من مقدّمة كتابي الجديد
الذي يُطبع حاليا في دار نشر عريقة بعين مليلة، وسيكون بحول الله حاضرا في معرض
الكتاب القادم بالجزائر
(بحثا عن ثقافة الحوار
مع الذات ومع الآخر)
بقلم: بشير خلف
تُــعد أزمة الحوار التي نعاني منها في حياتنا
المعاصرة نتيجة طبيعية لضعف ثقافة الحوار المتولدة عن تقصير جميع مؤسسات المجتمع في
التربية الحوارية ، واستشراء بعض التصورات ، والمفاهيم المغلوطة ، التي أسهمت في تغييب
الحوار عن ثقافة المجتمع. وعليه فنحن اليوم بحاجة ماسّــة لتفعيل التربية الحوارية
، ابتداء بمؤسسة التربية الأولى الأسرة ، وانتهاء بمؤسسات الدولة ؛ والمجتمع
المدني بكل مكوّناته ، إذْ لن تسود فينا ثقافة
الحوار، إلا بتربية مستمرة وشاملة على الحوار يتلقاها جميع أفراد المجتمع منذ نعومه
أظـافرهم ، وحتى انقضاء آجالهم
ما دفعني إلى تخصيص هذا الكتاب لثقافة
الحوار ما لاحظته ، وألاحظه في واقعنا الجزائري والعربي من فقدانها ، وما انجرّ ،
وينجرّ عن ذلك من عُنْفٍ بشتّى صوره ، وظلْمٍ ، وحيْفٍ ، وانتهاك لحقوق الإنسان
والجماعات ، وإقصاء ، وعدم تقبّل الاختلاف ، هذا ما بين الأفراد كما هو بين
مكوّنات المجتمع الواحد ، وما بين البلدان العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق