الكتابةُ لحظة ُوعْيٍ..
بشير خلف
بكلّ حسرة نحن نحسن قبْر اللآلي والجواهر عندنا؛
كما نتقن ثقافة التهميش، وسرعان ما نتناسى منْ قدّموا الكثير لهذا البلد. عددٌ كبيرٌ
من مثقفين وكتّاب كبار جزائريين أسّسوا لثقافة الجزائر المعاصرة.
أسماء كثيرة كانت
ملأت الساحة فكرا، وإبداعًا، ونقْدا، على سبيل المثال لا الحصر:
محمد
بوشحيط، الناقد الجزائري، الذي ساهم كثيرا في تفعيل المشهد الثقافي بالجزائر،
وعُرف بمقالاته النقدية الأدبية، التي جمع بعضا منها في حياته في كتاب"
الكتابةُ لحظة وعْيٍ"، هذا الكتاب على سبيل المثال ضمّ بعد المقدمة( الكتابة
لحظة وعي، أم وظيفة إيديولوجية؟ )، في قسمه الأول : الكتابة لحظة وعي، أم وظيفة
إيديولوجية؟ 1 ـ إشكالية تطور الشعر الجزائري المعاصر2 ـ الإبداع الفني في القصة
الجزائرية المعاصرة3 ــ قراءات في الرواية الجزائرية الحديثة.
الكتاب
من الحجم الصغير به 143 صفحة، صدر عن المؤسسة الوطنية للكتاب سنة 1984 قضى هذا الكاتب نحبه وهو لا يكاد يجد بعض المال لابتياع
الدواء. حيث قطعت الشركة الوطنية والتوزيع للكتاب مرتبه؛ لأنه تغيّب مرة أو مرتين.
وهو الذي كان في خط النار جنديا مدافعا عن الجزائر، يتبيّن لنا ذلك من الإهداء
الذي وسّم به كتابه الآنف الذكر:
«إلى ذلك الفلاح الجزائري الرائع الذي رافقنا في
اجتياز خطّ (موريس) الجهنمي، أنا ورفاقٌ آخرون ..والذي ما زلت أذكر كلماته
المتوهّجة في تلك الليلة الصافية الأديم من صيف سنة 1958. بعد أن اجتزنا خطّ
العبور المُضمّخ بالعرق والدّم قال لنا:
" يمكنكم الآن أن تتهيؤوا للدفاع عن شرف الكلمة
الملتزمة في سبيل قضيّة الوطن والحرية."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق