الثلاثاء، 30 يوليو 2024

 

 

الكتابة للطفل عصيّةٌ..؟؟

كتب: بشير خلف

      مهما تنوّعت وسائل التثقيف للطفل، وتعدّدت وسائطها؛ فإن أدب الطفل المكتوب، والمرئي يبقى له سحْره، وهالته، وجاذبيته لدى الطفل؛ وحتى لبعض الكبار.

     هذه الجاذبية، وذاك السّحر مرهونان بالإجابة عن الأسئلة التالية:

ــ لماذا نكتب للأطفال؟

ــ هل نكتب عنهم، أم نكتب لهم ؟

ــ كيف نكتب لهم؟

ــ ما هي شروط الكتابة لهم؟

ــ هل كل مَـنْ يقْـدرُ على الكتابة، بإمكانه الكتابة للأطفال؟

 



  كُتّابٌ وأدباء كبار .. يعترفون !

       وهذا ما أدى بالعديد من الكتاب الذين يحترمون أنفسهم كما يحترمون جمهور الأطفال بأن يعترفوا ويُقـرّوا بأن الكتابة للطفل ليست بالأمر الهين ولا هي في متناول أي كاتب ومبدع ... و أجاب البعض و دون شعور بالحرج : (أنه غير قادر على الكتابة في أدب الطفل.)

  الكاتبة اللبنانية والأدبية المتألقة غادة السمان لَــمَّا سُئلت بغتة:

ــ لماذا لا تكتبين للأطفال؟

          أجابت بصراحتها المعهودة:

ــ ليست لدي موهبة الكتابة للأطفال.

     أما الكاتب والروائي المصري المعروف صنع الله إبراهيم يُحمّل المدرسة المسؤولية في قمع حبه للتاريخ فوجد ضالته في مطالعاته الخارجية خارج المنهج الدراسي ـ ورب ضارة نافعة ـ فقضى أجمل اللحظات مع روايات أرسين لوبين وروفائيل ساباتيتي، والكسندر توماس وغيرهم ، فيقول أيضا:

((... و كنت أشعر بالفضول تجاه أسرار الطبيعية وقمعت المدرسة هذا الفضول وفيما بعد أتيحت لي فرصة إشباع الاثنين معا من خلال الكتابة للأطفال ))

      الكاتب و الروائي المصري يعقوب الشاروني لمّا جوبه بافتقار العالم العربي إلى الكاتب المتخصص في أدب الطفل كما هو الحال في البلدان المتقدمة كان جوابه كالتالي:

(( الكاتب المتخصص عندنا قليل ولكنه موجود، ولا بّد أن نضيف إلى منْ يكتب الكتب للأطفال مَن يكتبون في مجلات الأطفال … من يكتبون في برامج الأطفال في الإذاعة والتلفزيون، و أعتقد أن عددهم الآن كثير جدا فهناك من يتخصصون في كتابة برامج الأطفال ومجلات الأطفال، وإن عدد من يكتبون للأطفال هم الذين نحتاج إليهم أكثر حتى نلبي حاجات الأطفال على مستوى الوطن العربي .))

  من كتابي:

(الكتابة للطفل بين العلم والفنّ).ص: 97

 الصادر عن وزارة الثقافة سنة 2007

الأحد، 28 يوليو 2024

 

فلسفة الحضارة

كتب: بشير خلف

    فلسفة الحضارة اهتمّ بها الإنسان منذ ظهوره على وجْه الأرض، أي طلبُ حياةِ القوّة، والعلم، والثّراء، وتدرّجت الحضارة عبْر التاريخ إلى أن بلغتْ أوْج ازدهارها في أغلب مناطق المعمورة، الحضارة الإنسانية التي ساهمت فيها منذ القديم كلّ الشعوب حتى تاريخنا المعاصر، ومكّنت الإنسان على هذا الكوكب من التقدّم في كل مجالات الحياة.

    في هذا المجال المعرفي، الفلسفي، العقلاني،  صدر أخيرًا للباحث الجزائري محمد حفصي كتابٌ من الحجم الكبير بعنوان:( فلسفة الحضارة) صدر عن دار " سامي" للطبع والنشر والتوزيع بالوادي لصاحبها رضا درّاجي.

    الكتاب من الحجم الكبير في 584 صفحة.. طبعة أنيقة، دقيقة، جاذبة للمتلقّي، القارئ الجادّ، الباحث عن المعرفة، والتعمّق فيها.

    الكتاب بعد الإهداء والمقدّمة، قسّم المؤلف مضمونه إلى أبواب رئيسة، منها:

ــ أصل الحضارة، ونشأتها، ومكوّناتها، ومركّباتها، وتفاعلاتها.

ــ فرضيات نشأة الحضارة

ــ المادية والروحانية

ــ الجماعة او المجتمع.

ــ الثابت في المجتمعات

ــ العقل الاجتماعي.

ــ النظام الاجتماعي في المدينة

     الكتاب قيِّمٌ، موسوعة معارف، في: علم النفس الاجتماعي، الفلسفة، الحضارة، فلسفة الحضارة، شروط تطوّر المجتمع، اللغة، التمدّن، الحداثة،...

   سبق للباحث محمد حفصي أن أصدر كتابا قيّمًا، موسوعيًّا، بالكاد بنفس الحجم بعنوان:(فلسفة اللغة والفكر)

        

الأربعاء، 24 يوليو 2024

 

استمرار تأثير الأدب العربي على الغرب

كتب: بشير حلف

    مشاركون في ندوة عن الأدب العربي أقيمت في العاصمة اليونانية أثينا على استمرار تأثير الأدب العربي على الغرب، وعلى تجدّد اهتمام الجيل الجديد من المترجمين الغربيين به، خاصة مع التطورات الدولية التي حملت الشرق والإسلام إلى واجهة الأحداث الدولية.

     بيرسا كوموتسي الكاتبة اليونانية والمترجمة للآداب العربية أوضحت أن من سمات الأدب العربي الحديث القدرة على تحويل الأمور البسيطة والواقع اليومي المعيش إلى نصٍّ حيٍّ يأْسر القراء في كل مكان.

     وأشارت إلى أن ما لفت نظرها في جولاتها في مراكز الأدب الأوروبي، أنها قابلت معجبين متعصبين للأدب العربي في الوسط الروسي المشهور بالعراقة في هذا المجال.

 أما الكاتب والصحفي الفلسطيني خالد التونسي قد أشار  إلى نقاشات كثيرة عن الأدب العربي، حيث إن رواية مثل "  ليلة وليلة " على سبيل المثال ليست عربية الأصل؛ بل تعود إلى جذور هندية وفارسية، ولما وصلت إلى المنطقة العربية  التي لم تكن فيها امبراطوريات تعيش حالة البذخ والترف التي تصورها تلك الرواية، ثم ألصقت تلك الرواية بالإنسان العربي ليتحول إلى( رجل شهوات وسمر وخمول).

     وأعطى التونسي مثالا على القصص العربية برواية عنترة بن شداد التي تهتم بالمساواة الاجتماعية والفروسية وهناك إثباتات على عروبتها.

     وأكد الكاتب والناقد الفني صبحي حديدي أنه لا خلاف حاليا بشأن فضل الأدب العربي على الحضارة الغربية، خاصة في مجال نقْــل العلوم القديمة ولا سيما الفلسفة والعلوم اليونانية، التي نقلها الغرب فيما بعد عن الترجمات العربية، وعن الجهد الذي بذله العرب في هذا المجال حيث كان جزءٌ مهم منهم فلاسفة بدورهم.

 

 

السبت، 13 يوليو 2024

                                                                    تقنيات القص(الحكي)

كتب: بشير خلف

تقنيات القص في إبداعاتي القصصية المُتضمّنة في مجموعاتي القصصية الخمس،القصة القصيرة العادية،والمجموعتين:"القصة القصيرة جدًّا"
القصصيةعند " بشير، خلف")
تقنيات القص عند بشير خلف، موضوع أطروحة دكتوراه الطور الثالث، مُقَدّمة من طرف الطالبة: اسمهان ظريف بجامعة الجزائر2
بتاريخ 11\07\2024
لجنة المناقشة
- الأستاذ علي ملاحي.(جامعة الجزائر2) رئيسا
- الأستاذ برّي حوّاس ( جامعة الجزائر 2) مُشْرفا ومُقرّرا.
ــ الأستاذة ليلى جوادي ( جامعة الحزائر2) عضوا
ــ الأستاذة إيمان صباغ ( جامعة الجزائر 2) عضوا
ــ الأستاذة صليحة سبقاق ( جامعة بسكرة) عضوا

ــ الأستاذ محفوظ ملواني ( جامعة البليدة)عضوا
{هنيئا للطالبة الدكتورة اسمهان ظريف}
{ الشكر الجزيل..الجزيل .. لأعضاء لجنة الإشراف والمناقشة }
-

الأربعاء، 10 يوليو 2024

 

ثقافة الحوار

كتب: بشير خلف

     جاء في مقدّمة كتابي: (بحْثًا عن ثقافة الحوار مع الذّات ومع الاخر) الذي طُـبع، ونُشِــرْ سنة 2019

 {ما دفعني إلى تخصيص هذا الكتاب لِــثقافة الحوار ما لاحظـتُه، وألاحظه في واقعـنا الجزائري والعربي من فقدانها، وما انجرّ، وينجرّ عن ذلك من عُنْفٍ بشتّى صوره، وظلْمٍ، وحيْفٍ، وانتهاك لحقوق الإنسان والجماعات، وإقصاء، وعدم تقبّل الاختلا


ف، هذا ما بين الأفراد كما هو بين مكوّنات المجتمع الواحد، وما بين البلدان العربية؛ ولعلّني كنتُ محظوظًا لمّـا عشتُ بعضًا من سنوات العمر، وأنا أتخطّى منتصف العقد السابع من عمري بسنتيْن، أثناء فترة الاستعمار لهذا البلد، ورأيتُ بأمّ عيني القهر والظلم والإذلال للفرد الجزائري الذي كان معه الحوار إلاّ بالقتل، والرصاص، والسجن. ص:05}

السبت، 6 يوليو 2024

 

خواطر على هامش مذكرات الأديب بشير خلف

بقلم : الأستاذ. د مولود عويمر

( صدر المقال في صحيفة " البصائر" الأسبوعية العدد

 1224، بتاريخ 30 اجوان ـــ 06 جويلية 2024)

   

 لقد تطرقت في مقال سابق لظاهرة المذكرات الأدبية في الجزائر في العشرين سنة الأخيرة، فقد عادت بعد أن صمت الأدباء والعلماء لمدة طويلة، وغادر الكثير منهم الحياة دون أن يدوّنوا مذكراتهم. وكان من الأدباء الذين نطقوا الكاتب الأستاذ بشير خلف الذي بادر منذ 3 سنوات لنشر مذكراته بعنوان: ""حياتي في دائرة الضوء".

     صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى في عام 2021  ، وبمجرد خروج الكتاب من المطبعة أرسل بشير خلف العشرات من النسخ عن طريق البريد على حسابه الخاص إلى كل من يتوسّم فيه حب القراءة والاهتمام بالثقافة وحفظ عهد الصداقة.

     وقد ذكرني كل هذا ب "كتاب الجزائر" لأحمد توفيق المدني، فلم يترك صاحبه شخصية علمية أو سياسية مؤثرة في الجزائر أو في العالم العربي إلا وأرسل لها نسخة من هذا الكتاب بسرعة فائقة قبل أن تتدارك ذلك سلطة الاحتلال الفرنسية وتحجزه وتعطّل عملية توزيعه عبر البريد في غفلة مراصد المراقبة الاستعمارية.

     وهكذا، وصلني الكتاب يحمله ساعي البريد الذي لا يظهر في حيّنا الشعبي إلا كما يظهر الهلال مرة واحدة في الشهر. فتحت الظرف الكبير الذي يضم أيضا كتابين آخرين: "المجتمع المدني وحقوق الإنسان" و"بحثا عن ثقافة الحوار مع الذات والآخر". وقد اكتشفت في الرجل بعدا آخر كنت أجهله. فبعد قراءة الكتابين محللا نبيها يغوص في القضايا الفكرية كما كان يغوص في النفس البشرية ويعبر عن عواطفها وآمالها وأفراحها وهواجسها في قصص ممتعة.

وشرعت في تقليب الصفحات وقراءة المقدمة وبعض الفصول. وعدت إلى قراءته مرات عديدة، وقضيت في صحبته ساعات ممتعة؛ فصفحات أضحكتني، وصفحات أحزنتني وصفحات تركتني أفكر وأتأمل. وقرأته كله في جلسات خاصة خلال عطلة الصيف حيث كنت أقضي شهرين الراحة في مسقط الرأس بمنطقة جرجرة. وفي ذلك البيت أحتفظ إلى اليوم  بكل المجلات القديمة التي كنت أشتريها أيام الشباب والتحصيل الدراسي المتوسطي والثانوي.

    وقد وجدت في هذه المذكرات ذكريات جميلة للأستاذ خلف مع الجرائد والمجلات العربية مثل: "العربي" الكويتية، و"الهلال" المصرية، "الآداب" اللبنانية، "الموقف الأدبي" السورية، "الفيصل" السعودية، و"أقلام" العراقية و"الفكر" التونسية... تشبه كثيرا ذكرياتي معها، فأنا عشتها تلميذا في بلدتي بينما هو عاشها معلما بعيدا عن مسقط رأسه قمار، عاشها في مدينة عنابة على الساحل الشرقي الجزائري حيث وصلها أول مرة في عام 1957 في رحلة أسطورية كما وصفها، مرة في الحافلة، ومرة في قطار البضائع،  ثم عاد إليها في عام 1964 ليدرّس في مدارس قراها.

     وكل المثقفين الجزائريين يشاركون حُــزن الأستاذ خلف على انقطاع كل هذه المجلات العربية عن الجزائر، فلم تبق منها إلا مجلة "العربي" التي تدخل باستحياء من حين إلى آخر إلى بلادنا. صحيح أن عددًا من المجلات لها مواقع إلكترونية وتضع أعدادها في متناول القراء المهتمين، إلا أن جيل الأستاذ خلف وجيلنا تعوّد على المجلة الورقية ولمسها وطي صفحاتها.

    وغواية الصحافة استهوته مبكرا حيث نشر مقاله الأول في مجلة "المجاهد الأسبوعي" في عام 1970 حول "مشكلة المواصلات في الواحات"، ولعله استلهمها من رحلته الأولى بين قمار وعنابة. ولم يجف حبره بعد ذلك فكتب في جرائد ومجلات كثيرة لم يحتفظ بأصولها كلها. ولا شك أن حلم كل صحافي أن يكون يوما رئيس تحرير: "مجلة الطموح" التي كانت تصدرها الجمعية الثقافية للشبيبة بقمار.

      غير أن أحلام الشاب بشير لا تتوقف عند أبواب قمار، وطموحاته لا تنتهي عند رئيس لمجلة محلية مهما بلغت أصداؤها حدود ولاية الوادي.

     وهكذا، بعد عام يصبح رئيس تحرير مجلة "المنبر الثقافي" الموجهة إلى كل قراء الجزائر، لكن هذه التجربة لم تدمْ طويلا في زمن يسيطر فيه الحزب الواحد على كل النشاطات الثقافية، ولا يقبل بمجلة خارج السرب.

      غير أنه لم يرفع قلمه ولم يجف حبره فواصل الكتابة في الجرائد الوطنية المعروفة والمجلات الثقافية العريقة ك "النصر" و"الشعب" و"المجاهد الأسبوعي"، و"آمال"، "الثقافية"...

     كانت مقالاته تعالج القضايا التربوية، والاجتماعية، وعرض الكتب القيمة، ونشر الأقصوصة... وينطلق من خبرته سنين في التعليم فكان معلما أحب مهنته وتفانى في رسالته التربوية، وارتقى إلى مرتبة مفتش ليكوّن الإطارات التربوية بمتابعاته، ومرافقاته، وتوجيهاته للمعلمين والمسئولين الإداريين لفترة طويلة.

 

     ولم يكن شديدا في معاملتهم إلا مرة واحدة عندما استضاف الدكتور سعد الله في المركز الثقافي بقمار ليقدم محاضرة، ولكن وجد القاعة شبه فارغة فقصد نادي المعلمين فوجده ممتلئا عن آخره، فأجبرهم على الحضور تحت تهديدهم بعقاب إداري، فحضروا محاضرة الدكتور سعد الله الذي أثنى على حضورهم واهتمامهم وهو لم يعلم بما أقدم عليه المفتش بشير خلف. 

     كان عاشقا للإذاعة، يتابع أخبارها وحصصها الثقافية. لذلك لم يتردد في الانضمام إلى المثقفين والإعلاميين الذين التحقوا بإذاعة الوادي الجديدة. فأعد وقدم برنامجين، الأول بعنوان: الموعد التربوي موجها للأسرة التعليمية مستلهما من خبرته الطويلة في التعليم وتجربته في التفتيش التربوي الذي مارسه عدة سنوات، والثاني : "النادي الثقافي" مفتوح على الإبداعات الأدبية والثقافية، واستضاف في حصته العديد من الأسماء المعروفة والمغمورة في عالم الأدب والفن ليعرّف بأعمالهم ويروّج لإنجازاتهم.

     من أجمل الفصول التي استهوتني في هذا الكتاب، فصل: "كتب أرست مساري المعرفي والإبداعي". الأستاذ بشير يفتح صندوقه الأسود للقراء. ذكر عناوين كثيرة تدل على اهتماماته المتعددة بين الأدب الذي أغواه للأبد والفلسفة التي أحبها وتقدم لدراستها في جامعة قسنطينة لكنه تركها بعد ليلة بيضاء قضاها في فندق قديم في حي شعبي لهذه المدينة العريقة.

      لقد قرأ روائع الأدب العالمي من الشرق: جبران خليل جبران، والمنفلوطي، ونجيب محفوظ، ومن الأدب العالمي الغربي: وليم شكسبير، فيكتور هيغو، ألبرتو مورافيا، أرنست همنغواي...وطالع كتب الفكر كأعمال عباس محمود العقاد، طه حسين، زكي نجيب محمود، مالك بن نبي، عبد  الله شريط، وعبد المجيد مزيان...

     كل الأدباء يحبون السفر إلا القليل منهم يفضلون الاستقرار في مكان واحد أمثال الفيلسوف إيمانويل كانط الذي عاش ومات في برلين، والأديب المصري نجيب محفوظ الذي لم يغير عاداته إلّا مرة واحدة للذهاب إلى أستكهولهم في رحلة مدفوعة الأجر لتسلم جائزة نوبل في الآداب من أيادي ملك السويد ورئيس أكاديميتها الوطنية.

     أما الأستاذ خلف فقد كان رحالة يسافر في داخل الوطن وخارجه ليكتشف الأماكن ويقيّد الأسماء ويتعرف على التقاليد والعادات والثقافات؛ فسافر إلى تونس فزار ساحلها كتونس والمنستير، وزار جنوبها كالقيروان، وزار تركيا مصر والمغرب والمملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج وسُنة العمرة عدة مرات. وقد توقف عندها ووصف هذه الرحلة الروحية التي لا تنسى.

    قد ذكرتني مشاهداته وخواطره في الحج برحلة المفكر المسلم النمساوي محمد أسد  ورحلة المفكر الألماني مراد هوفمان، وقبلهما قصة "لبيك" لمالك بن نبي.

