المكتبة
الرئيسية للمطالعة العمومية بالوادي
تُحيي الذكرى
الأولى لافتتاحها
بقلم: بشير خلف
احتفائية مميّزة
انتظمت مساء اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2013 بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية
لولاية الوادي بمقرّها الكائن ببلدية حسّاني عبد الكريم بمناسبة مرور سنة على
افتتاحها من طرف السيدة وزيرة الثقافة، وتعيين الأستاذ تامّة التجاني مديرا لها
..التجاني الرجل المثقف ابن القطاع الثقافي، وصاحب الخبرة الطويلة الذي كان سابقا
يشغل مسؤولية كبيرة بدار الثقافة..
الحضور في الاحتفائية
كان مميّزا من: مثقفين، وكُتّاب، ومبدعين، وإعلاميين، وطلبة، ومحبّي الثقافة
والإبداع الأدبي من سكّان الولاية، ومن سكان بلدية حساني عبد الكريم، حيث القاعة
لم تستوعب الحضور الذي جاء بأعداد كبيرة، والمناسبة بمثابة عيد.
نشّطت الاحتفائية
الإعلامية المتألقة باية وزيق التي بخبرتها الطويلة، وفنياتها، وثقافتها ،
وتمكّنها منحت للحدث ألقه وبريقه ممّا جعل الحضور يتفاعل مع مكوّنات الاحتفائية
التي استُهلّت بالنشيد الوطني الذي تفاعل معه الحضور وقوفًا وأداء.
المكتبة فضاء
رحْبٌ لنشْر المعرفة، وتنشيط المشهد الثقافي
كلمة الأستاذ تامة
التجاني مدير المكتبة شكر فيه بداية كل الحضور ، ثم ذكّر بأن هذه المكتبة العمومية
التي يرأسها هي:
ــ فضاءٌ للفكر والثقافة، والتثقيف.
ــ فضاءٌ للكتاب والكُتّاب .
ــ فضاءٌ مفتوح للمبدعين بكل أنواعهم : في الشعر، في السرد، في
المسرح : في الفنون التشكيلية.
ــ فضاءٌ للطلبة والتلاميذ.
ــ فضاءٌ لكل طالبي المعرفة : الورقية، الإلكترونية، السمعية البصرية
، التشكيلية.
ــ فضاءٌ رحْبٌ للقراءة والمطالعة.
فالمكتبة سعيدة باحتضان
الجميع ، ورشاتها، مكتبتها، مرافقها ، موظفوها وعمّالها، ومديرها في خدمة الجميع،
وأبواب المكتبة مفتوحة من الساعة الثامنة صباحً إلى الثامنة مساء.
وإذا كانت السنة الأولى
من عمر المكتبة شهدت أكثر من ثلاثين نشاطًا مختلفا؛ فإن السنة الثانية وفق قول الأستاذ
تامة التجاني إضافة إلى نفس النشاطات سيتمّ التركيز على دعْم رصيد المكتبة بكتب
جديدة سواء عن طريق الشراء، أو بما ترسله وزارة الثقافة، أو بما يتبرّع به الأفراد
، ولذلك أطلقنا على السنة الثانية:(سنة الكتاب) ..إن هذه الذكرى التي تجمعنا اليوم
كأسرى ثقافية واحدة تدفعنا معًا إلى ثقافة التعاطي مع الكتاب كوسيلة حضارية لتغذية
العقل، وتهذيب النفس، وتربية الحسّ الجمالي.
سنة عامرة بالحركية
الثقافية
عُرض شريط باحترافية
أظهر مرافق المكتبة، ووظائف كل مرفق، والنشاطات التي تمّت من ندوات، ومهرجانات،
واستضافة للكتاب والمبدعين، ومسابقات، ورحلات للمنتسبين ، ومثقفين ، وغيرها ممّا
يجعل هذه النشاطات تنيف عن الثلاثين.
وصلات طربية
الطرب الأصيل كان
حاضرًا في هذه الأمسية، حيث تخلّل الطربُ فقرات الاحتفائية، فقد أمتع الحضور في البداية المنشد المعروف كمال
رزوق بموّال رائع جدّا أدّاه بصوته العذب الجميل تألّق فيه ، ورافقه في ذلك الفنان
المطرب غزال عبد الرحمن عازفًا على العود، والفنان منّاني نور الدين عازفا على
الكمان.
وفي وصلة أخرى أمتع
الحضور الفنان شريط العروسي المتحصّل أخيرا على ( العرجون الفضّي ) في مهرجان الأغنية والموسيقى السوفية الذي
اختتمت فعالياته منذ يومية ..أمتع الحضور بأغنيتيْن من أغاني المطربة الكبيرة
الراحلة أم كلثوم.
والوصلة الأخيرة كانت
للفنان المطرب غزال عبد الرحمن الذي أدّى بامتياز أغنية: رباعيات الخيام للراحلة
أم كلثوم ، حيث تألق أداء، وطربًا وعزْفًا ..كانت لحظات جميلة في التسامي بالذوق ،
والجمال .
مدير المكتبة
الأستاذ تامة التجاني بإنسانيته السامية، وبذوقه الرّاقي، وباعترافه للجميل أبى
ألاّ تمرّ مناسبة كهذه ولا يكرّم كلّ من قدّم يد المساعدة لهذا الصرح الثقافي
الفتي ، فحظي بالتكريم كل من :
ــ براعم المكتبة الذين فازوا في أحسن تلخيص للكتب في مسابقة :
" تلخيص كتاب ".
ــ تكريم الشاب الجامعي الباحث عبد القادر عزّام على مساهمته في جمْع
المخطوطات، والصور التاريخية.
ــ تكريم ابن علي محمد الصالح الفائز في " السنام الذهبي "
كأحسن مؤلف سنة 2013 .
ــ تكريم إذاعة سوف الجهوية على مرافقتها، وتشجيعها لكل ما تقوم به
المكتبة العمومية.
ــ تكريم يومية " الجديد" عن مرافقتها للمكتبة .
ــ تكريم دار الثقافة بالوادي ممثّلة في مديرها الأستاذ محمد حامدي .
ــ تكريم الفنان الكبير غزال عبد الرحمن
ــ تكريم منشطي نشاطات المكتبة: الشاب الشاعر بشير غريب، والشاب
القاص بادي عبد الرزاق ، والمنشطة الكبيرة المتألقة باية رزيق التي هي أهلٌ
للتكريم والتقدير.
كما
كرّم مدير المكتبة عددا من موظفي وعمّال المكتبة وهي لفتة طيّبة ، ومشجّعة .
ليعلن مدير المكتبة في
النهاية عن أحسن شعار للمكتبة العمومية تمّ قبوله أبدعه الفنان التشكيلي المعروف
سواسي محمد البشير: شعار يتقدمه كتاب مفتوح تغطّي جزءا من صفحته على اليسار رمالٌ
ذهبية، وتعلو الكتاب العمارة السوفية بقبابها، وأقواسها، وصومعة المسجد ..( معرفة ..تمسكٌ
بأرض الأجداد ..عمارة تحتضن الهُويّة السوفية ..انتماء للإسلام الحنيف.)
ضيفة الاحتفائية
كانت مفاجأة للحضور حينما أهلّت المذيعة التي كانت أيام زمان في الإذاعة الوطنية مذيعة الصغار قبل الكبار مامّا نجوى التي كانت سعيدة وفرحة بوجودها بمنطقة وادي سوف، وبتواجدها في هذه الاحتفائية.
حركية ثقافية في
المكتبات الفرعية
إذا كانت المكتبة
العمومية بالوادي إضافة إلى هذه النشاطات المختلفة فإنها في الأسبوع الأول من كل
شهر تحتضن نشاطا في مقرها الرئيس، في نفس الإطار فروعها الأخرى في البلديات تحتضن
نشاطات وبحضور المدير الأستاذ تامة التجاني ، قد تكون هذه الندوات مثل : تجربتي في
الكتابة ، كاتب وكتاب، امرأة وكتاب ، ... نشاط المكتبة يتوسّع إلى العديد من
البلديات.
المكتبة العمومية فضاءٌ حرٌّ للتثقيف
والإبداع
تهتم المكتبات العامة بجميع
مجالات المعرفة، ولها العديد من الوظائف منها: كالوظيفة التثقيفية ،والوظيفة التعليمية
، والوظيفة الإعلامية ، والوظيفة الترويحية .
فالمكتبة العامة تحرص على
توفير الموارد التثقيفية، وتقديم الخدمات التي تكفل للمستفيد منها التذوق الفني والجمالي،
فضلا عن التكيف مع ظروف المجتمع، وهذه هي الوظيفة التثقيفية ؛ كما للوظيفة التعليمية
للمكتبة العامة جانبان أساسيان أولهما دور المكتبة في دعــم وظيفة المكتبة المدرسية
، أما الجانب الثاني فيتمثل في دور المكتبة العامة في تعليم الكبار؛ أما ما يتعلق بالوظيفة
الإعلامية فان المكتبة العامة عادة ما تحرص على توفير مقومات الإحاطة بالإحداث الجارية
والقضايا التي تهم مجتمع المستفيدين في إطار معرفي.
والوظيفة الترويحية لهذه
المكتبات تتمثل في حرصها على اقتناء المواد التي تفيد أفراد المجتمع في قضاء وقت الفراغ
، سواء كانت هذه المواد من الكتب، أو المجلات
العامة، أو المطبوعات بوجه عام ، أو التسجيلات
السمعية والبصرية ، أو توفير خدمات الأنترنيت .
ولا تقتصر مهمة المكتبات
العامة على الأنشطة القرائية، وإنما على تهيئة مقومات الأنشطة الثقافية الأخرى كالندوات،
والمحاضرات، والعروض المسرحية، والحفلات الموسيقية، وقراءات في كتب صدرت للتوّ ...
إلى أخر ذلك من الأنشطة المرتبطة بأهداف هذه الفئة من المكتبات التي تلبي احتياجات
بعض الفئات كالمعاقين والأميين، بل ومن مهامّها تقديم المساعدة للكُتّاب ، والمبدعين بطبْع أعمالهم،
ونشْرها.
إن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالوادي لتقوم بهذه المهامّ
كلها، بل وتجاوزتها إلى نشاطات أخرى تفرضها الحياة المعاصرة بما تفرضه من مسايرة
لمستجدات العصر، وما يوفّره من تكنولوجيات الاتصال، وفضاءات للمعرفة المعاصرة.. مكتبة
تعيش ، وتساير العصر.. في مدّة سنة واحدة برزت صرْحًا ثقافيا مَشعًا على المنطقة
والولاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق