المقاهي الأدبية .. مجالس الأنس، ومنبع التثاقف
بقلم: بشير خلف
في بلادنا في
السنوات الثلاث الأخيرة بدأت تظهر إلى الوجود المقاهي الأدبية الثقافية هذه
المقاهي، تحديدًا في مدن الجنوب الغربي، والشرقي، أوّل مقهى حسْب علمي مقهى"
كمال " بعين الصفراء" يشرف عليه كوكبة من مثقفي المدينة باللغتيْن،
فالمقهى الأدبي بتقرت الذي يشرف عليه الشاعر سعداوي لخضر؛ أيضا مقهى "
كسّاب" بمدينة الوادي، يوم السبت، وحسبما تناهى إليّ أنّ هناك مقهى أدبيا ظهر
بمدينة بسكرة، وربّما في مدن أخرى.
كثيراً ما لعبت المقاهي
أدواراً تجاوزت إلى حد بعيد وظيفتها الأولى، وهي استقبال الروَّاد الراغبين في تمضية
بعض الوقت حول فنجان قهوة، أو كوب من الشاي. ولعل دور المقهى الثقافي للمقهى كان من
أبرز هذه الأدوار المضافة على الوظيفة الأساس. حتى أن بعض المقاهي دخل عالم الأدب والثقافة
بفعل روَّاده الذين من خلال طغيان حضورهم على حضور غيرهم، حوَّلوا هذا المقهى أو ذاك
إلى مكان أقرب إلى المنتدى أو المكتبة العامة، منه إلى المقهى.
بوادر خير تعيد للمثقفين،
والأدباء لحمتهم، أُنسهم، تمتين علاقاتهم، تثاقفهم، ارتباطهم بالجمال والفنون، وأكيدٌ
ذاك قد ينعكس على المجتمع في شكل مشاريع ثقافية فنية بمستوى عالٍ.. ذاك ما نتمنّاه.