الخميس، 26 يناير 2023

                                      كتابٌ مُهرّبٌ من ذاكرة التاريخ الذهبية

كتب: بشير خلف

      في سنة 2003م، نظّمت الجمعية الثقافية (الرابطة الولائية للفكر والإبداع) بالوادي التي كنتُ أرأسها ندوتها الوطنية السنوية، كعادتها في كل ندوة سنوية تُكرِّمُ شخصية ثقافية مبدعة، ففي ندوتها لسنة 2003 الموسومة بـــــ" الإبداع بين التنظير والمُمارسة"  كرّمت المرحوم الدكتور أبو العيد دودو ( 1934م ـــــ 2004م) الذي ما تمكّن من الحضور بسبب مرضه، فأرسل إليّ مجموعة من مؤلّفاته نابتْ عنه؛ ومنها كتابٌ قيّمٌ مُهْدى بخطّ يده.. الكتاب بعنوان ( من أعماق الجزائر. صُورٌ سلوكيةٌ)

        نصوصٌ جميلة حكائية ترصد واقع السلوكات المختلفة للإنسان الجزائري في واقعه الحياتي المعيشي، وممّا جاء في كلمة الناشر( دار الأمّة):

« هذه صُورٌ من الأعماق فعْلًا، وبأتمّ معنى الكلمة، تنزل إلى أعماق الإنسان الجزائري سواء كان يشغل وظيفة إدارية، أو منصبًا سياسيا، أو يمارس تجارة خاصّة، أو عملًا من الأعمال الأخرى في المجالات المختلفة، تنزل إلى هذه الأعماق لتظهر لنا ما ترسّب  فيها خلال فترة قصيرة نسبيا من مشاعر غريبة، ودوافع أكثر غرابة...»

       من النصّ السلوكي الأول بالكتاب المُعنْون" الوساطة حليبٌ":

« في يوم من أيّام رمضان الكريم، وقد كان رمضان أبدًا كريما؛ ذهبتُ إلى بئر الخادم، ولم أكن أريد أن يخدمني أحدٌ ..فزمان الخدمة قد ولّى ، ولم أذهب إليه في هذه المرّة لأبحث عن الماء المرتبط بالبئر؛ ولو أن الماء يحتاج في بعض الأحيان إلى أن نبحث عنه كما نبحث عن حبّة ضاعتْ في الرّمل؛ وإنما ذهبتُ أبحث ( عن الحليب)، ولعل الصحيح أن أقول ذهبتُ ( أتسوّل الحليب)، والسبب؟

       لقد تساوى التسوّل والشراء عندنا، والدراهم لم تعُــدْ تُــغْني فتيلًا.. ذهبتُ لأشتري الحليب الذي افتقدناه في الأيّام الأولى من شهر رمضان. ص: 03 »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...