الحمامات الرملية او التداوي بالرمال أو الرمل الاستشفائي.
كتب: بشير خلف
منذ القديم تفطّن الإنسان السّوفي إلى نجاعة الرمال في العلاج الطبيعي بها، لمّا تشتدّ الحرارة في فصل الصيف، بدلًا من العلاجات الأخرى الطبية التي كانت في العهد الاستعماري شبه معدومة؛ بل معدومة، ونظرا لعلاقة الإنسان المتينة في هذه المنطقة مع الطبيعة، ومكوّناتها في حياته في جميع المجالات، جرّب العلاج من الرمال، فكانت النتائج باهرة، وبتراكم الخبرات الفردية، والجماعية ظهر ما صار يُسمّى فيما بعدُ في عديد مناطق الجزائر الصحراوية، ومنها منطقة وادي سوفْ: (التداوي بالحمّامات الرملية)، أو الرمل الاستشفائي.
العلاج بالحمامات الرملية طريقة يستعملها العربُ في مجال العلاج الطبيعي، وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الرمال الموجودة في الصحراء تُعـتـــبر كأحد أنواع العلاج البيئي، أو الطب البديل، حيث يتمُّ دفْــنُ المريض في الرمال.
وتبدأ أولى خطوات العلاج بالدفن في الرمال بتحديد بقعة رملية نظيفة لم يسبق استخدامُها من قبلُ، وتكون مُعرّضة للشمس لوقت طويل، ويُـــفضّل أن تكون بعيدة عن ظل جدار، أو شجرة، فــتكون الرمال مُشْبعة بحرارة الشمس، كما تكون نــقية من أي بكتيريا، أو فطريات، ثم تُــحفر حفرة تكون ملائمة لجسم المريض، إذْ يــنزع كامل ثيابه ما عدا الداخلية منها كي يستفيد جسمُه من حرارة الرمال، ويستلقى في الحفرة، ويتمّ تغطية كامل جسمه بالرمال ما عدا الوجه، ويُــحرص على أن تكون كمية الرمال الموضوعة فوق الجسد متوسطة تـفي بغرض العلاج، وألا تكون حمْلا ثقيلا على قلبه، وقدرته على التنفس الطبيعي، ثم توضع فوق الوجه مظلة لوقايته من الشمس، ويبقى المريض في الحفرة من 07 دقائق الى 22 دقيقة كحدٍّ أقصى وهذا حسب طاقة تحمُّله، وما أن ينتهي من ذلك يتمّ إخراجه من الحفرة، وتغطيته في الحال منْعًـا لإصابته بتيار هوائي بارد قد يصيبه بعواقب، ويدخل مباشرة إلى خيمة، أو زريبة مُهيئة خصيصا لذلك، ويستمر المريض في غطائه لمدة ساعة على الاقل.
تُــستخدم هذه الطريقة في علاج الكثير من الأمراض، حيث الدفْــن في الرمال الساخنة يُــنشِّط الدورة الدموية، ويُنتِج عددا من التفاعلات المفيدة داخل جسم الإنسان، تساعد في علاج ما يلي:
ــــ أمراض الروماتيزم. آلام الظهر. الروماتيزم المفصلي. النقرس. قصور الشرايين. السمنة الزائدة. الامراض الجلدية كالصدفية، والبهاق. ارتخاء العضلات. عرق النسا. التهاب المفاصل، واحتقانها
آلام الاعصاب، والعضلات.
كما أن الـمشْي على الرمال حافي القدمين ضروري لتفريغ الشحنات السلبية، والموجات الكهرومغناطيسية التي يتـعرّض لها الانسان نتيجة تعامله مع وسائل الإعلام الحديثة.
وتطورُ الأمر في هذه العلاجات، أدّى إلى استخدام الرمال، والطين حاليا في عمليات التجميل، وشدّ البشرة، والتخلّـص من الترهلات.
ومن أهمّ الأسباب وراء نجاح الرمال في العلاج احتواؤها على بعض العــناصر التي تصدر عنها إشعاعات تساعد على تحفــيز الجهاز المناعي للمريض.
تــُـــفــيد رمال الصحراء في هدوء النفس، وصفاء الروح، ولذا فمن يودّ التخلص من القلق، والضغوطات النفسية يُــنصح بأخْــذ حمّام رمل ساخن فيعود صافي الذهن، والنفس.
{ من كتابي: إيقاعاتٌ على الرّمل.
ص:14، الصادر سنة 2022}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق