موقِفٌ ثابتٌ
صديقٌ عزيزٌ كاتبٌ ومفكّرٌ عاتبني عن عدم إعطاء رأيي عمّا يدور في الساحة الثقافية عن اتحاد الكُتّاب الجزائريين، أجبته بما نشرته في آخر شهر مارس سنة 2011 في عديد المواقع:
اتحاد الكتاب الجزائريين.. تبدّد أو تجدّدْ
كتب: بشير خلف
(ديوان العرب: 28 مارس 2011)
الوضعية التي آل إليها اتحاد الكُتّاب الجزائريين وضعية لا تُشرّف الكُتّاب، والمبدعين الجزائريين، ولا الجزائر بزخمها الفكري، والثقافي منذ عهود موغلة في التاريخ، ولا بحركية علمائها ومثقفيها، وإعلامييها..
اتحاد تكلّس وعجز عن مسايرة حركية المجتمع الجزائري، وطفرة المعلوماتية ، ووسائطها..كما عجز عن استقطاب هذا الجيل الجديد من الكُتّاب والمبدعين.
ومنْ يتولّون أمره الآن حينما جاؤوا كانوا وربّما لا يزالون يحملون شعار" التغيير" ويَــعيبون على منْ سبقوهم أنهم تسمّروا على كرسي الاتحاد بمباركة، وتزكية الشرعية التاريخية، وأزاحوهم عن هذا الكرسي الجذّاب " المحبوب" والمطلوب لكلّ منْ تهفو نفسه لمناصب أخرى حينًا من الدهر..
في الوقت الذي تتنافس فيه اتحادات الكُتّاب في العالم على دعْم كُتّاب بلدانها، ونشْر أعمالهم، وإيجاد مقرّات لهم في مستوى يليق بهم للتلاقي، والكتابة، وإلقاء المحاضرات وغيرها، وكذا إصدار" مجلة الاتحاد" الواجهة الثقافية للبلد، والوجه المشرف للاتحاد..كما أن اتحاد الكُتّاب في كل بلاد العالم هو الشريك الأول للسلطة الثقافية في إقامة التظاهرات الثقافية، والسنوات الثقافية، وإقامة معارض الكتاب الوطني والدولي، والبعثات الثقافية، والتبادل الثقافي.
أين اتحاد كُتّابنا من تظاهرة " تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية" ؟..وما موقفه من الحركات التي تهزّ العالم العربي، ومن الحراك الاجتماعي، والاقتصادي، والإعلامي الذي يهزّ المجتمع الجزائري...وغيره، وغيره من قضايا لا تسمح المساحة بذكرها.
عندما ينفض الأستاذ " سعيد حمّودي" وهو الكاتب، والشاعر المثقف، والمشارك بفعالية كبيرة في المشهد الثقافي الجزائري، وبصفته أمينًا وطنيا في الاتحاد، ينفض يديه ويرمي المنشفة في مقال له بعنوان " نداء ردّ الاعتبار لاتحاد الكتّاب الجزائريين." بيومية الفجر الجزائرية بتاريخ: 21/03/2011، وممّا جاء في المقال:
« إنه لا مناص اليوم من أن يهُبّ الكتّاب الجزائريون المنخرطون في الاتحاد بالدرجة الأولى لإيقاف المهزلة، وترحيل يوسف شقرة الذي حوّل مقر الاتحاد إلى سجن لا يــختلف عن “ ألكاتراس” كما حوّله إلى كوخ أو خُم يعيث فيه كيفما اتفق بحجة القانون الأساس الذي فبركه بذهنية ستالينية موغلة في الأحادية والسلطوية الرعناء في هيئة كان يجب أن تكون دارا للحريات، والاختلاف، وهذا موجز الأسباب الجوهرية التي تستدعي التدخل السريع لوقف المأساة الملهاة وفي جعبة كثير من الكتّاب أوراقٌ أخرى تكشف في حينها:
ـــ العجز التام عن وضع الاتحاد في خارطة المشهد الثقافي الجزائري على المستويين الرسمي والجماهيري، ولا أدلّ على الفشل الذريع من عدم إشراك الاتحاد في أية تظاهرة ثقافية كبرى شهدتها الجزائر في السنوات الأخيرة، والإخفاق الجلل في التأسيس لعلاقة صحية بين الاتحاد ومختلف المؤسسات الرسمية، والفعاليات الثقافية.»
إن الأستاذ سعيد حمّودي قال ما قال عن دراية، ولا أشكّ في أن كل الكتاب والمبدعين الشرفاء في هذا البلد يشاطرونه الرأي، ولا اعتبار لهذا الاتحاد إلاّ أن يتجدّد بشرعية تستند إلى مؤتمر وطني للاتحاد غايته بروز اتحاد شرعي لا يستند إلى نظام " الحصص" لهذا الطرف، أو ذاك، أو تلك الجهة، أو هذه.. اتحاد يمثل الثقافة والفكر في الجزائر، يجمع الشمل، ويثمّن عطاءات الأجيال، ويزكّي كل عمل ثقافي فكري يصبّ في تعزيز هُويّة الأمة الجزائرية، ويدعّم اللغة العربية..
إنْ لم تكن هذه العناصر وغيرها ديْدن الاتحاد، فليتبدّد، وليرحل دون أسفٍ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق