العطر
رفيق الإنسان.. شذى الأزل
بقلم: بشير خلف
للعطر
مكانة خاصة في حياة كل امرأة ورجل، به يرتبط أريج الذكريات ومنه تفوح روائح الأحلام
والأمنيات، كما يرتبط بالأناقة، والظهور البهي أمام الآخر.
كما
بقي العطر قروناً رفيق درب الشاعر العربي، ومكوناً أصيلاً من مكونات القصيد الجمالية.
لم تتراجع يوماً مكانة العطر، بوصفه مكوناً عميقاً من مكونات أكثر اللحظات الشعرية
الأثيرة ارتباطاً بوجدان الشاعر والمتلقي على السواء.
هذا الشاعر
العربي عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص، عدَّ التعطّر من سمات جمال المرأة، فقال
في صبيّة:
هيفاءُ
فيها إذا اسْتقبَلْتَها عَجَفٌ
عَجزاءُ غامضةُ الكعبيْنِ مِعطارُ
من
الأوانسِ مِثلُ الشمسِ لم يَرَها
بساحةِ الدارِ لا بعلٌ ولا جـــــــارُ
وهذا نزار قباني من قصيدته المطولة «الوضوء بماء
العشق والياسمين»:
جئتُكُمْ ..
من تاريخ الوردةِ الدمشقيّةْ
التي تختصرُ تاريخَ العطرْ
..
ومن ذاكرة المُتَنبِّي
التي تختصرُ تاريخَ الشِّعرْ
..
جئتكمْ..
والأَضاليا ..
والنَرْجِسِ الظريفْ
التي علَّمتني أول الرسمْْ
….
جئتكم..
من ضِحْكَة النساءِ الشاميَّاتْ
التي
علَّمتني أول المُوسيقى …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق