، فهو يقدّم للتاريخ خدمة جليلة، وجهْدًا مشكورًا، ومعلومات ثريّة قيّمة يرجع إليها السياسي في تحليلاته، والمؤرخ في بحثه، والصحفي في مقالاته، وكلّ مطّلع يريد الفائدة، ويسعى للتعرّف على أساسيات حياة القادة في الجزائر ما بين 1962- 2012 .»
     وممّا جاء في مقدّمة الكتاب :
« ... لقد كان للجزائر تجارب عديدة في تكوين الحكومات وتسييرها، إذ أُسّست أول حكومة جزائرية مؤقتة سنة 1958 بتونس أثناء الثورة التحريرية برئاسة الرئيس الراحل فرحات عباس، وقد كان لها صدى واسعا في العالم أجمع، حيث تمكّنت من تبليغ أهداف ثورة نوفمبر الخالدة إلى معظم دول وشعوب العالم بواسطة الزيارات، والاتصالات، والنشاطات والمؤتمرات؛ كما استطاعت أن تدعّم الثورة بالمال، والسلاح، والمواقف الدبلوماسية، والشعبية المساندة في كلّ المحافل الدولية للثورة التحريرية، ممّا أثّر على مواقف فرنسا الاستعمارية ، وحلفائها ...
... وخلال المراحل المذكورة من أوّل حكومة جزائرية بعد الاستقلال سنة 1962 إلى حكومة إسماعيل حمداني في 19 ديسمبر 1998 التي جاءت بعبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجمهورية تكون الجزائر قد تعاقب عليها 21 حكومة، و 12 رئيسا للحكومة؛ أمّا الحقائب الوزارية فقد بلغت 650 حقيبة وزارية تداول عليها 288 من وزراء، ونوّاب وزراء، ووزراء منتدبين، وكُتّاب دولة
 وبعد ..
       إنّ هذا الكتاب يُعتبر معجمًا سياسيا تاريخيا ، يُعدّ إضافة جديدة للتاريخ الوطني ، ومرجعا مهمّا للباحثين والطلبة في تاريخ الجزائر المعاصر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمشاركة أو التعليق : اضغط على " روابط هذه الرسالة "  ثم على ( إرسال تعليق ) واكتب تعليقك داخل المربع ، وارسلْه.


    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...