..وخِّـــرْ يا أسود
في إحدى المدن
السعودية جاءت امرأة بدوية، وأبت نفسها أن يتقدمها أحدُ السودانيين في أحد الطوابير.
فقالت له بلهجتهم السعودية :
(وخّــرْ يا أسود) ،بتشديد الخاء وكسرها ،فتفاجأ بهذا الإحراج أمام جميع المشترين ووسط
ذهول الجميع قال لها:
( أسود ؟ أسود ؟...الأسود ساتْرك يا امرأه)، ويقصد عباءتها
السوداﺀ.
عاد إلى
البيت وبدأ كتابة هذه القصيدة ، إذ نشرتها إحدى المجلات ويقول فيها :
------------
قالت لي يا أسود
السواد هو الوطن في القارة السمراء
سوادي هبة خالقي وأحس بالرضاء .
لوني شرف لي وللكعبة كساء
للرجال مميز للشوارب و اللحاء
سوادي في العيون زينة و بدونه عماء
لوني شهامة و رجولة ما به ما يساء
سوادي خيام بادية لعروبة كرماء
تعلمين لوني للمرأة ستر و جمال وغطاء
سوادي على كل رأس أمنية النساء
وإن كان شعرك أبيض تشترين لوني بسخاء
وبعدما تضعينه تعودين شباباً للوراء
تقولين أسود ؟
تقولين أسود ؟
وكل من يزور الكعبة يقبل لوني بانحناء
السواد هو صندوق سر لرحلات الفضاء .
السواد هو بترول بدل صحاريك إلى واحة خضراء
لولا السواد ما سطع نجم ولا ظهر بدر في السماء
السواد هو لون بلال مؤذن خير الأنبياء
لولا السواد لا سكون و لا سكينة بل تعب و ابتلاء
تقولين أسود ؟
تقولين لي أسود ؟
والسواد فيه التهجد والقيام و السجود و الرجاء
فيه الركوع و الخشوع و التضرع لاستجابة الدعاء
فيه ذهاب نبينا من مكة للأقصى ليلة الإسراء
لو ضاع السواد منا علينا أن نستغفر و نجهش بالبكاء
عـزيزتي..
تأملي الزرع والضرع و سر حياتنا في سحابة سوداء
اسمعيني والله أنت مريضة بداء الكبرياء
أنصتي لنصيحتي يا امرأة و لوصفة الدواء .
عليك بحبة مباركة من لوني مع جرعة من ماء
أنا لست مازحاً وستنعمين والله بالصحة و الشفاء
سامحيني يا و لكل حرف جاء و كلمة هجاء
و كل ما ذكرت هو حلم في غفوة ليل أسود أو مساء
لا أسود و لا أبيض بيننا في شرعنا سواء
كلنا من خلق الله الواحد نعود لآدم وأمنا حواء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق