الاثنين، 8 يونيو 2020

من ذكرياتي




من كتاب الأيام للأديب المرحوم طه حسين
«...فقدْ أخذَ اللقمةَ بكلتا يديه، وغمسها بالطبقِ المشتركِ، ثم رفعها إلى فمه . فأمّا إخوتُــه فأغرقوا بالضحك . وأمّا أبوه فقال في صوتٍ هادئٍ حزينٍ": ما هكذا تؤخذُ اللقمةُ يا بني" ؛ وأمّا هو فلمْ يعرفْ كيف قضى ليلَـته. من ذاك الوقتِ تقيدتْ حركاتُــه بشيءٍ من الرزانةِ، والإشفاقِ، والحياءِ لا حدَّ له.»
       عبارة والد طه حسين الحزينة علقت بذهني منذ 1968م إلى يوم الناس هذا لــــــمّا قرأتُ كتاب " الأيام" عدّة مرّات ضمْن برنامج تحضير امتحان شهادة الكفاءة التربوية بجزئيها، جزْء الثقافة العامّة، ثم جزء الثقافة التربوية، وعلم نفس الطفل.. شهادة ترقية المعلم الجزائري حينذاك من درجة معلم مساعد إلى درجة مدرّس، علمًا أن التحضير شخصي، ليس في معهد خاص، أو مؤسسة عمومية، وترافقت صيف 1969م مع الحاج الصديق لشلح عبد الحميد حفظه الله، لتحضير بعْضِ هذا الجزء في منزل عائلته بمدينة قمار.  
       ممّا أزال أذكره أن من برنامج الجزء الأول الثقافي دراسة، وبتعمّقٍ الكُتبَ التاليةَ:
1 ــ ساعات بين الكتب لعباس محمود العقاد.2 ـــ الأيام لطه حسين.3 ـــ المعذبون في الأرض لطه حسين.4 ـــ حديث الأربعاء بأجزائه الثلاثة لطه حسين. 5 ــ ديوان محمد العيد آل خليفة.6 ــ ديوان حافظ إبراهيم.7 ــ البؤساء لفيكتور هيجو. 8 ــ إلياذة الشاعر الملحمي هوميروس.9 ــ مقامات بديع الزمان الهمذاني.10 ـــ ديوان أحمد شوقي.
       ممّا أزال أذكره أنّ إلياذة هوميروس ما عثرْتُ عليها، فانتقلـث إلى العاصمة بحْثًا عنها في المكتبات فما وجدتُها قصدتُ المكتبة الوطنية في مقرّها القديم، واشتركتُ بها، وبحثتُ عن الإلياذة فكانت بين يديّ؛ من أجلها مكثتُ بالفندق ثلاثة أيّام، ونسختُها كاملة بقلمي في كراسة 288 صفحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...