الجمال والأدب
كتب:
بشير خلف
هناك فرعٌ من فروع الفلسفة هو: «علم الجمال» جعل
المُهتمّين بالجمال والفنون يتساءلون:
ـــ ما هو الجميل، وما الشروط التي تتوافر في الشيء
حتى يُعـدّ جميلًا؟
وأجابوا عن ذلك إجابات عديدة، ووضعوا القواعد المختلفة التي تـنطبق على كل جميل. وهذه الأسئلة، والإجابات، والقواعد يمكن تطبيقها على الإبداع الأدبي؛ لأن الأدب ليس له قيمةٌ إلا في جماله:
ـــ جمالُ لفظه، وجمالُ معانيه، وجمالُ عواطفه، وجمالُ
خياله، فإن خلا من هذا الجمال لم يعُــدْ أدبًا.
ومن أجل ذلك فإنّ الأدب يخاطب العاطفة لا العقل، كما هو الشأن في الموسيقى، والتصوير، والنقش؛ إنما الذي يخاطب العقل وحده هو العلم لا الفن؛ فالقصيدة من الشعـر، والوردة في غـصنها، والقمر في سمائه، والجبل المُعمَّم بالثلج، والتمثال المُحكَم الأنيق، والبناء الشامخ المشيد، والقطعة الموسيقية الجيدة التوقيع، ووجه المرأة الحسناء، والرواية الحسنة، والقصة الحلوة؛ كلها نسمِّيها جميلًا،
وكلها يخضع لقوانين الجمال، فإن اختلفتْ في شيء فاختلافٌ في التفاصيل لا في الأسس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق