أمسية فكرية أدبية ممتعة مع الروائي الجزائري: سمير
قسيمي( أمسية قراءة في كتاب)
بقلم: بشير خلف
أمسية
أدبية فكرية ممتعة انتظمت مساء يوم أمس السبت 11 /09/2014 بالمكتبة الرئيسية للمطالعة
العمومية ببلدية حساني عبد الكريم بولاية الوادي.. الجلسة في إطار " كاتب
وكتاب " كان ضيف الأمسية الكاتب الروائي النشط سمير قسيمي الذي قــــدِم من
الجزائر العاصمة.. والكتاب الذي كان محور الأمسية روايته الأخيرة : ( حبٌّ في خريف
مائلٍ ) الرواية صدرت أخيرا عن: منشورات ضفاف، ومنشورات الاختلاف ، وستُعرض لأوّل
مرّة في المعرض الدولي للكتاب في طبعته الأخيرة.
كان الحضور
مميّزا ومن عشّاق السّرد الروائي.. في البداية رحّب الأستاذ تامة التجاني مدير
المكتبة الرئيسية بالروائي الضيف، وقدّم مسيرته الأدبية، ذاكرا رواياته الست التي
أصدرها، وحصوله قبل سنوات على جائزة الهاشمي سعيداني للرواية التي ترعاها جمعية الجاحظية،
وما قاله النقّاد والروائيون المتخصصون في المشرق العربي عن أعماله، وما تتميّز به
مثل روايات: يوم رائع للموت، هلابيل، الحالم، في عشق امرأة عاقر، تصريح بضياع،
إضافة إلى روايته الجديدة.
تحدّث
الروائي سمير عن رحلته في عالم السرد، وكيف انجذب إليه، وبدأ يشغل عليه، والعراقيل
والتجاهل اللذيْن صادفهما مع نشر وتوزيع أول رواية له، وكيف وزّعها مجانًا على
الصحافة المكتوبة، والأصدقاء، وفي مطار الجزائر الدولي ولم يُلتفت إليها داخل
الوطن، فكانت الالتفاتة السحرية من إحدى المبدعات المصريات، وقد أجبرتها ظروف
تأخّر انطلاق الطائرة في مطار الجزائر لتقع الرواية بين يديها، ويجلب انتباهها
العنوان الذي كان بالفرنسية، والمتن الروائي بالعربية، أعجبتها الرواية، وبعد
رجوعها إلى القاهرة كتبت عنها دراسة، وعن كاتبها.
تحدث
سمير عن روايته الجديدة " حبٌّ في خريف مائل " عن مضمونها، والأفكار
التي تحملها، والشخوص، والبطل الرئيس صاحب الخمس والثمانين سنة.. سمير في روايته
هذه ينوب عن نور الدين بوخالفة في سرْد الرواية.. هو في هذه الرواية " راوٍ
متخفٍّ " تقنية حسب قوله كثيرا ما يلجأ إليها بعضُ الروائيين، ليُقوّل هذا
الراوي المتخفّي ما لم يجرأ الروائي صاحب النص على قوله لدواعي اجتماعية، سياسية،
أخلاقية، ...
يقول
سمير: « بعد ستّ روايات حتى الآن، لا أزال لم أشعر بالرضا عن نفسي؛ إذْ لا أزال
أبحث، وألهث وراء الرواية التي أحلم بها..
»
وعن
التقنية الروائية يرى سمير: « ...هناك عدة طرق لكتابة الرواية، وكل رواية تفرض
تقنيتها على كاتبها، والرواية الحقّة هي التي تجعل المتلقّي يقرأ نصّا غير
متوقّع.. كما أن الأدب الإيطالي الذي من رواده الروائي الكبير الراحل ألبرتو
مورافيا، صاحب روايات :الاحتقار، السأم، مراهقون، أنا وهو، ...والذي ثبّت سمير
فقرة من أقواله في بداية روايته الجديدة حول ضرورة أن تكون الرواية واقعية مستمدّة
من حياة الناس اليومية.. يقول سمير: « إن الأدب الإيطالي المعاصر يتفوّق عن الأدب
اللاتيني لتميّزه بالمشهدية والحركية الجمالية، وتشخيص حيوات الناس بصيغ جذّابة،
وهذا سرّ نجاح السينما الإيطالية. »
النقاش
كان ثريّا شارك فيه العديد من الحضور.. الأسئلة تعددت، وتنوعت: ما مدى تأثير
الأدبي اللاتيني فيك باعتباره أدبا مشهديا سينمائيا يتجدد ويبهر جماليا ؟ ..هل
تشبّعتَ بثقافة سينمائية ؟ .. هل هناك مشكل مقروئية في الجزائر، خاصة للأعمال
الروائية؟ ..لماذا ينعدم عندنا إعلام ثقافي في الجزائر يحتفي بالإصدارات، ويروّج
لها، وينظم ندوات حولها، ويستضيف مبدعيها ؟ ..هل هناك نقْدٌ متخصص في الجزائر خارج
النقد الأكاديمي المغلق على نفسه بالجامعات الجزائرية ؟
الروائي
سمير أجاب إجابات وافية عن هذه الأسئلة وغيرها، وما لاحظه الحضور أنه ملمٌّ
بالحركة الأدبية العربية، والأجنبية وخاصة عالم الرواية وكتّابها.
كانت
أمسية رائعة اختتمها الروائي سمير ببيعٍ بالإمضاء لروايتيْه : " تصريحٌ بضياع
" و " وحبٌّ في خريف مائلٍ " .
كما كُرّم الروائي سمير قسيمي في الختام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق