لا
علاقة لي بالأحزاب كيفما كانت اتجاهاتها
بقلم: بشير خلف
قال لي صديقي:
ــ أنت مقاطع للأحزاب حسبما أعلم
..لماذا هل بنك وبينها خصومة ؟
قلت له بصدق:
ــ بلى يا صاح، هي خصومة تعود
إلى سنة 1986 لمّا كنت مناضلا في الحزب العتيد.
ــ وما لبّ الخصومة بالضبط ..تساءل ؟
ــ في تلك السنة (86)، وكما هي
عادة القسمات نجتمع كمناضلين كل خمسة عشرة يوما نتحدث عن المستجدات المحلية، والوطنية
إنْ كانت هناك مناسبات. في أحد هذه
الاجتماعات استهللتُ الحديث متطرقا إلى ضعْـف الطاقة الكهربائية بالبلدة، والجهة
عموما، فانتهرني رئيس القسمة، وأوقفني عن الكلام.
رددت بدوري بحدة:
ــ ألم نتفق في المرّة السابقة
على الحديث في هذا الموضوع الذي يؤرق الجميع.
قاطعني بغضب:
ــ استجدّ في الساحة الوطنية ما هو أهمّ، وهو خطاب رئيس الجمهورية الذي
وجهه إلى الأمة منذ يومين.
أجبته بحدّة:
نبيت على الظلام ومحرومون من شربة ماء بارد ونحن في عزّ
الصيف، أليس هذا هامًّا ؟
وقف من مكانه غاضبا، وزمجر
كمن أصابه مسٌّ:
ــ أنت ضعيف الوطنية، وتفكر بأفكار خارجية، وسأكتب بك تقريرا لإحالتك على(
مجلس التأديب).
في مساء ذلك اليوم ألقيت له باستقالتي
من الحزب، وبطبيعة الحال رفضها، وهدّدني بأن يرفع بي تقريرا أشدّ إلى محافظة الحزب
بالولاية بتهمة عدم اهتمامي بقضايا الوطن.
من تلك السنة 1986 لا علاقة لي بالأحزاب كيفما
كانت اتجاهاتها، لا أنا عدوّ لها، ولا أنا صديق، لكني صديق لجميع مناضليها.
ملاحظة:
في تلك
السنة 1986 كنت مفتشا شابا للتربية والتعليم الأساسي، وبدأت أظهر في الساحة
الثقافية، أكتب في مجلة الثقافة، ومجلة آمال، وصحيفة الشعب، وصحيفة النصر، ومجلة (
الأديب البيروتية بلبنان) ، وأصدرت لي وزارة الثقافة مجموعتي القصصية الأولى
" أخاديد على شريط الزمن 1977" ومجموعة " القرص الأحمر 1986
"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق