مدينة قمار.. والطاهر بن عائشة
بقلم: بشير خلف
علاقتي
بالمرحوم الطاهر بن عائشة بدأت منذ مفتتح الثمانينيات من القرن الماضي لمّا كان
يأتي إلى المهرجان الثقافي الذي كان يقام في مدينة قمار من تنظيم الجمعية الثقافية
للشبيبة ببلدية قمار، التي كان يرأسها المرحوم إدريس التهامي، وعضوية السيدين شنة
بوبكر وطارق شارف، وغيرهما، والتي كنت عضوا فيها، حيث كان المرحوم الطاهر بن عائشة
يأتي رفقة العديد من الشعراء، والكتاب، والإعلاميين، وكان يتولّى الاتصال بهم
والتنسيق ابن عمه عبد الرحمن الذي كان رئيس بلدية قمار حينذاك، والذي اغتيل غدرا
في بداية التسعينيات.
كان
المرحوم الطاهر بن عائشة يساهم في المهرجان الثقافي بقمار بتقديم مداخلات فكرية
تاريخية ضمن الجلسات الأدبية التي تتخلل فعاليات المهرجان باعتباره مفكرا،
وإعلاميا، وصديقا للقادمين معه من العاصمة، وأيضا ابن مدينة قمار، وكنت ألتقي به
في مرّات متباعدة بالعاصمة، ثم ازدادت العلاقة أكثر بعد انتهاء الأزمة السياسية
والأمنية بالجزائر، إذ كنت أحضر مداخلاته بدار الثقافة القديمة، وأعود به معي في
سيارتي إلى مسقط رأسه بغــمرة، وفي رفقته لي كنا لا ننفكّ نتطرّق إلى أغلب القضايا
المطروحة في الجزائر، والتي لا تزال هي نفسها.
ممّا
أذكره أنه ذات سنة من سنوات الثمانينات رغب رفقة فريقه التلفزي أن يقوم بتحقيقات
مصوّرة عن المكتبات الخاصة العائلية بمدينة قمار، فاتصل بي وطلب مني الاتصال بأسرة
تملك مكتبة عامرة، ثرية بالكتب والمخطوطات، كي يقوم بأول تحقيق لمكتبة العلامة ابن
القيّم الذي هاجر قبل الثورة إلى السعودية، وهي مكتبة ثريّة، فامتنع أفراد الأسرة
أبناء عمومته، أصيب عمي الطاهر بخيبة، ولم يعد الكرّة.
كلمتي هذه
من وحي الذكرى الأولى لوفاة المرحوم التي نظمتها يومية التحرير في إطار فورومها
الأسبوعي بمشاركة الرابطة الولائية للفكر والإبداع، ومتحف المجاهد، والجمعية
الثقافية الوطنية محمد الأمين العمودي، والزاوية القادرية، بمتحف المجاهد بالوادي
يوم السبت 14 جانفي 2017 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق