ثقافة النسيان...مستمرّة
بشير خلف
بكلّ حسرة نحن نحسن قبْر اللآلي والجواهر
عندنا؛ كما نتقن ثقافة التهميش، وسرعان ما نتناسى منْ قدّموا الكثير لهذا البلد. عددٌ
كبيرٌ من مثقفين وكتّاب كبار جزائريين أسّسوا لثقافة الجزائر المعاصرة، أسهموا في إثراء
الحياة الأدبية والفكرية الجزائرية، رحلوا عن دنيانا هذه؛ ولكن لا أحد منهم يُذكر في
أيامنا في أيّ نشاط ثقافي مناسباتي، وغير مناسباتي؛ أو في البحوث الجامعية، ولا في
مذكرات التخرّج. أسماء كثيرة كانت تملأ الساحة فكرا، وإبداعًا ، ومنابر ثقافية في
البلد، وفي خارجه، على سبيل المثال لا الحصر: الدكتور عبد الله شريط، الدكتور عبد
المجيد مزيان، الدكتور عبد الله ركيبي، الدكتور يحي بوعزيز، الدكتور أبو العيد
دودو، بشير خلدون، مولود فرعون، عبد الحميد بن باديس، البشير الإبراهيمي، محمد
العيد آل خليفة، مفدي زكريا، محمد ديب، آسيا جبار، الطاهر وطّار، عبد الحميد بن
هدوقة، مصطفى الأشرف، عمر البرناوي، مالك بن نبي، الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح، الدكتور
محمد أركون، أحمد توفيق المدني، الطاهر فضلاء، مالك حداد، الطاهر جعوط، أحمد الطيب
معاش، محمد الأخضر السائحي، محمد الشبوكي، محمد الصالح باوية، يحي بختي، بوعلام
بالسايح، الدكتور رابح تركي، الدكتور زهير احدادن، عبد القادر علولة، عثمان سعدي،
أحمد رضا حوحو، فرانز فانون، كاتب ياسين، يوسف سبتي،....وغيرهم، وغيرهم.
تأكيدا أن الشخصيات الثقافية والعلمية التي هي الآن على قيد الحياة تواصل
مسيرة من ذكرنا لمّا يرحلون ستغيّبهم بدورهم ذاكرة النسيان؛ لأننا لم نؤسس لثقافة
الاعتراف بالجميل لمنْ أحسن وقدّم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق