مِـــنْ أرْوع الوصْف في السّرْد
كتب: بشير خلف
«...إنّ تلك العجوز التي تلْتقون بها مُرْتديةً جُبّة دون أكْمامٍ، وفوطة باهتة الألوان من شدّة الغسيل، هي صورة الشقاء. يداها في شكْل زاويتيْن، واهنة العظام، وتاركة أديمها يتهدّبُ، وتُنْفِذُ كلَّ قواها في شدّ الحبْلِ على ظهرها، قد تُفلِّقُ كليتيْها من ثِقل الحمْل؛ وقد تضُمُّ شفتيْها ليُصْبِحا أُخْدودًا مستطيلًا يُضافُ إلى الأخاديد العمودية في الوجه الشّاحب من ثِقل السنين.
اتْبعوها حينئذٍ إلى غاية منزلها، إنّها سعيدةٌ لوصولها، وهي تترك الحمْل يسقط أرْضًا، ثم تأخذُ في الشكوى للشابّة المُنْهمِكة في تحضير الوُجْبة حوْل الموْقد.
آهٍ لِلْكنّةِ أن تحْرق الحطب كيفما شاءت، إنّها لا تعلمُ مِنْ أين جاء، بل تُصِرُّ على ألّا تعْلم.
أ لِلْكنّةِ قلْبٌ يشْعُرُ؟»
من كتاب:[ يوميات بلاد القبائل] ص: 100 لمولود فرعون
ترجمة: د. عبد الرزاق عبيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق