إصدار جديد حول أربعينية الراحل الدكتور أبو القاسم سعد الله بالوادي
بقلم: بشير خلف
بمقرّ المكتبة العمومية بقمار انتظمت أمسية
ثقافية مساء السبت 27 سبتمبر 2014 حضرها جمهور من المثقفين والمبدعين، ومحبّي
الراحل شيخ المؤرخين الدكتور أبو القاسم سعد الله، وخاصة كوكبة من الشباب كانوا
حاضرين ومهتمّين.
موضوع الأمسية : تقديم كتاب
" من وحْي الذكرى" مجموع مداخلات المشاركين في أربعينية الراحل أبو
القاسم سعد الله التي انتظمت في 25 جانفي 2014 .. الكتاب من إصدارات المكتبة
الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الوادي.
في البداية رحّب الأستاذ
تامّة التجاني مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالولاية بالحضور، ونوّه
بمثل هذه الأمسيات الثقافية، والجلسات الأدبية لما لها من التثقيف، والتوعية،
ونشْر المعرفة، والتعلّق بالكتاب والمطالعة، ليتطرّق إلى الكتاب موضوع الأمسية،
حيث استعرض مواضيع الكتاب، وكُتّاب هذه المواضيع وعلاقاتهم الشخصية بالراحل، من حيث
منهم منْ درسوا عليه، وآخرون زاملوه في التدريس بجامعة الجزائر، والبعض نهلوا من
معارفه الغزيرة والمتنوعة، وآخرون صادقوه وعرفوه عن قرْبٍ.. كل هؤلاء تكلموا عنه
في الأربعينية بهذه المواضيع المدبّــجة من شهود معاصرين للراحل.
الكتاب من الحجم المتوسط ذو
إخراج فنّيّ جميل يقع في 160 صفحة ..الغلاف من تصميم الفنان التشكيلي سواسي محمد
البشير.. مضمون الكتاب إضافة إلى تقديم الإصدار للأستاذ تامة التجاني، وكلمات مدير
الثقافة بالولاية الدكتور حسن مرموري، ونجل الراحل الدكتور أحمد، والدكتور العقبي
بن عبد المجيد حبّة، وكلمة عرفان وتقدير لفقيد الجزائر أستاذ المؤرخين الجزائريين
للدكتور ناصر الدين سعيدوني؛ تأتي مواضيع الكُـــتّاب المشاركين : الأستاذ محمد
الهادي الحسني، الدكتور أحمد حمدي، الشاعر السعيد المــثردي( قصيدة)،الدكتور عبد
العالي رزاقي، الدكتور محمد الأمين بلغيث، الدكتور أحمد زغب، الدكتور ابراهيم
لونيسي، الأستاذ سعد الله عبد الرحيم، الأستاذ سعد العمامرة، الأستاذ بشير خلف،
الشاعر سليمان جــوادي ( قصيدة).
ثم أحيلت الكلمة للأستاذ خلف
بشير الذي استعرض علاقته بالراحل ومعرفته به التي بدأت من خلال مجلة الثقافة في
أواخر السبعينات، والثمانينيات من القرن الماضي، وإهداء الراحل له المجموعة
القصصية " سعفة خضراء " لتتوطد فيما بعد العلاقة من خلال اللقاءات في
زيارات الراحل لمسقط رأسه " قمار" وتبادل المؤلفات، وخاصة ما تطبعه
رابطة الفكر والإبداع، وإصدارات مديرية الثقافة، ودار الثقافة سيّما مجلة "
القباب " التي أُعجب بها الراحل، وكان حريصا على أن تكون بين يديه بكلّ
أعدادها.
الأستاذ عبد الرحيم سعد الله
ابن عمّ الراحل والذي يعتبر الرجل المقرب من الدكتور الراحل، والذي يلازمه في
زياراته لمسقط الرأس، وزياراته المتكررة له في العاصمة، أكّد في كلمته أن أبا
القاسم بقدر ما هو موسوعة معارف، وباحث، ومثقف، ورحّالة، وصاحب نظرة عالمية للفكر
والثقافة؛ إلاّ أنه يعشق الصحراء الجزائرية، ويعتزّ بانتمائه إليها؛ كما أن نظرته
إلى ربوع " سُوفْ " نظرة حميمية خاصة من حيث زخمها الثقافي والتاريخي،
وكثرة علمائها، وحركية مشهدها الثقافي، وثبات الهُوية بها كالأصالة، والعروبة،
والقيم الإسلامية.. من ذلك أنه أوصى بأن يُدفن في مسقط رأسه بمدينة قمار.
الراحل كما أكّد ابن عمّه
رجل صلبٌ .. محارب ومقاوم من أجل الحفاظ على هذه القيم في مواقفه، وآرائه،
وكتاباته، ومن أجل هذا كــثُــر أعداؤه في الجزائر وفرنسا من فرنكونيين،
وعلمانيين، ويساريين، وطرقيين، حيث لاقى الأمرّيْن من هؤلاء، ومن العديد ممّن
بأيديهم الحلّ والربط بالجزائر، حتى أنه فضّل المنفى الاختياري في الأردن للتدريس
في الجامعة هناك ممّا مكّنه من جمْع بعض المال لبناء مسكنه الخاص بدالي إبراهيم
بالجزائر العاصمة، المسكن الذي عجز عن بنائه طوال مساره العلمي والبحثي مثلما عجز
عن شراء سيارة أخرى غير التي ملكها من نوع بيجو 505 إذ بقيت عنده حتى إلى السنوات
الأخيرة من عمره، ولعلّ الفرصة الوحيدة التي من خلالها تحصّل على جائزة مقدارها
خمسة آلاف دولار، كان بإمكانه أن يستغلّها لفائدته إلاّ أنه آثر التبرّع بها
لجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة.
في نهاية الجلسة الأدبية ذكّر
الأستاذ الهادي منّاني رئيس جمعية الأمين العمودي الحضور بفكرة الأربعينية، وكيفية
بلورتها التي كانت في مدينة قالمة في شهر ديسمبر 2013 ، والجمعية الثقافية الوطنية
الأمين العمودي في ندوتها الفكرية يُــبلّغ بوفاة الدكتور بلقاسم سعدالله، فتخصص
نصف يوم للحدث، وتقرر أن تكون الأربعينية بمدينة الوادي، حيث شُرع في تحضيرها
بمشاركة، ومساهمة القطاع الثقافي كمديرية الثقافة، ودار الثقافة، والجمعية
الثقافية الوطنية الأمين العمودي، والرابطة الولائية للفكر والإبداع.
في كلمته الختامية تعهّد
الأستاذ تامة التجاني مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالولاية بأن هذا
الإصدار بداية الغيث، وأنه شخصيا حريص على أن تتناول هذه الإصدارات وفق الإمكانات
المُتاحة كل شخصيات الولاية الفكرية والثقافية على التوالي سواء كانوا أحياء، أو
رحلوا، وأن تحتفي المكتبة الرئيسية بسيرهم، وبما قدموه للجزائر من فكر وإبداع،
وتنوير للعقول.
وقد وُزّعت نسخ الكتاب هديّة
لكل الحاضرين في نهاية الجلسة الثقافية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق