الوجود الواقعي والوجود المتخيل.. سؤال العقل في زمن
الصور
كتب: بشير خلف
مجلّة
الجديد اللندنية في عدد مزدوجٍ
صدرت
“الجديد” في عدد مزدوج 96 – 97 مُشْتمِلًا على ملفٍّ فكريٍّ، وأربعة ملفات أدبية:
1ــــ الملف
الفكري حمل عنوان:“ الوجود المتخيل/سؤال العقل في زمن الصور”، وضمّ أربعة مقالات:
“الوجود المتخيل:
ــــــ سؤال العقل في زمن الصور”
ــــــ من الموجود إلى الوجود”ـ
ــــــ الوعي
بالوجود: ازدواجية الباب الدوار.
ــــــ علم الكذب: الوجود التاريخي، والوجود
الميتافيزيقي.
ـــــــ الوجود المتخيل: الخيال الإنساني في مجتمع ما
بعد الحداثة.
2 ــــ الملف الأدبي:
أ ـــــــ دمشقية
في المكسيك: إكرام أنطاكي”، احتفى بتجربة استثنائية لكاتبة مكسيكية من أصل سوري،
تضمن حواراً أجري مع الكاتبة قبل رحيلها في نهايات القرن الماضي تحت عنوان “القدم
والخطوة” أجراه الروائي نبيل الملحم، ومقالة للكاتبة المكسيكية روساليا لوبث
إيريدا عن تجربة الكاتبة المهاجرة في فضاء الهجرة اللاتينية ومكانتها في الثقافة المكسيكية
المعاصرة، وضمّ الملف الكتاب الوحيد الذي وضعته الكاتبة بالعربية في أول شبابها،
قبل هجرتها إلى أميركا اللاتينية، عنوانه “مغامرات حنا المعافى حتى موته”، وهو
كتاب شعري – سردي من طبيعة إشكالية.
ب: يوميات عربية:
ـــــــ شيء بلا طائل”.
ــــــــ أربع شجرات صنوبر وشال من الحرير.
ـــــــ لا أذهب إلى النهر”.
ـــــــ أصوات مفقودة على الجانب الآخر.
ج : “قصص عربية”
احتوى على إحدى عشرة قصة
افتتاحية العدد بقلم رئيس
التحرير حملت عنوان: [ الشاعر حامل المصباح، والقارئ المغامر/هل الشعر نهر
والقصائد أسماك هاربة؟ ].
مِـمـّا
جاء في الافتتاحية:
في مسألة القِراءَة:
واحدة من أكثر قَضَايا الشُّعَراء الْجُدُد التباساً
هي علاقتهم بالقرّاء، فمنهم من يرى في قِلَّةٍ مُنْتَخَبَةٍ لا تزيد على بضع مئات
من القراء أقصى ما يطمح إليه شاعر وشعره، ليكون الشِّعْر حديثاً والشَّاعِر
حداثياً، وبين هذا الفريق من الشُّعَراء من هو صادقٌ في ما يراه، لَكِنَّ المشكلة
هي عند من يَرْطُنُ بهذا المعنى ويخالفه بالذَّهَابِ إلى ما يندّ عنه لإشْبِاعِ
رغبة مقموعة في الوصول إلى جمهور أكبر كثيراً من تَلْكَ الْقِلَّةِ الْمُنتَخَبَة،
وذَلِكَ من دون أن يكون في وسع شعره التَّعبير عن هذه الرغبة بجلاء، أو تلبيتها
باقتدار.
والسُّؤَال
بصدد هذه “الكفاية” بالأقل من القراء هو: هل يحيط الشُّعَراء بجل ملابسات العملية
القرائية للشِّعْرِ في العالم الْعَرَبِيّ؟
في مسألة الأوزان الشعرية:
إن أدقّ
دقائق العملية الشِّعْرِيَّة خلال قرون من الشِّعْر الْعَرَبِيّ مرتبطة قطعاً
بالأوزان وتَنَوُّعِهَا وتعدُّدها واشتقاقاتها، صحيح أن الأوزان عرفت ناظمي شعر
رديئين أكثر مما عرفت شُعَراء مُجيدين، لكنها لما قاربها الشُّعَراء الموهوبون
اجترحوا بوساطتها معجزات شِعْرِيَّة ما تزال تَلْمَعُ في دنيا الجمال الفني الْعَرَبِيّ
كآياتٍ وأُحْجِيَاتٍ فَنِّيَّة لا سبيل إلى فكّ ألغازها، والتَّمَتُّع بغموض
تكوينها، من دون معرفةٍ بالأوزان.
وإن كان
المرء لا يطالب شطراً كبيراً من الشُّعَراء الْجُدُد الجاهلين بالأوزان، وعملها
أنْ يَتَعَلَّمُوهَا لِيَكْتُبُوا شعرهم على أساسها، أو أن يقرؤوا “ألْفِية ابن
مالك”، فإنه على الأقل يسألهم الرأفة بأنفسهم لـمّا يدور الْحَدِيْث عن أوزان
الشعر. فهذه في المثال الشِّعْرِيّ الْعَرَبِيّ القديم ليست مجرد تقْنِيَاتٍ
فَنِّيَّةٍ، وإنما هي أَنْفَاسُ عُصُورٍ، وإيقاعاتُ أَزْمِنَةٍ.
الشعر نـهْـرٌ،
ولآلئه أسماك هاربة. وهو بحر وأصداف ولآلئ. فلا صيد ، ولا فوز بلؤلؤة من دون ذائقة
هذبتها دربة القراءة، واستعداد للانفتاح على التجارب الشعرية في تعدد مرجعياتها
واختلافها الفني، وقارئ مغامر.
عددٌ
ثريٌّ بالنصوص الشعرية، السردية، النّقد، والمقالات الفكرية: 42 كاتبة، وكاتباً،
وحضورا مميزا، وبارزا للكاتبات في هذا العدد المزدوج.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط المجلة، والعدد:
https://aljadeedmagazine.com//العدد- .97ـ96-جانفي فيفري-2023