الأدبُ.. وأدبُ
الرّحْلةِ
كتب: بشير خلف
نظّم مخْبرُ: " بحوث في الأدب
الجزائري ونقده" التابع لمعهد الآداب واللغات بجامعة حمة لخضر بالوادي يوم
الأربعاء 09 أفريل 2025 ندوة فكرية أدبية بعنوان:( الأدب وأدب الرحلة)، أشرف عليها
أ.د حمزة حمادة مدير المخبر، وأ.د مشارة حسين، استضاف المخبر المفكرين، العلمين،
الباحثيْن الشاعريْن الجزائرييْن: أ. د علي ملّاحي، الذي قدّم محاضرة قيّمة عن أدب
الرحلة لدى المرحوم، المفكّر، المرحوم عبد المالك مرتاض.
وأ. د بوفاتح علاق، الذي قدّم محاضرة مُميّزة
في أدب الرحلة الصّوفي، الخيالي.
هذه الندوة تندرج ضمن تكوين، وتأطير الطلبة،
سيّما طلبة الدكتوراه. حضر الندوة عديد الطلبة، والطالبات، وعددٌ مُعتبرٌ من
أساتذة، وأستاذات الجامعة.
أدبُ الرحلات جنسٌ أدبيٌّ من أجمل أنواع الآداب،
لكونه يعكس، ويوثق كل ما صادفه الكاتبُ، أو الرحّالة عـبْر رحلته، أو رحلاته، حيث
الكاتب، أو الرحالة يُدوّن بالقلم، أو بالصورة كل ما يراه خلال رحلاته، ويصف
الأماكن التي زارها، وربما يوثّق حواراته مع بعض الأفراد، ويصف عادات تلك الشعوب،
وتقاليد أهلها، وينقل كل المواقف التي تعرّض لها خلال رحلته، أو رحلاته كتابة،
وتصويرا، وربّما حتى صوتًا.
يرى بعضُ الدّارسين أنّ أدب الرّحلة من
الآداب الشَّعبيّةِ، إذ أنّه وإنْ ضمّ عناصر التّراث الأدبيّ الشعبيّ، إلّا أنّه
أثرى على أنه كونِه منها بما يضمُّه من أفكار إنسانية راقية، وأساليب أدبية تتسم
بالجمالية، وبما يلبسه من ثوب أدبيٍّ قَشِيب، فالسَّردُ فيه غايتِه النَّقلُ
والتَّعليمُ والتَّرشيدُ الثّقافيّ، ومتعة التذوّق الأدبي، والإمتاع؛ والزَّمنُ
فيه بين الحَدَثِ، والكتابة، والقراءة.
كما الأدب الرّحلي كنزٌ من الحِكمَةِ،
والتجارب، والخبرات الإنسانية المتنوعة التي يرتوي بها القارئ أينما تواجد
زمكانيا.
تُقسم الرّحلاتُ إلى حقيقيّة وخياليّة؛
الواقعيّة منها تكون رحلاتٍ فعلیّة قام بها الرّحَّالة لِغرضٍ من الأغراض، وهي ذات
قیمة كبيرة لِما تُسجّله من حقائق في المجالات التّاریخیّة، والاجتماعیّة ،
والاقتصادیّة، والثّقافِیّة، والجُغرافِیّة، أشهرها رحلة الحج.