أمسية
امرأة وكتاب بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالوادي
بقلم:
بشير خلف
في إطار نشاطاتها الفكرية ، والأدبية
الشهرية نظّمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الوادي أمسية أدبية مساء
يوم السبت 07 ديسمبر 2013 بمقرّها الرئيس ببلدية حسّاني عبد الكريم ، تحت شعار: (
امرأْة وكتاب) ..ضيفة هذه الأمسية القاصّة المبدعة لامية بلخضر التي حملت معها متعة
الحكي ، وجمالية السرد ، وسحْر فضائه ..وهي القادمة من الأوراس الأشمّ .
في حضور مميّز لمثقفين من الولاية،
ومبدعين في الأدب والفكر، ومهتمّين بالسّرد الحديث جرت فعاليات الأمسية التي
استهلّها الأستاذ تامّة التجاني مدير المكتبة الذي رحّب بالمبدعة القاصّة الضيفة،
وكذا بالحضور الذين داوموا على حضور كل فعاليات ، ونشاطات المكتبة سواء في مقرّها
الرئيس، أو في ملحقاتها بالبلديات.
إثر ذلك أُعطيت الكلمة للقاصة لامية بلخضر
التي أثــنت على الدعوة الموجهة إليها من مدير المكتبة، وفرحها بالمجيء ، وسعادتها
بين جمهور مميّز ، لتقدم بعض مقاطع من نصوصها السردية بدءًا من مجموعتها القصصية
الأولى: ( عصيٌّ على النسيان) التي صدرت عن جمعية شروق الثقافية بباتنة سنة 2008
..
1
ــ فمن قصة " انعكاسات المستحيل
" بهذه المجموعة ، قرأت القاصة بعض
المقاطع ، منها:
( ...
تسارعت خطواتي أكثر ..وتسارعت دقّات الفؤاد، وأنا أمتطي الحافلة !
قبل
المجيء إلى هنا .. أقنعت نفسي بأن أُخلّف كل شيء ورائي وأرحل . لا يهمّ كمْ من
الوقت يستغرق جرحي ليندمل ! المهمّ أنه سيندمل أخيرًا . طول الطريق وأنا
أفكر : « كيف سيستحيل كل شيء هنا ؟ » هل من الممكن أن يتألم شيء ما لرحيلي ، أم أن
الكلّ هنا عايش الافتراق حتى الاعتياد ؟ )
2 ــ ومن
مجموعتها الثانية ( لك ... أعلنتُ الولاء ) التي صدرت عن دار الهدى للطباعة والنشر
والتوزيع بعين مليلة سنة 2013 قرأت القاصة بعضا من مقاطع قصص هذه المجموعة ، فمن
قصة : " الذكرى واللهب " :
( يؤرقني
السؤال : هل حقًّا رحلنا من الماضي ، أم أن الماضي خلّفنا ومضى ...في حين أننا لا
زلنا نعتصر ما تبقّى عالقا منه فينا ؟ ! ... الماضي يبعد عنّا كثيرا حتى وإنْ بدا على
بُعْد بضع سنين !! ... أتذكر جيدا كيف كنا ..كيف كان الحلم يسكننا ، أو ربّما كيف كنّا نسكنه
..ثم صار ذاك الحلم وهما ، أو قلت إنْ شئتَ مستحيلا ! ؟ أحلامنا تتشابه كثيرا ...آمالنا وُلدت سويًّا، ثم انتهت وانتهينا
.أقترب نحو المدفأة ..الليل يقارب على الانتهاء، وأظنني تخطّيت النهاية مذ زمن .
والذكرى لا زالت تتمايل بيني وبيني ..تسائل عن المستقر.)
ومن نفس المجموعة قرأت من قصة : "
دُعابةٌ للأمل "
( لا
أدري ...أكان ذلك وهما ؟ أم أن القدر مثلا قرر أن يجمعنا ؟ أخيرًا !!!! بعد ما جرّني الشوق في كل الأمكنة ..أسائلها عن
حضرتك ؟ ؟ ... لن تصدق كنت أبحث عنّي فيك ! ! كلّفني السفر إليك شيئا
أنستنيه لحظة رؤياك !! في آخر مرّة ودعتك ، منّيتُ
نفسي أن لن نفترق إذا ما التقينا مرّة أخرى ..لا يهمّ كم من الوقت يلزم لنلتقي من
جديد ، ولا يهمّ أين سنلتقي !! )
3 ــ
وتحت إلحاح الحضور تحدثت القاصة لامية عن مشوارها في الكتابة عامة، وانحيازها
للسرد بداية بالخاطرة، فالقصة القصيرة ثم الرواية ..الانطلاقة كانت بنادي الفكر
والإبداع بمدينة المعذر، وهي طالبة في التعليم الثانوي ، والنص القصصي الأول نُشر
في صحيفة رسالة الأطلس التي كانت تصدر بباتنة تحت عنوان الرحيل ، ليتواصل النشاط
الثقافي والإبداعي القصصي ضمْن فضاء " نادي الحرف العربي " بجامعة باتنة
، والمشاركة في مسابقات القصة، والفوز في كل مرّة على التوالي بالمراتب الأولى،
لتصدر للكاتبة وفي آخر سنة لها بالجامعة سنة 2008 مجموعتها القصصية الأولى ( عصيٌّ
على النسيان ).
4 ــ
مناقشة تلت مداخلة القاصة شارك فيها مبدعو السرد مثلما ما شارك فيها مبدعو الشعر
لتخلص إلى أن القاصة لامية بلخضر تواجدت في الساحة الأدبية الجزائرية بخطًى ثابتة
، وبتأنٍّ ، ووعيٍ فكري معرفي متدرّجٍ ، وتحدٍّ للراهن من خلال طبْع أعمالها على
حسابها الخاص؛ كما أن نصوصها السردية تتطوّر بتوالي الأيام ، وتتسامى فنيا ومعرفيا،
وتتجاوز الذات المتشكية ..الذات الرومانسية إلى آفاق أوسع ، إلى تساؤلات الكينونة
، وعلاقة الذات مع الآخر في نصوص تتميز بالتكثيف ، والشعرية ، وتغليب الجملة
الفعلية الموسومة بحركية الشخوص في فضاء زمكاني متحرّكٍ ، وبتقنية إدهاش المتلقّي
من خلال تكتيكات لغوية حداثية.
مسيرتها الإبداعية بعد مجموعتيْها
القصصيتيْن تتواصل بقرب صدور روايتها الأولى:( متْحف الذاكرة)
5 ــ
وكما في كل مثل هذه الأمسيات الأدبية الجميلة التي تنظمها المكتبة العمومية أمتع
الفنان المطرب غزال عبد الرحمن بصوته الجميل، وأدائه المميّز ، وعزفه على العود
رفقة العازف المميّز على الكمان منّاني نورالدين .. أديا أغنيتين من الطرب الجميل تماهى
معهما الحاضرون ؛ ممّا أضفى على الأمسية
جمالا في جمال ..من جمالية السرد إلى جمالية الطّرب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق