علي عبود يقدم رؤية للفكر العربي في خطابات الـ”الما بعد”
صدر حديثا عن منشورات الاختلاف
الجزائرية ومنشورات ضفاف اللبنانية مؤلف جديد يحمل عنوان
خطابات " الما بعد "، في استنفاد أو تعديل
المشروعات الفلسفية”، كتبه مجموعة من المؤلفين الذين ينتمون إلى مختلف بلدان العالم
العربي منهم الكاتب علي عبود المحمداوي الذي أشرف عليه وقدّمه.
العمل الذي جاء من الحجم المتوسط عبارة
عن دراسة معمقة في الفكر العربي من خلال بعض المفاهيم التي لا تزال غامضة وتحتاج إلى
شرح وتفسير كبيرين انطلاقا من العنوان ”خطابات مابعد” الموصوف بالتجاوز، حسب ما طرحه
علي عبود في المقدمة، حيث قال متسائلا هل يحق لنا الكلام في الـ ”مابعد” بوصفه تجاوزاً،
في وضع فكري عربي لا يزال يراوح في إمكانية تجاوزه للـ ”ماقبل” والقدامة؟! هذا إشكالٌ
قد يضع الإصبع على الجرح النرجسي، الذي لا يريد أن يندمل في تمسكنا بالبالي من تراثنا
/ قدامتنا، فهاجس التقدم الحداثي المنشأ هو الذي دفع الحداثة لان تتجاوز مشروعيتها،
بويلاتها المشخصة، ثم لتُجهز عليها.
بينما لا يزال الحنين
يقتلنا ويغض أبصارنا إن بقي رمق من حياتنا عن تلك المقولة لاستهلاكها. حيث يحاول الكتاب
وفق ما تطرق إلى إليه عبود أن يشير إلى الدراسات والبحوث التي تطرقت الحداثة من خلال
مفاهيم الـ”ما بعد” والى المكان الإنساني والإبداع الحر فيه، البعيد كل البعد عن التقليدية
والتنميق. كما يشير البعض إلى أنّ مثل هذه المصطلحات تعني الانفصال عن الواقع والتطلع
الهمومي والنضالي للمجتمعات العربية لكن شريطة تأسيس قاعدة يمكنها أن تلحق بها بأداء
الما بعدية التجاوزية، التي تحتاج حسب الكثير من الخبراء والمختصين إلى ضرورة استيعابها
وفهمها بشكل كبير حتى تحقق الشرعية بخصوص الحديث عنها.
وفي السياق ذاته يطرح
كاتب المقدمة رأيا آخر حول وجود مختلف مطالب هذه الخطابات التي تلح على السيرورة الضرورية
لفهم واقعنا وإنجاز مشاريعنا في العالم العربي، فما بعد الميتافيزيقا وما بعد العلمانية
يجب إعادة النظر في البناء انطلاقا من إعادة وزن المشاكل العربية المختلفة، حيث استقرا
النتائج المترتبة على ما بعد الحداثة من قبول المختلفات والإيمان بالتعدد وإعادة المعنى
للهامش بعد الإقصاء، مع مراجعة الإمكانيات من حيث الحضور في عالم يعاني من المركزيات
وسيطرة الفكر الإيديولوجي الغربية وهيمنة الغرب كذلك على الجغرافيا والعرقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق