الاثنين، 30 سبتمبر 2024

 

فنٌّ لِعالَمٍ مُضطرِبٍ

الفنُّ السُّريالي يفضحُ بشاعةَ عالمنا المعاصر

كتب: بشير خلف

     انطلق في باريس هذا الأسبوع معرض عن الحركة الفنية والأدبية السريالية في الذكرى المئوية لولادتها، يضم أعمالا لأبرز وجوهها، كسلفادور دالي ورينيه ماغريت وجورجيو دي كيريكو وماكس إرنست ودورا مار وليونورا كارينغتون ودوروثيا تانينغ.



 

     وكان العالم إبّان نشأة، وظهور الفن السريالي يعاني الويلات، والنتائج الكارثية للحرب العالمية الأولى، وعلى شفا حرب عالمية ثانية.

     بينما الآن يدور جدلٌ حول العالم مرتبط بمخاوف من نشوب الحروب، خاصّة الكبرى الجديدة.

   

ما يجري في عالمنا المعاصر من صراعات، وحروب إبادة، وفِتنٍ على غرار ما جرى، ويجري في غزّة، ولبنان، ومنطقة الشرق الأوسط، والساحل الإفريقي، وغيرها من المناطق المشتعلة.. كلّها تُشكِّلُ:

( لوحة سريالية)  

الأربعاء، 25 سبتمبر 2024

 

  •              حتّى لا ننْسى جرائم فرنسا الاستعمارية

كتب: بشير خلف

«... وكثيرا ما صرّح الحاكم الفرنسي في القنادسة بأن فرنسا استطاعت أن تُشْعِل أوّل مصباح في إفريقيا بالقنادسة بفضل الفحم الحجري، وبأنّ لها فضلًا على الأهالي، فهي التي قضتْ على الظلام، وأنارتْ ليلهم.

   

الجارُ أحمد العطّار ضحك من فكرة الحاكم الفرنسي، وتساءل، وهو يخاطب سالم قبل أن يتمكّن منه المرض:

     كيف لفرنسا المستعمِرة أن تُنير هذا العالمَ في حين تـزُجُّ بأبناء بلدتهم في ظلمات الغار(غار منجم الفحم بالقنادسة).

     هل يمكن لفرنسا أن تُقدّم عملًا يحمل خيرًا لأهل البلدة، وهي منذ حلّتْ بها عساكرها، انقلب نهارها إلى ليل دامسٍ من الفقر، والجوع، والمعاناة؛ خاصّة وأن الأهالي ما يزالون تحت صدمة فاجعة احتراق أبنائهم في قلْب غار الفحم في 04 و09 ماي 1948م في القسم التاسع من المنجم، التهمت النارُ التي اندلعت في الغار كُلّ العُمّال، ( والتهمت نيرانُ الألم، والقهر قلوبَ أبناء القنادسة. ص: 16 .» 17

      { من رواية " الغار" للروائية أصيلة مدينة بشار، جميلة طلباوي}

      ..عندما يكون الأدب كاشفًا، فاضحًا لجرائم الإنسان..

الخميس، 19 سبتمبر 2024

 

                      القيادة والحرب عند العرب

كتب : بشير خلف

    من الكُتُب التي كانت تصلنا بداية كل شهر في عقود 60، 80،70 إلى بلادنا من مصر الشقيقة، وتصل إلى أغلب مناطق الوطن، ومنها مدينة الوادي في ربوع الصحراء الشرقية:

سلسلة كتاب: (اقرأ) الشهري الذي كانت تُصدره دار المعارف بالقاهرة.

الكتاب الذي بين أيدينا رقم: 402 صدر سنة 1975م في 226 صفحة، عنوانه: {القيادة والحرب عند العرب} مؤلفُهُ السيد فرج.

