الخميس، 22 فبراير 2018

وصيّة كُتّابٍ بعدم نشْر أعمالهم بعد رحيلهم

وصيّة كُتّابٍ بعدم نشْر أعمالهم بعد رحيلهم
بقلم: بشير خلف
       الشيخ العلّامة محمد الطاهر تليلي، أصرّ على ألّا تُطبع أعماله، أو تُنشر وهو حيٌّ.. بالرغم من ذلك تمكّن المرحوم الدكتور بلقاسم سعد الله المرافق له كلّما حلّ بمدينة قمار، من طبْع كتاب له: ( مسائل قرآنية)، وطبع له بعد مماته كتُبًا أخرى منها ديوانه الشعري: ( الدموع السوداء)
       تكفّلتُ شخصيا بكتابة مخطوطه :" حياتي" في سنة 2017 ، وأعددته للطبع لتنشره دار الثقافة بالوادي، مشكورا مديرها الأستاذ جمال الدين عبادي.. صور مخطوطاته الأخرى عند هذا الطرف، أو ذاك، تأكيدا ستضيع بمرور السنوات.
       أغلب مخطوطاته أوصى أن تُهدى إلى جامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة بعد رحيله في نُسخها الأصلية، تكفّــلت هذه الجامعة بعد رحيله بنقلها ذات صيف حارٍّ، وريّاح الشهيلي الجنوبية في أوْجها، وكانت الشاحنة التي تنقل المخطوطات غير مغطّاة، في منطقة الحمراية بين الوادي وبسكرة؛ فأطارت الرياح العديد من صفحات المخطوطات، وما كلّف السائق ورفيقه نفسيهما البحث عنها، مضيا وكأنّ الأمر عاديًّ.
       جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية لا نشكّ في أنها اعتنت بهذه المخطوطات المنوّعة فكرا، تاريخًا، أدبا، فقها، مثل غيرها من مخطوطات أخرى لعلماء الجزائر.. لكن هل طبعت بعضها ؟ لا أحسب ذلك.
السؤال الجدير بالطرح:
         هل يليق أخلاقيا أن نتجاهل رغبة كاتب، وننشر بعد رحيله مخطوطات أوصى بعدم طبعها، ونشرها، لكونه غير راض عنها، أو لا ترقى في رأيه إلى مستوى يؤهلها كي تكون بين أيدي غيره؟ أم ماذا ؟
       أم نطبعها، وننشرها، ونفيد الباحثين، والطلبة وكل المتشوقين للمعرفة بها ..؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...