السبت، 6 أكتوبر 2018

نعم للمرجعية الدينية الوطنية.. لكن؟نعم للمرجعية الدينية الوطنية.. لكن؟

نعم للمرجعية الدينية الوطنية.. لكن؟
بشير خلف
       ثلاثة أشهر الصيف، إضافة إلى شهر سبتمبر، والأسبوع الأول من هذا الشهر أكتوبر 2018 وخطيب صلاة الجمعة قبل أداء الصلاة في دروسه الأسبوعية، ما انفكّ يُبحر بنا، ويغوص في فقه أحكام الوضوء، ونواقضه، حتى أنه تفنّن وتلذّذ، وهو يشرح نواقض الوضوء وخاصة ( حاشاكم) لمّا المرء يمسّ ذكره بكفّ يده فقطّ أو بأصابعه كلها فقط، أو بأنامل أصابعه فقط، أو ببعضها.. ؛ كما الغُسُل، والحيض. وكأن الإسلام العظيم انكفأ في هذا الموضوع، ويبدو أن صاحب هذه الدروس يجهل عموم المصلين، فيخاطبهم بهذه الأحكام وكأنهم دخلوا إلى الإسلام تــوًّا، وتأكيدا أنه يجهل مضمون مادة التربية الإسلامية وتعليمها في المراحل التعليمية؛ إذ لو كان يعلم منها إلّا القليل لعرف أن الوضوء، وأحكامه تُقدّم إلى المتعلمين ابتداء من السنة الرابعة الابتدائية بكيفية مبسّطة، ثم تتوسّع سنة بعد سنة.
        درسٌ خصصه ولمدّة عشرين دقيقة لحيض المرأة؛ فما اكتفى بالأحكام الفقهية؛ بل شرّح حالات الحائض العضوية، النفسية، الأسرية، شخصها حالة، حالة، وكأنه طبيب تخصص نسائي. خصّص درسيْن في جمعتيْن متواليتيْن لأحكام الغُسُل، شخّص، أطنب، أعاد وأعاد، وتعرّض لأعضاء جسم الإنسان ذكرا وأنثى عضوا، عضوا، الظاهر والخفي، و...
      الإسلام وعظمته، وحضارته.. كما مشاكل المسلمين اليوم التي لا تنتهي، وصراعهم، وضعفهم، وقوتهم، وقضاياهم، تلخصت في فقه الوضوء، ونواقضه، والغسل، والحيض.
       ليت أن الحاضرين بالمسجد متفاعلون، ويتابعون هذه الدروس المملّة، المخدّرة التي ما أن تنتهي، حتى تعود إليهم من جديد أين مضمون " الدين المعاملة" وقضايا المجتمع الجزائري، ومشاكله اليومية التي لا تنتهي، ولن تنتهي: الإسلام والتماسك الأسري، الإسلام والتكافل الاجتماعي، الإسلام وحقّ الوالديْن، الإسلام والحفاظ على المحيط، الإسلام والصحة الفردية والعامة، الإسلام والحفاظ على الماء، الإسلام والنظافة الفردية، والمحيطية، الإسلام والحفاظ على الطاقة الكهربائية، الإسلام ومحاربة التبذير، الإسلام وطلب العلم، الإسلام والدخول المدرسي......وغيرها، وغيرها من مواضيع الساعة.
       نعم نحن مع المرجعية الدينية الوطنية؛ إنما لسنا مع مرجعية تنويمية مخدِّرة تلهينا عن واقع يومي نعايش فيه قضايا محلية، ووطنية وعالمية نعاصرها، تؤثر فينا، ونعايشها إيجابًا وسلبًا..      


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...