     أما الرحلات نحو العالم الغربي فقد زار فرنسا على مضض ثم لما جال فيها وصال أعجبته مدنها وحدائقها الخضراء وشوارعها الواسعة وساحاتها النظيفة وخاصة الحي اللاتيني الذي يُعتبر قلب الثقافة في عاصمة باريس سحَر عقول وقلوب رفاعة الطهطاوي، وقاسم أمين، وزكي مبارك، وتوفيق الحكيم، مالك بن نبي، وسهيل إدريس..

     كما زار مهد الفلسفة اليونانية في عام 1993 ورومانيا في عز بؤسها... تمنيت لو كتب لنا الأستاذ بشير خلف كتابا عن رحلاته في المشرق والمغرب مثل ما فعل هؤلاء الأدباء والمثقفين العرب.

     اهتم الصحافيون والكُتاب بهذا الكتاب وقدموه للقُراء، وقد كان ختام الاحتفاء بهذا في جامعة الوادي حيث أنجز حوله الطلبة مذكرات الماستر، وقد حرص على حضور جلسات المناقشة. ما أجمل هذا التكريم، وخاصة أنه تزامن مع ذكرى 83 لميلاده.

     


وما زال الأستاذ خلف يملك ذاكرة قوية وإرادة صلبة وهِـمّة كبيرة لمواصلة العطاء الأدبي والفكري كما لمست منه ذلك في زيارتي الأخيرة إلى وادي سوف، ّ على موادعتي في مطار قمار إلى آخر لحظة.

      تحية محبة وتقدير إليه وإلى كل الأدباء من جيله الذي ساهم في تحرير الوطن وبناء الجزائر. 

 

 

الاثنين، 1 يوليو 2024

 

 مجلة العربي.. البوّابة الثقافية العربية

كتب: بشير خلف

     بين يديّ العدد" الورقي" من مجلة العربي الكويتية لشهر اجوان 2024.

      العدد كالعادة ثريٌّ بالزاد المعرفي، المتنوّع الذي يُشبع نهم القارئ المتعطّش للمعرفة في عديد المجالات.

 

     في بداية العدد، كالعادة " حديث الشهر" لرئيس التحرير:

{ الذكاء الاصطناعي.. رهانات ضخمة، وتحدّيات جادّة

    إنه حُلْمٌ قديم من أحلام البشرية، أن يوجد اختراع يمكنه موازاة العقل البشري في طريقته للتفكير والتعامل مع المشكلات التي تواجهه، فأحيانًا يكون العقل في حاجة إلى نوع من الذكاء غير نابع من رأس الإنسان ولكنه اصطناعي، يأتي بواسطة إحدى الآلات.

     مجرد خيال علمي لم يغادر أقلام المفكرين والكتاب، كلها تبحث عن طاقة إضافية من الذكاء تضاف لتزيد من قدرة العقل البشري، ولكن في ثنايا هذا الحلم المثالي كانت هناك مخاوف من أن يستـفحل خطر هذه الآلة المتخيلة وتفرض سيطرتها على الإنسان، من هنا جاءت فكرة الذكاء الاصطناعي الذي أصبح واقعًا في حياتنا المعاصرة.}

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قضايا وأفكار:ابن سيناء في الفكر الإسلامي

      ابن سينا (Avicenne أو Avicenna) بالأجنبية صاحب الألقاب المتعددة: الشيخ الرئيس، مصدر التأسيس، الصاحب الأجلّ الحكيم، شرف الملك، أفضل المتأخرين، حجة الحق، الدستور، أرسطو الإسلام وأبقراطه، الفيلسوف الوزير وفيلسوف الدهر سينا - الشيخ .

     تعدد هذه الألقاب يشير إلى مكانة ابن سينا في الفكر الإسلامي، وما نحن بصدده في مقالتنا هذه يشهد بذلك.   ورد في كتاب «ثلاثة حكماء مسلمين» لمؤلفه سيد حسين نصر أن تلميذ ابن سينا أبو عبيد الجوزجاني «كان يرى فيه أعظم علماء زمانه، سأله يومًا: لماذا لا يدعي النبوة وينادي بدين جديد؟! فتبسم ابن سينا ولم يَحِرْ جوابًا».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معنى النقد السينمائي

«السينما كتابة حديثة حِــبْرها الضوء» (جان كوكتو) لم يعد بإمكان السينما سوى أن تصبح فلسفة للصورة ومدرسة للذوق، لأن الذوق سمة عامة لتجليات الفن في الروح مما يساعدها على بناء فن الحياة، وكم هي الحياة جميلة في السينما، فما يجري على الشاشة أفضل مما يجري في الوجود، ولذلك فإن مهمة النقد السينمائي هي تفسير وتفكيك معنى السينما في الفيلم، وليس سرد أحداث الفيلم وتكرار كلمات: جميل، مدهش، رائع... فبأي معنى الفيلم مدهش سينمائيًا، وبعبارة أخرى كيف يستطيع الفيلم أن يكون بمنزلة سؤال:

ــ ما السينما؟ وما معنى الحكي بالصورة بدلاً من الحكي بالكلمات؟ وما علاقة السينما بالفنون التي استعمرتها؟ هل تحول إلى امبراطورية الفنون؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سفراء الكلمة في الخارج.. مبدعون عرب بدرجة" أديب" و" دبلوماسي"

      تتعاقب أجيال العرب، ومن نوابغهم دبلوماسيون وأدباء مرتحلون ومهاجرون، تحملوا أمانة الكلمة، وصاروا سفراء لها، سواء بعملهم الرسمي الذي كُــلّفوا به، أو من خلال الإبداع الذي أفـنوا فيه ذواتهم، تعبيرًا عن كينونتهم، وهويتهم العربية، وانشغالاتهم الذاتية، وقضاياهم الوطنية، والإنسانية. ولا تخفى على متابع للحراك الثقافي، العربي والعالمي، قوى التأثير التي أحدثـتها وشكّلتها ارتحالات القامات العربية، الثقافية والدبلوماسية، إلى العالم الغربي، خصوصًا في أوروبا والولايات المتحدة، على مدى أجيال وقرون خلت، منذ بداية ظهور ما سُمّي «أدب المهجر»، في بشائره الأولى، حتى لحظتنا الراهنة، الأمر الذي انعكس إيجابيًّا في الكثير من الأحوال لصالح القضايا العربية، وصورة العرب لدى الغرب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملفّ العدد: مؤسسة " البابطين"

      منذ إحداثها في الثمانينيات من القرن الماضي، وضعت مؤسسة البابطين لنفسها هدفًا رئيسًا تمثل في جعل الثقافة لبنة داعمة لنشر قيم السلام والوئام في جميع أنحاء العالم. وقد اختار رئيسها، الشاعر عبد العزيز سعود البابطين، رفْعَ هذا التحدي على أساس ثلاث مرتكزات تسمح بالانفتاح على الآخر والاعتراف باختلافه وهي: الشعر، وحوار الحضارات، وتعزيز مقومات التداخل والتفاعل الثقافي. 

     إن عودة العنف إلى العالم، الذي شجع الكثير على الانغلاق واعتماد مواقف وطنية متصلبة، لم يقلل من إيمانه بمشروعه ومصداقية مراميه. لذا بادر إلى ريادته بعزيمة لا تلين، انطلاقًا من قناعة راسخة تستـند إلى الثقافة باعتبارها السبيل الناجع لضمان السلم عبر العالم.  

« فبقدر ما جعلنا منها جسرًا للتواصل والتآلف بقدر ما استطعنا تعزيز المساهمة في بناء نظام حضاري عالمي متوازن.»

ــــــــــــــــــــــــــ

العدد حافلٌ بالمواضيع الجديد، والأبواب الثابتة

ـــ استطلاعات

ـــ وجهًا لوجه

ـــ تاريخ وتراث وشخصيات

ـــ مكتبة العربي

ـــ البيت العربي

ـــ قصصٌ على الهواء

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...