    منذ زهاء الخمسين سنة التي مرّت على صدور الكتاب، ومضمونه، وخاصة  ما جاء بالمقدمة، وكأنه  يتحدث أيضا على عصرنا هذا:

« على مرّ العصور والأجيال، وتتابع مراحل التاريخ؛ كتب الكُتّابُ من رجال الجندية والسياسة والاقتصاد والعلوم والآداب كُتُبًا متعددة، ومراجع وافية عن الحرب، وفنونها المختلفة، تناولت شتى أسبابها، ودوافعها، وأصولها، ومبادئها، وأحداثها،ونتائجها،وأسلحتها، ومعدّاتها، ومادّياتها، ومعنويّاتها.

    وموضوع القيادة والحرب من الموضوعات التي تجتذب القُرّاءَ، وبخاصّة في إبّان الأزمات، والأحداث الكبرى، وهي أيضا من الموضوعات التي اجتذبت القادة والمفكرين في شتّى الأزمان، فشرّعوا أقلامهم لتسجيلها، وسطّروا الصفحات لإثباتها، وتوضيحها.

   وبذلك يمكن القول:

 إن لكل أمة مكتبةًً حربيةً تعتزّ بها، وتستنير بما تُلْقيه من أضواء على متعدّد المواقف، والأحداث. ص:07»

 «... والأمة العربية جديرة بأن تُحسب  في عداد الأمم ذات التاريخ الحربي الوضّاء، وذات المراجع العسكرية الوافية في شؤون القيادة والحرب؛ والذي نُشِر على قلّته يُعطي انطباعًا صادقا بأن العرب كانوا أصحاب صنعةٍ، وأصحاب موهبة في شؤون القيادة والحرب. ص: 09

 أقسام الكتاب: نماذج من القيادة

1 ــ القيادة عند محمد رسول الله

2 ــ القيادة عند أبي بكر الصديق

3 ــ القيادة عند عمر بن الخطاب

4 ــ قيادة خالد بن الوليد

5 ــ قيادة عمرو بن العاص

6 ــ قيادة سعد بن أبي وقّاص

7 ــ قيادة صلاح الدين الأيّوبي

 نماذج من المعارك

1 ــ معركة بدر

2 ــ معركة أُحُد

3 ــ معركة الخندق

4 ــ معركة القادسية

5 ــ معركة اليرموك

6 ــ معركة حطين

       كتابٌ قيّمٌ، ثريٌّ بالمعارف التاريخية العامة، والإسلامية، والقيادة، والحرب، والغزوات، وأهمّ المعارك الإسلامية، وبما أن النسخ الورقية نفدت، فالكتاب حاليًّا، مُتاحٌ في الشبكة تحميلًا لِمنْ رغب بسهولة.. والله المستعان

 

 

الاثنين، 9 سبتمبر 2024

 

                                مشاهير فرنسيّون اختلسوا من الأدب العربي

كتب: بشير خلف

    يُعالج هذ الكتاب الذي ارتأى مُؤلِّفُه أن يُطلق عليه" دراسة" اختلاسات أدبية لستّة كُتّاب فرنسيين، أربعة منهم يتمتّعون بشهرة عالمية.

    الكتاب من تأليف الأستاذ رجل التربية والتعليم: مُدرّسًا باللغة الفرنيبة، فمفتشا للغة العربية، والباحث في الأدبين العربي والفرنسي ، والكاتب، والسّارد باللغتين، والذي اهتمّ  أيضًا بأدب الأطفال مدّة سنوات، وأصدر عديد العناوين في هذا الأدب الطفولي: الأستاذ أحمد خيّاط، أصيل مدينة سيدي بلعبّاس.

     أهداني نسخة من كتابه هذا الذي صدر سنة 2013 ، ولم ينل حقّه من النشر، والدراسات، كتابٌ مزدوج اللغة  يحتوي على 21 موضوعًا. إذ كنتُ محظوظا بالحصول على نسخة من الكتاب مُهداة من المؤلف بتاريخ: 02 أكتوبر 2013.

    بعد مدّة تنيف عن العشر سنوات من تاريخ الإهداء، وأنا في مكتبتي أبحث عن كتاب: (حديث الأربعاء) للأديب المرحوم طه حسين، جاءني طالب يبحث عنه للاستعارة، أطلّ عليّ كتاب أحمد خيّاط، فانكببْتُ قارئا لصفحاته 232

     

يقول المؤلف في مقدّمة الكتاب:

«عندما قرأتُ سنة 1980 كتاب " كليلة ودمنة" الكتاب الذي ترجمه من الفارسية إلى العربية المرحوم عبد الله بن المقفع (724م ــ 759م) تفاجأتُ بوجود 3 أو 4 حكايات مشابهة لأساطير" لافونتين" وقد حفظتها في طفولتي، أو عرضتُها على تلاميذي الصغار يوم كنتُ معلّمًا باللغة الفرنسية في الستينيات، وبما أن كتاب ( كليلة ودمنة) وُجد قبل مصنف " لافونتين" بقرون، حيث تفصل بين التأْليفيْن عدة قرون، فقد استنتجتُ أن شاعرنا الكبير( لافونتين) اقتبس منه.

     ثلاثون سنة بعد ذاك أعدْتُ قراءة الكتابيْن بالكامل فاكتشفتُ أن لافونتين وقع فيما يُعرف بالسرقات الأدبية، حيث أنه اختلس على الأقلّ 13 حكاية، ولم يُشرْ ولا مرّة إلى كتاب" كليلة ودمنة".

1 ــ المختلس الأول: "أدبيا " لافونتين ( 1621م ــ 1695)

 2 ــ المختلس الثاني ــ أدبيا ـ فولتير(  1694 ــ 1778) ذلك الفيلسوف الكبير في عهد الأضواء، لقد أظهر براعته كقاصٍّ في كتاب زديق، وقد اختلس من القرآن الكريم مواضيع ضمّنها قصته هذه، فالقارئ عندما يقارن بين نصّ فولتير، وما ورد بالتحديد في سورة الكهف من الآية 60 إلى الآية 81 يلاحظ أن مؤلف زديق، فولتير اقتبس مُطوّلًا ممّا جرى بين سيدنا موسى عليه السلام والعبد الصالح السيد الخضر، وخاصة فيما يتعلّق بموضوعي: قتل الغلام، والكنز الدفين تحت الجدار.

 3 ــ المختلس الثالث: (أدبيًّا) باسكال( 162م ــ 1662) الفيلسوف الرياضي الذي اقتبس نظرية الرهان الشهيرة من أبي العلاء المعرّي ( 973م ــ 1057)، صاحب رسالة الغفران.

 4 ــ المختلس الرابع: ( أدبيًّا) كلاريس دي فلوريون ( 1755م ــ 1794)، إنه أخذ الفكرة الرئيسية التي بنى عليها أسطورته الرائعة " الأعمى والمقعد" من حكاية وردت في رسائل "إخوان الصفاء وخلّان الوفاء" وهو مجلّدٌ به حوالي 2000 صفحة كتبته جماعة من الفلاسفة السلمين العرب في القرن التاسع الميلادي.

 5 ــ المختلس الخامس: ــ أدبيًّا ــ بيير دو بروفونس، أعاد هذا الأديب بطريقة ذكيّة كتابة قصة غراميات" قمر الزمان والأميرة بدور" من كناب ألف ليلة وليلة.

 6 ــ المختلس السادس ــ أدبيًّا ــ إيتيان دي بوربون1180م ــ 1261، أخذ حكاية" ابن عرس والحية السوداء من كتاب كليلة ودمنة بعدما استبدل ابن عرس بــ: كلب

    الكتاب بقدر ما هو دراسة بحثية فيما يُعرف بالتناصّ، أو في الأدب المقارن، أو في السرقات الأدبية من طرف كُتّاب أدباء مشهورين فرنسيين؛ فإن إجادة الباحث المبدع، الكاتب أحمد خيّاط يستخلص القارئ، المُهتمُّ من دراسته القيّمة، وترجمته للنصوص التي تمّ اقتباسها، أو سرقتها ينِمّ على مكانة، وقوّة اللغة العربية، وآدابها، وتأثيرها في كل اللغات، والآداب العالمية.

 

 

 

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...