الثلاثاء، 30 يوليو 2024

 

 

الكتابة للطفل عصيّةٌ..؟؟

كتب: بشير خلف

      مهما تنوّعت وسائل التثقيف للطفل، وتعدّدت وسائطها؛ فإن أدب الطفل المكتوب، والمرئي يبقى له سحْره، وهالته، وجاذبيته لدى الطفل؛ وحتى لبعض الكبار.

     هذه الجاذبية، وذاك السّحر مرهونان بالإجابة عن الأسئلة التالية:

ــ لماذا نكتب للأطفال؟

ــ هل نكتب عنهم، أم نكتب لهم ؟

ــ كيف نكتب لهم؟

ــ ما هي شروط الكتابة لهم؟

ــ هل كل مَـنْ يقْـدرُ على الكتابة، بإمكانه الكتابة للأطفال؟

 



  كُتّابٌ وأدباء كبار .. يعترفون !

       وهذا ما أدى بالعديد من الكتاب الذين يحترمون أنفسهم كما يحترمون جمهور الأطفال بأن يعترفوا ويُقـرّوا بأن الكتابة للطفل ليست بالأمر الهين ولا هي في متناول أي كاتب ومبدع ... و أجاب البعض و دون شعور بالحرج : (أنه غير قادر على الكتابة في أدب الطفل.)

  الكاتبة اللبنانية والأدبية المتألقة غادة السمان لَــمَّا سُئلت بغتة:

ــ لماذا لا تكتبين للأطفال؟

          أجابت بصراحتها المعهودة:

ــ ليست لدي موهبة الكتابة للأطفال.

     أما الكاتب والروائي المصري المعروف صنع الله إبراهيم يُحمّل المدرسة المسؤولية في قمع حبه للتاريخ فوجد ضالته في مطالعاته الخارجية خارج المنهج الدراسي ـ ورب ضارة نافعة ـ فقضى أجمل اللحظات مع روايات أرسين لوبين وروفائيل ساباتيتي، والكسندر توماس وغيرهم ، فيقول أيضا:

((... و كنت أشعر بالفضول تجاه أسرار الطبيعية وقمعت المدرسة هذا الفضول وفيما بعد أتيحت لي فرصة إشباع الاثنين معا من خلال الكتابة للأطفال ))

      الكاتب و الروائي المصري يعقوب الشاروني لمّا جوبه بافتقار العالم العربي إلى الكاتب المتخصص في أدب الطفل كما هو الحال في البلدان المتقدمة كان جوابه كالتالي:

(( الكاتب المتخصص عندنا قليل ولكنه موجود، ولا بّد أن نضيف إلى منْ يكتب الكتب للأطفال مَن يكتبون في مجلات الأطفال … من يكتبون في برامج الأطفال في الإذاعة والتلفزيون، و أعتقد أن عددهم الآن كثير جدا فهناك من يتخصصون في كتابة برامج الأطفال ومجلات الأطفال، وإن عدد من يكتبون للأطفال هم الذين نحتاج إليهم أكثر حتى نلبي حاجات الأطفال على مستوى الوطن العربي .))

  من كتابي:

(الكتابة للطفل بين العلم والفنّ).ص: 97

 الصادر عن وزارة الثقافة سنة 2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

                         القيادة والحرب عند العرب كتب : بشير خلف     من الكُتُب التي كانت تصلنا بداية كل شهر في عقود 60، 80،70 إلى بلاد...